بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
ديسمبر 2023
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
صفحة 1 من اصل 1
سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
#سُمُّ_النفس_أشد_من_سمِّ_الحية!!
قال القطب الشيخ سيدي أحمد العلاوي (ت 1934م) رضي الله عنه متحدثا عن أول سلوكه للطريق :
"أول ميل كان وقع لي لأهل النسبة [الصوفية] على الإجمال تعلقي بأحد الرجال من السادات العيساوية، كنت أراه متعففا يظهر عليه أثر الصلاح، وبعد ذلك اشتغلت بما تقتضيه تلك النسبة اشتغالاً كُلياً ، وأعانني على ذلك حالة الصِّبا، وما عليه الطبع الفطري من جهة ميله للخوارق ، وقد مهرت في ذلك وكانت لي حظوة بين رجال تلك النسبة ، وما كانت عقيدتي فيما أتعاطاه إلا التقرب إلى الله عز وجل جهلاً منّي ، ولما أراد الله أن يُلهمني كنا ذات يوم ببعض اجتماعاتنا فرفعت نظري إلى ورقة كانت في حائط ذلك المنزل ، فوقع بصري اتفاقاً على كلام ينسبه صاحبه حديثاً ، فاستفدت منه ما ألزمني بترك ما كنت أتعاطاه من الخوارق ، وألزمت نفسي على أن أقتصر في تلك النسبة على ما كان من قبل الأوراد والأدعية والأحزاب ، ومن ذلك الحين أخذت أتنصل وأعتل للجماعة ، إلى أن تركت جميع ذلك ، وكنت أُريد أن أزحزح الجماعة بتمامها ، ولكنه لم يتيسر ، أما أنا فتنصلت كما كانت نيتي ، ولم يبق لي من ذلك إلا أخذ الحية ، فقد استمريت على أخذها بانفرادي ، أو مع بعض الأحباب ، إلى أن اجتمعت بالأستاذ الشيخ سيدي "محمد البوزيدي" رضوان الله عليه.
فقال لي ذات يوم وهو عندنا بدكاننا : إنه بلغني أنك تأخذ الحية ولا تخشى من لسعها. فقلتُ له : نعم، كذلك كنت. فقال لي : هل يمكنك الآن أن تأتينا بواحدة فتأخذها بحصورنا؟ فقلت له : مُتيسر. وذهبت من حيني إلى خارج البلد، وبعد ما مر علي نصف يوم لم أجد إلا واحدة صغيرة يقرب طولها من نصف ذراع، فجئت بها ثم وضعتها بين يديه ، وأخذت أقلب فيها كما هي عادتي ، وهو ينظر رضي الله عنه إلى ذلك، ثم قال لي : هل تستطيع أن تأخذ أكبر من هذه الحية مما هو أكبر منها جرما ؟ فقلت له : إنها عندي على السواء ، فقال لي : ها أنا أدلك على واحدة أكبر وأشد منها بأساً، فإن أمسكتها وتصرفت فيها فأنت الحكيم. فقلت له : فأين هي؟ فقال : نفسك التي بين جنبيك، فإن سمها أشد من سم الحية، فإن أمسكتها وتصرفت فيها فأنت الحكيم.
ثم قال لي : اذهب وافعل بهاته الحية ما هو عادتك أن تفعل بها ولا تعُد لمثل ذلك. فخرجت من عنده، وأنا أتخيل في شأن النفس وكيف يكون سمها أشد بأساً من سم الحية."
