آداب الجوارح في طريق الصوفية

بسم الله الرحمان الرحيم

إن آداب الجوارح هي ظاهر طريق الصوفية وهي كالتالي :

آداب اللسان : أن يكون رطباً بذكر الله ، وبذكر الإخوان بخير ، والدعاء لهم ، وبذل النصيحة والوعظ ولا يكلمهم بما يكرهون، ولا يغتب ولا يــنم (المقصود أن المشي بالنميمة) ولا يشتم ولا يخض في ما لا يعنيه، وإذا كان في جماعة تكلم معهم ما داموا يتكلمون فيما يعنيهم، فإذا أخذوا فيما لا يعنيهم تركهم ويتكلم في كل مكان بما يوافق الحال، فقد قيل لكل مقام مقال ، وقيل : خلق الله اللسان ترجماناا للقلب ومفتاحاً للخير والشر، وقيل : إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك والزم الصمت، فإنه ستر للجاهل وزين للعاقل ، قال صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم).

آداب السمع : ألا يسمع الفحش والغيبة والنميمة والمناكر ، بل يسمع الذكر والوعظ والحكمة وما يعود إليه بالفائدة ديناً ودنيا، ويحسن الإصغاء إلى مكلميه ومخاطبيه .

آداب البصر : الغض عن المحارم ، وعن عيوب الإخوان ، وعن المنكرات والمحرمات فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور - ، وقيل : من طاوع طرفه تابع حتفه (أي موته) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه (إياك أن تتبع النظر فإن الأولى لك والثانية عليك).

آداب القلب : مراعاة الأحوال السنية المحمودة ، ونفي الخواطر الرديئة المذمومة ، والتفكر في آلاء الله ونعم وعجائب خلقه ، قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والأرض الآية 191 – آل عمران . وقال صلى الله عليه وسلم :(تفكر ساعة خير من عبادة سنة).
ومن آداب القلب حسن الظن بالله وبجميع المسلمين وتطهيره من الغل والحسد والخي – انة وسوء الظن وسوء المعتقد فإنها من
خياناته، قال تعالى: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً . الآية 26 الإسراء

قال صلى الله عليه وسلم : (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح بصلاحها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لفسادها سائر الجسد، ألا وهي القلب) متفق عليه .
وقال سرى السقطي :
القلوب ثلاثة: قلب كالجبل لا يحركه شيء ، وقلب كالنخلة اصلها ثابت والريح يميل بها يميناً وشمالاً ، وقلب كالريشة يذهب مع كل ريح ولا يثبت .

آداب اليدين : البسط بالبر والإحسان ، وخدمة الإخوان، وألا يستعين بهما على معصية الله.

آداب الرجلين : السعي في صلاح نفسه وإخوانه ، وألا يمشي بهما مرحاً ولا مختالاً ولا يتبختر ولا يزهو ، فإن ذلك مما
يبغضه الله تعالى، وألا يستعين بهما على المعاصي .

من كتاب الفتوحات الإلهية ص162 ، ص 163