خواطر عن السحر وحالة العالم اليوم

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

قال تعالى في قصّة موسى عليه السلام بخصوص سحرة فرعون ( قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم )
مع نشوء كلّ حضارة مادية من أسباب قوّة وغيرها كالتكنولوجيا الحديثة التي نعيشها في واقعنا ونراها في عصرنا في الصناعات بمختلف فنونها التي يتصدّرها ويتزعّمها أهل الكفر نجد دائما أمرا روحانيا يساندها ويعضدها من الزوال ألا وهو أمر ( السحر ) وقد حصل هذا في زمان فرعون بعد أن بنى وشيّد فلمّا جاءته الآيات الربانية لم يجد شيئا ماديا يعارضها سوى أمر ( السحر ) متى علمت أنّ المادّة لا تخلق أرواحا بعد أن تبيّن عجزه عن تحدي أفعى موسى عليه السلام
وإنّما جعل الله تعالى معجزة موسى عليه السلام ( ثعبان مبين ) لأنّها تعبّر عن باطن فرعون من السموم التي فيه ...إلخ
وهكذا أمر كلّ أمّة أو الطغاة تكون معجزتهم بحسب ما في بواطنهم فالمعجزة من تكون من جنس قوم ذلك الرسول أو النبيّ كالعرب كانت معجزتهم القرآن لما في بواطنهم من المعنى العاطفي والروحي من حيث القلب ومن الأدبي الفكري من حيث العقل وهكذا هو شأن أمّة العرب حتّى أنهم سموها أمّة الشعر ... والبحث في هذا يطول وليس مقصودنا هنا

قلت : فمع كلّ حضارة بنيت على غير أساس دلالة الناس على خالقهم في مصالحهم لا بدّ أن يصحبها شيطان ماهر وعفاريت كبار يساندونها فإذا علمت هذا تعلم حقيقة الزمان الذي تعيش فيه اليوم في هذه الحضارة التي أعجزت العالم منذ عهد آدم فكان لا بدّ أن يكون مساندها وعضدها الأيمن هو الدجال بنفسه لما عنده من السحر لأنّ حجّة المادّة متى ضعفت وعجزت أمام الآيات البيّنات ساندتها الأرواح السفلية في قبول ذلك التحدي أمام الناس لأنّ العبرة كلّ العبرة فيما تنازع عليه الجمعان : شيئا ( هو العوام ) أي عوام الخلق الذين هم كالجنود وهذا ما أشار إليه إبليس لعنه الله تعالى في قوله كما قال تعالى ( لأغوينّهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) فانظر هنا : فليست غايته ( عباد الله المخلصين ) وإنّما نظره لا يقع إلاّ على ( أجمعين ) بعد ذلك الإستثناء لأنّه يعلم أنّه لا سبيل له على عباد الله المخلصين فوقع التنازع فيما بين الأنبياء عليهم السلام وبين إبليس لعنه الله تعالى على العوام من الخلق أصحاب الغفلة ومحدودية العقل والتفكير والسذاجة :
فتمثّلت تلك الحرب في أمرين أساسيين : هما : الصورة الظاهرة : وهي الصورة الخدّاعة فإنّ الخدعة تأتي بداية عن طريق الصورة كما في الآية ( سحروا أعين الناس ) سواء في مجال المادة أو الروحانية ...إلخ
والأمر الثاني : هو الصوت : لذا يتبع العوام غالبا الناعق فلا يمكن لأحدهم أن يخدعك بتاتا بغير هذين الأمرين , فحيثما كان نظرك ثمّ سمعك يكون ذلك التصوّر فيكون الحكم على الشيء لذا سارع إبليس لعنه الله تعالى إلى كسب تلك المعركة وهي معركة الصوت والصورة ( أعني تكنولوجيا الإتصال ) وخصوصا الفضائيات التي ينعق فيها كلّ ناعق وما تبثّه من صور خادعة تأخذ بالألباب وأنت اليوم متى نظرت ثمّ تساءلت هذا السؤال : من يمتلك اليوم تلك المساحة الإعلامية في العالم ؟؟؟ فالجواب : أنّها بيد اليهود .... أخبرتك بهذا كي تعرف مستوى البشرية اليوم وعلى أيّ موجة هي عقولهم وفي أيّ تردّد وإنّما أحكي على ىالمستوى العام المقول فيه ( لأغوينّهم أجمعين ) أي ظاهرا وباطنا ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ) وقد يسأل العاقل : لماذا استشعر إبليس لعنه الله تعالى هذا الإستثناء فذكره رغم انحجابه عن كلّ علم أو أدب ؟؟؟ هذا كي تدرك مستوى كشف إبليس لعنه الله تعالى ومستوى علمه الغيب الظلامي وهو الغيب المتعلّق بعالم المادّيات الخالي من فهم نور روحه الذي هو من نور الله تعالى فهذا الغيب متى كان قيل فيه ( كذب المنجّمون ولو صدقوا ) يعني يكذب في عين صدقه فكيف في عين كذبه وكما ورد في الحديث ( لقد صدقك وهو كذوب ) وقد يسأل عاقل : أيصدق الكذوب ؟ فالجواب : نعم قد يصدق ولكنّه كاذب في صدقه ... وهكذا هو العالم اليوم كاذب في صدقه متى رأيت من يتكلّم عن الحرية وعن الإخاء ... وهو على ملّة الشيطان فلا تصدّقه أبدا لا ظاهرا ولا باطنا ...

وعليه ترجع دائما إلى آلة الباطن التي هي عين البصيرة فبها تعرف الأشياء على حقيقتها فلا يمكن أن تضلّ بعدها أبدا فمن ليست له تلك الآلة اليوم فهو من جنود الدجال أحبّ أم كره

قلنا لجماعة : يا جماعة اليوم العالم بأسره إلاّ من رحم الله مسحور بالصوت والصورة اللتان بهنا وقع حكم العالم اليوم ...
قلت من قبل : لا بدّ من هذا التلفاز وهذا الإتصال الدجالي من الإنقطاع فضحك بعضهم وظنّه من الأوهام والخزعبلات وقلّة وعي وفهم فهو يضحك عليّ ظنّا بجهلي وأنا أضحك عليه أسفا على عدم بصيرته
سؤال : هل رأيت أقطاب الأمّة يظهرون على التلفاز وهل شاهدت كبار العارفين إلاّ من ندر منهم يخرج على الإعلام ..؟؟؟ قال شيخنا رضي الله عنه في التلفزة يصفها ( هي عين المسيخ الدجال ) يعني التي يبثّ بها أكاذيبه ونشر الفوضى ودمغجة العقول ... ومن تقول له اليوم أنت مسحور سخر منك كمن سحرته إمرأة حتّى وقع في حبّها فهي تضحك عليه وتستغلّه وتجنّده لمصالها وهو المسكين متيّم في حبّها نتيجة ذلك السحر فلو بطل السحر انقلب انقلب معه كلّ شيء ...

هناك أمر آخر لا بدّ من الحديث فيه وهو : هل تدرون ما هو طريق الله تعالى اليوم وكيفية الرجوع إلى دين الله قلبا وروحا ؟؟؟ بابه مدينة ( القدس ) والمسجد الأقصى فمنه يقع المعراج الروحي فمادام المسجد الأقصى محتلاّ وهو بيد اليهود فلا رجوع لأمّه الإسلام إلى دينها الصحيح وأعني به ( العروج العرفاني ) وهو حال الأنبياء والربانيين لهذا السبب يكون الأقصى عاصمة الخلافة وإليه يذهب المهدي المنتظر ... فمتى انفكّ السحر مات الساحر أو يتوب ... والأغلب أنّه يموت ولو تاب كما هو شأن سحرة فرعون لمّا صلبهم فإنّ حدّ حكم السحر هو القتل لأنّ من سحر فقد كفر ..
وسؤال آخر : لا يُعرف الشخص وتعرف حقيقته إلاّ عندما يكون كما سيكون يوم القيامة أي عريانا أي ظاهرا وباطنا لذا قال تعالى ( لا تخفى منكم خافية ) أمّا اليوم فقد تشكّلت الشياطين في صور متعدّدة وخصوصا صور أهل الدين ... مرّة قلت لأحدهم هل تدري كيف يمكنني معرفتك ؟ فقال : لا . فقلت له : إحلق لحيتك وانزع عمامتك وسأراك على صورتك الحقيقة ... وإنّما متى أطلعك الله تعالى على حقائق الناس ليس لكي تستهزئ بهم أو تحقرهم أو تتبرأ منهم بل كي تعالجهم كما قال الشيخ أبو مدين في قصيدته : عيب بدا لكنّه استتر , أي بدا عندي مكشوف ولكن الله تعالى أمدّنا بالستر عليه فلا نفضح أحدا لأنّ من فضح فضحه الله تعالى ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة كما قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : لو لا حدود الشريعة تقيّدني ...إلخ ولكن هذا فقط يكون بخصوص المسلمين خاصّة ..

فالعالم بأسره اليوم يعيش فوضى خلاّقة بأتمّ ما تعنيه الكلمة وسينتهي إلى حروب مدمّرة والأمر مفصّل في كتاب الله تعالى والعاقبة للمتقين ...

حبيبى على أعزك الله وأكرمك هذا عهدى بك عالما عارفا متحققا بوركت فقد وضعت يدك على حقيقة غابت عن كثير فتح الله بك وعليك

بارك الله فيكم وفتح عليكم فتوح العارفين
سحرسائل الاعلام في التأثير وغسل أدمغة العالم من اسلحة حروب الدجال واستعداته لبسط زمنه الموعود ...ندعوا الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

خواطر عن السحر وحالة العالم اليوم

خواطر عن السحر وحالة العالم اليوم

رد: خواطر عن السحر وحالة العالم اليوم

رد: خواطر عن السحر وحالة العالم اليوم