قال القطب الشيخ سيدي أحمد العلاوي (ت 1934م) رضي الله عنه متحدثا عن أول سلوكه للطريق :
"أول ميل كان وقع لي لأهل النسبة [الصوفية] على الإجمال تعلقي بأحد الرجال من السادات العيساوية، كنت أراه متعففا يظهر عليه أثر الصلاح، وبعد ذلك اشتغلت بما تقتضيه تلك النسبة اشتغالاً كُلياً ، وأعانني على ذلك حالة الصِّبا، وما عليه الطبع الفطري من جهة ميله للخوارق ، وقد مهرت في ذلك وكانت لي حظوة بين رجال تلك النسبة ، وما كانت عقيدتي فيما أتعاطاه إلا التقرب إلى الله عز وجل جهلاً منّي ، ولما أراد الله أن يُلهمني كنا ذات يوم ببعض اجتماعاتنا فرفعت نظري إلى ورقة كانت في حائط ذلك المنزل ، فوقع بصري اتفاقاً على كلام ينسبه صاحبه حديثاً ، فاستفدت منه ما ألزمني بترك ما كنت أتعاطاه من الخوارق ، وألزمت نفسي على أن أقتصر في تلك النسبة على ما كان من قبل الأوراد والأدعية والأحزاب ، ومن ذلك الحين أخذت أتنصل وأعتل للجماعة ، إلى أن تركت جميع ذلك ، وكنت أُريد أن أزحزح الجماعة بتمامها ، ولكنه لم يتيسر ، أما أنا فتنصلت كما كانت نيتي ، ولم يبق لي من ذلك إلا أخذ الحية ، فقد استمريت على أخذها بانفرادي ، أو مع بعض الأحباب ، إلى أن اجتمعت بالأستاذ الشيخ سيدي "محمد البوزيدي" رضوان الله عليه.
فقال لي ذات يوم وهو عندنا بدكاننا : إنه بلغني أنك تأخذ الحية ولا تخشى من لسعها. فقلتُ له : نعم، كذلك كنت. فقال لي : هل يمكنك الآن أن تأتينا بواحدة فتأخذها بحصورنا؟ فقلت له : مُتيسر. وذهبت من حيني إلى خارج البلد، وبعد ما مر علي نصف يوم لم أجد إلا واحدة صغيرة يقرب طولها من نصف ذراع، فجئت بها ثم وضعتها بين يديه ، وأخذت أقلب فيها كما هي عادتي ، وهو ينظر رضي الله عنه إلى ذلك، ثم قال لي : هل تستطيع أن تأخذ أكبر من هذه الحية مما هو أكبر منها جرما ؟ فقلت له : إنها عندي على السواء ، فقال لي : ها أنا أدلك على واحدة أكبر وأشد منها بأساً، فإن أمسكتها وتصرفت فيها فأنت الحكيم. فقلت له : فأين هي؟ فقال : نفسك التي بين جنبيك، فإن سمها أشد من سم الحية، فإن أمسكتها وتصرفت فيها فأنت الحكيم.
ثم قال لي : اذهب وافعل بهاته الحية ما هو عادتك أن تفعل بها ولا تعُد لمثل ذلك. فخرجت من عنده، وأنا أتخيل في شأن النفس وكيف يكون سمها أشد بأساً من سم الحية."
أبو أويس-
عدد الرسائل : 1529
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

» خطر هوى النفس
» تزكية النفس
» وخا لف النفس والشيطان واعصهما
» النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم
» إنّ النفس لأمّارة بالسوء
» تزكية النفس
» وخا لف النفس والشيطان واعصهما
» النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم
» إنّ النفس لأمّارة بالسوء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
» صلاة لسيدي رفيق بريبش
» من جواهر العارفين
» الصلاة العظيمة للسيد أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس"رضي الله عنه"
» وصية سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه
» صلَّى الله عليه وسلم
» هل تعلم لماﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟؟
» من حكم مولانا الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» من إبداعات سيدي رفيق بريبش التوزري
» أمر العامة بالأخذ من الكتاب والسنة حق أريد به باطل
» لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية:
» من رسائل سيدي فتحي السلامي القيرواني إلى بعض مريديه 1
» الإختلاف ليس في المنقول ولكن في العقول :
» مذاقات من بحر وحي المناجاة