من احب وكره فقد كذب على الله مرتين

وحاصل الجميع:ان العبد ينبغي له ان يكون لمولاه ويريد كل ما يريد لمولاه لا لنفسه واذا صاحب شخصا
تكون صحبته اياه لله تعالى ، واذا صحبه لله يجتهد له في كل شئ يزيده عند الله زلفى ، وكل من قام بحقوق الله تعالى يرزقه الله تعالى علما بمعرفة النفس وعيوبها ، ويعرفه محاسن الاخلاق ومحاسن الاداب
ويوقفه من اداء الحقوق على بصيرة ويفقهه في ذلك كله ، ولا يفوته شئ مما يحتاج اليه فيما يرجع
الى حقوق الحق ، وفي ما يرجع الى حقوق الخلق ، فكل تقصير يوجد من خبث النفس وعدم تزكيتها
وبقاء صفتها عليه ، فان صحبت ظلمت بالافراط تارة وبالتفريط اخرى ، وتعدت الواجب فيما يرجع الى الحق والخلق ، والحكايات والمواعظ والاداب وسماعها لا يعمل في النفس زيادة تاثير، ويكون كبئر
يقلب فيه الماء من فوق فلا يمكث فيه ولا ينتفع به،واذا اخذت بالتقوى والزهد في الدنيا نبع منها ماء الحياء
وتفقهت وعلمت وادت الحقوق وقامت بواجب الاداب بتوفيق الله سبحانه وتعالى
من اقوال سيدي اسماعيل رضي الله عنه ((مقامات الصالحين تتلاعب بها الصبيان آخر الزمان))

موضوع قيّم وإشارات هامة ومعاني راقية وذوق رفيع
بخلاف العنوان الذي ليس له علاقة بالموضوع وهو حسب رأيي المتواضع قصد
الكاتب من المساهمة وفي الحقيقة المقولة ليست دقيقة فالمحبة والكره شعور يحمله إمرأ تجاه شخص أو جماعة
لصفات وجدت استحسانا عنده وبما أن الصفات
ليست لصيقة ويمكن لللإنسان أن يتحول من الإحسان الى الإساءة والعكس فكذلك شعور المحبة أو الكره يتحول لأنه علة الصفة وبذلك يتتحول المحبة الى بغض بتحول صاحب الصفة الحسنة الى الذميمة والعكس صحيح
ثم أن الإنسان إذا مااستطاع التغاضي عن العيوب وسلط فكره على المحاسن يجد نوعا من القبول عنده أما إذا تعاقبت موجبات الرفض من اصرار بعضهم على الصفات الذمييمة ولم يجاهد نفسه كي يلتمس لغيره الأعذار يتولد عنده إحساس بالنفور من حامل تلك الصفات فالمرأ هنا رهين المزاج
الذي يفرض على صاحبه أحيانا أن يحط الرحال ويأخذ لنفسه قسطا من الراحة لان التماس الأعذار جهاد يفرض على صاحبه التغاضي والتعظيم واتهام النفس والإشتغال بالواحد .
غير أن البعض مصر على ما هو عليه من العيوب معول على اجتهاد غيره لقبوله فإذا ما ثار أحدهم عليه سارع لالصاق التهم به مع تزكية نفسه .
ثم إن الرفض هو في الأصل لبعض الأعمال وليس لذات الشخص فحالما يقلع عنها لا يجد الا القبول
لعلي أكون مفهوما فيما ذهبت اليه .
نعود الى سالف موضوعنا وهو ايراد الدليل عى امكانية اختلاف الحكم على الشخص الواحد ودلك بقبوله مرة ورفضه أخرى
أسوق مثالا لذلك من سيرة مولانا الإمام رضي الله عنه ومن السنة الشريفة ومن القرآن العظيم .أما من سيرة سيدنا الشيح رحمه الله فقد قال وكان رضي الله عنه في حالة هيجان شديد ياخي اتحبو يعودو يحدفوا فيا بالطماطم ويقولوا هاو شيخ آك الجماعة ....قال هذا بعدما تعرض لتصرفات ليست بالمرضية من قبل بعض الفقرا ء.
وقال في مجلس آخر عكس ذلك وكان بمناسبة زيارته لأحد المناطق الريفية وأنا مستعد لذكر مكان المجلسين قلت قال انحب نقعد بيناتكم الف عام.في المجلس الأول كاد يتبرأ من الفقراء وفي الثاني عبر عن رغبته في عدم مفارقتهم .فما تقول في هذا يا سيدي نوري أنا انقولك ازرب واهرب بهاك العنوان على خاطرو غالط .
أما
من السنة نجد أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم أطلق اسماجميلا على ثعلبة وهو حمامة المسجد ولما تنازل عن صفة ملازمة المسجد وشغل بماله واحتج على كيفية أخذ الزكاة حرم من تلك التسمية وامتنع النبيء عن أخذ الزكاة منه وكذلك فعل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
أما من القرآن فالآيات الممجدة لبني اسرائيل كثيرة ولما انقلبوا انقلب الوصف
ولذلك لا يصح أن نستعمل هذه المقولة لان أصلها من كلام العوام ويقصد بها الشكر والذم لشخص واحد في وقت واحد لا يستساغ
ا

المؤمن مرآة لاخيه، والنصيحة اغلى ما يوهب ، ولكنها اصعب شئ عند الاداء،
لان الحق مر، وتبين الخطا يفضح، والنفس معاندة ، والانسان محب لذاته مغتر بشخصه
ويخيل لي ان النصيحة تؤدي الى عكس ثمرتها اذا لم نحسن تقديمها
ولذلك قال الحق(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن)
ومن يدري لعل هذا الصديق نا فر لسوء الاسلوب في النصح ، او عدم البراعة
في الارشاد ، وكم ينجح الناصحون في الوصول الى ما يريدون لو تذكروا
على الدوام قول حاتم الزاهد ، وعملوا به يقول:
(ان كتمت عيب اخيك فقد خنته ،وان قلته لغيره فقد اغتبته ، وان واجهته به فقد
بهته، ولكن عرض به واجعله من جملة الحديث)