بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
الدقائق في تمييز علوم الحقائق
صفحة 1 من اصل 1
الدقائق في تمييز علوم الحقائق
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله
أما بعد :
سمعت أحد ساداتنا العارفين يقول فيما معناه : الحديث في معاني علوم الحقائق والتكلم بالعلوم اللدنية والمعارف الربانية لا يكون حقيقة وعلى وجهه الأكمل وتحقيقه الأشمل إلا بعد الفتح والوصول ..
قلت : لا ريب أن هذا الكلام صحيح إذ لا يعقل أن يعبّر عن الحقائق إلاّ معاينها وهي إلى قسمين : حقائق ملكوتية وحقائق جبروتية أو قل حقائق كشفية بحسب مراتب الكشف وحقائق شهودية بحسب مراتب المشاهدة
الصنف الأوّل من أهل الكشف آيتهم ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) مع العلم أنّهم لا يصلون إلى تلك المنزلة إلاّ بذكر الله تعالى على نعت السلوك والسير كما قال تعالى في أوّل الآية ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )
الصنف الثاني وهو الصنف المشار إليه بالعرفان والفتح والشهود آيتهم من كتاب الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) وقوله تعالى ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أنظر كيف قال هنا ( لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) فلم يعبّر بقوله " خلق " عوض ( فطر ) لأن هذا المشهد أعلى من مشهد الصنف الأول القائلين ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) فهؤلاء كانوا في مرحلة التفكّر في الخلق بينما سيّدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان يعاين في الكوكب والقمر والشمس كان يبحث الخروج من عالم التقييد إلى عوالم الإطلاق فلم يكن مبحثه في تلك المرحلة عن خلق تلك الكواكب والقمر والشمس ..
لذا كانت مباحث علوم التصوّف صنفان :
- صنف علوم أنوار
- صنف علوم أسرار
الصنف الأوّل متعلّقه علوم الشرائع ومنها فيوضات علوم الشريعة على أصحابها فكان الأئمّة والجهابذة من أصحاب المذاهب الكثيرة وأيضا متعلقه علوم الطرائق فكان مشايخ التربية والترقية والصنف الثاني متعلقه علوم الحقائق فكان العارفون والأقطاب والأبدال والأفراد وجميع مراتب أهل الولاية
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري ( رُبَّمَا عَبَّرَ عَنِ الْمَقَامِ مَنِ اسْتَشْرَفَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَذَلِكَ مُلْتَبِسٌ إِلاَّ عَلَى صَاحِبِ بَصِيرَةٍ )
هذا يعطي أن التعبير قد يحصل من المستشرف كما أنه قد يحصل من الواصل لكن لا يميّز فيما بينهما إلا صاحب بصيرة أي بصيرة يميّز بها بين العارف الواصل وبين المستشرف اللاحق أو المريد السائر هذا فيما يخص الصادقين فما بالك إذن بالكاذبين والمدعين والمتشدقين ممن نراهم اليوم اكتسحوا ساحة الحديث في علوم المقامات والأحوال ودقائق العرفان والحقائق - منهم العبد الفقير الذي انتحل وصف العارف الكامل والمحقق الواصل في غفلة من أهل الحقّ - نسأل الله تعالى الغفران والعفو وأن يجعل ما كتبناه لنا لا علينا فإن خطر الكلام في الدين في مقاماته الثلاثة من غير علم أمر جلل خطير ومهلكة وشرر مستطير قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ) نعوذ بالله من درك الشقاء ..
من هنا اختلط اليوم الحابل بالنابل في مجال التصوّف وتحدّث في علومه سواء معتقدا أو منتقدا كلّ من هبّ ودبّ .. منهم من يكتب بحسب ما يمليه خاطر شيطانه عليه ومنهم من يكتب بحسب ما تمليه خواطر نفسه عليه وهو يحسب أنه يحسن صنعا وقانا الله تعالى من ذلك .
