بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
كيف يكون أسوة حسنة لمن لم يهتمّ بسيرته صلى الله عليه وسلم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف يكون أسوة حسنة لمن لم يهتمّ بسيرته صلى الله عليه وسلم
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً،
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق و البشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر...
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين...
أيها الإخوة الكرام، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ (21) ﴾
[ سورة الأحزاب]
كيف يكون أسوة حسنة لمن لم يقرأ أو يهتمّ بسيرته إطلاقاً ؟ كيف تزوج ؟ كيف كان مع زوجته ؟ مع أولاده ؟ مع أصهاره ؟ مع بناته ؟ مع جيرانه ؟ مع أخوانه ؟ مع أصحابه ؟ كيف كان في سلمه، وفي حربه ؟ كيف كان في الفقر والغنى ؟ كيف يكون قدوة لمن لم يعرف سيرته ؟
وإليك نبذا من صور عملية في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام
الصورة الأولى:
أذاقه الله الفقر والجوع فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:
(( دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ))
الصورة الثانية:
أذاقه الغنى فسأله أحد زعماء القبائل: لمن هذا الوادي من الغنم ؟ قال: هو لك، قال: أتهزأ بي ؟ قال: لا والله، هو لك، قال: أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
الصورة الثالثة:
أذاقه الاضطهاد في الطائف، كذبوه، وسخروا منه، وأغروا صبيانهم ليضربوه، قال: يا رب، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، يا رب، إذا كانت هذه الشدة تعني أنك غاضب علي فلك العتبى حتى ترضى، وإن كانت لا علاقة لها بغضبك ورضاك فلا أبالي لكن عافيتك أوسع لي.
الصورة الرابعة:
أذاقه النصر بمكة وبإمكانه بحركة من شفتيه أن ينهي وجود أعدائه الذين حاربوه عشرين عاماً، قال: ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، لذلك قال أبو سفيان: ما أعدلك ! وما أرحمك ! وما أوصلك ! وما أحلمك ! ذاق القهر، وذاق النصر، وذاق الفقر.
الصورة الخامسة:
ذاق موت الولد، فقال: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، وذاق تطليق ابنتيه، تطليق البنت صعب جداً.
الصورة السادسة:
ذاق أن تتهم زوجته العفيفة الطاهرة بأثمن ما تملكه امرأة فصبر حتى برأها الله في عليائه، فلما قال لها أبوها: قومي فاشكري رسول الله، قالت: لا والله، لا أشكر إلا الله، فابتسم عليه الصلاة والسلام، وقال: عرفت الخير لأهله.
الصورة السابعة:
موقفه في المرأة التي تقمُّ المسجد، وهل في السُّلّم الاجتماعي عمل أدنى من أن يقمَّ الإنسان مكاناً، أما هو عند الله فقد يكون أرقى عمل، أنت حينما تكون في خدمة بيت الله، هذه صنعة سيدنا إبراهيم،
﴿أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾
[ سورة البقرة: من الآية 125 ]
ومع ذلك لما ماتت اجتهد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أن هذه المرأة شأنها أقلّ مِن أن يخبر عن موتها النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يخبروه، فلما تفقدها بعد أيام قالوا: ماتت، فغضب، قال: هلا أعلمتموني، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ:
(( أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ ؟ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ))
[البخاري ومسلم ]
وبشكل استثنائي ذهب إلى قبرها، وصلى عليها، وهي مدفونة، هذا هو الإسلام.
الصورة الثامنة:
الإسلام أن يدخل أعرابي على النبي وأصحابه، فيقول: أيّكم محمد ؟ ماذا تفهمون من هذه ؟
الصورة التاسعة:
الإسلام أن يكون النبي مع أصحابه في سفر، أرادوا أن يعالجوا شاة، فقال أحدهم: عليّ ذبحها، وقال الثاني: عليّ سلخها، وقال الثالث: عليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليّ جمع الحطب، قالوا: نكفيك ذلك، قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
الصورة العاشرة:
في بدر الصحابة كانوا بضع مئة وأربعة عشر رجلا، والرواحل قليلة، هو قائد الجيش، وزعيم الأمة، ورسول الله، ونبي الأمة، قال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، ركب الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً قال ما أنتما بأقوى مني على السير ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
قال تعالى:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(21) ﴾
[ سورة الأحزاب]
الصورة الحادية عشرة:
قبل أن يغادر إلى الدار الآخرة وقف خطيباً، وقال: من كنت أخذت له مالاً فهذا مالي، فليأخذ منه، ومن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتدْ منه، ومن كنت شتمتُ له عرضاً فهذا عرضي، ولا يخشى الشحناء فإنها ليست من شأني، ولا من طبيعتي، هكذا كان عليه الصلاة والسلام.
