بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
بشر الحافي رضي الله عنه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بشر الحافي رضي الله عنه
بسم الله الرحمان الرّحيم
والصّلاة والسّلام عل رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم
رُوِيَ عَنْ بِشْرٍ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: ألَّا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: أَنَا أَشْتَهِي أَنْ أُحَدِّثَ وَإِذَا اشتَهَيتُ شَيْئاً تَرَكْتُه.
وَقَالَ إِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بن الحَارِثِ يَقُوْلُ: لَيْسَ الحَدِيْثُ مِنْ عُدَّةِ المَوْتِ.
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَرَجتَ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ. فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ.
وَعَنْ أَيُّوْبَ العَطَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ بِشْراً يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ ... ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِنَّ لِذِكْرِ الإِسْنَادِ فِي القَلْبِ خُيَلاَءَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ بِشْراً يَقُوْلُ: الجُوعُ يُصَفِّي الفُؤَادَ، وَيُمِيتُ الهَوَى وَيُورِثُ العِلْمَ الدَّقِيْقَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُثْمَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَشتَهِي شِوَاءً مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَا صَفَا لي درهمه.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَثَّامٍ قَالَ: أَقَامَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ بِعَبَّادَانَ يَشْرَبُ مَاءَ البَحْرِ، وَلاَ يَشْرَبُ مِنْ حِيَاضِ السُّلْطَانِ حَتَّى أَضَرَّ بِجَوفِهِ، وَرَجَعَ إِلَى أُخْتِهِ وَجِعاً، وَكَانَ يَعْمَلُ المَغَازِلَ وَيَبِيعُهَا فَذَاكَ كَسْبُه.
قَالَ الحَافِظُ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُهُم جَاؤُوا إِلَى بِشْرٍ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الحَدِيْثِ عَلِمتُم أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُم فِيْهِ زَكَاةٌ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ مَلَكَ مائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةٌ.
قُلْتُ: هَذَا عَلَى المُبَالَغَةِ وَإِلاَّ فَإِنْ كَانَتِ الأَحَادِيْثُ فِي الوَاجِبَاتِ فَهِيَ مُوْجِبَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ فِي فَضَائِل الأَعْمَالِ فَهِيَ فَاضِلَةٌ لَكِنْ يَتَأَكَّدُ العَمَلُ بِهَا عَلَى المُحَدِّثِ.
قَالَ أَبُو نَشِيْطٍ: نَهَانِي بِشْرٌ عَنِ الحَدِيْثِ وَأَهلِهِ.
وَقَالَ: أَتَيتُ يَحْيَى القَطَّانَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: أُحِبُّ هَذَا الفَتَى لطلبه الحديث.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ بُخْتَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الحَدِيْثِ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ، وَحَسُنَتْ نِيَّتُه فِيْهِ وَأَمَّا أَنَا فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ طَلَبِه، وَمِنْ كُلِّ خُطْوَةٍ خَطَوتُ فِيْهِ.
قِيْلَ: كَانَ بِشْرٌ يَلحَنُ وَلاَ يَدْرِي العَرَبِيَّةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَوْ كَانَ بِشْرٌ تَزَوَّجَ لَتَمَّ أَمرُه.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: مَا أَخْرَجَتْ بَغْدَادُ أَتَمَّ عَقْلاً مِنْ بِشْرٍ، وَلاَ أَحْفَظَ لِلِسَانِه كَانَ فِي كُلِّ شَعرَةٍ مِنْهُ عَقْلٌ وَطِئَ النَّاسُ عَقِبَه خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا عُرِفَ لَهُ غِيبَةٌ لِمُسْلِمٍ مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ!.
وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: المُتَقَلِّبُ فِي جُوعِهِ كَالمُتَشَحِّطِ فِي دَمهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
وَعَنْهُ: شَاطِرٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ صُوْفِيٍّ بَخِيْلٍ.
وَعَنْهُ: أَمْسُ قَدْ مَاتَ وَاليَوْمُ فِي السِّيَاقِ وَغَداً لَمْ يُولَدْ.
- لاَ يُفْلِحُ مِنْ أَلِفَ أَفخَاذَ النِّسَاءَ.
- إذَا أَعْجَبَكَ الكَلاَمُ فَاصْمُتْ وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فتكلم.
وَقِيْلَ: سَمِعَهُ رَجُلٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العِزِّ، وَأَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَأَنَّ المَوْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ البَقَاءِ.
وَعَنْهُ قَالَ: قَدْ يَكُوْن الرَّجُلُ مُرَائِياً بَعْدَ مَوْتِه يُحِبُّ أَنْ يَكْثُرَ الخَلْقُ فِي جِنَازَتِهِ.
- لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً.
عن حَمْزَةُ بنُ دِهْقَانَ قَالَ: قُلْتُ لِبِشْرِ بنِ الحَارِثِ: أُحِبُّ أَنْ أَخلُوَ مَعَكَ قَالَ: إِذَا شِئْتَ فَيَكُوْنُ يَوْماً. فَرَأَيْتهُ قَدْ دَخَلَ قُبَّةً فَصَلَّى فِيْهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لاَ أُحسِنُ أُصَلِّيَ مِثْلَهَا فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنِّي لاَ أُوْثِرُ عَلَى حُبِّكَ شَيْئاً. فَلَمَّا سَمِعْتُه أَخَذَنِي الشَّهِيقُ وَالبُكَاءُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَوْ أَعْلَمُ أن هذا ههنا لَمْ أَتَكَلَّمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى صَاحِبُ بِشْرٍ قَالَ:قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرٍ وَأَنَا حَاضِرٌ: إِنَّ هَذَا الرَّجُل يَعْنِي أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ قِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ اللهُ قَدِيْماً وَكُلُّ شَيْءٍ دُوْنَهُ مَخْلُوْقٌ؟ قَالَ: فَمَا تَرَكَ بِشْرٌ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَالَ: لاَ كُلُّ شَيْءٍ مَخْلُوْقٌ إلَّا القُرْآنَ.
وَقِيْلَ لأَحْمَدَ: مَاتَ بِشْرٌ قَالَ:مَاتَ وَاللهِ وَمَا لَهُ نَظِيْرٌ، إِلاَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ فَإِنَّ عَامراً مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: لَوْ تَزَوَّجَ.
قَالَ حَسَنٌ المُسُوْحِيُّ عَنْ بِشْرٍ: أَتَيتُ بَابَ المُعَافَى فَدَقَقتُ فَقِيْلَ: مَنْ؟ قُلْتُ: بِشْرٌ الحَافِي فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ:لَوْ اشتَرَيتَ نَعلاً بِدَانِقَيْنِ ذَهَبَ عَنْكَ اسْمُ الحَافِي.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ:كَانَ بِشْرٌ من أولاد الرؤساء فصحب الفضيل.
سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: زَاهِدٌ جَبَلٌ ثِقَةٌ لَيْسَ يَرْوِي إلَّا حَدِيْثاً صَحِيْحاً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: لَوْ قُسِمَ عَقْلُ بِشْرٍ عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ صَارُوا عُقَلاَءَ.
قِيْلَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بِشْرٍ فَقَبَّلَهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا سَيِّدِي أَبَا نَصْرٍ فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ بِشْرٌ لأَصْحَابِهِ:رَجُلٌ أَحَبَّ رَجُلاً عَلَى خَيْرٍ تَوَهَّمَه لَعَلَّ المُحِبَّ قَدْ نَجَا، وَالمَحْبُوْبُ لاَ يَدْرِي مَا حَالُهُ.
مَاتَ بِشْرٌ الحَافِي رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ-: يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأول، سَنَة سَبْعٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَبْلَ المُعْتَصِمِ الخَلِيْفَةِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ وَعَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى عَنْ بِشْرٍ:لَيْسَ أَحَدٌ يُحِبُّ الدُّنْيَا إلَّا لَمْ يُحِبَّ المَوْتَ، وَمَنْ زَهِدَ فِيْهَا أَحَبَّ لِقَاءَ مَوْلاَهُ.
وَعَنْهُ:مَا اتَّقَى اللهَ مَنْ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ.
وَعَنْهُ قَالَ:لاَ تَعْمَلْ لِتُذْكَرَ اكْتُمِ الحَسَنَةَ كَمَا تَكْتُمُ السَّيِّئَةَ.
ومن أقواله كما جاء في كتاب (طبقات الأولياء) لابن الملقن:
-غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم.
- التكبر على المتكبر من التواضع.
- من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة فعليه بثلاث: لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحداً حاجة، ولا يذكر إلا بخير.
- يكون الرجل مرائياً في حياته، وبعد موته يحب أن يكثر الناس على جنازته!.
- لو علمت أن أحداً يعطى لله لأخذت منه، ولكن يعطى بالليل ويحدث بالنهار.
- يقول أحدهم: توكلت على الله! ويكذب، لأنه لو توكل على الله صادقاً لرضى بما يفعله به.
- إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه.
-الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه للناس.
-وقيل له: باى شئ آكل الخبز؟ " فقال: " اذكر العافية، واجعلها إداماً ".
-وقال، يوم ماتت أخته: " إن العبد إذا قصَّر في الطاعة سُلِب من يؤنسه ".
-ولقيه سكران، فجعل يقبله ويقول: " يا سيدي! " ولا يدفعه بشر عن نفسه، فلما ولى تغرغرت عينا بشر، وجعل يقول: "رجل أحب رجلاً على خير توهمه! لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله! ".
-وقال محمد بن نعيم: " دخلت عليه في علته، فقلت: " عظني! ". فقال: " إن في هذه الدار نملة، تجمع الحب فى الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يوماً أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت ".
والصّلاة والسّلام عل رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم
رُوِيَ عَنْ بِشْرٍ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: ألَّا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: أَنَا أَشْتَهِي أَنْ أُحَدِّثَ وَإِذَا اشتَهَيتُ شَيْئاً تَرَكْتُه.
وَقَالَ إِسْحَاقُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بن الحَارِثِ يَقُوْلُ: لَيْسَ الحَدِيْثُ مِنْ عُدَّةِ المَوْتِ.
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَرَجتَ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ. فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ.
وَعَنْ أَيُّوْبَ العَطَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ بِشْراً يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ ... ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِنَّ لِذِكْرِ الإِسْنَادِ فِي القَلْبِ خُيَلاَءَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرْوَزِيُّ: سَمِعْتُ بِشْراً يَقُوْلُ: الجُوعُ يُصَفِّي الفُؤَادَ، وَيُمِيتُ الهَوَى وَيُورِثُ العِلْمَ الدَّقِيْقَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُثْمَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: إِنِّيْ لأَشتَهِي شِوَاءً مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَا صَفَا لي درهمه.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَثَّامٍ قَالَ: أَقَامَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ بِعَبَّادَانَ يَشْرَبُ مَاءَ البَحْرِ، وَلاَ يَشْرَبُ مِنْ حِيَاضِ السُّلْطَانِ حَتَّى أَضَرَّ بِجَوفِهِ، وَرَجَعَ إِلَى أُخْتِهِ وَجِعاً، وَكَانَ يَعْمَلُ المَغَازِلَ وَيَبِيعُهَا فَذَاكَ كَسْبُه.
قَالَ الحَافِظُ مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُهُم جَاؤُوا إِلَى بِشْرٍ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الحَدِيْثِ عَلِمتُم أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُم فِيْهِ زَكَاةٌ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ مَلَكَ مائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةٌ.
قُلْتُ: هَذَا عَلَى المُبَالَغَةِ وَإِلاَّ فَإِنْ كَانَتِ الأَحَادِيْثُ فِي الوَاجِبَاتِ فَهِيَ مُوْجِبَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ فِي فَضَائِل الأَعْمَالِ فَهِيَ فَاضِلَةٌ لَكِنْ يَتَأَكَّدُ العَمَلُ بِهَا عَلَى المُحَدِّثِ.
قَالَ أَبُو نَشِيْطٍ: نَهَانِي بِشْرٌ عَنِ الحَدِيْثِ وَأَهلِهِ.
وَقَالَ: أَتَيتُ يَحْيَى القَطَّانَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: أُحِبُّ هَذَا الفَتَى لطلبه الحديث.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ بُخْتَانَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ الحَارِثِ يَقُوْلُ: لاَ أَعْلَمُ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الحَدِيْثِ لِمَنِ اتَّقَى اللهَ، وَحَسُنَتْ نِيَّتُه فِيْهِ وَأَمَّا أَنَا فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ طَلَبِه، وَمِنْ كُلِّ خُطْوَةٍ خَطَوتُ فِيْهِ.
قِيْلَ: كَانَ بِشْرٌ يَلحَنُ وَلاَ يَدْرِي العَرَبِيَّةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَوْ كَانَ بِشْرٌ تَزَوَّجَ لَتَمَّ أَمرُه.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: مَا أَخْرَجَتْ بَغْدَادُ أَتَمَّ عَقْلاً مِنْ بِشْرٍ، وَلاَ أَحْفَظَ لِلِسَانِه كَانَ فِي كُلِّ شَعرَةٍ مِنْهُ عَقْلٌ وَطِئَ النَّاسُ عَقِبَه خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا عُرِفَ لَهُ غِيبَةٌ لِمُسْلِمٍ مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ!.
وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: المُتَقَلِّبُ فِي جُوعِهِ كَالمُتَشَحِّطِ فِي دَمهِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
وَعَنْهُ: شَاطِرٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ صُوْفِيٍّ بَخِيْلٍ.
وَعَنْهُ: أَمْسُ قَدْ مَاتَ وَاليَوْمُ فِي السِّيَاقِ وَغَداً لَمْ يُولَدْ.
- لاَ يُفْلِحُ مِنْ أَلِفَ أَفخَاذَ النِّسَاءَ.
- إذَا أَعْجَبَكَ الكَلاَمُ فَاصْمُتْ وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فتكلم.
وَقِيْلَ: سَمِعَهُ رَجُلٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العِزِّ، وَأَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَأَنَّ المَوْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ البَقَاءِ.
وَعَنْهُ قَالَ: قَدْ يَكُوْن الرَّجُلُ مُرَائِياً بَعْدَ مَوْتِه يُحِبُّ أَنْ يَكْثُرَ الخَلْقُ فِي جِنَازَتِهِ.
- لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً.
عن حَمْزَةُ بنُ دِهْقَانَ قَالَ: قُلْتُ لِبِشْرِ بنِ الحَارِثِ: أُحِبُّ أَنْ أَخلُوَ مَعَكَ قَالَ: إِذَا شِئْتَ فَيَكُوْنُ يَوْماً. فَرَأَيْتهُ قَدْ دَخَلَ قُبَّةً فَصَلَّى فِيْهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لاَ أُحسِنُ أُصَلِّيَ مِثْلَهَا فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي سُجُوْدِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ فَوْقَ عَرشِكَ أَنِّي لاَ أُوْثِرُ عَلَى حُبِّكَ شَيْئاً. فَلَمَّا سَمِعْتُه أَخَذَنِي الشَّهِيقُ وَالبُكَاءُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَوْ أَعْلَمُ أن هذا ههنا لَمْ أَتَكَلَّمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى صَاحِبُ بِشْرٍ قَالَ:قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرٍ وَأَنَا حَاضِرٌ: إِنَّ هَذَا الرَّجُل يَعْنِي أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ قِيْلَ لَهُ: أَلَيْسَ اللهُ قَدِيْماً وَكُلُّ شَيْءٍ دُوْنَهُ مَخْلُوْقٌ؟ قَالَ: فَمَا تَرَكَ بِشْرٌ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَالَ: لاَ كُلُّ شَيْءٍ مَخْلُوْقٌ إلَّا القُرْآنَ.
وَقِيْلَ لأَحْمَدَ: مَاتَ بِشْرٌ قَالَ:مَاتَ وَاللهِ وَمَا لَهُ نَظِيْرٌ، إِلاَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ قَيْسٍ فَإِنَّ عَامراً مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: لَوْ تَزَوَّجَ.
قَالَ حَسَنٌ المُسُوْحِيُّ عَنْ بِشْرٍ: أَتَيتُ بَابَ المُعَافَى فَدَقَقتُ فَقِيْلَ: مَنْ؟ قُلْتُ: بِشْرٌ الحَافِي فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ:لَوْ اشتَرَيتَ نَعلاً بِدَانِقَيْنِ ذَهَبَ عَنْكَ اسْمُ الحَافِي.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ:كَانَ بِشْرٌ من أولاد الرؤساء فصحب الفضيل.
سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: زَاهِدٌ جَبَلٌ ثِقَةٌ لَيْسَ يَرْوِي إلَّا حَدِيْثاً صَحِيْحاً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: لَوْ قُسِمَ عَقْلُ بِشْرٍ عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ صَارُوا عُقَلاَءَ.
قِيْلَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بِشْرٍ فَقَبَّلَهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: يَا سَيِّدِي أَبَا نَصْرٍ فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ بِشْرٌ لأَصْحَابِهِ:رَجُلٌ أَحَبَّ رَجُلاً عَلَى خَيْرٍ تَوَهَّمَه لَعَلَّ المُحِبَّ قَدْ نَجَا، وَالمَحْبُوْبُ لاَ يَدْرِي مَا حَالُهُ.
مَاتَ بِشْرٌ الحَافِي رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ-: يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأول، سَنَة سَبْعٍ، وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ قَبْلَ المُعْتَصِمِ الخَلِيْفَةِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ وَعَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى عَنْ بِشْرٍ:لَيْسَ أَحَدٌ يُحِبُّ الدُّنْيَا إلَّا لَمْ يُحِبَّ المَوْتَ، وَمَنْ زَهِدَ فِيْهَا أَحَبَّ لِقَاءَ مَوْلاَهُ.
وَعَنْهُ:مَا اتَّقَى اللهَ مَنْ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ.
وَعَنْهُ قَالَ:لاَ تَعْمَلْ لِتُذْكَرَ اكْتُمِ الحَسَنَةَ كَمَا تَكْتُمُ السَّيِّئَةَ.
ومن أقواله كما جاء في كتاب (طبقات الأولياء) لابن الملقن:
-غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم.
- التكبر على المتكبر من التواضع.
- من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة فعليه بثلاث: لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحداً حاجة، ولا يذكر إلا بخير.
- يكون الرجل مرائياً في حياته، وبعد موته يحب أن يكثر الناس على جنازته!.
- لو علمت أن أحداً يعطى لله لأخذت منه، ولكن يعطى بالليل ويحدث بالنهار.
- يقول أحدهم: توكلت على الله! ويكذب، لأنه لو توكل على الله صادقاً لرضى بما يفعله به.
- إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه.
-الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه للناس.
-وقيل له: باى شئ آكل الخبز؟ " فقال: " اذكر العافية، واجعلها إداماً ".
-وقال، يوم ماتت أخته: " إن العبد إذا قصَّر في الطاعة سُلِب من يؤنسه ".
-ولقيه سكران، فجعل يقبله ويقول: " يا سيدي! " ولا يدفعه بشر عن نفسه، فلما ولى تغرغرت عينا بشر، وجعل يقول: "رجل أحب رجلاً على خير توهمه! لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله! ".
-وقال محمد بن نعيم: " دخلت عليه في علته، فقلت: " عظني! ". فقال: " إن في هذه الدار نملة، تجمع الحب فى الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يوماً أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت ".
ابو اسامة- عدد الرسائل : 523
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
رد: بشر الحافي رضي الله عنه
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
فراج يعقوب- عدد الرسائل : 185
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 22/02/2011
مواضيع مماثلة
» الإمام الشعراني وكلام نفيس في محبة سيدنا رسول الله صلى الله
» أدلّة استحباب التوسّل برسول الله صلّى الله عليه و سلّم
» الحكم الصغرى المنسوبة لابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» من معاني الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
» أدلّة استحباب التوسّل برسول الله صلّى الله عليه و سلّم
» الحكم الصغرى المنسوبة لابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» من معاني الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس