ضيافتنا لك باقية الى الابد...

يقول سيدى رضى الله عنه :يجب على المريد أن يجمع همة العزم ليعرف الطريق بالذوق لا بالوصف والقلم .
لذلك كل شيخ قد جعل الله مدده وسره وسر طريقته فى أوراده. التى يأمر بها المريد ، فمن ترك ورده فقد نكث عهد شيخه ، وأجمعوا على أنه ماقطع مريد ورده الا انقطعت عنه الأمداد فى ذلك اليوم ، وكان سيدى يقول :لمريده ان كنت ياولدى صادقا فتجرد من قالبك الى قلبك والزم الصمت عن الالتفات لكل ما لا فائدة فيه من الجدال ،واركب جواد الطريق ،كانه يقول كيف تقول بحب ليلى وأنت بعيد عنها . من شروط المريد الصادق أن لايكثر من مجالسة أرباب الجدال وقلقلة اللسان ، وانما تجالس من اخذه الطريق ودققه التمزيق وتفرق عنه كل صديق ، وذاب قلبه وجسمه من تجرع مرارتها... ثم يقول : من شك فى قولى بأن مجالسة هؤلاء يميت قلبه فليمتحن نفسه بالانس بالله تعالى ، اذا ذكر الله حتى يانس به.. ، واذا قرأ شيئا فى أحكام الشرع أو غير ذلك مع خلو قلبه عن الذكر ، فانه يتيقن بوجود الانس فى ذكر الله تعالى أكثر من الأنس الموجود فى غيره وما كان فيه الأنس أكثر فهو أقرب الى حضرة شهود الله تعالى ، لأن الانس علامة القرب والرضى .
ومن شأنه أن يوبخ نفسه ويحثها على السير فى الطريق كلما وقفت مع حظ من حظوظها وينبغى له كلما تعب من عبادة ان يقول لنفسه أصبرى فان الراحة أمامك وانما أريد بتعبك اكرامك .
وكان سيدى يقول : من شرط المريد الصادق أن يكون سائرا فى المقامات ليلا ونهارا، فأنت اليوم عندنا ضيف مكين أمين ، وضيافتنا لا ينقضى أمدها بل هى باقية أبد الأبدين ...