رثاء شيخ

إمام هدى قاضٍ نزيهٌ وقانت * ذَكورٌ لمولاه شديدُ التخوف
على مثله يا قلبُ فلتحترقْ أسى * على مثله يا عينُ دمعَك فاذرفي
خبيرٌ بآلام الأنام فمن شكا * إليه أذى يبغي العلاجَ له شُفي
سوى ألم منه المماتُ فلن ترى * شفاءً له مرضاه رغم التكلفِ
إذا لم يذاكر في العلوم فدأبُه * قراءةُ ورد أو تلاوةُ مصحف
ونصح, وبذل النفع للناس كلهم * وعطفٌ على ذي الحاجة المتلهف
وحضٌّ على ذكر الإله, وهل صفت * حياةٌ سوى للذاكر المتصوف
يُعلمهم أن السلوكَ فريضةٌ * وأن خيارَ الناس أهلُ التصوف
صفَوْ فصفت أقوالُهم وفِعالهم * ألا إنما الصوفي الحقيقِي هو الصََّفي
فرِدْ وردَهم يَسقوك ماءَ تواضعٍ * لتبرأ من داء الهوى والتصلف
وسلم إذا ما لم تكن من فريقهم * فما الظاهر المكشوفُ كالباطن الخفي
وقل للذي في الدين يشكو تطرفا * تصوفْ تصوف تكف شر التطرفِ
عزاء بني الصوفي فريبُ المنون مذ * برا الله هذا الخلقَ لم يتوقف
يصير إليه كل من جاء دورُه * فما دام غير البارء المتصرف
فكونوا سلوَّ الزائرين فمن أتى * يجدْ مثل ما يلقى لدا الوالد الوفي
فلا زال (بتوزر) مهوى القلوب مِن * ذوي العلم والتقوى ومأوى التصوف

علي بن أبي طالب

أَمِنْ بَعْدِ تَكْفِيْنَ النَّبِيِّ ودَفْنِهِ * نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى

رُزِئْنَا رَسُوْلَ اللَّهِ حقًّا فَلَنْ نَرَى * بِذَاكَ عَدِيْلاً ما حَيِيْنَا مِنَ الرَّدَى

وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ * لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى

وَكُنَّا بِهِ شُمَّ الـأُنُوفِ بِنَحْوِهِ * على مَوْضِعٍ لاَ يُسْتَطَاعُ ولا يُرَى

وَكُنَّا بِمَرْآكُمْ نَرَى النُّورَ وَالْهُدَى * صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى

لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَةٌ بَعْدَ فَقْدِكُم * نَهارا وَقَدْ زَادَتْ على ظُلْمَةِ الدُّجَى

فَيَا خَيْرَ مَنْ ضَمَّ الجَوَانِحَ وَالحَشَا * وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى

كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ * سَفِيْنَةَ مَوْجِ البَحْرِ والبَحْرُ قَدْ طَمَى

وَضَاْقَ فَضَاءُ الـأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ * لِفَقْدِ رَسُوْلِ اللـه إِذْ قِيْلَ قَدْ مَضَى

فَقَدْ نَزَلَتْ بالمُسْلِميْنَ مُصِيْبَةٌ * كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا

فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ * وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى

وَفِي كُلِّ وَقْتٍ للصَّلاَةِ يَهْيْجُهَا * بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا

وَيَطْلُبُ أَقْوَامٌ مَوَارِيْثَ هَاْلِكٍ * وَفِينَا مَوَارِيْثُ النُّبُوَّةِ والْهُدَى

**********

بوركت .. أبا عماد .. بوركت .. ولا فضّ فوك ..
إنّ قصيدتك في رثاء شيخنا إسماعيل نفحة من نفحات المحبّة الخالصة ..
ولقد زادته في قلوبنا حياة وحضورا ..
فزدنا من هذا الشّراب المصفّى .. زادك الله من فيوضات رحمته وكريم مدده ...

أبوعماد كتب:إمام هدى قاضٍ نزيهٌ وقانت * ذَكورٌ لمولاه شديدُ التخوف
على مثله يا قلبُ فلتحترقْ أسى * على مثله يا عينُ دمعَك فاذرفي
خبيرٌ بآلام الأنام فمن شكا * إليه أذى يبغي العلاجَ له شُفي
سوى ألم منه المماتُ فلن ترى * شفاءً له مرضاه رغم التكلفِ
إذا لم يذاكر في العلوم فدأبُه * قراءةُ ورد أو تلاوةُ مصحف
ونصح, وبذل النفع للناس كلهم * وعطفٌ على ذي الحاجة المتلهف
وحضٌّ على ذكر الإله, وهل صفت * حياةٌ سوى للذاكر المتصوف
يُعلمهم أن السلوكَ فريضةٌ * وأن خيارَ الناس أهلُ التصوف
صفَوْ فصفت أقوالُهم وفِعالهم * ألا إنما الصوفي الحقيقِي هو الصََّفي
فرِدْ وردَهم يَسقوك ماءَ تواضعٍ * لتبرأ من داء الهوى والتصلف
وسلم إذا ما لم تكن من فريقهم * فما الظاهر المكشوفُ كالباطن الخفي
وقل للذي في الدين يشكو تطرفا * تصوفْ تصوف تكف شر التطرفِ
عزاء بني الصوفي فريبُ المنون مذ * برا الله هذا الخلقَ لم يتوقف
يصير إليه كل من جاء دورُه * فما دام غير البارء المتصرف
فكونوا سلوَّ الزائرين فمن أتى * يجدْ مثل ما يلقى لدا الوالد الوفي
فلا زال (بتوزر) مهوى القلوب مِن * ذوي العلم والتقوى ومأوى التصوف

لمن هاته المرثية أخي أبو عماد ؟؟

أستغفر الله سيدي سري ... وهل أكون في مثل هؤلاء السادة نفعنا الله بكم جميعا ... للامانة هذه القصيدة للاستاذ الصوفي عبد الله التركي ... والحكمة ضالة المؤمن ...