التجاوزات في توزيع الرتب والمقامات

هذا نصّ جواب أجبت به أحد الإخوة لمّا رأيته يصف شيخه بالقطبية وأنّه القطب الفرد الغوث الجامع :


العبرة في طريق الله تعالى هو الإذن أي متى أذن الشيخ مريده بالتربية والإرشاد فقد حصل المقصود وهذا الإذن له حالات ثلاث : إثنتان في الظاهر : هما الإجازة الكتابية والإجازة الشفويّة
وحالة في الباطن : وهي الإذن القلبي , وهو الإذن الربّاني وهو الأساس

فمتى كان الشيخ مأذونا فلا عبرة لمن ينكر عليه ولو كان هذا المنكر عالما بل ولو كان فقيرا واصلا لأنّ المأذون مأمون إن شاء الله لا يخاف ولا يحزن

والإشكال وقع في الفقير الذي تقدّم للتربية من غير إذن فلا عبرة بمن يتّبعه ولو كان عالما أو كان فقيرا واصلا

والخلاصة : أن الفقير لا يكون بحثه إلا عن الشيخ المأذون , فيكون سؤاله أوّلا عن الإذن وما دليله لذا فقد كانت لسيّدنا الشيخ إسماعيل رضي الله عنه إجازة خطيّة من الشيخ المداني رضي الله عنه فيها الإذن وأيضا أرسل له برسالته الجامعة المطوّلة التي نصح فيها الشيخ الذي يأتي من بعده بأصول التربية والإمامة في طريق الله

وكذلك فإن من إخواننا من كاتبه الشيخ إسماعيل رضي الله عنه بمثل تلك الرسالة المطوّلة وأوصاه بما أوصاه به شيخه المداني رضي الله عنه
وقد ذكر هذا الفقير لفظيّا نصّ الإذن الشفوي الذي تلقّاه من الشيخ في حياته وبهذا إنعقد عندنا التصديق بإذنه من غير أن نلجأ إلى الفتوى بالرؤيا لأنّ الرؤيا لا ينعقد بها أحكاما شرعية , والبحث عن الشيخ من الأحكام الشرعية لا بدّ من التثبّت منها ولذا قيل لا تلقي نفسك إلى الشيخ المربي إلا بعد أن تتحقّق من شروطه فجعلوا للشيخ شروطا كي يتميّز عن غيره ممّن فقد الشروط

فلو قلنا بالحكم بمجرّد الرؤيا لإختلطت علينا الأمور كثيرا لأنّ رؤى الفقراء قد تكون متضاربة غير متوافقة فوجب الرجوع إلى الشروط والأذون والدليل ( قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي ) لأنّ الرؤيا قد يأتي غيرها من الرؤى فينقضها أمّا الشرط والدليل فهو ثابت بمرور الزمان لا يتبدّل ولا يتحوّل إلا أن يشاء الله تعالى

الأمر الثاني :

هناك فرق بين الرؤيا الصالحة التي تبشّر بصلاح الفقير أو بصلاح غيره من إخوانه أو ببشرى المثوبة والخصوصية --- وبين الرؤيا التي تحدّد المراتب ( مراتب القطبانية وغيرها ) فنحن قد نسلّم أنّ الفقير قد يرى رؤيا تدلّه على شيخ تربية ومربّي كامل فهذا أمر , ولكن أن تكون رؤياه تفسير وتفصيل لمراتب الأولياء فيحكم بقطبانية فلان أو علاّن فهذا ما لا يمكن الجزم فيه بحال بل أقول لك بأن علوم مراتب أهل ديوان التصريف لا يعلمها إلا أهل الديوان وقد تجد جملة من عامّة الأولياء لا يعرفون من هو القطب في زمانهم فلا يحسنون أن يحدّدوه

ثمّ إنّ الجزم بقطبانية فلان أو علاّن لا بدّ فيها من التروّي فليست هكذا تسند سبهللا وخاصّة بالنسبة للمريدين السائرين
فأنا كلّ ما أعلمه عن شيخي أنه شيخ دالّ على الله تعالى مأذون بالتربية والإرشاد إذنا صريحا لا شكّ فيه ولا جدال حصل النفع على يديه لعدّة مريدين ففتح الله على يديه على عدّة فقراء بالفتح الكبير فعرفوا المقامات والأحوال وتحقّقوا بها حالا ومقالا
أمّا أن أدخل فيما ليس لي به علم فأصنّف شيخي بأنه قطب الوجود وغوث الزمان فهذا ما لا دخل لي فيه والعلماء إنّما دلّوا المريدين على مشائخ التربية لا على مشائخ التصريف فهناك فرق بين المدرستين فلا يجب الخلط بينهما , وإعلم سيدي بأن مدرسة التربية مدرسة شاذلية في الأغلب وقطب التربية غالبا يكون منهم لذا فلا يدانيهم أحد في العلوم الشرعية والعلوم اللدنية ( وكتاب الحكم العطائية خير مثال ) لأّنهم أهل تربية نبويّة فهي كما قال سيدي أحمد زرّوق : طريقة الوصول بحسب الأصول وهي طريقة الملامتية فلا يظهر عليهم شيء من أحكام التصريف ولا الكرامات إلا نادرا وهذا هو الحال المحمّدي والطريق الإبراهيمي

فأنا صاحبت شيخي على أنّه من المرشدين الكاملين لا لأنّه رئيس أهل الولاية فنحن غرضنا معرفة الله تعالى لا غير ذلك وهذه الغاية تحصل بإذن الله على يد كلّ عارف مأذون وشيخ وارث محمّدي فلا يجب الخلط بين المرتبتين

ثمّ إعلم بأن التصريف مدرسة يمنية وهذا الغالب ولا حكم على الشاذ وهل سمعت بأحد أوصى به رسول الله وكان في زمانه وخرقت له الحجب من غير ملاقاة وتبرّك به علي وعمر رضي الله عنهما غير أويس القرني وهو يمني رضي الله عنه فمدرسة أويس هي مدرسة رجال الغيب وغالبيتهم أهل التصريف فيخرقون العوائد كما خرقها أويس فسلك بلا ملاقاة جسمانية أصلا في عالم الدنيا وكان معاصرا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم هذا لتعلم تعدّد مدارس المدد النبوي فإنّ لكلّ وليّ حظّه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم لذا فقد بعث معاذ إلى اليمن وبعث عليّا رضي الله عنهما وقال له إشارة ( لا تقتل منهم غلاما حتى تعلم منه ما علمه الخضر من الغلام ) فدلّه على مقام تصريف الخضر لأنّه أرسله إلى المدرسة التصريفية كذا بعث خالدا بن الوليد رضي الله عنه فلم يقض شيئا وإنّما تمّ إسلام أهل اليمن على يد علي رضي الله عنه فذهب إلى اليمن ثلاثة مرّات

ومقامات الصحابة رضي الله عنهم مقامات كبيرة ومتنوّعة ومتعدّدة وكذلك مقامات التابعين وكذلك مقامات تابعو التابعين والدخول في ذكر مراتب أهل الله تعالى لا بدّ فيها من التريّث كي لا نقع في سوء الأدب مع الله ورسوله ومع القطب الأعظم في كلّ زمان

وما ضلّ من ضلّ أو زلّ من زلّ إلا بدخوله فيما لا يعنيه ولا يدريه فيأخذ الأمور بسطحيّة كبيرة وبسذاجة عاطفية فضاق الصدر فلا يحتمل غير ما وقر فيه

ثمّ أقول : الكثير من أتباع الشيوخ يعتقد كلّ واحد منهم بأنّ شيخهم هو الغوث الفرد الجامع وأنّه إمام الزمان وكلّ منهم يجزم بذلك يقينا بحسب علمه ومعتقده وقد رأينا جماعة منهم في مصر وسوريا والأردن وقبرص وكلّ واحد من هؤلاء الشيوخ يحكي رؤى وكرامات وإخبارات وإلهامات فمن نصدّق يا ترى أم أن قطب الوجود أكثر من واحد في كلّ زمن أم أنّه خرافة لا حقيقة لها كما يقول الوهابيون

لذا وجب التوقّف في ذكر مراتب أهل الولاية فهي مراتب مكتومة كما إدّعى بعض الأولياء أنّه الختم المحمّدي الموعود ومنهم من إدّعاها له أصحابه بل هذا الإمام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه كان يعتقد بختميّة الولاية عند سيدي محمد وفا بحر الصفا رضي الله عنه وألّف كتابا في ذكر مناقبه وعلومه لأنّ إبنه سيدي علي وفا رضي الله عنه نسبها لأبيه وكذلك سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه نسبها لنفسه وقد نسبها لنفسه من قبله سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه ومنهم من ينسبها لسيدي الحكيم الترمذي رضي الله عنه والسادة الرفاعية ينسبونها لشيخهم سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه

هذا لتعلم بأن الله واسع عليم وأن الله بكلّ شيء عليم وبأن الله تعالى يخفي أسراره متى شاء كيفما شاء أينما شاء فلا تحجير عليه البتّة وهكذا فقد غابت حقائق رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الكثيرين كما غابت حقائق الصحابة عن الشيعة وحقائق أهل البيت عن النواصب وحقائق الصوفية عن أهل الظاهر

هذه أمثلة بأن بعض الأمور تتشابه كالرؤيا فإنّ لها تأويلا وقد لا يكون لها تأويلا فلا يجب أن نجزم بأن فلان قطب بمجرّد رؤيا منامية لأنّ مجال الرؤيا واسع في التأويل ولربّما تكون من نفث الشيطان وحيله أو بمجرّد نسبة فقراء ذلك الشيخ هذا المنصب لشيخهم بسبب غلبة المحبّة حتى أضحت تعصّبا ودعوى عريضة

أمّا أن ننسب مراتب المشيخة والتربية والإرشاد والمعرفة والعلم والفهم والصدق وجميع مقامات أهل التحقيق للشيوخ فهذا شيء جميل يدلّ على الصدق والتصديق والمحبّة

ومن قرأ في سيرة سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لمّا قال ( قدماي هاتان على رقبة كلّ وليّ لله تعالى من عهد آدم وإلى قيام الساعة --فقال له تلميذه سيدي محمد الغالي مباشرة : يا سيدي هل أنت في مقام السكر والفناء أم في الصحو والبقاء . أنظر فهم المريد وسؤاله رغم أنّه سمع الكلام من بين شفتي شيخه ورغم هذا سأله
لعلمه بأحوال أهل الولاية ولمعرفته بشطحات أهل السكر والغيبة وما يقتضيه المقام

وقد حدّ سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه علوم القطب وإشترطها على من إدّعى القطبيّة ليسدّ باب الدعاوى والشطحات وما أكثرها في هذا الزمان

ثمّ إن الطريق ليس بمراتب خصوصية فإن المراتب نهايتها القيام بصفة من الصفات فهذه الخصوصية لا ترتقي مرقى العبودية فإنّ العبودية تعلّقها بالذات أمّا الخصوصية فهي ثواب العبودية وشتّان بين من تعلّق بالذات ومن وقف مع خصوصيات الصفات

لهذا ترك بعض أهل الله مقام التصريف وقالوا ( تركنا الله يتصرّف لنا ) أمّا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فقد تصرّف بإذن الله كما قال أحد الأولياء لا أذكر إسمه الآن ( عرض التصريف على عبد القادر فتصرّف وعرض علينا فتركنا الله فتركنا الله يتصرّف لنا )

وقد أشار سيدي الغوث الروّاس رضي الله عنه لما وصل إلى درجة القطبانية بقوله ( يا لله ما أعظم درجة القطبانية ) --ثمّ قال : ( وما أعظم الإشتغال بالله عنها ) أنظر قوله: ( ما أعظم الإشتغال بالله عنها ) أي الرجوع إلى مقام العبودية ذلك المقام الحقيقي الأصلي ( سبحان الذي أسرى بعبده ) فهذا أعلى مقام أعطي في الكون وناله إنسان وهو مقام العبودية

ثمّ لإنّ الفناء في محبّة الشيخ هي الدافع لوصف الشيخ بكلّ جميل وهنا تقع الشطحات في وصفه كما قال شيخنا إسماعيل رضي الله عنه ناسبا لشيخه المداني رضي الله عنه عدّة خصائص في قصيده :

وأنت الذي تعلي لذي الشأن شأنه *** وترفع من شأن الوضيع بنظرة

ذاكرا مقام خصوصية شيخه فغابت عنه عبودية شيخه لأنّه فاني في محبّة شيخه فلا ملام عليه وهذا مقام نازل عن المقام الحقّ وهو أنّه ( لا إله إلا الله ) فلا فاعل في الوجود إلا الله تعالى ولا رافع ولا خافض إلا الله تعالى
فذكر الشيخ إسماعيل تصرّف الصفات لأنّه فان فيها وهذا حال لا يدوم ( من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت )

قال سيدي فتحي السلامي حفظه الله تعالى لمن سأله الدعاء وقضاء الحاجة وألحّ عليه بإسم أنّه صاحب سرّ ربّاني : ( أتو فتحي البصّاص الظرّاط يتحكّم في ربّي ويطوّع ربّي كيما يحبّ فتحي )

فلا يجب أن تتداخل الحقائق ولا بدّ من تفصيل المراتب ثمّ إنّ الفقير متى فتح الله عليه بالمعرفة ينفصل عن شيخه فيفطمه شيخه ويصبح أخاه في الطريق ولا يبقى له إلا فضله عليه ( ما أسألكم عليه من أجر إلا المودّة في القربى ) بحكم الميراث

فالعبودية متى كانت حقيقة تحجب الخصوصية ( إنّما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله ) هكذا ورد في الحديث

والعبد الفقير لا يستهويني من الشيوخ شيء إلا عبوديتهم لله تعالى التي أراها في أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم أما كراماتهم وخصوصياتهم فهي محفوظة لهم عند الله وهي لا تعنيني من حيث عبوديتي لربّي لكن أطمع في بركتها وثوابها ومنزلتها بحكم التبعية لهم ( والمرء مع من أحبّ )

فأنا لا أدلّ على فلان أو علاّن وإنّما أدلّ على الله تعالى عند فلان وفلان والعلماء ورثة الأولياء

ثمّ إن نظرية الشيخ الواحد ( في التربية ) التي يعتقدها بعض إخواننا قضية أصبحت هزلية لا يعتقدها إلا مجنون أو جاهل أو معاند

وأرجو أن أكون قد ساهمت سيدي ببعض الإضافات

هذا وإنّي أقدّر الرؤى والبشرى المنامية قدرها ولا أحقرها لأنها وحي المؤمن ولأنها من أجزاء النبوّة لكنّها لا ينعقد بها حكما شرعيا لذا قال عليه الصلاة والسلام فيها ( مبشّرات ) ولم يقل أحكاما شرعية وكذلك قال ( من أجزاء النبوّة ) ولم يقل من أجزاء الرسالة لأنّ الرسالة هي الأحكام الشرعية فالرؤيا ليس هذا مجالها
إلا متى قرّرها الشارع كما قرّر الآذان ( اليوم أكملت لكم دينكم ) أي في أحكام الفقه الإسلامي والإيماني والإحساني فما بقيت غير المبشّرات فليست هي من أحكام الإسلام ولا الإيمان ولا الإحسان ( فله مدرسته الخاصّة أي شرع الطريق التي فصّلها سيدي بن عطاء الله السكندري في كتابه الحكم ) والرؤيا لا بدّ فيها من عالم بتأويلها لأنه يعلم حضرات الرؤى كما علمها يوسف عليه السلام وبن سيرين رضي الله عنه

ثمّ إنّي لا أنكر أن تتأدّب أو تسلك على يد شيخ إطمئنّ إليه قلبك بل هذا شيء جميل ومقبول إن شاء الله تعالى وكما قال سيدي أبو أويس ( إني أشدّ على يد كلّ من دعا إلى الله تعالى من إخواني ) وهذه جملة لها قيمتها ومصلحتها وآدابها , فانظر قوله ( دعا إلى الله تعالى ) أي لا يدعو إلى نفسه أو طعامه وشرابه أو لجمع المال وأكل عرق الفقراء ومحاصيل مجهوداتهم أي داع بشروط الدعوة إلى الله تعالى وإلا فلا تسمّى دعوة إلى الله تعالى

هذا لتعلم سيدي أنّ ما لمتك فيه هو دخولك في تصنيف من هو القطب ومن هو الفرد فهذا أراه قولا بغير علم بل لمجرّد رؤيا منامية التي رأى مثلها في حقّ آخرين من هم أثبت قدما في الطريق منّا

لأنّه من إعتقد القطبية في فلان أو علاّن فإنّه حتما سيجزم بها ويضحى يعتقد بأّنّ من لم يبايع قطب الزمان مات ميتة جاهليّة فيؤوّل الحديث على غير حقيقته فتتسرّب ظنون ومفاهيم باطلة في شرح الحديث

هذا لنعلم جميعا بأنّه في الآونة الأخيرة أضحى التصوّف مفهوما فهما خاطئا عند أغلب المنتسبين للطرق ( وكلّهم يدّعي وصلا بليلى وهي لا تقرّ لهم بذاك )

وأغلب من لاقيته إلا من رحم الله تعالى له في التصوّف مفاهيم سطحية تبركيّة ليس له قدم في السلوك ولا في المجاهدة أو تقوى الله تعالى وخاصّة التقوى الباطنة
ثمّ إنّ الفقير متى توجّه إلى الله تعالى بقلب صادق وتبتّل وأوبة فهم حتما سيدخل ميادين النور فتزداد محبّته لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهناك يعرف قيمة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ويعرف حقيقة ما كابدوه ليوصلوا إلينا هذا الدين العظيم ويعرف قيمة أل البيت في تحقّقهم بالحقائق المحمّدية فيعطي كلّ ذي حقّ حقّه ولا يعتدي بتلك الخواطر الشيطانية والنفسية
ثمّ إن القطبية ليست درجة تشريف بقدر ماهي مرتبة تكليف وأغلب المشائخ الذين ننسب لهم قطبانية الوجود لا يصلحون أن يكونوا خدّاما للقطب الفرد الأعظم في كلّ زمان كما قال شيخنا إسماعيل رضي الله عنه : ( لو كنت في عصر الجنيد لما إرتضوني أن أكون القيّم على دوابهم )
فليعرف الإنسان قدره ولا يتعدّى طوره وليترك أهل الله تعالى ( لا نفرّق بين أحد منهم ) فكلّهم من رسول الله ملتمس *** غرفا من البحر أو رشفا من الديم

أمّا أهل الديوان والتصريف فهم أعلم بما هم فيه فلا يعلمهم غيرهم ( ومن صان سرّ الله أخذ بالشكر )

والله أعلم ورسوله

بسم الله والصلاة على حبيب الله ... بارك الله فيكم يا سيدي علي وجزاك الله بكرمه ومحبته و رضاه ... ولازال أسماعيل ينفق...