الصورة الثانية عشرة:
أيها الإخوة الكرام، دعت السيدة خديجة لأخذ قسط من الراحة بعد أن جاءه الوحي، قال: انقضى عهد النوم يا خديجة.
الصورة الثالثة عشرة:
أيها الإخوة الكرام، كان إذا رأى دابة تحمل فوق طاقتها لا يحتمل، رحم المخلوقات كلها، كان يصلي صلاة الفجر، ومن عادته أن يطيل في الصلاة، فسمع طفلاً يبكي ينادي أمه ببكائه فقرأ الإخلاص، وأوجز في صلاته، قال: رحمة بالصغير الذي ينادي أمه ببكائه، من لا يرحم لا يرحم.
هذا هو النبي الكريم، أيعقل أن نحتفل في ذكرى مولده يوماً في العام ؟ يجب أن تقرأ سيرته كل يوم، وأن تقرأ حديثه كل يوم، لا يليق به أن نخصص له يوماً واحداً في العام، يجب أن تكون حياتنا كلها محبة له واتباعاً له، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (31) ﴾
[ سورة آل عمران]
أيها الإخوة الكرام، مع أننا والله نفرح أشد الفرح بأي احتفال بالنبيء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم لكن الذي نتمنى ألا نكتفي بالمديح، لأن العبرة بالاتباع لا بالمديح.
إنّ ابنًا غير متعلم، وله أب عالم كبير، لو أمضى هذا الابن كل حياته بمديح والده يبقى الابن جاهلاً والأب عالم، لا يحدث لنا خيرٌ كما يحدث لمن اتبع النبي عليه الصلاة والسلام.
أنا ألح عليكم أن تتبعوه، وأن تضيفوا إلى الاحتفال اتباعه، لا مانع، والله قصته تأخذ بالألباب، تغير الجو كله، تملؤنا ثقة بهذا الدين العظيم، تملؤنا فرحاً وبشراً، قال تعالى:
﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ (120) ﴾
[ سورة هود]
لكن البطولة أن تتبعه، أن يكون بيتك ومحلك وعملك ومحيطك محمديا وأن تكون ربانيا...
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
مقتبسة بتصرف من خطبة جمعة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي.
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق و البشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر...
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين...
أيها الإخوة الكرام، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ (21) ﴾
[ سورة الأحزاب]
كيف يكون أسوة حسنة لمن لم يقرأ أو يهتمّ بسيرته إطلاقاً ؟ كيف تزوج ؟ كيف كان مع زوجته ؟ مع أولاده ؟ مع أصهاره ؟ مع بناته ؟ مع جيرانه ؟ مع أخوانه ؟ مع أصحابه ؟ كيف كان في سلمه، وفي حربه ؟ كيف كان في الفقر والغنى ؟ كيف يكون قدوة لمن لم يعرف سيرته ؟
وإليك نبذا من صور عملية في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام
الصورة الأولى:
أذاقه الله الفقر والجوع فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:
(( دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ))
الصورة الثانية:
أذاقه الغنى فسأله أحد زعماء القبائل: لمن هذا الوادي من الغنم ؟ قال: هو لك، قال: أتهزأ بي ؟ قال: لا والله، هو لك، قال: أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
الصورة الثالثة:
أذاقه الاضطهاد في الطائف، كذبوه، وسخروا منه، وأغروا صبيانهم ليضربوه، قال: يا رب، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، يا رب، إذا كانت هذه الشدة تعني أنك غاضب علي فلك العتبى حتى ترضى، وإن كانت لا علاقة لها بغضبك ورضاك فلا أبالي لكن عافيتك أوسع لي.
الصورة الرابعة:
أذاقه النصر بمكة وبإمكانه بحركة من شفتيه أن ينهي وجود أعدائه الذين حاربوه عشرين عاماً، قال: ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، لذلك قال أبو سفيان: ما أعدلك ! وما أرحمك ! وما أوصلك ! وما أحلمك ! ذاق القهر، وذاق النصر، وذاق الفقر.
الصورة الخامسة:
ذاق موت الولد، فقال: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، وذاق تطليق ابنتيه، تطليق البنت صعب جداً.
الصورة السادسة:
ذاق أن تتهم زوجته العفيفة الطاهرة بأثمن ما تملكه امرأة فصبر حتى برأها الله في عليائه، فلما قال لها أبوها: قومي فاشكري رسول الله، قالت: لا والله، لا أشكر إلا الله، فابتسم عليه الصلاة والسلام، وقال: عرفت الخير لأهله.
الصورة السابعة:
موقفه في المرأة التي تقمُّ المسجد، وهل في السُّلّم الاجتماعي عمل أدنى من أن يقمَّ الإنسان مكاناً، أما هو عند الله فقد يكون أرقى عمل، أنت حينما تكون في خدمة بيت الله، هذه صنعة سيدنا إبراهيم،
﴿أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾
[ سورة البقرة: من الآية 125 ]
ومع ذلك لما ماتت اجتهد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أن هذه المرأة شأنها أقلّ مِن أن يخبر عن موتها النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يخبروه، فلما تفقدها بعد أيام قالوا: ماتت، فغضب، قال: هلا أعلمتموني، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ:
(( أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ ؟ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ))
[البخاري ومسلم ]
وبشكل استثنائي ذهب إلى قبرها، وصلى عليها، وهي مدفونة، هذا هو الإسلام.
الصورة الثامنة:
الإسلام أن يدخل أعرابي على النبي وأصحابه، فيقول: أيّكم محمد ؟ ماذا تفهمون من هذه ؟
الصورة التاسعة:
الإسلام أن يكون النبي مع أصحابه في سفر، أرادوا أن يعالجوا شاة، فقال أحدهم: عليّ ذبحها، وقال الثاني: عليّ سلخها، وقال الثالث: عليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليّ جمع الحطب، قالوا: نكفيك ذلك، قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
الصورة العاشرة:
في بدر الصحابة كانوا بضع مئة وأربعة عشر رجلا، والرواحل قليلة، هو قائد الجيش، وزعيم الأمة، ورسول الله، ونبي الأمة، قال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، ركب الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً قال ما أنتما بأقوى مني على السير ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
قال تعالى:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً(21) ﴾
[ سورة الأحزاب]
الصورة الحادية عشرة:
قبل أن يغادر إلى الدار الآخرة وقف خطيباً، وقال: من كنت أخذت له مالاً فهذا مالي، فليأخذ منه، ومن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتدْ منه، ومن كنت شتمتُ له عرضاً فهذا عرضي، ولا يخشى الشحناء فإنها ليست من شأني، ولا من طبيعتي، هكذا كان عليه الصلاة والسلام.
الصورة الثانية عشرة:
أيها الإخوة الكرام، دعت السيدة خديجة لأخذ قسط من الراحة بعد أن جاءه الوحي، قال: انقضى عهد النوم يا خديجة.
الصورة الثالثة عشرة:
أيها الإخوة الكرام، كان إذا رأى دابة تحمل فوق طاقتها لا يحتمل، رحم المخلوقات كلها، كان يصلي صلاة الفجر، ومن عادته أن يطيل في الصلاة، فسمع طفلاً يبكي ينادي أمه ببكائه فقرأ الإخلاص، وأوجز في صلاته، قال: رحمة بالصغير الذي ينادي أمه ببكائه، من لا يرحم لا يرحم.
هذا هو النبي الكريم، أيعقل أن نحتفل في ذكرى مولده يوماً في العام ؟ يجب أن تقرأ سيرته كل يوم، وأن تقرأ حديثه كل يوم، لا يليق به أن نخصص له يوماً واحداً في العام، يجب أن تكون حياتنا كلها محبة له واتباعاً له، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (31) ﴾
[ سورة آل عمران]
أيها الإخوة الكرام، مع أننا والله نفرح أشد الفرح بأي احتفال بالنبيء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم لكن الذي نتمنى ألا نكتفي بالمديح، لأن العبرة بالاتباع لا بالمديح.
إنّ ابنًا غير متعلم، وله أب عالم كبير، لو أمضى هذا الابن كل حياته بمديح والده يبقى الابن جاهلاً والأب عالم، لا يحدث لنا خيرٌ كما يحدث لمن اتبع النبي عليه الصلاة والسلام.
أنا ألح عليكم أن تتبعوه، وأن تضيفوا إلى الاحتفال اتباعه، لا مانع، والله قصته تأخذ بالألباب، تغير الجو كله، تملؤنا ثقة بهذا الدين العظيم، تملؤنا فرحاً وبشراً، قال تعالى:
﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ (120) ﴾
[ سورة هود]
لكن البطولة أن تتبعه، أن يكون بيتك ومحلك وعملك ومحيطك محمديا وأن تكون ربانيا...
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
والحمد لله رب العالمين
مقتبسة بتصرف من خطبة جمعة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: كيف يكون أسوة حسنة لمن لم يهتمّ بسيرته صلى الله عليه وسلم
بسم الله والصلاة والسلام على سيدى رسول الله
السلام عليك ايها النبي الكريم ورحمة الله وبركاته
سيدى ابو اويس جزاك الله خير الجزاء واكرمك بحب المصطفى وابقاك وايانا وجميع اخواننا فى صحبته الى ان نسعد بشفاعته ونشرب من الحوض بيديه الشريفتين ونلقاه وهو راض عنا .. يا رب العالمين. واسمح لى اخى الكريم ان اعقب على مقالكم بكلمات للدكتور محمد عبده يمانى رحمه الله: علموا اولادكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
علموهم انه كان قبل البعثة الصادق الامين وكان بعدها الرحمة المهداة للعالمين
علموهم انه دعوة ابراهيم وبشارات موسى وعيسى وامام النبيين
علموهم انه خير من بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد فى سبيل الله حتى اتاه اليقين
علموهم انه اولى بالمؤمنين من انفسهم وانه النبي الذى اخذ الله له العهد على انبيائه اجمعين
علموهم انه بشر يوحى اليه وانه الاسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا
علموهم ان الله اقسم بحياته دون احد من الانبيياء وان الله فضله فى الخطاب على جميع الانبياء والمرسلين
اغرسوا فى قلوبهم محبته صلى الله عليه وسلم ومحبة ال بيته الطاهرين ومحبة خلفائه الراشدين وذكروهم بقوله صلى الله عليه وسلم: من احبنى فقد احب الله ومن اطاعنى فقد اطاع الله.
وبعد فصلى الله عليك ايها النبي الكريم الذى كان يتمه بركة ورحمة وكان فقره غنى ولطفا ونعمة وان تربيته وادبه كانا من الله عز وجل .
السلام عليك ايها النبي الكريم ورحمة الله وبركاته
سيدى ابو اويس جزاك الله خير الجزاء واكرمك بحب المصطفى وابقاك وايانا وجميع اخواننا فى صحبته الى ان نسعد بشفاعته ونشرب من الحوض بيديه الشريفتين ونلقاه وهو راض عنا .. يا رب العالمين. واسمح لى اخى الكريم ان اعقب على مقالكم بكلمات للدكتور محمد عبده يمانى رحمه الله: علموا اولادكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
علموهم انه كان قبل البعثة الصادق الامين وكان بعدها الرحمة المهداة للعالمين
علموهم انه دعوة ابراهيم وبشارات موسى وعيسى وامام النبيين
علموهم انه خير من بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد فى سبيل الله حتى اتاه اليقين
علموهم انه اولى بالمؤمنين من انفسهم وانه النبي الذى اخذ الله له العهد على انبيائه اجمعين
علموهم انه بشر يوحى اليه وانه الاسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا
علموهم ان الله اقسم بحياته دون احد من الانبيياء وان الله فضله فى الخطاب على جميع الانبياء والمرسلين
اغرسوا فى قلوبهم محبته صلى الله عليه وسلم ومحبة ال بيته الطاهرين ومحبة خلفائه الراشدين وذكروهم بقوله صلى الله عليه وسلم: من احبنى فقد احب الله ومن اطاعنى فقد اطاع الله.
وبعد فصلى الله عليك ايها النبي الكريم الذى كان يتمه بركة ورحمة وكان فقره غنى ولطفا ونعمة وان تربيته وادبه كانا من الله عز وجل .
ابو ضياء- عدد الرسائل : 205
العمر : 64
الموقع : لى بالحمى قوم عرفت بحبهم
العمل/الترفيه : انا الفقيراليكم والغنى بكم ** فليس لى بعدكم حرص على احد
المزاج : فى سليمى وهواها كم وكم ذابت قلوب
تاريخ التسجيل : 01/09/2012
مواضيع مماثلة
» ذكر آداب المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الوسائل إلى الله
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم- خطبة للشيخ عبد الله نهاري
» الله عز وجل احتفل بميلاد النبيء صلى الله عليه وسلم
» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الوسائل إلى الله
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم- خطبة للشيخ عبد الله نهاري
» الله عز وجل احتفل بميلاد النبيء صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس