بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
مساكن العارفين مجاري الأقدار
صفحة 1 من اصل 1
مساكن العارفين مجاري الأقدار
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
أمّا بعد :
فاعلم أيّها المعنّى المتفكّر في عالم الآيات الثابت عند مختلف تلوين التجليات العارف بتصاريف الأسماء والصفات أنّ غاية العرفان ونهاية الإحسان هو السكنى في مجاري الأقدار والقبول بما يبرز من حضرة الأسرار على نعت الرضا والتسليم بالفهم المستقيم
هذا كي أعلمك أنّ نزول القرآن بعلومه متّصل بحضرة تصاريف الأقدار فدلّك على المشاهد على نعت شهود حقيقتها بوجود طريقتها كما قال تعالى ( إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) وقال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) إذ لا يستقيم نزوله في غير ليلته التي هي ليلة القدر ولا غير شهره الذي هو شهر رمضان..
كي تدرك أنّ علاقة العلوم الإلهية والمعارف الربانية بعلم القدر علاقة وثيقة وأنّ علوم الأسماء والصفات الإلهية لا تخرج قدر ذرّة عن المشيئة الإلهية والعلم الإلهي
فنزلت علوم القرآن ومشاهده مفرّقا بحسب توجّهات علم القدر في الكائنات فعلم القدر هو العلم الصاعد النازل المحيط لذلك قال بعضهم " نفرّ من قدر الله إلى قدر الله " فهو فرار منه إليه وقد ورد هذا المعنى في قوله عليه الصلاة والسلام ( أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك )..
فالكون كلّه في هذا الفرار كما قال تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) بخلاف من يفرّون منه كما قال تعالى ( يقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرّ ) لأنّ طبيعة العباد تدعو إلى الفرار من كلّ رهيب أو مخيف كما قال تعالى ( لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
فكان العارفون ثلاثة أصناف : صنف فارّ من قدر الله إلى قدر الله وصنف مسلّم لقدر الله تعالى راض به غير فار منه ويوجد صنف ثالث وهو أرقى الأصناف وهو الذهاب إلى قدر الله كما ذهب إليه سيدنا الحسين ابن علي رضي الله عنه وغيره وهذا الصنف يحتاج إلى علم وفهم وتأصيل وتفصيل حتى لا يذهب العبد إلى حتف نفسه والإنتحار فيخلط بين مراتب العلوم ومنازلات المعرفة والفهوم فيقع في المحذور والجهل فلا تكون له حجّة عند الله تعالى
لهذا عظّم الله تعالى شأن ليلة القدر كما قال تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) ثمّ اعلم أنّ شأن علم القدر له علاقة مباشرة بصفة الحكمة الإلهية لذلك قال تعالى ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فوصف عالم الأمر كونه عالم حكمة بعد قدرة متى علمت أنّ شأن عالم القدر من عالم القدرة..
وإنّما شأن تفصيل العلم بفهم الحكمة لذلك نسبت الملائكة من صفات الله تعالى إليه عند استفسارها صفة العلم والحكمة قال تعالى ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ) حيث أنّها بداية لم تعتبر مشهد عالم الأقدار في آدم وذريته..
فيوشك علم آدم وبنيه أن يكون كلّه علم تصاريف أقدار متى علمنا معاني عالم التصريف المقول فيه ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚإِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فكأنّه يشير هنا إلى علاقة بين هذا التقدير للأقدار وبين القائم به من معنى الإرسال فكأنّ صاحب القرآن صاحب علوم تصاريف متى علمنا أنّ القرآن ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )..
لأنّ معنى الخلافة يعطي معاني العلوم القرآنية فهذا المشهد العام للخلافة وهو مشهد مازال سائرا وقائما منذ خلق آدم وإلى اليوم ثمّ يعطي المشهد الظاهري النسبي وهو مشهد رجوع الخلافة على منهاج النبوّة أي رجوع علوم القرآن إلى القائمين به في مجالاتها الثلاثة الأساسية وهي الإسلام والإيمان والإحسان
ثمّ اعلم بعد ذلك وجود المناسبات القرآنية وهذا من علوم الإتصال والإنفصال وعلوم الفتق والرتق وعلوم الحكمة والعزّة وعلوم الفضل والعدل وعلوم التجليات الإلهية في الأكوان بصفة عامّة
ثمّ اعلم أنّ العلوم سواء الظاهرة أو الباطنة قد تكون حجابا على العبد متى وقف العبد معها فالوقوف مع مشاهد العلوم كما وقفت الملائكة من قبل معها قد يكون حجابا عن معرفة ما وراء ذلك من العلوم كما حدث مع سيدنا موسى وقد قال تعالى ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) كان غرضي كتابة سطر عن الإبتلاء وتصاريفه فأخذني الخاطر إلى كتابة هذا والسلام
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» من حكم ومواعظ العارفين
» ما مفهوم ساداتنا العارفين من هذا ...؟!
» من جواهر العارفين
» من أقوال الحكماء العارفين
» لطائف إشارات السادة العارفين
» ما مفهوم ساداتنا العارفين من هذا ...؟!
» من جواهر العارفين
» من أقوال الحكماء العارفين
» لطائف إشارات السادة العارفين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 14 مايو 2024 - 1:01 من طرف الطالب
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس