أحد المشائخ يتحدث...

أقرب رحلة تكون للمريد الى حضرة الحق الخاصة دوام الذكر . الشيخ ينصح المريد الابتعاد عن الحسد ويبعد عن طبائع الكذب ، كان يقول والله لقد كنت أجىء أنا وأخى الى شيخنا فأرى مقامى يعلو مقامه فأنكدر وأقول : اللهم أعلى مقامه فوق مقامى وهكذا كان الآخر يقول فى غيبتى .هكذا درج القوم لا غل بينهم ، ولاحسد ولاحقد رضى الله عنهم لأجمعين .وكان يقول المريد الصادق لا يرجع عن الطريق ولو قاسى كل الأحوال فقد قالوا : من خطب نفيسا ، خاطر بنفيس .قال حصل عندى مرة فتور وكلال من طول مكابدة الليالى فى الشتاء ، فأعاننى الله تعالى بأبى وذلك اننى نظرت اليه وهو يجهد أن يصعد منارة السراج ،لأخل القرب من النار فلم يزل يزلق ويقع الى الصبح لكونها ملساء فعددت عليه فى تلك الليلة سبعمائة وقعة وهو لا يرجع . فقلت فى نفسى : سبعمائة وقعة وهو لا يرجع عن مطلوبه وأنت من دون ذلك ، ثم خرجت الى صلاة الصبح ورجعت فوجدته جالسا ف المنارة بجانب الفتيلة فأخذت من ذلك ما أخذت ، فكان ذلك من جنود الله لى فالحمد لله على ذلك .
قال خطب مريد ابنه سلطان فقال السلطان : انك لا تقدر على مهرها فقال له : وما مهرها ؟ فقال مائة جوهرة كل جوهرة بعشرة آلاف دينار فقال له : وأين محل تلك الجواهر : فقال : للفقير فى بحر الظلمات ، فأخذ المريد قصعته وذهب الى ساحل بحر الظلمات ، صار ينضح منه بقصعته على البر فبلغ ذلك الى السلطان ، فأرسل وراءه وزوجه ابنته وأمهرها من عنده وجعله وزيرا له لعلو همته .فالمريد الصادق لا ينكر على أحد من الاخوان أى نقص لأن اذا نظر الى ذللك فهو ناقص ، سئل الحسين بن منصور الحلاج رحمه الله عن الصدق فى الطريق وهو مصلب على الخشبة ، مقطع الاطراف ؟ فقال له : ياأخى أهون الصدق ماترى ، وسئل مرة عن الصدق فى الطريق ؟ فقال :ماذا أقول لك فى الطريق أولها ذبح النفوس ثم قرأ ( فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ).