مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 14:12 من طرف الطالب

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس

»  ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع.
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:26 من طرف أبو أويس

» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:19 من طرف أبو أويس

» من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:16 من طرف أبو أويس

» لماذا وقع الإمام الجنيد مغشيا عليه
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:14 من طرف أبو أويس

» من كرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه وقدس سره
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:11 من طرف أبو أويس

» إن اعتقاد الأشعري مسدد
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالثلاثاء 13 فبراير 2024 - 20:08 من طرف أبو أويس

» اهيم وحدي
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالجمعة 9 فبراير 2024 - 14:27 من طرف صالح الفطناسي

» السيد الرواس يصف الوهابية
من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Icon_minitimeالجمعة 26 يناير 2024 - 22:48 من طرف خادم السيد الرواس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مارس 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31      

اليومية اليومية


من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Empty من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."

مُساهمة من طرف علي السبت 12 يناير 2019 - 1:14

بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله 

قال تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم ) 

مقام الإحسان مقام عال راق عزيز لا يصل إليه إلاّ من توفرت فيه أوصاف أهل العرفان من رحمة وعلم وحلم 

المعاملة فيما بين أفراد البشر مراتبها ثلاث : 

- معاملة في مقام الإسلام 

- معاملة في مقام الإيمان 

- معاملة في مقام الإحسان 

معاملة مقام الإسلام حال العوام ومعاملة مقام الإيمان حال الخواص ومعاملة مقام الإحسان حال خاصة الخاصة 

كثير من المسلمين يتمنى أن يكون عالما فقيها مبرزا أو عارفا محققا راسخا أو صدّيقا ملهما مقربا ..إلخ

هذا حقه إذ ما من عبد مؤمن إلا وهو يحب التقرب إلى ربه والعكوف على باب عطائه وفضله لكن قليل منهم من يسأل عن ثمن ما يتمناه من علم أو مهر ما يرجوه من ولاية وفضل ..

مقام الإسلام له مهره ومقام الإيمان له مهره فضلا عن مقام الإحسان العالي الذي له مهره المقول فيه ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) 

- مقام الإسلام مهره الصبر على التحلي بظاهر أحكام الشريعة من حيث أعمال الجوارح ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) 

- مقام الإيمان مهره الصبر على التحلي بمناهج الطريقة وذلك بالتخلق بالفضائل الحميدة والتخلي عن الأوصاف الذميمة من حيث تزكية النفس ومراقبة القلب وهي أعمال القلوب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) فتعلق المقام بالقلب 
لذلك قال بعد ذلك في الآية التي تليها منبها على مرتبة هذا المقام القلبي ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) 

- مقام الإحسان مهره الصبر على التحلي بفهم أسرار جريان مقادير الحقيقة في مختلف مراتبها من حيث الرحمة بالمخلوقين ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) 

أي ينفقون في سراء الجمال وضراء الجلال في مختلف تقلبات الأحوال فينفقون من علمهم بضعف أحوال الخلق فيكظمون غيظهم وينفقون من رحمتهم بهم فيعفون عنهم لأن هذه الأوصاف من الرحمة والعفو من أوصاف الباري جلّ وعلا فمن تخلق بها نال الدرجات العلى كقوله تعالى ( وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) فدأب أهل الإحسان على التخلق بأخلاق الله الرحمانية الجمالية كالرحمة والعفو والغفران .. 