قال لي أحد ساداتنا العارفين " قد تصل النفس إلى فهم مسألة أو مسائل في علوم التصوّف والمعاني الحسنة ولكن لا يعني هذا معرفتها أو تحقيقها أو وصولها "
نرى اليوم توزيع رتب ومقامات كثيرة خاصّة بسادات أهل الطريقة على كلّ من انتحل صفة شيخ أو صوفي أو على من صدر منه قول حسن في مسألة أو مسائل أو عبّر عن ذوق معتبر رغم أن العرفان لا تكون مقاييسه مجرّد كتابات أو بثّ أشواق ومحاب أو خطابة وفصاحة أو حفظ ما ورد في كتب الصوفية بل حقيقة العلوم الصوفية ما كان من واردات رحمانيةوعلوم لدنية ومعارف ربانية من فيوضات وفتوحات .. فليس هو حكاية أقوال حتى لا نكون ممّن : ( أما الخيام فإنها كخيامهم *** وأرى نساء الحي غير نسائها. )
فأول قدم اليوم لتجديد التصوف ومعانيه يتمثل في البحث عن الربانيين الحقيقيين وتقديمهم واظهارهم للناس وخدمتهم بكلّ ممكن حتى يتسنى لهم نشر هداياتهم ودعوتهم ومعارفهم وعلومهم وليس التصدّر مكانهم ومحاولة تسوّر مقاماتهم مع محاولة اخماد أنوارهم والحطّ من أقدارهم فمن هنا يبدأ التجديد فالمتقدمون اليوم للحديث عن تجديد التصوّف هم من الذين سطوا وانتحلوا وصف الصوفية والصوفية الحقّة منهم براء مع ظهور صنف جديد من هؤلاء هم ( صوفية الفيسبوك ) فحدث عن ذلك ولا حرج ..
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله
أما بعد :
سمعت أحد ساداتنا العارفين يقول فيما معناه : الحديث في معاني علوم الحقائق والتكلم بالعلوم اللدنية والمعارف الربانية لا يكون حقيقة وعلى وجهه الأكمل وتحقيقه الأشمل إلا بعد الفتح والوصول ..
قلت : لا ريب أن هذا الكلام صحيح إذ لا يعقل أن يعبّر عن الحقائق إلاّ معاينها وهي إلى قسمين : حقائق ملكوتية وحقائق جبروتية أو قل حقائق كشفية بحسب مراتب الكشف وحقائق شهودية بحسب مراتب المشاهدة
الصنف الأوّل من أهل الكشف آيتهم ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) مع العلم أنّهم لا يصلون إلى تلك المنزلة إلاّ بذكر الله تعالى على نعت السلوك والسير كما قال تعالى في أوّل الآية ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )
الصنف الثاني وهو الصنف المشار إليه بالعرفان والفتح والشهود آيتهم من كتاب الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) وقوله تعالى ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) وقوله تعالى ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أنظر كيف قال هنا ( لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) فلم يعبّر بقوله " خلق " عوض ( فطر ) لأن هذا المشهد أعلى من مشهد الصنف الأول القائلين ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ) فهؤلاء كانوا في مرحلة التفكّر في الخلق بينما سيّدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان يعاين في الكوكب والقمر والشمس كان يبحث الخروج من عالم التقييد إلى عوالم الإطلاق فلم يكن مبحثه في تلك المرحلة عن خلق تلك الكواكب والقمر والشمس ..
لذا كانت مباحث علوم التصوّف صنفان :
- صنف علوم أنوار
- صنف علوم أسرار
الصنف الأوّل متعلّقه علوم الشرائع ومنها فيوضات علوم الشريعة على أصحابها فكان الأئمّة والجهابذة من أصحاب المذاهب الكثيرة وأيضا متعلقه علوم الطرائق فكان مشايخ التربية والترقية والصنف الثاني متعلقه علوم الحقائق فكان العارفون والأقطاب والأبدال والأفراد وجميع مراتب أهل الولاية
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري ( رُبَّمَا عَبَّرَ عَنِ الْمَقَامِ مَنِ اسْتَشْرَفَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَذَلِكَ مُلْتَبِسٌ إِلاَّ عَلَى صَاحِبِ بَصِيرَةٍ )
هذا يعطي أن التعبير قد يحصل من المستشرف كما أنه قد يحصل من الواصل لكن لا يميّز فيما بينهما إلا صاحب بصيرة أي بصيرة يميّز بها بين العارف الواصل وبين المستشرف اللاحق أو المريد السائر هذا فيما يخص الصادقين فما بالك إذن بالكاذبين والمدعين والمتشدقين ممن نراهم اليوم اكتسحوا ساحة الحديث في علوم المقامات والأحوال ودقائق العرفان والحقائق - منهم العبد الفقير الذي انتحل وصف العارف الكامل والمحقق الواصل في غفلة من أهل الحقّ - نسأل الله تعالى الغفران والعفو وأن يجعل ما كتبناه لنا لا علينا فإن خطر الكلام في الدين في مقاماته الثلاثة من غير علم أمر جلل خطير ومهلكة وشرر مستطير قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ) نعوذ بالله من درك الشقاء ..
من هنا اختلط اليوم الحابل بالنابل في مجال التصوّف وتحدّث في علومه سواء معتقدا أو منتقدا كلّ من هبّ ودبّ .. منهم من يكتب بحسب ما يمليه خاطر شيطانه عليه ومنهم من يكتب بحسب ما تمليه خواطر نفسه عليه وهو يحسب أنه يحسن صنعا وقانا الله تعالى من ذلك .
قال لي أحد ساداتنا العارفين " قد تصل النفس إلى فهم مسألة أو مسائل في علوم التصوّف والمعاني الحسنة ولكن لا يعني هذا معرفتها أو تحقيقها أو وصولها "
نرى اليوم توزيع رتب ومقامات كثيرة خاصّة بسادات أهل الطريقة على كلّ من انتحل صفة شيخ أو صوفي أو على من صدر منه قول حسن في مسألة أو مسائل أو عبّر عن ذوق معتبر رغم أن العرفان لا تكون مقاييسه مجرّد كتابات أو بثّ أشواق ومحاب أو خطابة وفصاحة أو حفظ ما ورد في كتب الصوفية بل حقيقة العلوم الصوفية ما كان من واردات رحمانيةوعلوم لدنية ومعارف ربانية من فيوضات وفتوحات .. فليس هو حكاية أقوال حتى لا نكون ممّن : ( أما الخيام فإنها كخيامهم *** وأرى نساء الحي غير نسائها. )
فأول قدم اليوم لتجديد التصوف ومعانيه يتمثل في البحث عن الربانيين الحقيقيين وتقديمهم واظهارهم للناس وخدمتهم بكلّ ممكن حتى يتسنى لهم نشر هداياتهم ودعوتهم ومعارفهم وعلومهم وليس التصدّر مكانهم ومحاولة تسوّر مقاماتهم مع محاولة اخماد أنوارهم والحطّ من أقدارهم فمن هنا يبدأ التجديد فالمتقدمون اليوم للحديث عن تجديد التصوّف هم من الذين سطوا وانتحلوا وصف الصوفية والصوفية الحقّة منهم براء مع ظهور صنف جديد من هؤلاء هم ( صوفية الفيسبوك ) فحدث عن ذلك ولا حرج ..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» منهاج طريق الصوفية بحسب الحقائق الإبراهيمية
» الحقائق العليا
» من علوم التصوّف
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
» الحقائق العليا
» من علوم التصوّف
» قبسٌ من جذوة الحقائق
» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:34 من طرف رانيا مصطفى
» افضل كهربائي منازل بالرياض 30% خصم | اتصل الآن
اليوم في 12:38 من طرف رانيا مصطفى
» افضل شركة تنظيف منازل بالرياض مجربه | الفتح كلين سيرفيس
اليوم في 12:27 من طرف رانيا مصطفى
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس
» ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس
» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس
» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس
» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
الثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس