" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا

قال الله تعالى " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ"
النار نار الطبيعة ومقتضيات النفس الحيوانية، وهي مأمورة بأن تكون بردا وسلاما على إبراهيم، وإبراهيم ما هو شخص جزئي حقيقة، بل هو شخص كلي، فإن لكل حقيقة كلية شخصا كليا، كآدم للحقيقة الكلية الإنسانية ونحوه، ولذا قال تعالى:" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً"
فإبراهيم مجموع من اتبع ملته، فهو أصل وأب لكل من اتبع ملته. وهو تجريد التوحيد وأفراد الوجهة لرب العالمين، كما أن آدم أصل وأب لكل إنسان، وهو من كان حيوانا ناطقا، ومحمد – صلى الله عليه وسلم- أب وأصل لإبراهيم ولآدم، فيما كان فيه أبوين. فكل من اتبع ملة إبراهيم فهو إبراهيم، والنار مأمورة أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم، وملة إبراهيم هي قوله: "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
" وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ "
وقد أمر الحق تعالى بإتباع ملة إبراهيم، قال « فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ "
فلم يجعل للحق تعالى شريكا في الوجود، وتوابع الوجود. وكل من أثبت لغيره تعالى وجودا حادثا، أو قديما مغايرا الحق، فما هو ممن اتبع ملة إبراهيم، فما هو إبراهيم، فليست النار مأمورة بأن تكون بردا وسلاما عليه. بل هو ممن رغب عن ملة إبراهيم، وخسر نفسه، كما قال تعالى: " وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ "

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31