متى علمنا أنّ هناك قسمان من حقائق الأسماء الإلهية : صنف للتخلق وصنف للتعلق فأمرك بالتخلق بأسمائه الجمالية الرحمانية من باب ( إن الله جميل يحب الجمال ) والتعلق بأسمائه الجلالية إذ لا يعقل أن تتخلق مثلا بإسمه المتكبر أو إسمه الجبار أو الجليل .. إلخ أسماء الجلال الإلهية .. لذلك طرد إبليس لعنه الله تعالى ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) فشهود العظمة والكبرياء من شؤون الله تعالى كما ورد في الحديث القدسي ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) 

لذا أنزل الله تعالى البينات والهدى ليتخلق العباد بأسمائه الجمالية ويتعلقون بأسمائه الجلالية فجعل آدم خليفة في الأرض من حيث أسمائه الجمالية خاصّة وإلا ما صحّ له بقاء إذ عند بروز الجلال تدك الجبال ( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ) إنما تجلى بأسمائه الجلالية في إزاء تجليه بأسمائه الجمالية ليتعرف الخلق إليه فالجلال للتعرّف لأنّ النفوس تميل إلى الأنس واللطف الجمالي فلها فيه حظ ونصيب ..

كما قال عليه الصلاة والسلام ( جبلت النفوس على محبة من أحسن إليها ) فلا يكون التعرف إلا عند تجليات الجلال لهذا قال ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) فلو لا صفات الجلال ما تعرف إلى الله تعالى أحد من خلقه أي فروا منه إليه لأنه لا ملجأ ولا منجأ منه إلا إليه فهنا وقع التعرف من باب ما ورد في الحديث النبوي الشريف ( اللهمَّ اعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبتكَ وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أحْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفسِكَ ) 

لأن تجلي الجلال لا حظ للنفس فيه بينما التجلي الجمالي عالم بسط قد يزل فيه كثيرون ويزيغون بينما السلامة في مراقبة أوصاف الجلال مناط الخوف و القبض والهيبة وهو مقام السلامة فالقائم في شهود عبوديته منشغل عن استشعار مقامات خصوصيته ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ) رغم أنه عليه الصلاة والسلام بيده لواء الحمد يوم القيامة وسيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول من يدخل الجنة وصاحب الشفاعة الكبرى ... الخ فالسلامة في الأدب فكل علم لا يثمر أدبا لا خير فيه ولا منفعة ..

الصبر صفة ربانية أكثر من تحلى بها الربانيون من أهل الله تعالى من أصحاب مقام الإحسان إذ لا يلج إلى مقام الإحسان فضلا عن أن يثبت فيه إلا الصابر الذي تحلى بوصف الصبر حتى امتزج بلحمه ودمه وعروقه وأقام فيه وتحقق به على وجه التمام إذ من أعظم مهور تحقق كمال الإيمان والولاية الربانية هو مهر الصبر وهو ثلاثة أقسام كما قدمنا : 

- صبر على الطاعة في مقام الشريعة ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) 

- صبر على السير في مقام الطريقة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 
أي اصبروا على الذكر وصابروا على الفكر ورابطوا على باب الشكر حتى يفتح لكم واتقوا الله في كل ذلك لعلكم تفلحون 

- صبر على الحكم في مقام الحقيقة ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) كما قال يعقوب ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ) 

فالعامي في مقام الصبر على الطاعات والسائر في مقام الصبر على مراقبة الغفلات والواصل في مقام الصبر على محاسبة الخطرات وجريان المقدورات 

يلحق هذا الصبر في كلّ مقام الصبر على ما يقابله ويوازيه من بلاء فبلاء العامة أخفّ من بلاء الخاصة وبلاء خاصة الخاصة أشدّ من بلاء الخاصة فعلى قدر صبر العبد في مقامه يكون صبره على بلائه لقوله عليه الصلاة والسلام ( ... يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ .. الحديث ) 

لذلك أختلفت درجات ومراتب أهل البلاء فهناك بلاء أشد من بلاء مع العلم أن هناك كثير من المبتلين يشهدون بلاءهم أعظم بلاء من غيرهم وما هو في الحقيقة أعظم بلاء بل ربما يكون كلا شيء أمام بلاء الأكابر كما قال تعالى في حق سيدنا موسى عليه السلام : 

( إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚوَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ ) 

قال تعالى ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) 

أي الوصول ونوال مقام الإحسان الذي منه ما ذكره سبحانه ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) لا يتأتى من غير صبر أي صبر على الإيمان وصبر على مهر ذلك الإيمان من المكاره ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) أي ظاهرا وباطنا 

فالذي لا يصبر على بلاء ويشتكي من كل ضر ولا يريد أن يجري عليه من مهور الإيمان شيء فذلك دليل على كثرة دعواه و جهله وظلمة قلبه وقلة علمه بالدين والطريق والشريعة والحقيقة 

ثمّ اعلم أن الصبر مقام من مقامات عالم الإحسان لا يستطيعه ويطيقه حقيقة إلا عبدا ربانيا فقد ورد أن الصبر نصف الإيمان أو الدين لما في الصبر من موت حظ النفس وقرب من حضرة القدس فما من عمل إلا وحدّد أجره وثوابه إلا مقام الصبر فلا تحديد لأجر ثوابه ولا نوعيته 
( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) 
فأجر الصبر غير متناه فلا حدّ ولا عدّ له قال تعالى لسيّد الوجود وكعبة الشهود عليه الصلاة والسلام ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) 

بعد أن أعلمك أن طريق ولايته طريق صبر على بلاء وصدق سير في سراء وضراء أعلمك أنّ الصبر يستمدّه العبد منه سبحانه من حيث إسمه الصبور ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ) 

بيّن لك أنّ الإستمداد حقيقة لا يكون إلا منه سبحانه وتعالى في مختلف سير المؤمن إلى ربه ظاهرا وباطنا حتى يكفيك مشقة حمل المقامات كالصبر أو مؤنة ثقل الفعل فقام عنك بما أنت عاجز في الحقيقة عن القيام به كما ورد في الحكمة ( إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق ونسب إليك ) فما أمرك بفعل إلا من حيث إرادته منك تحقيق قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) وما أمرك بالإستمداد منه إلا من حيث إرادته القيام به عنك لقوله تعالى ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) والإستعانة به تفيد معنى الدوام والإستمرارية بخلاف معنى الإستغاثة به فهي تفيد معنى الإضطرار كفي حالة خوف أو شدة أو هلع ..

من ذلك : 

- الإستعانة به 

- الإستغاثة به 

- الإستمداد منه 

- الشكوى إليه 

- الإعتماد عليه 

- التوكل عليه 

- الإعتصام به 

- الإستهداء به 
..

فتستمدّ صبرك منه من حيث إسمه الصبور ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ) والإستهداء به من حيث إسمه الهادي ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) .. وهكذا ..

فهذا معنى الربانية وهو أن يكون العبد في جميع حركاته وسكناته مستعينا بالله تعالى يتلو لسان حاله ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) لقوله تعالى ( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) 

أمّا الحظ العظيم فهو النصيب الوافر من المعرفة أي الذوقية وهذا أعظم الأشياء فالحظ العظيم هو النصيب الأعظم من المعرفة بالله تعالى ( وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )


3 يوليو 2017
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Empty رد: من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."

مُساهمة من طرف وحيد الحجري الخميس 7 فبراير 2019 - 23:27

جازاكم الله خيرا
وحيد الحجري
وحيد الحجري

ذكر عدد الرسائل : 4
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 03/02/2019

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Empty رد: من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."

مُساهمة من طرف عبدالله حرزالله الخميس 28 فبراير 2019 - 22:29

حققنا الله بالصفات الربانية وأهّلنا للدخول إلى ساحات حضراته العلية بجاه سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليم.

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
عبدالله حرزالله
عبدالله حرزالله

ذكر عدد الرسائل : 51
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 15/04/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

من وحي قوله تعالى "  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .." Empty رد: من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."

مُساهمة من طرف Dalia Slah الإثنين 4 مارس 2019 - 0:33

جميل ...ماشاء الله
(واصبر وما صبرك الا بالله)

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it
Dalia Slah
Dalia Slah

انثى عدد الرسائل : 59
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 10/09/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى