مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
خواطر - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


خواطر

+5
رضوان
عبدالله
سلطان
أبو أويس
علي
9 مشترك

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 31 يناير 2009 - 14:25

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على النبي الأكرم وآله
بعد السلام ورحمة الله وبركاته
أقول :
سأواصل إن شاء الله كتابة خواطري في المستقبل القريب
والسلام

علي

عدد الرسائل : 1131
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 17 مارس 2009 - 17:01

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله غافر الذنب للمقربين وقابل التوب لأهل اليمين وشديد العقاب للكافرين
والصلاة والسلام على الحبيب السيد العجيب وآله وصحبه
وبعد :
هل تدرون أيها الأحبة بأن ذنوبي بلغت عنان السماء وأرجو بكلمة توحيدي أن تمحى وبخمرة تفريدي أن تفنى
إحذر يا من دخل في هذه الصناعة من الأهوال الكبرى والمزالق العظمى فيا ليتني لم أدخل هذا الطريق ولا عرفت أحدا ولا عرفني أحد يا ليتني كنت ترابا يا ليتني لم أخلق يا ليتني كنت كبشا أملحا فذبحوني أهلي وأطعموني .
ألا تدري إن كنت تدري من حيث لا تدري وإن كنت لا تدري من حيث تدري ولا تدري بأن سريان سرّ اللطف والرحمة في الأكوان هو الذي أنطق الإنسان بظاهر وباطن البيان لذا قال ( الرحمان علّم القرآن ) فذكر إسمه الرحمان ليعلمك بأنك مرحوم كيفما كنت عالما به في الجلال أو في الجمال ويا سبحان الله ما أعظم رحمة الله تعالى في الوجود فهي سارية في الكل سريان الماء في العود ( ورحمتي وسعت كل شيء ) فلم تترك شيئا إلا وسعته فإذا كنت على فناء الصالحين فلا بدّ أن تسع رحمتك الوجود بأسره ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فهذه وراثة الأنبياء لتعلم سرّ الرحمة في الوجود ( الراحمون يرحمهم الرحمان يوم القيامة إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) فأنظر قوله ( من في الأرض ) تعرف معاني الرحمة وأنها سارية في الوجود فحيثما رحمت غيرك رحمك الله وكلّ موطن لا تشهد فيه رحمة الله تعالى فهذا من قسوة قلبك لا من إنعدام رحمته بك وبغيرك
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأحد 5 أبريل 2009 - 19:24

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الموجود قبل الزمان الباقي بلا مكان
والصلاة والسلام على إمام الوجود بعد الشهود ( أشهد أن محمد رسول الله ) وعلى الآل الكرام والصحب العظام
وبعد :

ألا تعلم أيها العالم بأن أول الصوفية ورد ذكره في الذكر الحكيم هو آدم عليه السلام فكان قدمه الذي قدّم به على غيره في حضرة القدم هو علمه الذي علّمه الله له والذي جهلته الملائكة فإنهم إعترفوا بقولهم ( لا علم لنا إلا ما علّمتنا ) فإعتراضهم الذي إعترضوا به من حيث قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) غاية ما علّمه الله لهم في علمهم بهذا المخلوق الذي هو الإنسان فإحتجّوا به في معرض إحتجاحهم فقبل الله تعالى منهم لعصمتهم ولأنهم تكلموا بحسب ما ظهر لهم من العلم فأخبروا كلهم بمستوى علمهم بشأن هذا المخلوق رغم تفاوت درجاتهم في العلم بهذا المخلوق لكنّهم أجمعوا على عدم إحاطتهم بسرّ وعلم هذا المخلوق ثمّ أنهم سلّموا تسليما فلم يسعهم إلا التسليم رغم إعترافهم بعدم علمهم بما علّمه الله تعالى لآدم فسلّموا ولم يعلموا فكان آدم أول صوفي ظهر في الأرض من حيث إختصاصه بعلم جهلته الملائكة ومن حيث أنه أهل لذلك رغم علم الملائكة بإفساد ذريته في الأرض فجمع بين الضدين لذا قال ( خلقته بيدي ) فكان لأولاده داران إما جنة وإما نار فما أنكر آدم بل شارك أولاده في الأمر والنهي ففعل الأمر عندما قيل له ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) وخالف النهي عندما أكل من الشجرة فكانت نتيجة بثّ العلم وإنباء الملائكة السجود إليه لذا قيل بعد العلم وظهور المرتبة ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا ) أي بفاء السرعة والترتيب والنظام فسبقت طاعتهم مخالفة إبليس لذا سبّق ذكر السجود على ذكر رفض إبليس فعلمنا مرتبة الملائكة في الطاعة وعلمنا مرتبة الرفض في تأخير الذكر والوصف فكان الرفض لا يأتي ذكره إلا في الأخير كيوم القيامة آخر الناس حسابا أشدهم لله عداوة وأولهم حسابا أقربهم من الله ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) وكانت نتيجة مخالفة النهي الذي هو عبارة عن الأمر عن الإنتهاء فكان أمرا ناهيا والنهي هو الكفّ فكانت الملائكة مدافعة عن مرتبتها من حيث حقائقها لقوله تعالى ( لا يعصون الله ما أمرهم ) من حيث علمهم بحقيقة الأمر و( يفعلون ما يؤمرون ) من حيث جهلهم به كسجودهم لآدم رغم أنهم لا يسجدون إلا لله قبل ذلك الأمر فكانوا مع الأمر حيثما كان وكيفما كان هذا الأمر أما إبليس فهو بضدّهم جميعا فهو مع النهي كيفما كان هذا النهي وأينما كان فكانت نتيجة مخالفة آدم للنهي الخروج من الجنّة أما إبليس فكان ثمن رفضه السجود الخروج من الحضرة ولولا أن آدم أكل من الشجرة لمكث إبليس معه في الجنة وهذا أمر لا يحبه إبليس لأنه مطرود من الحضرة فالجنة لا تعنيه شيئا لعلمه بما عليه الحضرة وأن كل نعيم ليس فيه روح الحضرة فهو يعدّ شقاء فإستعجل إبليس المعركة فأخرج آدم من الجنّة لذا قال تعالى ( إهبطوا بعضكم لبعض عدو ) فذكره بصيغة الجمع رغم فردانية أبليس وقتها في الشيطنة فعرفنا مصدر الشيطنة وكيفيتها في هذا الباب لذا قال له ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فحررنا منه من حيث أنه لم يخرج آدم من الحضرة بل طرد هو منها ثمّ أسكن الله تعالى آدم الجنّة فكانت الجنة دار سكن في حق آدم ودار شقاء في حق إبليس لعدم سريان روح الحضرة فيه فسلب التوحيد الذي هو حقيقة التصوف فكان آدم عدوّا لآدم من حيث صوفيته أو تقول إحسانه لذا زمجر كما حكى الله عنه ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فلم يذكر صراط الجنة بل صراط الحضرة لذا يخرج أهل التوحيد من النار ولو بعد برهة من الزمن لسريان روح الحضرة فيهم فيتعذب ولا يحرق وجهه ولا قلبه فالحمد لله .
فكان علم آدم الذي علمه وهو علم الأسماء وهبي وليس كسبي ومجهول وليس معلوم ويكون فيه الإعتراض من المخصوصين ويكون فيه الحسد من الأشقياء الملاعين فلا بد في عرفنا من وجود هذين الصنفين بالنسبة لكلّ إمام في كل عصر ثم ان الله ذكر علم الأسماء في حق آدم فعلمنا بصدق مستوى خلافته في علم الأسماء الذي هو علم الشرائع أو تقول علم البقاء الذي جهلته الملائكة فكان علم الملائكة في التوحيد نازلا عن علم الإنسان لذا قال عليه الصلاة والسلام ( هذا جبريل أتى يعلّمكم دينكم ) رغم أنه ما علّمنا إلا هو عليه الصلاة والسلام وذلك في أجوبته على أسئلة جبريل فنسب التعليم لجبريل ونفى التعلّم عن نفسه لذا قال ( يعلّمكم ) وما قال يعلّمنا أو يعلّمني فأضحى السؤال علما والجواب في حقّ الغير تعلّما ثمّ أنه نسب الى أن جبريل كان يعلم ثمّ إن جبريل عليه السلام سأله عن الساعة وكأن جبريل أراد أن يظهر شيئا مكتوما ولا يجوز إظهاره وكيف يسأل جبريل هذا السؤال وهو الذي نزل بالقرآن ومن جملة ما نزل به ( إن الله عنده علم الساعة ) فكيف يسأل عن شيء وهو يعلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمه أم أنه سأل وهو لا يعلم بأنه لا يعلم أم أنه سأل وهو يعلم بأنه يعلم وأراد أن يخرج علم ذلك الأمر الى مستوى الجماعة وفي إجابة النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عندما قال له ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) ومعلوم بأن نبأ الساعة أخفى من فهم الدين وأعصى منه فما نسب الى نفسه العلم بالدين بل نسبه الى جبريل رغم أجوبته وما نسب الى نفسه علم الساعة فأخفى ما أراد جبريل إظهاره بقوله ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) فعجز جبريل ورجع الى حيث أراد عليه الصلاة والسلام لذا قال له ( فأخبرني عن أمارتها ) ثمّ أنه لما ذهب جبريل وترك المجلس سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن هويّة السائل فأراد أن يكون هذا الحديث جبريليا خالصا لذا نقول في هذا الحديث بأنه حديث جبريل فهو من فيض جبريل وهو مرتكز الأحاديث عند الصوفية في إثبات مذهبهم وحق لهم ذلك
فأضحت أحاديث العلوم الغيبية الوهبية مع شروط إستقامتها وميزانها هو الميزان الصوفي الذي يستوجب السجود الإكرامي والتشريفي
وسنتكلم إن شاء الله تعالى في فهم الشيطان للدين ونقارن بين فهمه وفهم الملائكة رغم أنه كان عارفا
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأحد 12 أبريل 2009 - 1:01

الحمد لله العظيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذي يحبّنا أكثر مما نحبّه لأنه الحبيب السيّد العجيب وعلى آله وصحبه
وبعد :
فمن الروح أكتب ولا شيء غير الروح مكان البوح والنوح
تعال حبيبي الى هذه الفيافي أين تجد قلبي زهرة الوجود وروحي مفتاح الكرم والجود , دعني منك إذا لم تفهمني أو تنسب إليّ مما هو ليس لي , ألا تعلم حبيبي مهج الصفاء ونهاية الوفاء والنقاء , والطهر والبقاء , تعال آخذك معي إلى هناك حيث مطلق الصفاء , أين موسيقى الجمال , وشبابة التيه في العلا , ألا تعلم أيها الصبّ دلالي , وجمال خصالي , أتركني فأنا الآن على أطلال الأحبّة , في نادي المودّة , هل تريد أن أحدثك عن الشوق , أم عن الحب ّ أم عن الهيام في بلاد الغرام , آه ثمّ آه ثمّ آه , ما هذا الدلال , وهذا الجمال , أكاد من الحبّ أحترق , ومن الشوق أتفرّق , ومن الغرام , أين نبيذ المدام , أيها الساقي هل تدري مشروبي , وأنت أيها الدليل أتدري محطّات دروبي ,
غنّى بلبل زماني , بتيجاني المعاني , وناح الطير في الجنّة بأشعاري , ورقصت مطوّقة الزمان مجاذيب أوتاري , حنانيك أيتها الشبّابة , خذيني الى عالمي , أين أحبابي وتيه أيتامي , آه ثمّ آه ثمّ آه , منّي ومنك ومنّا , قال قلبي بلسان روحي في عالم جذبي في قالب صحوي على بساط سرّي : أنت الذي جمعت المتضادات , وحوصلت المتناهيات , ورمت الفردانيات , ورغم هذا وذاك , فأنت الذليل , في مقام النزيل , فمن يطعمك ويسقيك , ومن يفنيك ويؤويك , قال : اللسان في مقام العرفان : أيها الثملان , سنمتحنك أتصبر , قال قلبي : لا لا وعزّتك وجلالك , ونهاية كمالك , لا طاقة لي على ذلك , آه ثمّ آه ثمّ آه , منّي ومنه ومنّا , ومن نحن , أنا الغريب في الغرباء , الشهيد في الشهداء , العاصي في العصاة , المذنب في المذنبين , يا ربّ , يا مناي ويا رجائي , يا ربّ بجاه عين كرمك , وشمس جودك , وبحر عطائك , وقمر سخائك إلا ما رحمتي حيث عين الرحمة , وأنشلتني من هذه المرتبة , آه وألف آه ومائة ألف آه وآه بلا بداية ولا نهاية
غاب منّي الفؤاد , الله يرحمني , تاه منّي المراد الله ينقذني ,
وخاطبت نفسي , على بساط أنسي قائلا : ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنّتي )
فقالت لي: الخطاب متوجه لي وليس لك
فقلت لها : إنما خاطب وصفك وما خاطب وجودك فهل فهمت ؟
قالت : جد ممّا آتاك الله فإنه والله الدواء الشافي والجواب الكافي
قلت لها : خاطب رجوعك فقط عند الإطمئنان , وما رضي لك بذلك إلا بعد الرضا والرضوان فهل فهمت الآن ؟
قالت : الحمد لله على ذلك فهو متحقّق فيّ
قلت لها : أين الدليل وهو يقول : فأدخلي في عبادي
قالت : ما معنى ذلك
قلت لها : أي أن لا تتميّزي عليهم بشيء لأن مقامك العبودية مثلهم فأنت التي تدخلين عليهم وليس هم الذين يدخلون عليك فالأمر صادر لك لا لهم لذا أوصاك بالرجوع في حالة الأطمئنان لأن دأبك الأطمئنان بكل من سواه لذا أمرك بالرجوع بعد الإطمئنان بالوعد إليه في حلية الرضا والرضوان ولن تدخلي عليه إلا بالدخول في عباده فلا تتميّزي بشيء فهل علمت الآن فحوى الخطاب
قالت بعد أن زمجرت كما قال إبليس أنا خير منه لأنه معلّمها : بما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم
قلت لها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعلم ( اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك ) أي إجعلني بين فناء فيك وبقاء بك إلى أبد الآباد , ودعاء الرسول مستجاب لمن فهم الخطاب
والله الموفق لا ربّ غيره
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف احباب الأحد 12 أبريل 2009 - 10:07

تبارك الله
الله يكون في العون
مجهود رائع
احباب
احباب

ذكر عدد الرسائل : 19
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 08/12/2007

http://www.gafsa.jeun.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف رضوان الإثنين 13 أبريل 2009 - 22:34

آه ثمّ آه ثمّ آه

أكرمك الله وزادك علما وقربا
رضوان
رضوان

عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 18 أبريل 2009 - 23:20

بسم الله الرحمان الرجيم
الحمد لله العليم
والصلاة والسلام على من قيل فيه ( رؤوف رحيم ) وعلى آله خلفاء النبوّة وصحبه خلفاء الرسالة

أما بعد :
لمّا جالت في خلدي آية قوله تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك )

إنفتحت لقلبي مغالقها حتى كأنّي أنظر الى مشارقها ومغاربها من فيضان الواردات ووضوح الخفايا والإشارات وقد قال لي أحد الفقراء يلومني على هذه الدعاوي مخافة عليّ منه أن أقع في إمتحان البلاوي فقلت له هذا من عند الله أشهده ومن فضله أستمدّه فقل كيف شئت وظنّ كيف أردت ووالله ما أشهده إلا من الله تعالى فهذا الفيض ليس له ليل ولا نهار ولا تعب عقول ولا أفكار بل والله ما توجهت إلى آية إلا وأفاضت عليّ بكرمها وما أبتغي بما أكتب إلا إظهارا لنعمة الله ومن هذا الفقير حتى يعدّ نعمة الله عليه فكيف يعدّها على غيره , لا لا والله إن مدد الله ساري في الوجود بلا حدود فلا نشهد إلا فضله ولا نتقيّد بلؤمنا بل نرسل كرم الله إلى عين الإطلاق وإنّي يا ساداتي مغرم بهؤلاء السادة أعيان السادة أهل العبادة وكنت في زمن مضى أكثرت من الزيارة لضريح سيدي عبد القادر عيسى الحلبي صاحب كتاب حقائق عن التصوّف ولمّا وقتها غادرت مدينة إستنبول إلى مكان آخر وقف عليّ في منامي وإنشقّ قبره فوجدته حيّا فنفض التراب عن لحيته المخضّبة بالحناء فيما ظهر لي وقال لي بلسان فصيح صريح :" أهلا بك ومرحبا " بعد أن قدّمت نفسي له بإسمي ولقبي ثمّ تساءلت هناك عنده لماذا إنشقّ عنك القبر فأخبروني بأنه سيتمّ نقل القبر إلى روضة الصحابي الجليل سيدنا أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه وهو مدفون هناك على مقربة منه وكنت قد زرت قبره آنذاك أكثر من عشرين مرّة متتالية أصلّي الظهر عند سيدنا أبي أيوب رضي الله عنه والعصر عند سيدي عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى , وما هنالك من وليّ لله تعالى رأيته في المنام إلا وأكرمني الله بزيارته كما وقع لي مع زمرة منهم , منهم سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه بباب الشعرية بالقاهرة , أو أن أزوره فيأتيني بعدها في المنام وقد وقع مرّة أن رأيت أحد ساداتي الفقراء ممن يقطنون فرنسا في زاوية سيدي فتحي السلامي بالقيروان بلباس المغاربة فأخبرته بالرؤيا وقلت له يا هذا ما وجه لباس المغاربة الذي ترتديه وما هي إلا أشهر قليلة حتى علمنا بزيارة بعض الإخوة إلى المغرب منهم سيدي فتحي وزاروا هناك ضريح سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه وكان من شأن ذلك الفقير أن إلتقاهم هناك فقال لي سبحان الله هذا تأويل رؤياك وكانوا كلّهم هناك في المغرب في ضيافة سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه كما أخبر من كان منهم من أهل الكشف والوجود
أقول حسن الظنّ بالفقراء أمر لا بدّ منه وفضل الله في غيري شهدته مرارا فوالله ما ناله غيري من ساداتنا الفقراء لو أخرجوه للخلق لتدفّقت أنهار وفاضت بحار لكنّهم إعتزموا السكوت وهو الأمر الشديد على مثلي وليعلم العالم بأنني لست من العارفين بالله ولا برسوله وإنما هي واردات أجدها بقلبي فأكتبها لا أكثر ولا أقلّ ولا أتحرّج من أن لا يقبلها أحد وقد رأيت عندما كنت صغيرا في منامي زمرة هائلة من الأولياء تزور الأستاذ قدس الله سره وكنت أتجوّل بمحضرهم جميعا واحد واحد كما حدث لي أني أتجول في منامي على رؤساء العالم واحد واحد ويستقبلوني إستقبال الضيافة الرسمي هذا ما أشهده
والسلام الآن
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف أبو أويس السبت 18 أبريل 2009 - 23:58

علي كتب:بسم الله الرحمان الرجيم
الحمد لله العليم
والصلاة والسلام على من قيل فيه ( رؤوف رحيم ) وعلى آله خلفاء النبوّة وصحبه خلفاء الرسالة

أما بعد :
لمّا جالت في خلدي آية قوله تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك )

إنفتحت لقلبي مغالقها حتى كأنّي أنظر الى مشارقها ومغاربها من فيضان الواردات ووضوح الخفايا والإشارات ...

الحمد لله ذوة المنّ والعطاء
والصلاة والسلام على سيدنا محمد منبع الوفادة والقراء
وعلى آله وصحبه نجوم الإقتداء والإهتداء
أما بعد :
سيدي علي كما متّعك الله برؤيا وزيارة الصالحين وما طرأ عليك في ذلك من أحوال وامداد، وإرجاعك كل ذلك لفضل الله وكرمه ونواله وعطاه،
فإنا نسأل الله ونطلبه ونبتهل أن يزيدك من فضله وإيانا وألاّ نرى جوادا في الوجود سواه،
وأن تتفضل علينا بما انفتحت لقلبك مغالق الآية المذكورة ولو إشارة وتلميحا يناسب المقام ويحمله المقال.
ودمتم لنا أخا وفيا وصديقا صدوقا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 20 أبريل 2009 - 16:53

تتمّة :

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله
شكرا أخي أبي أويس الفاضل على حسن تواضعك وحسن ظنّك وجازاك الله خيرا لمحافظتك على القلوب ومشاربها وعلى الأرواح وحقائقها فهناك من الفقراء من لا يكون كلامه إلا حاليّا وكم عارضوني يا سيدي وكم وجدت من صدود ولا تظنّ بأنّي مغرور بنفسي عندما أتكلّم عن خصوصياتي لا والله أبدا ما جال في فكري هذا الخاطر وكلّ من ظنّ بأنّي من المغرورين فليتّهم نفسه بأنّها كذلك فما رأت غرورها إلا في غيرها لما حوته من غرور ومع هذا ما أبرئ نفسي إن النفس أمّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي .

بخصوص الآية : فإن فيها الكثير من المعاني والخفايا ممّا يدل عليه اللفظ من مفهوم :

فقوله تعالى ( وإذ قال ربّك ) فيه توجيه الخطاب إليه بكاف المخاطب الحاضر الموجود وكأنّه يذكّره بتلك المرتبة التي أصل إيجاد هذا الإنسان , أي قوله ( وإذ قال ربّك ) بمحضر حقيقتك يا محمّد ,فدلّه على أن الخطاب في هذه الحالة ورد في حالة نسبة النبي صلى الله عليه وسلّم إلى مولاه لذا جعل ضميره متّصلا به وكأنّ الخطاب ورد من حيث حقيقته المحمّدية لذا قرن بين إسمه الربّ وكاف المخاطب وهو النبي صلى الله عليه وسلّم , فذكر له قول الربوبية في حالة إتّصال الحقيقة المحمدية بها وتفسير ذلك أن الربوبية لا يقابلها من كلّ وجه غير العبودية من كلّ وجه وكأنّه يقول له : قال ربّ محمد بعد أن أكمل له عبوديته وجعله قائما به في عالم البقاء , فكان القول للملائكة ونسبة الخطاب في هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فكان توجيه الخطاب إليه والإخبار للملائكة بما فيه من حقائق فأراد تعريفهم في مقام لا يحسنونه بما حواه هذا الخليفة فحجبهم عنه من حيث أخبرهم به وإنما حجبهم لقوله ( وإذ قال ربّك ) فكانت كاف المخاطب الواسطة بين الربّ والملائكة فكانت حجابا عن إدراك حظه من ربّه , وفي نفس الوقت حجبهم في إستفتاح الكلام بقوله ( ربّك ) فذكر لهم الربوبية قبل ذكره كاف المخاطب فحجبهم عن حقيقته المحمدية من حيث وجودها الأوّل وحجبهم عنها من حيث حظّها الثاني أي في التنزّل الأوّل والظهور الثاني فكانوا محجوبين عن ماهيات الخليفة قبل خلقه وبعده وكأنه يمنّ عليه بهذه النعمة التي لا تؤدّي شكرها غير الفناء فيه والبقاء به الذي أوضحه في الآية للملائكة فما إصطفاه إلا من أجل كمال عبوديته فلم ينفع قولهم ( ونحن نسبح بحمدك ونقدّس لك ) فذكروا عبوديتهم لغيبتهم عن حقيقة عبودية هذا الخليفة فلو أنهم علموا شأن عبوديته لله لما قالوا ذلك القول فكان مدحه في قوله ( وإذ قال ربّك ) عبودية الخليفة الأول , ومعلوم أن الربّ لا يخلق إلا العبد فمن كان أول العابدين فهو حتما أول مخلوق وقد ورد في القرآن أنه أول العابدين فصحّ أنه أول موجود لأن الربوبية لا يقابلها كما قدّمنا غير العبودية فما من مخلوق في السماوات والأرض إلا وهو عبد لله فأول عبد هو أول مخلوق
ثمّ قوله ( ربّك ) ولم يقل ( قال ربّهم ) في هذه البداية من ذكر شأن الخليفة وكأنه جمع العبودية الكاملة في هذا الخليفة من حيث حقيقته المتصلة بالربوبية ولا تفارقها بحال من الأحوال , وإنّما قولنا متّصلة أي أنها تفتقد في ذاتها وصفاتها لهذا الربّ الذي به قامت وبه خوطبت وبه سمعت وعنه أدركت وفهمت فكانت في مثالها كأنها صفاتها من حيث قوله ( وكنت بصره وسمعه ويده ورجله ) لذا إنحجبت الملائكة إنحجابين , حجاب بالربّ عن حقائق هذا الخليفة لأن الربّ هو الخالق والرازق والنافع والضار , وحجاب بالخليفة عن إدراك حقيقة ذات هذا الربّ وشؤونه لأنه أول العابدين فقام مقام الخلافة ولا وصول الى الله إلا عن طريقه لذا وكأن الحقيقة المحمدية هي حجاب عن الله تعالى لذا عدّها السالكون مرحلة من مراحل السير ومن وقف معها دخل الجنّة في حلية الأنوار لا في حلية الأسرار وهناك فرق .
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 20 أبريل 2009 - 17:57

تتمّة

وقوله تعالى :( وإذ قال ربّك للملائكة ) أي أن الإخبار بالغيوب يحقّ للملائكة أو من كان على صورتهم التنويرية كالتي كان عليها إبليس لعنه الله فقد أخبره معهم وهو ليس من الملائكة وعليه فقد صحّ ما يخبر به أهل الله تعالى من حيث كمال تنويرهم لأنهم على الصفة الملكية وليسوا على الحقيقة الذاتية الملكية فكان الخطاب للوصف لا للذات لذا تبيّنت العصمة من حيث حقائق الملائكة الذاتية لهم وظهرت عدم العصمة لإبليس من حيث حقيقته الذاتية فصار الفرق ظاهرا والتمييز واضحا لذا لا عصمة لمن بعد الأنبياء والملائكة أبدا بل هناك الحفظ والحفظ له شؤونه وعلومه وهو لا يصل الى مقام العصمة وقد يقال لماذا إنتفى الحفظ عن إبليس رغم معرفته لذا قلت للحفظ علومه التي سنذكر طرفا منها متى شاء الله تعالى .
وهذا دليل على إمكانية إطلاع بعض عباد الله على أجزاء من علوم الغيب النسبي والتي والله لو فسّرت أفراده لظهرت أنوار جليلة وعلوم جميلة قل أن تسمع بها الآذان أو خطّها البنان
ثمّ قال لهم ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فما قال إني خالق في الأرض خليفة بل قال جاعل وذلك لكون الخليفة وصف وليس ذات فالخلق لا يكون إلا للذات مصاحبة للصفات , فما حكى لهم عن ذات هذا الخليفة لأنها ليست مرادة من خلقه بل المراد وصف خلافته فحجبتهم بشريّته عن أوصاف خصوصيته , وإنما أنحجبوا بالبشرية لما قدّم به ذكر الأرض عن ذكر الخليفة ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فقدّم الأرض عن ذكر قوله ( خليفة ) فإنحجبوا بما تعطيه حقائق هذه الأرض عن ما تعطيه حقائق كلمة خليفة , لذا ما قالوا ( أتجعل فيها خليفة) بل قالوا كما قال تعالى ( أتجعل فيها ) ولم يذكروا لفظة الخليفة بما إنحجبوا به من تسبيقه قوله تعالى ( الأرض ) فما شاهدوا إلا بشريته وهذا ما شاهده إبليس أيضا لذا حكم بالخيرية في نفسه كما قال ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) وكما قالت الملائكة وذكرت وصفها الذاتي وهو العصمة لشهودها وصف الخليفة الذاتي وإنحجبت عن حقيقته الألهية
ثمّ في هذا الإخبار من الله لهم علموا بمجرّد هذا القول بعض الغيوب التي تتعلّق بشأن هذا الإنسان :
منها : أنهم علموا بأن هذا الإنسان سينزل إلى الأرض وأن خلقه يتمّ في الجنّة بدليل قولهم ( أتجعل فيها ) وما قالوا ( أتخلق فيها ) أو لعلمهم بما جمعوه من تراب من الأرض أن خلقه يتمّ في السماء لكنّهم علموا نزوله إلى الأرض في حلية تلك الحقيقة الترابية وهي الطين
ومنها : علمهم بأن هذا المخلوق سيكون له ذريّة ونسل لذا قال : ( من يفسد في الأرض ويسفك الدماء ) وسفك الدماء لا يكون إلا بين إثنين فأكثر وكذلك الإفساد
ومنها : علمهم بأن هذا المخلوق سيكون من لحم ودم في قولهم ( يسفك الدماء ) وبأن مثواه الأخير بعد سفك هذا الدم هو الأرض
ومنها : علمهم الكامل بطبيعة بشرية هذا الإنسان من حيث عناصره وطبائعه لأنهم جمعوا التراب له لما أمرهم الله بذلك
ومنها : علمهم بما تعطيه تلك العناصر من ظلمة وإفساد وسفك دم أي أنها مخوّلة أن تفعل ذلك متى ما همّت بذلك
ومنها : علمهم بعداوة إبليس لهذا الإنسان وإلا فكيف سيكون هناك سفك دم وإفساد
ومنها علمهم بأن هذا الإنسان سيكلّف بالتكاليف الشرعية وأنه مخيّر فيها وليس بمسيّر وذلك في قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فنسبوا الإفساد وسفك الدماء لهذا الإنسان فأخبروا بتخييره بين النور والظلمة
ومنها : علمهم بأن الإنسان سيكفر في الأرض في قولهم ( من يفسد فيها ) والإفساد هو الكفر والشرك وهو أكبر الإفساد قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فالإفساد لا يكون إلا بذهاب التوحيد
والخلاصة أن قولهم إحتوى أمران :
الأمر الأول : غيرتهم على جناب الربوبية والتوحيد من أن يناله غير أهله وعلى هذا جبلوا لأنهم من جند الله وهذا واضح في قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وقولهم الذي هو عبارة عن توحيدهم ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) فما ذكروا غير عبوديتهم وهو أعلى مقاماتهم لذا ذكروه وما ظنوا أن هذا الخليفة ينال مقاما أعلى منهم في هذا التسبيح وهذا التقديس
الأمر الثاني : غيرتهم على الأخلاق الحميدة الكريمة التي جبلوا عليها لأنها من أخلاق الله تعالى فكان لا بد أن يكون هذا الخليفة متخلقا بتلك الأخلاق فغاروا من حيث ما تعطيه حقيقتهم الذاتية لا من حسدهم أو حقدهم كالتي كان عليها إبليس من حيث حقيقته الذاتية فما نطقوا إلا بالحقّ وما كشف لهم من أجزاء هذا الغيب لذا قالوا في الأخير ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا ) أي ما نطقنا إلا بما نلناه منك من العلم فدلّهم على وسع علمه وأنه لا يقيّد فيما علموه من حيث حقائق هذا الخليفة لذا كانوا يستغفرون لنا وهذا أمر آخر
وبالنتيجة سنتكلّم قليلا في أدب الملائكة وسوء أدب إبليس بحسب ما يعطيه اللفظ :
- من حسن أدبهم أنهم لا يرون تمييزهم عن بعضهم فلا يجري عليهم هذا الخاطر لعصمتهم فما إعترضوا في قولهم من حيث مشاهدة خصوصياتهم بل من حيث غيرتهم على جناب التوحيد والأخلاق الكريمة وهذا ظاهر في قولهم بصيغة الجمع ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدس لك ) فجمعوا أنفسهم في ضمير واحد لأن المقام يعطي ذلك فما رأوا تميّزهم عن هذا الخليفة بل بما علموه من إفساده في الأرض خلاف إبليس فإنه شاهد نفسه في هذا المقام بقوله ( أنا خير منه ) فالفرق واضح
- ما ذكروا ما أعطاه شهودهم من حيث تركيبة الإنسان الطبائعية وأنه مخلوق من الأرض بل ما ذكروا غير صفات القبح التي فيه والتي بها سيفسد في الأرض فما أرادوا بذلك القول شهود لطافتهم وتميّزهم بها على كثافة هذا الخليفة الظاهرة خلاف إبليس فقد شاهد ذلك وإعتبره من حيث حقيقته النارية الإبليسية فقال ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) ولو علم أن من خلق من نور وهو الملائكة أفضل منه لأنّ النور خير من النار وهو يعلم هذا لأنه صار من صفته النارية الى صفته النورانية فلو كان النار خير من النور لكان العكس والسلوك الى مراتب الشيطان لا إلى مراتب الملائكة
-أن الملائكة عبّرت عن كلّ ما أرادت بأدب الكناية لا التصريح إلا في مواضع وما أخبرت من الغيب الذي يخص هذا الإنسان إلا بما يخلّ بجانب التوحيد خلاف إبليس فإنه ذكر ما علمه بلسان العبارة والتصريح كقوله : لاحتنكنّ ذرّيته فأخبر بوجود الذريّة لأنه علم هذا عندما كان على صورته النورانية وكذلك قوله : فأنذرني إلى يوم يبعثون فأخبر بأنهم يبعثون وبيوم القيامة وطلب العداوة من الله لهذا الخليفة ولو علم ما معنى الخليفة لعلم أنه يحارب الله تعالى نعوذ بالله من السلب بعد العطاء ( من آذى لي وليّا فقد آذنته بحرب )
وإلى ما هنالك من هذه المعاني الكثيرة
ثمّ إن الخطاب من الله تعالى يخصّ كوكب الأرض وكأنه مكان مقدّس لذا قال : (إني جاعل في الأرض خليفة) وكأنه مكان عظيم ذو قيمة ولذاك قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وكأنّها حرم آمن لا يجوز الإفساد وسفك الدماء فيه وهذا علمناه سابقا من حيث وجود بيت الله تعالى وقبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل علمناه أيضا من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( جعلت لي الأرض مسجدا فحيثما أدركتكم الصلاة فصلّوا ) وفيها وجود جبل عرفة ومناسك الحجّ والمسجد الأقصى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ) فلا يرى الآيات إلا العبد والقرآن : ( آيات بيّنات )
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 20 أبريل 2009 - 21:50

تتمّة :

فدلّ على أن الإمتحان وقع بسبب هذا الخليفة لتظهر مراتب كلّ حقيقة فهي في الشاهد عبارة عن مرآة يشاهد فيها المرء نفسه فبهذا الإمتحان العسير وقع ترتيب المراتب التي كمنت في حقيقة هذا الخليفة وكأنه يقول لهم : الآن ستظهر حقائقكم التي كنتم عليها في علمي السابق لأنها لن تظهر إلا بهذا الخليفة فكان لا بدّ من إعلامكم لتروا حقائقكم فيه ويرى هو بدوره حقيقته فيّ
وما توجّه بالإعلام إلى هذا الخليفة لأنه في طي حضرة الحبّ , وذكر الخليفة بالإفراد ولم يذكره بصيغة الجمع ليدلّ على جمعه عليه فما شاهدت الملائكة إلا عالم فرق هذا الخليفة وكذلك إبليس ما شاهد إلا فرقه لذا قال : لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم فذكرهم بصيغة الجمع وليس الإفراد مع مراعاة الفارق بين حقائق قول الملائكة وحقائق قول إبليس لعنه الله تعالى والمراد بجمعه فنائه في مولاه بحيث ليس له وجود لذا ما شاهدوا غير الفرق من حيث قوله تعالى ( كلّ من عليها فان ) حيث يشير الى فناء هذا الخليفة فيه بحقائقه طوعا وكرها وهو سبب الخلافة ثمّ أنه أطلق ذكر الخليفة ولم يقيّده بعلّة بل ما قيّده إلا به من حيث تصرّفه فيه وكأنه لا وجود له كالميّت الذي لا حراك له أما غير هذا الخليفة من نواب هذا الخليفة في جزئيات حقيقته كقوله تعالى ( يا داود إنا جعلناك في الأرض خليفة فأحكم بين الناس بالعدل ) فقيّد الخلافة في الحكم أما هناك فأطلقها حيث عمّمها على كامل الإرض وكأن الأرض يخلفها واحد فقط في هذا المقام العالي وقد أخبر عن ذلك صاحب هذه الخلافة وهو النبي الأكرم صلى الله عليه وسلّم حيث قال ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) وكأنّه ليس منة ولد آدم عند هذا القول لذا عمّم السيادة في كلّ شيء فسلبهم أوصافهم وخصوصياتهم بالمقارنة مع خصوصيته لذا كان سيّدهم والسيد تجب له الطاعة ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) فكان هو المشرّع المتلقّي عن الله لذا قال في الحجّ لما سأله ذلك الصحابي : أكلّ عام - فقال : لو قلت نعم لوجب .أي لأنه لا ينطق عن الهوى
وكذلك هذا الإخبار كان فتنة على عصيان إبليس وعليه فليس الإخبار بالغيوب من طرف الله يتلقّى ببادىء الرأي بل بالتسليم والطاعة
وسنكمل إن شاء الله في هذا المحل
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 10:15

تتمّة :
ثمّ إن الملائكة كلهم لما قالوا ( أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء )كان إبليس معهم على صورته الملائكية والدليل قول الله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ) فقوله وإذ قلنا للملائكة فيه أمر لإبليس معهم لأنه خاطبه على صورته النورانية وإنما لم يسجد لعدم عصمته لحقيقته الذاتية في اصل تكوينه التي هي النار أما الملائكة فعصموا لذات حقيقتهم النورانية فهي لا تتبدل لأنهم جنود الله وعليه فإبليس حمته صورته النورانية من الإلتفات لنفسه وشهودها لذا ما ظهر عصيانه عند قول الملائكة وهو منهم على صورتهم النورانية ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فما أخرجه وصفه في هذا السؤال ولا نقول الإعتراض فحاشا للملائكة أن يعترضوا على فعل الله وإرادته لذا وقع الإمتحان في السجود إلى هذا المخلوق فسجدت الملائكة كلهم أجمعون لما أعطته حقيقتهم الذاتية من حيث انهم يفعلون ما يؤمرون لأنهم جند الله والجندي ليس له إلا طاعة الأوامر لحقيقته الذاتية أما إبليس فتابع بعد السؤال من الملائكة وهو معهم غيّه بعد أن أعلمه الله تعالى أنه ( يعلم ما لا تعلمون ) لما قال لهم ذلك فما رضي بذلك في قرارة نفسه التي ظهرت حقيقتها الذاتية وأنه محلّ السخط والغضب الإلاهي فكان مهر السؤال غاليا ولو لا عصمتهم الذاتية لذهبوا مذهب إبليس لعنه الله لكن حاشاهم من ذلك لما جبلوا عليه من الطاعة في أصل تكوينهم, وعليه فيكون سؤال المعصومين لله تعالى عن الكيفيات والماهيات يحميه عصمتهم الذاتية بخلاف غيرهم فالسؤال لله تعالى له مهره الغالي لعدم العصمة إلا الأنبياء فهم معصومون ولولا عصمتهم لكان ما كان كما قال إبراهيم عليه السلام ( ربّ أرني كيف تحيي الموتى ) فسأله ( أولم تؤمن ) فأجابه ( بلى ) فكان جوابه دليلا على عصمته وكذلك قول نوح في إبنه فإنه ظنّ عمومية الوعد وظاهره وما نظر أن المراد بالأهل هم أهل الإيمان لذا حاججه في إبنه وقال له ( إن وعدك الحق ) وهكذا من هذه الحقائق والمعاني
أما إبليس فلما سأله عن عدم السجود وقعت عليه الحجة لعدم عصمته كالأنبياء والملائكة فنظر إلى نفسه ودفع مهر إعتراضه الأول مع قول الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فكان قول الملائكة هذا ناجما من طبيعتهم النورانية لذا عصموا عند الأمر وسجدوا أما إبليس فلم يعصم لأنه ما قال هذا القول بنفس إعتقاد الملائكة وما فيهم من الصفاء وعليه فمذهب من فضّل الملائكة على البشر فله وجه وهو هذا الوجه وهو وجه العصمة أما من فضّل بعض البشر على الملائكة فمن وجه الخلافة والعلم بالله
فكان سؤال الملائكة وتعجبهم من إجتماع الخلافة والإفساد في هذا الخليفة لأنهم إنحجبوا عن علوم الأسماء لذا ليس لهم ظهور كثيف وكذلك إبليس ليس له ظهور كثيف لذا كانت الحرب طاحنة في الخفاء بين الملائكة وهم جند الله وبين إبليس وجند الشيطان والحرب دائرة في ساحة القلب وهو ميدانها لعلمهم بما يعطيه القلب من التوجّه وهنا وهناك بحور من العلم لذا فكلّ من لم يعرف ويعاين حقيقته قلّ أن تسلم بصيرته من الطمس مثلما فعل إبليس فقد علق بقلبه آثار حقيقته
وسأكمل بعون الله ذكر بعض خواطري في هذه الآيات من حيث سجود الملائكة وعصيان إبليس وما في ذلك من المعاني المستفادة وفي عصيان آدم عليه السلام وتوبته والحكمة من ذلك وأن كلّ ما يفعله الله تعالى هو الحقّ حتى يعرف كل إنسان قدره فيقف عنده
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف أبو أويس الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 16:28

رضوان كتب:
آه ثمّ آه ثمّ آه

أكرمك الله وزادك علما وقربا
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 22 أبريل 2009 - 17:29

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد :

قال تعالى : ( قال إنّي أعلم ما لا تعلمون )
وهذا من وجوه نذكرها :

منها : أعلم ما لا تعلمون من الغيب المطلق الذي ليس هو من إختصاصكم

ومنها : أعلم ما لا تعلمون من حقائق هذا الخليفة ممّا غاب عنكم

ومنها : أعلم ما لا تعلمون ممّا كشف لكم في قولي لكم

ومنها : أعلم ما لا تعلمون مما سألتم عنه في معرض كلامكم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )

ومنها : أعلم ما لا تعلمون مما في حقيقة عبادتكم لي التي قلتم فيها ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )

ومنها : أعلم ما لا تعلمون : من حيث إطلاقات علمي في شؤون هذا الخليفة فما لم تعلموه فهو حاضر في علمي فكأنه كان بالنسبة لي

ومنها : أعلم ما لا تعلمون : مما سيصير إليه كلّ واحد منكم في علمي هذا

ومنها : أعلم ما لاتعلمون بخصوص حقائق إبليس

ومنها : أعلم ما لا تعلمون من حيث سجودكم وإباية إبليس عن السجود

ومنها : أعلم ما لا تعلمون من حيث إطلاقات تجلياتي في هذا العالم

ومنها : أعلم ما لا تعلمون بخصوص معاصي هذا الخليفة وذريته

ومنها : أعلم ما لا تعلمون من حيث عدم تأهيلكم إلى هذا المنصب وهذه الكرامة

ومنها : أعلم ما لا تعلمون بخصوص مستوى علم هذا الخليفة بي وبصفاتي وأسمائي

ومنها : أعلم ما لا تعلمون من حسن خلقه 0( وإنك لعلى خلق عظيم )

ومنها : اعلم ما لا تعلمون من فناء هذا الخليفة وبقائه بي ....

إلى غير ذلك من الأوصاف التي لم تعلموها

فما نسب إلهم الجهل بل نسب إليهم محدودية العلم فما حاججهم إلا بالعلم وهو حجة الله العظمى ولا يحسن أحد من العبيد أن يحاجج الله بما علمه لأن علمه ينقلب بالمقارنة مع علم الله تعالى جهلا
فهو لا يرتضي لعباده الجهل ولكن يرتضي لهم الإعتراف بقلّة العلم ( لا علم لنا إلا ما علّمتنا ) قال عليه الصلاة والسلام ( والله لا أعلم إلا ما علّمني ربي )
قال تعالى ( وأحاط بكلّ شيء رحمة وعلما ) فالرحمة متّصلة بالعلم والحبيب متّصل بالمحبوب وإن لم تفهم فعليك السلام فلو نظروا إلى وسع رحمة الله وأنها أحاطت بكل شيء لما حاججوا بعلمهم لذا قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقد قال الخليفة ( إنما أنا رحمة مهداة ) فكيف يحاججوا الرحمة بالعلم وهما مقترنان
فمن كل من شاهد رحمة الله في الأعيان قال كما قال أبو يزيد ( بطشي أشدّ من بطش الله ) لما في بطش الله من الرحمة السارية وما في بطش العبد من القسوة لذا قال عليه السلام ( إن الله كتب الإحسان على كلّ شيء ) لأنه الجمال المطلق والصفاء السرمدي ومن لم يحبّ الله فهو خارج عن هذه الرحمة ( رحماء بينهم )
فماذا علمتم من رحمة الله تعالى
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف سلطان الأربعاء 22 أبريل 2009 - 17:33


بسم الله، ما شاء الله، رب أنعمت فزد.
أخي علي لا فض فوك، زادك الله فهما ونورا وتوفيقا وتسديدا لتقطف زهور المعاني بأمتن المباني.
إن أكثر ما أطربني فأرقصني توفيقك إلى إماطة اللثام على خفايا ذلك المشهد الملكوتي
بشكل يجلي كمال الحكمة الإلاهية
ويبرز سر الكرامة الخليفية
وعصمة ورقي النظرة الملائكية
وسر الزلة الإبليسية رغم الصورة النورانية.
فجازاكم الله خيرا وزادكم من امداده
.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الخميس 23 أبريل 2009 - 19:07

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
أشكر بعد السلام أخي أبي أويس الفاضل وسيدي سلطان المحترم وسيدي رضوان العزيز وبقية ساداتي على هذا التشجيع وحسن الظنّ وليس هذا بالغريب على أمثالهم فإنهم تلقّوا دروس حسن الظنّ على يد أستاذنا وملاذنا سيدي إسماعيل الهادفي قدس الله روحه وسرّه
وحسن الظنّ يتعلّق بذات الشخص الظّان وليس بالمظنون فيه , فالمظنون فيه مردّ أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ثمّ إن حسن الظنّ بالعبد متّصل بحسن الظنّ بالله فكلّ من حسن ظنّه بربّه حسن ظنّه بخلقه أحب أم كره وكذلك كما في الحديث العكس بالعكس فالظنّ الحسن جزاؤه من الله مثله ( أنا عند حسن ظنّ عبدي بي ) وقد قال عبد الله إبن مسعود رضي الله عنه ( والله ما ظننت بأن أحدا من أصحاب محمد كان يريد الدنيا إلا عند نزول قوله تعالى في غزوة أحد :" منكم من يريد الدنيا " ) فأنظر إلى حسن ظنّه بإخوانه رغم محبّتهم للغنائم في الحرب فحسن ظنّه لا ينافي أنهم ما كانوا بحسب ظنّه فيهم فحسن الظنّ متعلّق بذات الشخص الظّان من حيث حقيقة صفائه وعبوديته لربّه فهو في الشاهد لا يرى إخوانه إلا بحسب ما كمن في حقيقته ( والمؤمن مرآة أخيه ) فلا يرى إلا نفسه فما رأى سيدنا عبد الله إبن مسعود إلا نفسه في غيره من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم , فأقول لإخواني والله ما رأيتم غير أنفسكم في إخوانكم الفقراء وإنا نغبطكم على ذلك فيا ليتنا كنّا أمثالكم ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
أما بخصوص ما أكتبه فهي مجرّد خواطر أجدها فأكتبها كيفما كانت وأترك لأهل النور والعلم والفهم أن يزنوها بميزان الشريعة والحقيقة وينبّهونني على أخطائها ومخالفتها للحقيقة ( والمؤمنون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا ) كما فعل من ذي قبل أحد الفقراء جازاه الله خيرا فإني أكتب لتنظروا وتصلحوا فلعلّ يأتي معنى من المعاني على غير وجه الصحّة فيكون الخاطر شيطاني لا وجود له في عوالم الحقيقة , ثمّ إنه قد أنساني الشيطان أن أذكر لكم ذنوبي ومعاصيّ وفواحشي وكبائري وصغائري فحدّثوا عن ذلك ولا حرج وليس هذا القول تواضعا منّي بل أقسم بإسم الله تعالى العظيم الأعظم بأنه الحقّ الذي لا ريب فيه عند نفسي , ثمّ إعلموا بأني ما حملت كلام الإخوة إلا أنه نابع من حسن ظنّهم لا لما عليه حالتي في نفس الوقت وما أمثّل نفسي إلا بأحد المجرمين حكموا عليه بالإعدام وقبل تنفيذ الحكم فيه أضحى يفكّر في بناء بيت له ووضع تجارة له رابحة ويتغنى بالدنيا فهذا حالي حتى لا يخفى عليكم وإعلموا ساداتي بأن الفقير الحقيقي من يرى جميع إخوانه أفضل منه في الدنيا والآخرة وأنهم أعلم منه وأحذق وأفهم وإعلموا بأن لكل فقير زلّة كما زلّ آدم من قبل ليتحقق له الذل لربّه فلا يرفع رأسه إلى السماء حياء وخجلا من ربّه وإعلموا ساداتي أن الفقير الصافي من شرّدته الأكوان وإبتلي وزلزل زلزالا شديدا حتى أضحى عنده المدح بنفس معنى الذمّ من حيث حقيقته والذمّ بنفس معنى الذم عند غيبته
والله أعلم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أبريل 2009 - 6:52

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
أمّا بعد :
فنواصل إن شاء الله تعالى شرح بقية ما الفقير بصدده من ذكر خواطره فيما يتعلّق ببقية الآيات الكريمات :

قال تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) وهذا جزء من الآية الثانية فيما يتعلّق بموضوع الخلافة الوارد ذكرها في الآيات الشريفة

أقول :

ذكر هنا فعل ( علّم ) في مقام التعليم لأنّه مقام أسمائي وأخفى فاعله فاستتر في هذه الحالة وفي هذا المكان الملكوتي فكان التعليم بين المعلّم والمتعلّم فلا شعور لغير المتعلّم بهذا التعليم لذا خفي عن الملائكة مادّة العلم فلم تشهد فاعلا بصدد التعليم إذ لو شاهدته لعلمت ما علّمه من العلم للمتعلّم ولا يقدّر معرفة الفاعل إلا بالرجوع لأوّل الإعلام وهو قوله تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فكان الإخبار في هذه الآية ظاهرا بشهود الفاعل وهو القائل مع نسبة إضافة كاف المخاطب التي تفيد ظهور الخليفة في ضمير إتصاله ووصاله بالقائل فلم تتميّز كاف الضمير بإنفرادها وإنفصالها فكان ظهورها بالتبعية في هذا المشهد فقام مقامها القائل في الإخبار عنه لأنه سيتولّى أمره كلّه ماضيا وحاضرا ومستقبلا فتجانست كاف المخاطب مع الفاعل الذي هو القائل في مقام الصفات الذي تكلّم فيه إذ أنّ الكلام لا يكون إلا في مقام الصفات لذا كان كلام الله تعالى صفته الدالة على ذاته .
أما قوله تعالى ( وعلّم آدم الأسماء ) فهو إخبار للخليفة في حالة التعليم الذي ذكره لهم من حيث إسمه الذي أظهره بقوله ( آدم ) لا من حيث حقيقته التي هي الخلافة فما قال وعلّم الخليفة الذي بشّر به سابقا الأسماء كلّها لأن الخلافة وصف لصاحب الإسم وليست إسما له فلا يمكن أن يعرّف الوصف في غير الإسم لذا لم تكن الملائكة على مهيّأة لعلم الأسماء لأن إسمها في حقيقته وصف لها فنحن عندما نقول ملك أو جمعه وهو ملائكة نفهم المقصود والمعنى المراد لهذا الإطلاق بمجرّد ذكر الوصف أمّا لو قلنا مثلا جبريل أو ميكائيل فإنّه لا بدّ من التعريف لذا قال تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة ) فليس هناك أسماء بعينها تخصّ كلّ فرد من أفراد ذلك الجمع فليس هناك أسماء للملائكة ولا إسم إبليس لعنه الله بل كان الكلّ ملائكة في هذا الوصف عند الإعلام بجعل الخليفة في الأرض خليفة أمّا إذا قلنا خليفة فإنّنا لا ندري المعقول من هذه الكلمة ولا نعلم المفهوم منها لذا وجب تعريفها أما لو أبدلناها بقولنا ( آدم ) علمنا المقصود لأن هذا إسم وليس بوصف فهو إسم علم يدلّ على ذات المسمّى ثمّ على صفاته فكان هناك تجانسا كبيرا بين الإسم والذات المسمّاة به أما الصفات فهي مفهومة بتبعية الذات فلا يدلّ الإسم قط على الصفات مجرّدة عن الذات فكان هذا الإسم جامعا لحقائق تلك الذات المسمّاة بهذا الإسم وكذلك فلو قلنا جبريل فإنه إسم يدلّ على مسمّاه ذاتا وصفاتا ولا يدلّ على جنسه إلا من حيث التبعية أي أنه من الملائكة فهو إسم موقوف على صاحبه ولا يتعدّاه لذا قال تعالى ( قل من كان عدوّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإنّ الله عدوّ للكافرين ) فتمعّن كيف قال ( وملائكته ) ثمّ ذكر جبريل بالإسم وميكائيل رغم أنّهما من الملائكة فدلّ على أن ذكر جبريل بالإسم يراد به حقيقة جبريل لا جنسه وهو الملائكة وكذلك ميكائيل وهذا من علوم الإسماء التي أختصّ بها هذا الخليفة في إسمه وهو آدم لأنه لو قال خليفة لقال في مقابلته ملائكة فافهم .
لذا ذكر آدم في هذه الآية من حيث حقيقة الخليفة الأسمائية لا من حيث حقيقة الخليفة الصفاتية لأن الإسم لا يدلّ إلا على الذات لا على الصفات وآدم إسم موضوع ليدلّ على ذات المسمّى به من حيث علمه بالأسماء لا غير ذلك فهو جامع من حيث دلالته .
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أبريل 2009 - 8:46

تتمة :

فكان التعليم مقام صفاتي وذكر آدم مقام أسمائي من حيث سريان الصفات في الأسماء وهكذا في كلّ إسم تابع لإسم آدم , وإنّما ذكر الخليفة في الآية الأولى بالإفراد وذكر آدم في هذه الآية بالإفراد فلأنه ذكر الملائمة في الآية الأولى بصيغة الجمع وذكر الأسماء في الآية الثانية بصيغة الجمع وكأنه يشير إلى أن الخليفة في مقامه هناك جامع للصفات وآدم في مقامه هنا جامع للأسماء إذ لا يعقل أن يفرد حيث الجمع فدلّ على أن الإفراد هو عين الجمع في الإفراد فكان صاحبه جامعا والجمع هو عين الإفراد في الجمع لتعلم جمع الخليفة أسماءا وصفاتا لأنه هناك فرق بين من يكون صفة وبين من يكون جامع صفات وبين من يكون إسما وبين من يكون إسما جامع أسماء لذا أفرد ذكر الخليفة في محلّ الجمع وجمع الأسماء حيث أفرد إسم الخليفة فكان في الحالتين كأنّه المحور التي تدور عليه الصفات والأسماء لأن الجامع لا يكون إلا فردا وغير الجامع لا يكون إلا جمعا وصفة في فرديته لذلك الجامع , فذكر الخليفة في مقام جمعه فكأنه أشار الى رقي مقام جمع الخليفة على جمع الملائكة بما فيهم إبليس لما كان على صورته الملكية وليس حقيقته الملكية إذ الحقيقة تعطي الأصل وليس هو ملك في اصله بل هو من الجنّ مخلوق من نار وقوله تعالى كان من الجنّ يشير إلى أنه ليس بأبيهم فلا يجبرون على حقائقه فافهم لأنه ليس بالخليفة لذا قال تعالى ( كان من الجنّ ) فنحن عدوّنا إبليس وذريته وليس الجنّ بحدّ ذاته فإن فيهم المسلم والمؤمن .
لأن الفاعل ليس بصفة وليس بإسم بل هو ذات والذات لا كنه لها بغير دلالة الأسماء والصفات حتى تدرك ويقع عليها العلم لذا كانت كاف المخاطب بسببها ظهر ذلك الإخبار من حيث نسبتها منه وكذلك آدم بسببه ظهرت الأسماء فكان خليفة صفة وإسما فظهرت صفاته في غيره لأنه محال أن يعرف إلا في غيره وكذلك أسماؤه وإنما أظهرها في غيره وهو الخليفة الجامع إشارة الى جمعه عليه بدلالة أسمائه وصفاته فكان لا بدّ من الجمع عليه بما أنه الواحد الاحد لتتحقق معرفته الكاملة في جميع أسمائه وصفاته فكان الخليفة في الشاهد كصورته لأن الصورة هي ما يعطيه وصف الذات عند مقابلتها للمرآة وهناك فرق بين الصورة وبين أصلها كالفرق بينك وبين صورتك عندما تراها في المرآة فهي لا شيء بالنسبة لما أنت عليه فلا نفع لها معك ولا ضر لها ولا حياة ولا نشورا فهي عاجزة من كل وجه وإنما فقط تم وضعها للدلالة عليك متى ما رآها من يعرفك وتطابق نظره بينك وبينها فيستدلّ بها عليك فيعرفك وإلا فإنه يشاهد الصورة ولا يدري لها صاحبا ولا يحسن أن ينسبها لأحد من الخلق ومن هنا حرّم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلّم تصوير ونحت الصور لما فيها ذرائع الشرك لأن من صوّر صورة أو نحت تمثالا طولب بنفخ الروح فيه ولا يستطيع أحد ذلك فالله تعالى وحده الذي يصور خلقه في أيّة صورة شاء ثمّ ينفخ فيه الروح فيكون آية دالة عليه فافهم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أبريل 2009 - 9:21

تتمّة :

فأغناك بالصورة الأصلية عن الصورة الوهمية هذا في عالم الأشباح أما في عالم الأرواح فأغناك به عن صورته وما الكون كلّه إلا وهم لا وجود له هكذا قال المحققون لذا فإنك ترى ضلال النصارى بوضع الصور والتماثيل في دور العبادة والكنائس وذلك من شركهم وقولهم في عيسى عليه السلام القول المحذور من أنه إبن الله أو أنه الله أو أنه ثالث ثلاثة فأوقعتهم الصور في الشرك الأكبر
أما مشائخ التربية من الحققين فإنهم لا يميلون إلى الصور ولا يحبذونها البتّة لما فيها وعليها رغم أنها صور حقيقية لأصحابها لا وهمية أو خيالية ونحن نعلم بأن الصحابة الكرام عليهم الرضوان ليست لديهم صورة لرسول الله صلى الله عله وسلم معلّقة على الحيطان في دور العبادة والواجهات فتعبد من دون الله فإن الضعف موجود في الأرواح والأشباح وهذا مشهود لذا لعن عليه الصلاة والسلام المصوّرين وتوعّدهم بالعذاب الأليم لأن منبع الشرك نجم عن تصوير الصور من عهد نوح عليه السلام وإلى أن حطّم عليه الصلاة والسلام الأصنام من فوق الكعبة وداخلها فليس هناك فتنة أكثر من فتنة الصور كفتنة صور الحسناوات والمردان حسان الوجوه لذا قطع عليه الصلاة والسلام على الشيطان هذا السبيل من أن يدخل على أمته منه فحذّر من التصوير ونحت التماثيل لقطع الذريعة وهذا ما نجده في الفقه الإسلامي لورود حديث النهي عن التصوير , فالنحت والتصوير باليد حرام بالإجماع أما مذهب من قال بأن الصور الفتوقرافية هي أيضا حرام أخذ بظاهر الحديث وعمومه فأخذ بالعزيمة من حيث النص لا من حيث الواقع فإنهم اليوم كلّهم غرقى في ذلك ولأن ذريعة الشرك واقعة على النحت والتصوير اليدوي لذات الأرواح ويكفيك بأن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة فمذهب من قال بالتحريم أكانت الصور وهمية أم حقيقية مذهب صحيح من حيث التحقيق لا بحسب ما يفهمونه هم لظاهر النص , فإنهم وإن أصابوا الحكم ما أصابوا المعنى فإنهم ما علموا من الحديث غير ظاهر اللفظ ولو علموا حقائقه من حيث علم الأسماء لكانت زيادة الإيمان من نصيبهم فإن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحي يوحى لا يجوز فيها إلا نور الفهم وعلم المراد في معانيه كلّها ولكن هناك من إغترف وهناك من إرتشف أما من ذهب مذهب تجويز الصور الحقيقية التي تنتجها آلة التصوير لأن الواقع يفرضها ولا مجال لتركها لأنها قامت مقام الضرورة من حيث الهويات الشخصية وصور التعارف ..إلخ فأرادوا الإستدلال لها من الشرع والسنّة ويستنبطون أحكامها فقصدوا حقائق الصور المنطبعة في الورق مثل إنطباع صاحبها في المرآة فهي لا تعتبر ولا تدخل عندهم في نهي الحديث وهذا واضح وهو مذهبنا والفقه مذاهب شتّى معتبرة ولكل وجهة هو مولّيها , فليست حجة مذهب بخصوص الصور الحقيقية بأقوى من المذهب الآخر فإن مراد الحديث لسد باب ذرائع الشرك وخاصة في صدر الإسلام فمتى حفظ هذا التحقيق فلا حرج لأن الصور متى كانت حقيقية لصاحبها كما إنطبعت صورته في المرآة متى قابلها بذاته فلا حرج لأنه عليه الصلاة والسلام كان يرى صورة نفسه في المرآة فيقول ( اللهم كما حسّنت خلقي فحسّن خلقي ) فدلّ على طلب تطابق المعنى بالحسّ ودعاؤه مستجاب بلا ريب ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فافهم , قال هذا عندما رأى صورته في المرآة فلم تدلّه صورته إلا على ربّه ذاتا وصفاتا وعليه فالصورة التي تخرجها آلة التصوير هي عبارة عن مرآة جامدة تثبت صورة صاحبها عبر مراحل عمره فلا حرج فيها إنّما الحرج وقع في تعليقها في المساجد والزوايا خاصة لأن فيها تشبّه بالنصارى فهذا من فعلهم وقد نهينا عن النتشبّه بهم وقد سمعت أحد ساداتنا من العارفين بالله يقول ( هذا من فعل النصارى ) ونحن نتكلم عن الفعل الظاهري وليس عن النوايا والقلوب المفعمة بالمحبة لأؤلائك المشائخ والعارفين ولكن الشرع يأبى ذلك ويرفضه وقد قال مادة طريقتنا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ( إذا خالف كشفك الصحيح الكتاب والسنة فاترك كشفك جانبا وأعمل بالكتاب والسنة وقل إن الله ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في جانب الكشف ) وقال آخر ( إنه لتقع النكتة من نكت القوم في قلبي فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل الكتاب والسنة ) فما بالك بمن يضعون صور مشائخهم في الواجهات والزوايا بكل لون فهذا نراه أمر مرفوض وفيه ما فيه ولا يفعله المحققون من أهل الله تعالى
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أبريل 2009 - 10:07

تتمة :

وإنما أخفى الفاعل وستره في هذا التعليم لما في الأسماء من نسبة الأفعال (التي لا تكون إلا بحسب سريان ذلك العلم ) للخليفة وهو الإنسان فيكون له الكسب من حيث الإسم بحقائق العلم الساري فيه وهو علم الصفات لذا كان خلق الأفعال من الله تعالى لذا علّمه الأسماء وكأنه أخفى علم الصفات في هذا التعليم للأسماء فكان الإسم حجابا عليها وذلك لتنسب الأفعال إليه بحسب واردات الصفات والقدرة كي يظهر الفضل ويتحقق العدل فما خلقك إلا ليعرف فيك فأنت عبد ( في أنفسكم أفلا تبصرون ) أي أبصر عبوديتك لي في نفسك لا أن تشاهدني في نفسك فأنا لا أحلّ فيها أبدا , فمتى نسبت الأعمال إليك حاججك بفضله عليك ومتى رمت نسبتها إليه من حيث أنك مجبور عليها حاججك بعدله بما سرى فيك من معاني أسمائه وهي معاني العلم والقدر في حلية الحكمة لذا قل ( ما أدري ما يفعل بي ولا بكم )
فقوله علّم سريان معاني الأسماء في لآدم لأنه أسم يدل على مسمّاه فمتى حاججته بهذا السريان حاججك من حيث ظهورك بالأسماء فأنت الذي ظهرت بها ومتى حاججته بالأسماء حاججك بحقائق معانيها فأفرغك من محتواها فلا حجة لك عليه أبدا ولا تقل كما قال إبليس لعنه الله ( فبما أغويتني ) فنسب الإغواء الى الله تعالى لأن معلوماته إنعكست الى الصورة الظلمانية فلم ينسب الإغواء لنفسه من حيث رفضه السجود
فأخفى الفاعل عند ذكره الفعل وأخفى الخليفة وما أظهره إبوجود الإسم المنطلق عليه وهو قوله ( آدم ) فكان هناك تناسبا وتناسقا بين ذكر الفعل وهو فعل علّم وبين ذكر آدم من حيث أنه إسم فلم يقل ( وعلّم إسم آدم ) بل قال تعالى ( وعلّم آدم ) فذكره بإسمه في حالة التعليم لأن الإسم متى ظهر لا يدلّ إلا على ذات المسمّى وصفاته وقد أعلمك بأنه علّمه كي لا تنسب علما إليه فتستدلّ على غيره , فحلّ قوله ( آدم ) محلّ الإسم الدال على الذات والصفات ث/ إنه أخفى إسم آدم حالة تعليمه عن الملائكة وما علموا إلا عند قوله ( أنبئهم بأسمائهم ) ولكنّنا نحن علمنا بإسم آدم حالة تعليمه بقوله ( وعلّم آدم ) لأنّنا كنّا في صلبه فسرت في ذريته جميع ما علمّه الله له من أسماء أو تقول كلّ واحد منّا أخذ ما يناسبه من ذلك التعليم وسرت فيه حقيقته فسيقوم بها كما سرت فيه فكان التعليم ساريا فينا ونحن في صلب آدم وقد سجدت الملائكة له ونحن أيضا في صلبه بعد التعليم فتمّ سجودها لنا لذا كان ظهور الأسماء متوقّفا على آدم وبنيه من باب أوّل ثمّ بالتبعية على الملائكة ثمّ على إبليس لعنه الله تعالى فلو لا آدم لما كان هناك ظهور وخلافة ولولا الملائكة لما كانت هناك حسنات ولو لا إبليس لما كانت هناك سيئات فكان إمتحان هذا الإنسان ليس في الملائكة ولا في إبليس بل في نفسه من حيث جماع حقيقتيه الروحية والطينية فالملائكة ما رأت غير وصفها فينا لذا كلّفت بعالم معانينا اللطيف وشؤنه من نفخ الروح في الرحم وإلى يوم الفصل ةالقضاء فكانوا جنود الذات وكذلك إبليس ما رأى غير وصفه في هذا الإنسان فأشتغل بطينة هذا الإنسان ومت تمليه نفسه في عالم الأغيار فكان هذا الإنسان محلّ التنازع بين العالم العلوي عند الإخبار والإعلام به وفي العالم السفلي بعد الظهور فما خرج كلّ من الملائكة وإبليس بغير حقيقته أأما من حيث حقيقة هذا الإنسان فليس له إلا الصراط المستقيم لا يمينا ولا شمالا ( إهدنا الصراط المستقيم ) فلا يبقى له ذكر في عالم الأسماء ( أذكروا الله ذكرا كثيرا وسبّحوه بكرة وأصيلا ) فما أوصاك بكثرة الذكر إلا لينسى ذكرك في عالم ظهورك في تلك الأسماء أن تنسبها إليك فتنازع الربوبية في أحكامها
فهناك تناسب إذن بين الفعل وبين المفعول به الأول والثاني
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف رضوان السبت 25 أبريل 2009 - 16:53

بارك الله فيك سيدي وأخي علي
ولهذا كرّم بني آدم
زادنا الله وإياك من علمه ومن تكريمه
وجعلنا من زمرة المكرّمين
إنه سميع الدعاء مجيب السائلين
رضوان
رضوان

عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أبريل 2009 - 19:00

تتمّة :

قال تعالى : ( وعلّم آدم الأسماء كلّها )

فذكر الأسماء بصيغة الجمع جمع من حيث أن جمع إسم أسماء وجمع آخر من حيث قوله ( كلّها ) أي لا تتخلّف كلّيتها الظاهرة والباطنة عن الجمع الأوّل , ثمّ ‘نّه عرّف الأسماء بأل التعريف فجاء التعريف بعد ذكر إسم آدم من غير أل التعريف وإنّما عرّفه من حيث الإسم العلم ومن حيث تعليمه علم الأسماء ليشير إلى أن الأماء كلّها معرّفة بآدم وليس هو معرّف بالأسماء فكان لا بدّ من تعريفه في غير دائرة الأسماء ثمّ في تركيب إسم آدم جاءت الحروف مقطّعة كحروف أوائل السور فدلّ على حمله أسرار الأسماء التابعة له
فجاءت الأسماء معرّفة بتعريفين تعريف أوّل من حيث نسبتها إلى آدم وتعريف ثاني من حيث وجود أل التعريف , وجاءت مجموعة مرّتين فأضحى آدم كالمحور الذي تدور عليه الأسماء فهو إمامها لذا قدّمها في الذكر عليه ثمّ ما ذكر جنس الأسماء إلا من حيث تبعيتها لآدم وكأنّها بنفس حقيقته ومن جنسه لذا أختص بهذا العلم فما ذكر في تعريف جنسها غير قوله ( كلّها ) فجمعت فيه من حيث الإحاطة بها فكان المراد معناها وليس مبناها إذ لو كان المراد مبناها لأفردها في التركيب فدلّت على معنى في نفسها بما سيطلق على أفرادها من أسماء , ثمّ إنه قيّدها في مجموعها بقوله ( كلّها ) بعد أن عرّفها بجمع الكليّة والكلية تفيد الإحاطة والشمولية والإطلاق , فقيّدها من وجه وأطلقها من وجه من حيث نسبتها من آدم ثمّ أنه قيّدها مع آدم من حيث نسبتها إليه في هذا التعليم فحملت الوجهين والتعريفين والجمعين
ثمّ بإفراد ذكر إسم آدم وإفراد ذكر مجموع الأسماء في مفردة واحدة فكأنّها بالمقارنة مع إسم آدم تعتبر لا تفاضل بين حقائقها وإنما يقع التفاضل فيما بينها متى لم تقارن بإسم آدم لأن الأسماء لا قيام لها إلا بذات الإسم وقد علمت بأنّ أسماءها متوقفة على وجود إسم آدم فبه ظهرت الى الوجود ثمّ قوله ( كلّها ) عادت الهاء على جمع الأسماء ولم تعد على آدم الذي هو عين الإسم فبه عرّفت الأسماء الأخرى ومنه خرجت ولا تخرج إلا به لأنها لا تدلّ إلا عليه , فخفي الفاعل وهو المعلّم وظهرت صفته في الإسم وهي العلم بالأسماء كلّها فكان فعل ( علّم ) يناسب آدم من حيث أنه على تلك الصورة آدم ( إن الله خلق آدم على صورته ) ولم يقل على حقيقته فالصورة شيء والحقيقة شيء آخر فكان التعليم صفة فعل فسرى الفعل في الإسم بصفته وسرى الإسم في ذات آدم فكان قيامه بمعاني الأسماء التي بدورها قامت بمعاني الذات إذ لا بدّ من فاعل بصفته الدالة على ذاته وإنما خفي الفاعل وإستتر لوجود التلازم بين الفعل والإسم والمفعول به من شدّة ظهور الفاعل بالفعل في المفعول به وهو آدم حتى غدت مبالغة الفاعل في التفعيل كأنه لا يشهد غير الفعل في إنفعال إسمه ومعانيه فخفي الوصف بفعل التعليم وأعني بالوصف معنى الفعل كأنّه هو الممد والفاعل وإنما ظهر الوصف بالنسبة للإسم لما شاهده بأنه معنى الفعل فخفي الفاعل الحقيقي شهودا وبقي أثرا في ذهن وعقل المنفعل له وهو آدم من حيث لآدميته لا من حيث خلافته
فالعلم صفة والصفة تتبع موصوفها لذا كان العلم ينطبع إنطباعا ذاتيا في حقيقة المتعلّم وبحسب إستعداد إسمه يقع إليه الإمداد ولا يحسن أن يعبّر عمّا كمن فيه من العلم إلا بلسان الأسماء في هذه الحقيقة ومن هنا نعرف معاني الدلالات والأدلّة كلّها التي وردت في الشرع فالدليل لا يكن دليلا حتى يدلّ عليه دليل وهكذا ( وفوق كلّ ذي علم عليم )
فلا ظهور بدون أسماء ولا أسماء بدون مسمّى ولا مسمّى بدون فعل ولا فعل بدون معنى ولا معنى بدون صفة ولا صفو بدون موصوف ولا موصوف بدون ذات ولا ذات بدون حقيقة ولا حقيقة بدون مشاهدة
فلا مشاهدة من غير حقيقة ولا حقيقة من غير ذات ولا ذات من غير صفات ولا صفات من غير معنى ولا معنى من غير فعل ولا فعل من غير إسم ولا إسم من غير مسمّى ولا مسمّى من غير ظهور لذا قال ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) لأنها الحقيقة السارية والتي بها قام كلّ شيء فلا بد إستشعار لآثارها أو معانيها أو حقيقة معانيها التي هي أسرارها
ُم إنه قال ( وعلّم آدم ) وكأنّ التعليم كان دفعة واحدة سابقا وجاء التفصيل لا حقا وكلّ هذا خفي عن الملاكة لذا ما رأت ولا علمت علما ولا معلّما ولا متعلّما لذا قالوا ( سبحانك لا علم لنا ) فالتفاضل من حيث الخلافة وقع بالعلم وفي العلم لذا قال للخليفة ( وقل ربّ زدني علما ) أي قل بلساني أيها السبع المثاني لذا دلّه على القول لا على العمل المفيد للزيادة
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 29 أبريل 2009 - 5:25

تتمّة :

أريد أن أشير بأنّني ما إعتمدت على الروايات التي فيها نظر في الآيات مثل الرواية التي تقول أن الملائكة إنّما قاسوا بقولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) على من سبق سكناه الأرض وهو الجنّ من حيث أنهم سفكوا فيها الدماء وأفسدوا فيها وهذه الرواية التي حكاها المفسّرون في تفاسيرهم موقوفة عن إبن عباس رضي الله عنه وقد قالوا بأن فيها نظر من حيث الإسناد ومن حيث متنها وهي تبقى من جملة الأوجه التي ذكرها ساداتنا المفسّرون رضي الله عنهم فهي ليست أولى من غيرها من الأوجه وكذلك بخصوص آية ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) فليست خاصة بوجه دون وجه كقولهم إنّما المراد بالأسماء أسماء الصنائع والمهن وقد أجمعوا على أن المقصود هو أسماء كلّ شي وهذا القول هو عين التحقيق بلا ريب وإلى غير ذلك من أقوال المفسرين فإني لا أكتب إلا بعد الإستئناس بأقوال ساداتنا العلماء وإنما ذكرت هذا لأن بعض الفقراء ذكر لي بعد أن قرأ ما كتبته في أشائر الآية الأولى رواية عبد الله إبن عباس رضي الله عنه وكأنه ظنّ بأنّي غفلت عنها والحقّ كما قلت لا بد من الإستئناس بأقاويل الأقدمين أهل العلم والعمل فنحن من حياضهم نغترف مع العلم بأني لا أذكر فيما أكتب إلا ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق أو ما دلّ عليه في غير محلّ النطق لكنّا في كلّ الأحوال لا نخرج عن اللفظ أبدا بحول الله تعالى لأنّ الفقير يرى بأن اللفظ القرآني فيها جميع ما أريد من المعنى فلا يتخلف معنى من المعاني عن دلالات اللفظ وسنخرج بحول الله من معاني الألفاظ ما يثلج الفؤاد ويتم به المراد إن شاء الله ولا تراه مسطّرا في كتاب وكلّ ذلك من فتح العليم الوهّاب
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الخميس 14 مايو 2009 - 8:59

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله المفيض ( وعندنا مزيد )
والصلاة والسلام على القاسم لقوله صلى الله عليه وسلّم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم والله معطي ،ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) رواه البخاري

وبعد :

فلمّا جال خيالي في هذا العالم الوجودي بأسره ونظرت إليه بحالي الكلّي وجدته مثلي لا حول له ولا قوّة إلا بربّه وفهمت عندها علوما غزيرة لا تقدّر بحساب ولا يمكن تسطيرها في كتاب فإنّ أعسر العلوم فهما هي علوم التوحيد وما ذلك إلا لشدّة وضوحها كما أنّها من أسهل العلوم إدراكا بالبديهة فإن العلوم بأسرها مهما كان نوعها هي علوم توحيدية صرفة متى ما دلّتك على الله تعالى لأنه بقول ( وفوق كلّ ذي علم عليم ) أي حيثما أدركت علما فقد أدركت نسبة العليم في ذلك العلم فصحّ أنه فوق العرش مستوي أي عرش الحقائق وما إستوى عليه إلا بإسمه الرحمان , الذي علّم به القرآن لذا قال ( وفوق كلّ ذي علم عليم ) وكأنّه يذكر مراتب الخواص من الأنبياء وغيرهم فصحّت إحاطة علمه بالجميع فكانوا في علم الله سابحين ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) هكذا قال الأنبياء فسوّوا أنفسهم مع من بعثوا إليهم لعلمهم بماهية هذا العلم المطلق فكان علمهم مقيّد بقول الله تعالى ( وفوق كلّ ذي علم عليم ) فإذا نظروا إلى ما أتحفهم الله به من علم أرجعوا إلى قوله تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ) لذا قال عليه السلام ( والله ما أعلم إلا ما علّمني ربي ) وقالت الملائكة ( لا علم لنا إلا ما علّمتنا ) وقال لذرّات الوجود إنسا وجنّا وكلّ من له إدراك أو تسبيح أو عبادة لهذا الخالق جل وعلا ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وقال لسيّد الوجود ( وقل ربّ زدني علما ) وهكذا وقع موسى عليه السلام في الإمتحان لذا أسرع الخطى بحثا عن العلم الخضري و من شدّة عزمه وحزمه في طلبه حتى أنه نسي الحوت غذاء البشرية لما قصد له من طلب سبب حياة الروحانية لذا قال لغلامه وهو بنيامين (ذلك ما كنّا نبغ ) فهذا موسى كليم الله تعالى عليه السلام شدّ الرحال في طلب العلم الذي لم يعرفه ولم يدركه ولولا أنه أرجع العلم إلى الله تعالى عند السؤال لما أمتحن هذا الإمتحان والله يصطفي بعلومه من يشاء كيف يشاء متى شاء بلا معارض ولا مدافع وفي هذه الآيات من التربية والتأديب والفهم والترقية والصفاء والصدق ما لا يكيّف ولا يطاق ( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب) وليس هناك شعيرة أعظم من شعيرة العلم لذا قال ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له ) فأخبر عن مرتبته التي إدّعاها موسى عليه السلام كما إدّعى سؤال الرؤية عليه السلام لإظهار مقام سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم لذا ما عرف موسى الخضر إلا لمّا أمتحن خلاف النبي صلى الله عليه وسلّم فقد علم أويس القرني فدلّ صحابته على صحبته والتبرّك بدعائه ورؤيته لذا قال ( أنا أعلمكم بالله ) فعلى قدر العلم بالله تعالى يكون فهم التوحيد في الأعيان على قاعدة ( فأعلم أنه لا إله إلا الله ) فمحال أن يكون لك وجود بغير وجوده لذا قال ( ثمّ إستغفر لذنبك ) بعد أن تعلم أنه لا إله إلا الله كي لا تقع في الشرك وهو أعظم الذنوب لذا أفرد ذكر الذنب ول يذكره بصيغة الجمع ( إستغفر لذنبك) فهو ذنب واحد لا يقابله إلا توحيد واحد وهذا التوحيد ليس إلا العلم به فدلّ على الغوص في بحار العلم ( هجم بهم العلم على حقيقة الأمر ) فعلى قدر هذا العلم يكون نوع هذا الإستغفار وهذا العلم هو العلم التوحيدي فكان الإستغفار الذي يقابله هو الإستغفار من الشرك بقدر هذا العلم بالتوحيد فدلّك على إسمه الجامع مخافة عليك أن تتشتّت بك الأسماء في هذا الإستغفار فإذا علمت هذا التوحيد كان إستغفارك ضروريّا ( أمّن يجيب المظطرّ إذا دعاه ويكشف السوء ) فيدخلك بحر الفناء لأنّك مضطرّ إلى ذلك ثمّ يكشف عنك السوء مخافة أن تقع في نقض أحكام صفاته فأخرجك إلى عالم البقاء فدلّك على أن الإضطرار حالة مصاحبة للدعاء وإلا فلا إضطرار والدعاء كما علمت روح العبادة وهو سرّ الإخلاص لذا بعد هذا الحال في الدعاء بإضطرار يقع كشف السوء نهائيّا ( وأن إلى ربّك المنتهى )
فدلّك على هذا الوجود من حيث أنه دلّك على نفسه إذ لو دلّك على نفسه مباشرة لما إستطعت ولمحقت ودككت والسبب في ذلك أنه لا وجود لشيء مع وجود ذاته لذا أمر موسى بالنظر إلى الجبل ( وتجلى ربّه للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ) فلمّا أفاق قال تبت إليك فكان لا بدّ من التوبة بعد هذا الذنب وهو ذنب الوجود في مقام الشهود ثمّ قال وأنا أوّل المسلمين بشهودك من غير واسطة ( لن تراني )
وإنما ما رأى غير ذاته في ذاته بذاته لذاته عن ذاته إلى ذاته لذا أخبر بأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو الذي يسمع نجوانا ولا نسمع كلامه إلا بواسطة غيره ولا وجود لهذا الغير إلا بحكم المرتبة ( وفوق كلّ ذي علما عليم ) فدلّك على عدم تناهي المعلومات وبدورها لا تناهي لحضرة الكمالات لوجود العليم سبحانه بقوله ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )
فغاية المعرفة هي العلم به والعلم به بقدر حقيقتك منه وحقيقتك منه بقدر فضله عليك وفضله عليك بقدر سريان عطاؤه فيك وهكذا في جميه أوجه صفاته فما غادرت حقيقتك البتّة وإنما الخوف عليك من أن تتدّعي ما ليس لك فتدخل حضرة الشيطان وحضرة النفس في دعواها , فالنفس إنما غلبت دعواها لفقدها كلّ شيء فقد سلبها التوحيد كلّ شيء فما بقي لها غير الدعاوى والدعوى وهم فحاسبك على هذا الوهم لا غير والوهم لا وجود له في مقابلة الحقيقة والحقيقة هي الوجود الكلّي الذي هو ليس لك فكيف تدّعيه
لذا إذا سألنا أحد ما نقول له ( الله أعلم ) بعد إجايته
والله أعلم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الجمعة 22 مايو 2009 - 14:11

بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على الحبيب وآله

أنشدني يا قلبي في تيه أبحر الصفاء أنشودة محابي , وعلى تلك الطلال أطربني يا حادي العيس ترانيم خلود إنجذابي وغيابي , ومتّعني هناك على الكثيب بسحرالجمال , وعلى شفاهي أنعمني حنانيك بكأس روح الوصال , دقّ يا قلبي دقّ نغمات ناقوس نبضات الحبّ لتحييني , وتجري دماء عشقك الحلال فتسقيني منها وترويني , وقل : قال قاضي الصبابة بعد أن أضحيت في نارها تتكوّى , لا بدّ يا فتى في هذا الهزيج أن تتلوى , أشرق يا فؤادي من مشارق آفاق أنوارك , ولا تغرب إلا في عين مغارب أسرارك , وأنثر على زبرجد الوجود , من أنفاس الشهود , ورود الحبّ بعطر رشح صبابتك , وشذى تغريد شبّابتك , وتمايل ثملا , طربا وعشقا , وأهمس في مسامع الأكوان بنداء الأرواح , وترانيم موسيقى النواح : أيها السادة الملاح , في جنان الفلاح , من سرّكم المقدّس المصون أستلهم محاسن الإلهام , ومن غيب غيبتي فيكم أترجم عنكم معاني الهيام , وفيكم وبكم ومنكم أستسقي كيسان المدام .
هنا أيها الصفي بستان رياض السامرين فقف بأطراف أقدام , هنا رونق ورود عذارى المحبّين فأرتشف غواني المدام , هنا صرف فيحاء أعراف الطيب , باكية عشقا من طيب الحبيب , مبتسم ثغر المسك بعنبر الخلّ القريب , هنا تقام أعراس هذا الهرجان , وتتجلّى عرائس هذا المشهد الفتّان

قم ساقي القوم إسقني وأنشدني ***** شراب القوم ينعشني وحبّهم يكويني
تهت عن عقلي يا سحر جمالهم ***** جميل كوني فهم أصل تكويني
تبكيكم العين وشوقي مشتعل ****** لكم روحي فداء حبّ يغريني
خذوا مالي هدية مقدّم لكم ****** روحي أنحرها لكم بسكيني
تقبلون عذري إذ لم تجيزوني ***** لخدمتكم فعسى أن ترحموا وهني
يئست من ناظر قلبكم إليّ ****** ولم أسأم تلعثم النعل فهو يشفيني
لو كتبت بمداد الدمع أبحر****** عروض الشعر لكان بعض تحسيني
ولو نثرت ببعض نثره على***** الوجود لإندثر الهجر وصار ينعيني
ولو شعر بشعورشعري شعيرة**** لمزّق رداءه معذور فهو مسكيني
ولو عادني أشدّ الورى سقاما**** لنشط من عقال السقم ورقّ لي يعانيني
وإدّعى الطبّ أكثرهم تطبّبا ****وقال حاذق الطبّ سقما أراه يعييني
ولو مرّوا بنعشي على المقابر**** لنادت إرجعوا عنّي فالقبر لا يواريني
ولوغنيت للكون طروب جمالهم*** لظنّوا مزمار داوود من بعض تلاحيني
ولو شكوت للأحجار بعد فراقهم*** لذرفت دموع الحزن رثاءا ترثيني
ولو أستفتي فارض الحبّ على عرشه** لباح يتيم الدهر منه رشحة فنّي
ولو رمقني رومي الفرسان في مجده*** لأخفى سهام الرمي عدلا بها عنّي
ولو قيل أتزيد عمّا للعاشقين بأسرهم*** قلت فيض أراه ومن يمنع ذلك زمني
أما ترى سليمان الوقت معتبرا ب: **** ففهّمناها سليمان ومن أولى بها منّي
يا غريبا إغترّ بما عجز عن مثله ***** لا تجحد الفضل عنوان سلوة منّي
ما قصدت قصيدا بعقد تصنّع *******فيتيمة عصماي رشح من خمرة حيني
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي السبت 30 مايو 2009 - 20:04

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الصفيّ محمد وآله وصحبه

وبعد :

فإنّ عوالم الرقّة نسيمها ورد , وطيف خيالها ودّ , حسن وصالها جمال , وبريق عينيها قبس كمال , موسيقاها شدو وحدو على أطلال العشّاق , تغريدها فنّ عذب مرسوم بماء محابر الأحداق , هناك حبيبي غنّى البلبل الأزرق على الرمال , أنشودة الخلود , وأصدرت مطوّقة الزمان تقاطيع أفراح الوجود , فأضحى قلب المتيّم يتسلّى سلالة المحاب , ويستند في غرامه إلى جذع غواني الرضاب , هنا قال القلم : سأكتب هذا الحفل بصرف مداد ألوان الحبّ , فيدخل مجد تاريخ الصبّ , فتنتقش معانيه على خدود حمر الزهر , وتوضع في حسان درر المرمر , هناك حيث الضياء , يخجل الظلام في سباته , يئنّ قلبه البعيد أنين الجريح , المخدوش في عدم إحساسه ...

أمّا بعد بعد :
فإنّ غرامي بسورة الكهف قديم , وعشقي لأهله عشق الخلّ الحميم , والتيه السليم
وسنكتب بحول الله وقوّته من معانيها أطيافا , ومن زهورها سنقطف أضعافا وأضعافا , ويكفيك ما قاله فيها الحبيب بأنّها عصمة من الدجل والتدجيل , وما هذه الجملة إلا إشارة بأنّها سورة التحقيق , وعنوان أذواق أهل الطريق , فكانت فواتحها تقرأ حين خروج الدجال , فتنمحي صورة الدجل المعكوسة , والغريب أن الذي سيقتل الدجّال هو عيسى عليه السلام ولا سواه , دلالة على مقام التحقيق في صورة العبد الرباني والروح السلطاني , لذا إشتملت هذه السورة على قصّة أهل الكهف وقصّة الخضر وقصّة ذي القرنين وورد فيها قول الله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ) أي فيها قصّة الصوفية في العصر الإسلامي , وقد أمرنا بأن نقرأها يوم الجمعة الذي هو يوم الجمع على النبي صلى الله عليه وسلّم حتّى لا تلتبس الحقائق وتختلف في التحقيق مع تحقيقه الحقائق فدلّ على أنّهم في حقائقهم كلّهم مجموعون فيه فتعلم قدر تحقيقه ومناشر طريقه وأنّه السيّد الأعظم والنور الأكرم على الله تعالى , فانظر ما وسعه هذا النبي من حقائق وما ناله من أذواق أهل الطرائق فتعترف به قائدا وإماما موصلا
فسورة الكهف سرّها في إسمها أي أنّ الكهف كهف الحقائق فلا يتسرّب منها شيء فمن دخل هذا الكهف ليس له عداء إلا مع الدجال , والدجال الذي رأى مع وجوده وجودا أو مع نوره شهودا , وفي هذه السورة حقائق جميع أهل العرفان فلا يتخلّف منها شيء وفي هذه السورة تجتمع الولاية المحمدية ويظهر سلطانها على غيرها من الولايات فيظهر عيسى والمهدي فيها غاية الوضوح فتمّ الختام بهما لأنه خاتم النبيئين صلى الله عليه وسلّم
فشنّف أسماعك بهذا الفضل , إنّه لقول فصل وما هو بالهزل
وبالله التوفيق لأقوم طريق والبقية في المداد متى صحّ عين الوداد
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأحد 31 مايو 2009 - 8:47

تتمّة :

قال تعالى :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ )

إستفتح هذه السورة بالجمع عليه الذي هو الحمد , كما قال تعالى ( الحمد لله ربّ العالمين ) فكان الحمد الذي هو عبارة عن بدء إستفتاح كتاب الوجود مرتكز نقطة الحقائق لذا سميّت سورة الفاتحة بأسماء كثيرة منها أنّها سورة الحمد لأنّها فاتحة لكلّ سورة من سور القرآن فلا تقبل الصلاة التي هي معراج المؤمن إلا بها , ومن هنا نفهم معاني الفتح الذي يقول به العارفون ألا وهو فتح مغالق الحقائق , فالفتح عبارة عن قراءة كتاب الحقائق وهو معنى الحمد لله لذا كانت الفاتحة مفتتحة بآية الحمد أي التجلّي بالحقائق , والفرق بين الحمدلة والبسملة أن الحمدلة للفناء والبسملة للبقاء فلا يصحّ في هذا الوجه فناء من غير بقاء ولا بقاء من دون فناء , فالحمد للجمع الأوّل والبسملة للجمع الثاني والأوّل هو الحقيقة أمّا الثاني فهو الشريعة , وعليه فالشريعة لا يمكن تسميتها شريعة إلا في عالم البقاء وهذه هي الشريعة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( لقد تركتكم على المحجّة البيضاء ) أمّا شريعة العوام من المسلمين فهي وإن كانت في الظاهر متماثلة مع شريعة العارفين إلا أنّها في الباطن تفترق فافهم.
فالفاتحة إستفتحت بالحمد لمن رام الغوص في الحقائق المجرّدة في عالم الفناء فكانت آية الحمد أوّل آية فيها ( الحمد لله ربّ العالمين ) فحجبهم الإسم الجامع عن قوله ( العالمين ) الذي هو من آثاره , أمّا من جعل البسملة أوّل آية في سورة الفاتحة دلالة على الجمع عليه في عالم البقاء فقد جعل الحمدلة ثاني آية فيها , وقد قال أهل الطريقة بالبسملة وهذه طريقة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وهو كمال المقامات والأحوال ظاهرا وباطنا لذا فإنّك ترى بأن مشائخ الشاذلية يكونون علماء في الظاهر وعارفين في الباطن إلا ما قلّ وندر منهم فلا حكم له فهي طريقة الوصول بحسب الأصول وهذا المشرب المحمّدي الكامل , فمن جعل البسملة آية في سورة الفاتحة فقد قال بالكمال ظاهرا وباطنا لأنّ قراءة الحقائق بالبسملة تعطي التقيّد بالشريعة أمّا قراءتها بالحمدلة كأوّل آية تعطي الإستهلاك في الحقيقة لذا وردت كلّ سورة في القرآن بالبسملة وإن كانت غير آية في السور الأخرى خلاف الفاتحة فهي آية فيها وبها تمّ إستفتاح السور الأخرى بها سواء تلاوة أو نيابة بسملة الفاتحة فيها لأنّ كلّ القرآن مجموع في الفاتحة والفاتحة مجموعة في البسملة وليست مجموعة في الحمدلة إذ لا تجمع الحقائق إلا في الشرائع أمّا جمع الحقائق في الحقائق فهو يفيد عدم التقييد ولا يفيد إلا الإطلاق وهذا يحجب الرؤية عن المراتب والشؤون ولا يصلح بها أمر الدنيا ولا الآخرة لذا وجب الرجوع إلى البسملة , فالبسملة هي تقييد الحقيقة بالشريعة , أمّا الحمدلة فهي تقييد الشريعة بالحقيقة , فكان مشرب موسى البسملة ومشرب الخضر الحمدلة , فإنّ للحمدلة حكمها وللبسملة حكمها , وحجّة البسملة في هذا العالم أقوى رغم أنّه لا قيام للبسملة إلا بالحمدلة فافهم.
فالبسملة حجاب عن الحمدلة , لذاك قال له ( إقرأ باسم ربّك ) لتحجب الأسرار في ضوء النهار فافهم , ثمّ أنّهم ما جعلوا البسملة آية مفروضة في كلّ سورة لأنّه وقع بها كآية إستفتاح في الفاتحة فلا يكون الإستفتاح إلا بآية واحدة في جنسها وهو الفرض أو تقول الجمع أو تقول بقاء الجمع أو تقول جمع البقاء , لذا وجب أن تكون فرضا في سورة الفاتحة المفروضة بدورها في كلّ صلاة مفروضة ومن قال غير هذا أعوزه التحقيق عن اللحاق بأهل الطريق والصلاة كما علمت معراج المؤمن , والمؤمن من كمل إيمانه أمّا من لم يكمل إيمانه فليست معراجا له فافهم وكأن البسملة غطّت علوم الحمدلة وأخفتها ومن ثمّ أظهرتها بها غيرة أن تبتذل لغير أهلها . قال عليه الصلاة والسلام :
( كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله ( وفي رواية ) ببسم الله فهو أبتر ) وكلتا الروايتين لهما مدلول في علم الحقائق ولكلّ منهما مرتبته .
فبدأ سورة الكهف بالحمدلة وجاءت البسملة في أوّل السورة ليست بآية فنابتها آية البسملة في سورة الفاتحة من هذا الوجه تعريفا بحقاءق هذه السورة وغيرها من السور التي وردت فيها الحمدلة بداية ,
ولمّا كانت الحمدلة تجانس الحقائق أكثر على ما قدّمنا كان من المفهوم أن يأتي ذكر الكتاب بعدها والكتاب معنى أشمل من القرآن لذا قال ( إنّه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) فكان الكتاب هو عبارة عن البسملة فجاءت الحمدلة نازلة في الكتاب الذي هو البسملة , وما الحمدلة إلا هذا القرآن الساري في كتاب البسملة لكنّه في هذه الحالة كان الظهور للحمدلة والخفاء للبسملة لما يعطيه الكلام في هذه السورة وهي سورة الكهف من الحديث عن الحقائق لذا كانت حجّة الخضر أقوى من حجّة موسى في هذه السورة وكانت البسملة وهي موسى هي التلميذة المتعلّمة من الحمدلة وهو الخضر فافهم , وإنّما ذكر الكتاب لأنه أشمل ظاهرا وباطنا فهو محيط بأفراد الموجودات فلولا أنّ القرآن أنزل في كتاب لما وقع عليه الإدراك في عالم الأسماء التي هي من علوم البسملة لذا أوصاه :( إقرأ باسم ربّك ) وإسم الربّ هو ( الله تعالى ) فلو قال له ( إقرأ بالله ) لكان الأمر مختلفا وإنّما قال له ( إقرأ باسم ربّك ) فالمعنى مختلف , ولولا أنّ النزول في هذا المقام وهذه المرتبة في هذه السورة كان بالكتاب لفسدت الحقائق وهذا محال لأنّه قال :( لو كانت فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) لأنّ كتاب الوجود سارية فيه الحقائق التي هي القرآن , أما الفساد فهو الكفر والشرك , والإفساد هو خواطر النفس والشيطان فهذه حضرته وكم من مفسد يظنّ بنفسه أنّه مصلح لعدم معرفة الحقائق وهي واردات الحقّ في مراتبها الظاهرة والباطنة
فالحمدلة في هذه السورة أعطت كلّيات الحقائق وهي لا يمكن فهمها بغير ذكر الكتاب فخرج ما لم يكن في هذا الكتاب وجهلت معرفته وهو ما لم يقع به التجلّي أصلا الذي هو غيب الذات المطلق , قال شيخنا إسماعيل رضي الله عنه في مرآة الذاكرين :( إلهي إنّ كمال العارف بداية الكمال والوصول إلى نهاية نوالكم درجة لا تنال ) فأخبر فقط عن علمه بأنّها لا تنال فهذا نصيب العارف الكامل منها وهو بحدّ ذاته علم بها ولكنّه من علوم الحيرة ( اللهم زدني فيك تحيّرا ) قال تعالى :( وقل ربّ زدني علما ) أي بهذه الحيرة وهي نهاية كمال الحقائق وأعني بنهاية الحقائق أي عدم تناهيها ( كما قال الشيخ العلاوي رضي الله عنه ( إلى ما لا نهاية للكمالات ) فسمّاها كمالات وأشار إلى عدم تناهيها
ثمّ أعطت الحمدلة في أوّل السورة بعد الإشارة إلى نزول الكتاب ما يجانس الحقائق من هذا الوجه وفي كلّ وجه وهي العبودية من كلّ وجه لذا قال ( الحمد لله الذي أنول الكتاب على عبده ) وكأنّه إستفتح تعريف الحقائق للدلالة على محض العبودية ( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون ) ومحض العبودية هي معرفته في كلّيات حقائق هذا الكتاب النازل من عنده الذي إبتدأ ذكره بالحمدلة في هذه السورة وهي آية الجمع عليه لأن الحقيقة لا تعطي غير الجمع عليه وكلّ من أعطته حقيقته شيئا آخر فهي ليست بحقيقة بل هو إفساد وهذا ما وقع في قصّة قوم ذي القرنين الوارد ذكره في هذه السورة فهي سورة الحقائق , فكان التجانس واردا ظاهرا بين الحمدلة والكتاب والعبودية أو تقول بين الحقيقة التي هي الحمد وبين الشريعة التي هي الكتاب فسرت الحقيقة في الشريعة لأنّها محتويات الكتاب وبين العبودية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب بالحقيقة لأنّه لا يقابل الربوبية غير العبودية فليس ثمّ إلا الربّ سبحانه الإله المطلق في الكمال وليس هناك ما يقابله غير العبد في عبوديته لذا لمّا ذكر هذه الحقائق خاطب نبيّه صلى الله عليه وسلّم ونعته بنعت العبودية ( أنزل على عبده ) فالحقائق لا تنزل إلا على العبيد فكان النعت المناسب لأهل الحقيقة هي العبودية ولا شيء غيرها لذا نعت بذلك الخضر ( فوجد عبدا من عبادنا ) وما أكثرهم في قوله ( عبادنا ) وما أعزّهم وأقلّهم في قوله ( فوجد عبدا ) فافهم
ثمّ أنه أفرد العبودية في هذا المقام بقوله ( على عبده ) بعبد واحد وكأنّ هذا العبد هو الذي نال كلّ ما في هذا الكتاب من حقائق وكأنّه هو الذي تستفتح به سورة الكهف حقائقها أي حقائق كلّ فريق فكأنّ هذا العبد المنفرد هو الممدّ من هذا الكتاب نصيب كلّ واحد منهم من الحقائق فهذا إذا كان في سورة الكهف هنا فقط فما البال لو إستشعرنا بأنّه الذي أنزل عليه القرآن كلّه والكتاب كلّه والسور كلّها فكيف لو إستشعرنا بأنّه قرآنا يمشي على رجليه , لذا دلّك صلى الله عليه وسلّم على أنّه سيّد أهل الحقائق بقوله ( من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال) فدلّ على فواتح سورة الكهف لأنّها من حقائقه صلى الله عليه وسلّم فقد جاء القرآن بذكره في أوّلها فأنظر معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم بربّه وبنفسه وبالحقائق وفي فواتح هذه السورة يلتقي البحران العيسوي والمهدوي فافهم وعلومهما هنا موجودة
ثمّ إنّ الدجل العظيم يكون في دجال آخر الزمان ولا تنسى أنّه يوجد في كل زمان ومكان دجاجلة فلا ينفع معهم إلا مصادمتهم بالتحقيق لأنّ الدجاجلة طالبون ملكا ورئاسة ليس إلا أما أهل الحقائق فنعتهم العبودية كما ذكرنا ( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا ) فهذه علامتهم لأنّ الحقيقة تعطي الرحمة والرحمة تعطي لين الجانب والمذلّة للمؤمنين ( أذلّة على المؤمنين ) والرحمة تعطي القرب من الرحيم ودوام الوصال بأهل الجمال فافهم
لذا لا يجتمع العلم اللدني في إنسان إلا متى سبقت الرحمة وسرت في ذرّات وجوده ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فيضحى رحمة خالصة لأنّها قرينة الإيمان والإيمان قرين النور والنور قرين الجمال والجمال قرين الصفاء والصفاء قرين الحبّ ...إلخ

ثمّ قال معرّفا بالكتاب بعد تعريفه بالحمدلة والإحاطة :( ولم يجعل له عوجا )
أي الكتاب الذي سرى فيه القرآن ليس فيه عوجا حيثما وجّهته لا يلتوي لا يمينا ولا شمالا بل هو صراط مستقيم إلى عين الحقّ مباشرة أما من إلتفت يمينا عنه أو شمالا ففي الحالتين يصدق عليه قوله تعالى : ( يبغونها عوجا ) والحقائق لا تحتمل العوج ومن ثمّ إذا صحّ عدم العوج في الكتاب إقتضى عدم العوج في العبد الذي نزل عليه هذا الكتاب فتجانس الأمر لتعلم بأنّ الله عليم حكيم ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم ) هكذا قالت الملائكة لمّا عرضت عليه هذه الحقائق , فهنا نفهم معنى قوله تعالى ( وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم ) أي بلا عوج وكما علّمنا في سورة الفاتحة أن نقول ( إهدنا الصراط المستقيم ) لذا قال عليه الصلاة والسلام ( ما من شيء يقرّبكم إلى الله إلا ودللتكم عليه وما من شيء يبعدكم منه إلا ونهيتكم عنه ) فهذه معاني الهداية الحقّة
هذا ما جال به الخاطر الآن وسنكمل إن شاء الله ذكر قصّة أصحاب الكهف ومعانيها وقصة الخضر مع موسى عليهما السلام وقصة ذي القرنين وقصّة صوفية أهل الصفّة وشرح آيتها وما فيها من كنوز المعاني
فهذا سطر وجيز من إستفتاح سورة الكهف لتعلم خطرها وقد جاءت في نصف القرآن كإبرة الميزان ( قيّما ) فافهم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 1 يونيو 2009 - 17:30

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الجميل
والصلاة والسلام على الأمين محمد وآله

وبعد :

أيّها الحرف : أركبني مركّبات الحروف فتبقى لي جوادا وجوّادا , وأنت أيتّها الكلمة تجمّلي بجمالي , وتلوّني بحسن خصالي , غرّد ناقوس قلمي ألحاني , ورسم شعور أحزاني وأشجاني , بكى ناي وجودي قوافي القلب , إرتوت روحي برويّ شعور الحبّ , نجا زماني بعد أن أعارني عينيه لأبقى غريق المدامع والأسى , بثّ يا قلبي لوعات الوفاء , بلا نواح على غلاء مهر النقاء , كن يا قلبي مقدّس المحاب , بدرا في أفق الجمال بلا نقاب , وغنّي بوفائك أنشودة الخلود , وأطربني بنثر موسيقى الورود , يكفيني في جذبي نغماتك , وتلطّفني وتجمعني شفاه ثغر رشحاتك.

أما بعد بعد :

فإنّ علوم القوم رقيقة , ومخارج حروفها دقيقة , فعلى قدر الرقّة والشفافية تكون المعارف والعوارف وهو المنعوت عند القوم بالصفاء
وهكذا هي علوم أهل الله تعالى فعلى قدر الصفاء يكون العلم , والصفاء بحره جميل وغوره عظيم فهو الوجود المطلق الذي لا كنه له ولا كيف ولا تشبيه ولا تلحقه العبارة ولا الإشارة ولا الرسم ولا الآلة ولا يحسن مخلوق في الوجود أن يصفه أو يعبّر عن شيء من أحكامه , ومن أحكامه التيه , فالصافي لا بدّ أن يتيه لأنّ فيه معاني الطهر والوفاء والبراءة ( إنّما يريد أن يذهب عنكم آل البيت ويطهّركم تطهيرا )
والمعلوم بأنّ الطهارة من شروط الصلاة والصلاة معراج المؤمن والمعراج هو الرقي والرقي هو إرتقاء وصف الطهر بالمعلومات ثمّ إن الطهر من أحكامه الإرادة لذا قال في حقّ آل البيت ( إنّما يريد ) فأدخلهم بحر الإرادة مباشرة وهذا هو مقام الإحسان الذي قيل فيه على اللسان النبوي ( إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء ) وقال في غيرهم ممّن سار على منوالهم ( يريدون وجهه ) ففرق كبير بين من يريد وهم أهل الصفّة والصوفية وبين من يراد وهو آل البيت
فسورة الكهف وعلومها لا تنال إلا بالصفاء لأنّ علومها كلّها صفاء وهكذا القرآن كلّه , والصفاء من أحكام الروح والروح قيل فيها ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمري ربّي ) فقد سألوا عن أمر عظيم وكان الجواب بأمر أعظم منه وسرّه في قوله ( أمر ربّي ) وقوله ( ونفخت فيه من روحي ) وسيّدنا عيسى روح الله تعالى وهذا المجال لمّا كان شائكا وفي نفس الوقت جميلا صار فيه الخلط والجلط
فأحكام سورة الكهف تتناول معاني هذا الصفاء بعلومه , فهذا الكهف هو كهف حقائق الصفاء أمّا صفاء الصفاء فهو العلم والعلم كلّه جميل والجمال لا يتحقق إلا بالصفاء فعلى قدر الصفاء يكون العلم ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) أي الأصفياء النجباء فما قال يخشوا أحدا غيره فافهم إشارته إذ ليس هناك وجود لهذا الغير من حيث أنه ليس كمثله شيء وأنه على كلّ شيء قدير وأنه أحاط بكلّ شيء علما وأنّه بيده ملكوت كلّ شيء ( ولا تقول لشيء إنّي فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )
لذا قال الخضر ( ما فعلته عن أمري ) وقال أهل الكهف ( ينشر لكم ربّكم من رحمته ) لما شاهدوا التجليات وغورها وإطلاقاتها
فالوجود كلّه بيد الله تعالى لا تصريف ولا حركة ولا سكون ولا هداية ولا ولا ولا ... إلا منه إليه هنا قال ( ففرّوا إلى الله ) فسمّاه فرارا منه إليه ( اللهم إني أعوذ بك منك ) وما الشرك والإلحاد إلا من عدم ترتيب المراتب وتحقيق العبودية فيها وعدم رفع الرأس إلى أبد الآباد وهو المعبّر عنه عند الشرع بالسجود ( أسجدوا لآدم ) فرتّب لهم المراتب أما من قال فيه ( إلا إبليس أبى ) فأراد الوقوع في عدم ترتيب المراتب وهو الكفر والشرك فترتيب المراتب هو الأدب والأدب قيل فيه (أدّبني ربّي فأحسن تأديبي ) لذا قال ( تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض ) فما بالك بمن دونهم ( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا ) وهذا مشهد عظيم وهو مشهد التفضيل لذا قال ( والله ذو الفضل العظيم ) وعلوم الفضل من وراء دوائر الرحمة كما قال ذلك سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه وهو من علوم التوحيد المطلق ومنه عبّر كلّ أحد منهم عن هذه الحقيقة ( أنا سيّد ولد آدم ) هكذا قال سيّد الناس من هذه المرتبة وإنّما قال ( إسألوا الله لي الوسيلة والدرجة العالية ) رغم أنّهما له صلى الله عليه وسلّم لأنّه تأدّب مع علم الله وهو علم الذات المطلق ولا بدّ من ذلك فما عبّر بعلمه بل أرجع العلم في كلّ شيء لله تعالى ( وما يعلم الغيب إلا الله ) أي فيما أطلعكم عليه من الغيب بالنسبة للعارفين وقد قال سيدي إبن عطاء في مناجاته ( اللهم أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جاهلا جهولا في جهلي ) أو ما معناه
لذا نثبت علوم السادة الأخيار متى أخبروا بها عن صدق والصدق هو البقاء لذا أشار لهذا بقوله ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) والمقعد الصدق هو عالم البقاء ورغم هذا حذّرهم من أنّه مليك مقتدر كي لا يقفوا مع بقائهم فيما علموه
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الخميس 4 يونيو 2009 - 17:39

الحمد لله العظيم
والصلاة والسلام على الرحمة للعالمين المهداة وعلى آله الكرام وصحبه الفخام

وبعد :

لمّا قدّمت مقدّمتي على سورة الكهف وأوضحت بأنّ سيّد أهل الحقائق هو النبي الأعظم صلى الله عليه وسلّم وأنّه العبد المقصود ومفتاح الشهود , فمن قرأ القرآن بغير نفس(بفتح الفاء) النبي صلى الله عليه وسلّم فمصيره إلى قوله تعالى ( يضلّ به كثيرا ) أي من قرأه بغير قراءة النبي صلى الله عليه وسلّم بمعنى يجب قراءته بالنفس التوحيدي المحمدي فهو النفس القرآني الحقيقي إذ لا بدّ من الجمع هناك عند حضرة النبي صلى الله عليه وسلّم وقراءة القرآن في حضرته فيعصم الإنسان من الزيغ والضلال , ولسان رسول الله صلى الله عليه وسلّم لسان عربي فصيح كما تدري وأوتي القرآن ومثله معه وأوتي جوامع الكلم وأوتي علوم الأوّلين والآخرين فمن مشكاته يقع الفتح ويقع الفهم ومن لم يفهم عن النبي صلى الله عليه وسلّم فلا أفهمه الله ولن يفهم أبد الآباد لذا إنقسمت العلوم إلى قسمين , قسم يأتي من الحضرة المحمدية وهذا القسم فيه علوم آل البيت وكلّ من كان في هذه الحضرة وقسم يأتي من الحضرة القدسية وهذا القسم فيه علوم التوحيد وفيه معاني القطبانية والأسرار فيختص فيه كلّ عارف بما لم يسبق إليه من العلوم التوحيدية والمعارف القدسية وهذا العلم لا ينال بحيلة ولا بمدارسة ولا بعقل ولا بكيف ولا تشبيه بل بمحض الفضل الإلهي والرحمة الإيمانية أي أنّه يأتي من حضرة الإيمان المطلق بالله فهو علم الحقائق المطلقة التي لا تقدّر بقدر ( وما قدروا الله حقّ قدره ) أي في هذا الإيمان به ونحن مذهبنا بأن الإنسان كما قيل فيه ( ظلوما جهولا ) فهذا الكلام في ظاهره ذمّ وفي باطنه مدح كي لا يقف مع المدح ولا مع الذمّ
يتبع...
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 15 يونيو 2009 - 23:07

أجبت أحدهم عن سؤاله عن معنى التفكّر : بعد أن إستشهد بالآية الكريمة ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض)


أقول : يقول إبن عطاء الله الإسكندري رضي الله عنه في حكمه الخالدة ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة )

فقدّم هنا العزلة على الفكرة لإنّ التفكّر من نتاج العزلة وهذا ما نجده بالضبط في الآية فقد قدّم الله تعالى ذكر عباده الذاكرين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) على ذكر التفكّر ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض ) فكان التفكّر نتيجة الذكر وبه حصل فيعدّ من ثمرات الذكر , والذكر كما تعلم هو عزل القلب عن سوى المذكور ليدخل بحر الأنوار وهنالك تتحرّر الأفكار من قيود الحسّ وتتجوّل في ميادين الغيوب والأسرار
والدليل على ذلك في نفس الآية وذلك في قولهم بعد تفكّرهم (سبحانك ما خلقت هذا باطلا ) أي وصلوا إلى معرفة عين حقيقة تلك المخلوقات وهذا يجانسه من الآيات قول الله تعالى في حقّ سيّنا إبراهيم ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين) فدلّ على مقام الإيقان وهو مقام الأنوار كما تعلم

ثمّ هناك أمر آخر وهو ( التدبّر ) وليس هو بمعنى التفكّر فالتفكّر للقلوب والتدبّر للعقول وفي هذا المجال مبحث العلوم الكونية في القرآن أما التفكّر فهو مبحث الأسرار الإلهية في الأكوان أي علم الحقيقة ومناط الحكمة في الأحكام الظاهرة والباطنة
ولذا ورد في الخبر ( تفكّر ساعة خير من عبادة سنة ) وجولان الفكرة في عوالم الله تعالى أوّل ما يعطيه شهود عظمة الله يقينا ( قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون ) أي في مقام اليقين العيني لذا أوّل ما قالوه بعد تنوّرهم بالأذكار ( سبحانك ) وهو تنزيه أفعال الله وحكمته وصفاته التي ترجع في حكمهما إلى عين كمال ذاته أن تكون معلولة أو ناقصة بل هو عين الكمال في كلّ شيء لذا قال في آية أخرى ( ما خلقناهما إلا بالحقّ ) فقوله ( إلا بالحقّ ) يعطينا مفهوما متقدّما في البحث عن تلك الحقيقة شهودا وعيانا
هذا بإختصار شديد البعض ممّا تعطيه أذواق ومفاهيم تلك الآية وإلا فالمعنى أعمق وأرقى وأشمل
والله تعالى أعلم وأحكم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 17 يونيو 2009 - 10:05

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

وبعد السلام والتحية والإكرام أقول :

التفكّر : إلى ثلاثة أصناف :
-تفكّر العامة وهم أهل الإيمان
- تفكّر الخاصة وهم أهل الإيقان
- تفكّر خاصة الخاصّة وهم أهل الإحسان

وكذلك هو الأمر في التدبّر

أمّا من حيث التفكّر في أفعال الله تعالى هو نصيب أهل مقام الإيمان
أمّا تفكّر الخواص أهل مقام الإيقان فهو التفكّر في أحكام الصفات وهذا الذي ذكرته في شرحي السابق
أمّا تفكّر أهل الإحسان من خاصّة الخاصّة فلا يكون إلا في مقام البقاء بالله تعالى وهو مقام النظرة
وعليه فحظّ أهل الإيمان من التفكّر الإعتبار في آثار الأسماء
وحظّ أهل الإيقان من التفكّر الإستبصار في أنوار الصفات
وحظّ أهل الإحسان من التفكّر الوقوف مع أحكام تجلّيات الذات بالأسماء والصفات

آية الفريق الأوّل: ( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)

-( ربّنا لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )آية الفريق الثاني

- آية الفريق الثالث ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)
فافهم

أمّا كون الذكر فوق التفكّر وأعلى منه فهو من حيث أن الأصل الذي نبع منه التفكّر هو الذكر , فالتفكّر نتيجة للذكر
فالذكر عزلة القلب عن سوى المذكور , أمّا التفكّر فهو المذاكرة , والمذاكرة تنفع المؤمنين
فلا يصحّ أبدا ذكر من غير تفكّر إذ أن التفكّر نتيجة الذكر , كلّ من لم ينتج له ذكره تفكّرا فقد خالف قول الله تعالى في الآية الكريمة ( إن في خلق السموات والارض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

ثمّ يجب معرفة أنّ نتيجة التفكّر الوصول إلى معاينة الآيات كما قدّم في أوّل الآية وعليه نفهم الآن قول الله تعالى ( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.)
فافهم
لذا قال تعالى (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)
فهذه رؤية الفؤاد مجال الروح مكان البوح والنوح
فليس الأمر هناك على ما يعطيه الحسّ هنا من حيث الرؤية والفهم والعلم بل ليس في ذلك من المقارنة والقياس إلا مقارنة الأسماء بالأسماء أمّا المعاني فهيهات أن تقاس أو تماثل لذاك قال ( أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى) فأين نظركم من نظره أو فهمكم من فهمه أو علمكم من علمه في هذا المستوى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى )

فتنوّر العقل بنور العلم
وتنوّر القلب بنور الفقه والفهم
وتحرّر الروح من قيد الحسّ ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )

والله أعلم وأحكم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 23 يونيو 2009 - 20:03

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلّم على معلّم الروح وأستاذها وآله وصحبه

وبعد :
قال العلماء : التخلية قبل التحلية , والتخلّي قبل التجلي والتوجّه قبل المواجهة , والورد قبل الوارد ...إلخ
هذه عناوين بالنسبة للسالك
أما بالنسبة للمجذوب فأمر آخر
فما حقيقة الجذب وعناوينه وآياته وموضوعاته وحدوده ورسومه وواضعه وثمرته ...إلخ
من يجذب من يا ترى ؟
وإلى أين هذا الجذب ؟

هناك مات المسكين وهجر الأهل والأحباب وإندثر وبكى وناح وصاح وهرول في كلّ إتّجاه لكن أين المفرّ كلا لا وزر أين ستهرب ؟
عنوان الجذب ( إقرأ ) أي بلا قراءة ولا حرف ولا كلمة وبلا سكوت ولا صوت ولا صوت , وآياته : ما كذب الفؤاد ما رأى ؟ لأنه لم ير شيئا غيره ولم يره في نفس الوقت فهو بين العدم والوجود لا هو عدم ولا هو وجود بين الموت والحياة والقبض والبسط والجمال والجلال
لا نسبة شيء إليه ولا تنسب الأشياء إلا له في نفس الوقت , فإن قلت المجذوب عدم كذّبك وجوده وإن قلت وجود كذّبك عدمه وعدم وجوده فأين المفرّ ( لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك ) متى حاججته بدعائك حاججك بما سبق به العلم ولو إستعملت همّتك قتلك بسيف العلم ولو إدّعيت علما أظهر جهلك فأين المفرّ
فإلى أين ستهرب ؟ فإن قلت إليه فقد قلت بالوجهة فقتلك التعيين فخرجت عن الملّة , وإن قلت أهرب منه قتلك البعد عنه , فأين الهروب ؟
وإن قلت بالإعتقاد الذاتي أحرقك وجوده , فأين المفرّ ؟ وإن بكيت وخفت قتلك الرجاء , ومتى فرحت قتلك الخوف ..إلخ فأين المفرّ ؟
ليس لك من الأمر من شيء , وهو ليس كمثله شيء , وهو خالق كلّ شيء , وأنت من جملة الأشياء فليس أمرك بيدك , فأين المفرّ ؟
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 23 يونيو 2009 - 20:19

نشيدي وأنشودتي في النظم معقّدة *** يجلّيها حاذق معنى ذو فهم في صنعة

خليلي محمد هاك حديث الوله يا فتى*** سحر ليلى سمر ربى ومي وميّة

يتيه بالوجد عن الوجود واجد بالجوى**** وما وجودي إلا حبّا تخمّر في آنية

دع عنك النسك بأسره وتديّن بالهوى***واشرب كأس الحميّا وصرّح ديني خميرتي

وتعجّل ادمانا بنديم الدوم دوما*** وابك زمانا ندما في غير حانة

إنجلى عصرعاصرها فتيمّم زمزم***واعتبر أمّ الذبيح استهلّته فزمزمت

وقل سعد السعود آه قلبي ومهجتي***روحي حبيبي صرّح صرّح يا لوعتي

أنفاسي مالي ذاتي كلّ ما أملك ***هيامي غرامي أمامي زهد هديّتي

وقل ساقي الأرواح مهلا لا تنصرف****ولاتصرف صرفها قبلتي فالمزج لي فترة

دعني أغازل الساقي والسواقي جارية*** تعوهضابا وسهلا وشامخات غطّت

وقم في الطابور هيمانا مترنّحا **** رحماك رحماك أنظر في حالتي

فأقول تعجّبا حالة يالها من حالة****بكأس النجاة علاجا بصرف الحميّة

فأشرب نبيذ الحبّ صرفا متختّما *** بختم الرحيق قم أيها الثملان بح بشرعتي
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الجمعة 10 يوليو 2009 - 1:37

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الحبيب وآله
قال تعالى ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )

وقد قال تعالى : قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام

أنظر قوله : تقلّب وجهك في السماء
وقوله : فلنولينّك قبلة ترضاها
وقوله : فولّ وجهك شطر المسجد الحرام

وقال سيّدنا إبراهيم : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض

فبنى إبراهيم الكعبة من حيث قوله هذا ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ) فبهذا المشرب بنى الكعبة .فافهم.

لذا أراد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يبني الكعبة من جديد كما كانت على عهد إبراهيم ليبقى هذا المشرب الإبراهيمي ظاهرا وباطنا فيقابل كلّ مصلّ للكعبة حقيقة هذا المشرب . وأنت متى صليت متوجّها للكعبة فقد يقابلك غيرك من الجهة المقابلة لك مصلّيا إليها أيضا فظهرت الكعبة كالمحور الذي يجتمع عنده الناس في الصلاة فقط التي هي معراج المؤمن .فافهم . والمعراج يؤدي إلى الفناء الذي هو السجود , وأنت كما تعلم السجود لا يعطي توجّه الوجه إلى الكعبة بل يعطي توجّها إلى الأرض , فيكون السجود إلى الكعبة عروجا وإلى الأرض فناءا لذا أراد أن يفهمك فقال لك ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فخلقك منها وفيها وإليها يعيدك ومنها خلق الكعبة فافهم
فتحقّق السجود إلى الأرض بعد أن كان يقلّب وجهه في السماء كما قال موسى : ربّ أرني أنظر إليك , فقال له : أنظر إلى الجبل , والجبل من الأرض فدلّه على مشاهدة حقيقته وأنّها لا صمود لها أما حقيقة الربوبية لذا صعق موسى وتحمّل الجبل المحق والسحق فجعله دكّا , فما خلق لك الأرض وكلّ الأكوان إلا لتتحمّل عنك إختبارات المعرفة فأراد أن تعرفه في كلّ شيء , وأنت من جملة الأشياء فلا بدّ أن تعرفه في نفسك ولن تعرفه في نفسك حتى تعرفه في غيرك

قال تعالى : قد نرى تقلّب وجهك في السماء
أي بحثك عن التمكين في شهود الذات ظاهرا وباطنا أوّلا وآخرا , فدلّه على الكعبة وهي المشرب الإبراهيمي من حيث قوله السابق :
( إني وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض )
فدلّه على التمكين في الشهود من حيث قوله ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )
ثمّ أنّ الكعبة بناها إبراهيم بالأمر الإلهي فكان بناؤها من طرف البشر ولم تتخذ قبلة رغم مشربها الإبراهيمي إلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وفي هذا دلالة بأن هذا المشرب الكامل في الشهود والتمكين والمعرفة هو من إختصاص النبي صلى الله عليه وسلّم فكان خاصّا به وكذلك أمّته وبالأحرى الأولياء المحمديين فقد نالوا من المعرفة بالله ما لم ينله أحد من العباد أبدا إلا الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
قال تعالى : فلنولينّك قبلة ترضاها

وهل يرضى الحبيب غير مقام ( الحبيب ) فكانت الكعبة قبلة الرضا والرضوان كلّه فلا يتخلّف منه شيء أحبّ أم كره , فإبراهيم بناها وسيدنا محمد فتحها , أي بالفتح المحمدي فدمّر وكسّر فيها جميع الأصنام أي 360صنما فكان الفتح تامّا كاملا , والإشارة بالأصنام هي كلّ ما سوى الذات المحض لذا كان مشرب الإمام عليّ عظيما من حيث الحقائق لأنّه الذي كسّر أعاظم الأصنام من فوق الكعبة وفيها ومن بعده الصحابة رضي الله عنهم
قال تعالى : فولّ وجهك شطر المسجد الحرام : كي لا يقول له ( فولّ وجهك المسجد الحرام ) لأنّه محال إدراك الذات على إطلاقاتها بل هناك الجمال والجلال فالحكم لهما أمّا الذات المحض فلا فيها ولا عليها بل هي منزّهة عن الكلّ لأنّ حقائقها المجرّدة تمحق الكلّ : وخرّ موسى صعقا (قال تبت إليك ) والتوبة هي الإنابة والرجوع , بعد أن أراد الخروج فيراها بنظره دون رؤيتها بنظرها وهذا محال
قال تعالى : فولّ وجهك شطر المسجد الحرام
وهذه المرتبة خاصّة بالنبي لأنه عين الحضرة وهو فيها ومسكنه , وهذا يعطي فهم مرتبة حقيقته الأحمدية التي هي عين الحضرة
ثمّ أراد جمع حقيقته المحمدية عليه فقال : ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام
وكذلك أمرنا بحكم الإتباع له صلى الله عليه وسلّم لأنه الإمام بقوله : وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره
أي في الصلاة , لذا ورد النهي في إستدبار القبلة وإليها يوجّه الميّت
وعليه : قال له : ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطره , بخلاف قوله لنا ( وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره ) فما ذكر خروجنا بل ذكر مكاننا في هذا الخروج المحمدي علينا
نعم خرج إلينا صلى الله عليه وسلّم به في أسمائه وصفاته فنحن لنا أماكن من هذه الأسماء والصفات وليس لنا خروجا بها , ومن حيث خرجت يا محمّد فولّ وجهك في حقيقتك شطر المسجد الحرام فكانت حقيقتك وصفين صف جلال ووصف جمال وفي الحالتين ولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإلاّ عبدوك في أماكنهم منك في حقيقتك لذا قال : وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم شطره ) لأنّ محمد صلى الله عليه وسلّم قد ولّ في هذا الخروج منه وجهه إلى الكعبة وما بقي غير أن تولّ وجهك أنت في مكانك هذا منه فالنبي بريء من شركك الذي هو عدم تولتك وجهك شطر المسجد الحرام
ثمّ قوله : فلنولينّك قبلة ترضاها : أي بعد أن علمت وأنا العليم مقصدك ونيّتك من تقلّب وجهك في السماء فما بحث عن غيري رغم شهودك لوجودي في كل مكان وزمان فدللتك على ما يرضيك من ذلك وهو رضاي التام عنك في هذا الرضا منك فإتّحد الرضا والرضوان والإرادة ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) وهو إتحاد الرضا والرضوان فمتى رضي الله رضي العبد ومتى رضي العبد رضي الله , والله لا يرضى لعباده الكفر مهما كان صغيرا أو كبيرا , لذا قال : إرجعي إلى ربّك راضية مرضية ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) لذا نقول في أهل الله ( رضي الله عنهم ) فهل فهمت معنى الرضا الآن : وذلك في قوله : يا أيّتها النفس المطمئنّة إرجعي إلى ربّك
إي خطاب للنفس المطمئنّة بعد إطمئنانها بالرجوع إليه , فهي في إطمئنانها غير راجعة إليه لذا أمرها بالرجوع بعد الإطمئنان لأنّ الإطمئنان يكون بالذكر والرجوع يكون إلى المذكور ومحال أن يكون الرجوع في غير حلية الرضا والرضوان ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )
لذا قال له : لنولينّك قبلة ترضاها : فأكّد له الفعل بتوكيدين , توكيد اللام وتوكيد النون في أوّل الفعل وآخره أي بداية ونهاية ظاهرا وباطنا
والمشهد الظاهري لا يجب الوقزف معه فقط بل ننظر إلى معاني القبلة باطنا في قوله : لنولينّك قبلة ترضاها .فافهم
ثمّ أفرده في الرضا بالقبلة ولم يذكر معه سواه وكأنّ الخلق الباقي غير موجودين , فما قال : قبلة ترضاها ويرضونها , أو قبلة يرضونها
لأن تقلّب الوجه في السماء كان منه صلى الله عليه وسلّم وما كان هذا التقلّب منّا , فنحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه في القرب من الله ببركة هذا النبي صلى الله عليه وسلّم وبما أعطاه الله له وإلا فأين فهمنا من فهمه وعلمه من علمنا لذا كان الأصحاب يحتمون به في الحروب وإليه يفزعون \قال تعالى : ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ) وفي هذه الآية معاني عظيمة
ووالله يا إخوان إن معاني القرآن بحور عظيمة جدا لا كيف لها ولا نهاية
فما أعظم الله ربّ العالمين , ويا لله ما أحلى هذا الدين وما أصفاه وما أرقاه , آه ثمّ آه ثمّ آه يا كبدي ويا روحي
وأين المفسّرون للقرآن ( وما يعلم تأويله إلا الله )
ونحن في عرفنا وشرعنا الذي نؤمن به ليس الدين إلا الله تعالى فهو المقصد , والله ما فتحت آية لأتكلّم فيها إلا وتركت القلم من الفيوضات التي لا تطاق , فأين الكتب التي تحمل المعاني فما وجدها لا علي إبن أبي طالب ولا غيره ولا أبو الحسن الشاذلي بل قال : كتبي أصحابي
فهذه علوم لا يحسنها القلم البتّة بل تبثّ في صدور الرجال بثّا من حيث ( نفث في روعي )
ثمّ هناك لطيفة ما وجدت من ذكرها سوى سيدي داود الباخلي ( إبن ماخلاّ ) رضي الله عنه خليفة سيدي إبن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وهي : أنّه هناك قوم لا يأتيهم المدد والعلم والمعارف إلا عند مخالطتهم للخلق والكلام معهم فهم يصبحون مثل البحار الزاخرات في المعارف التي لا تطاق , ومهما إنعزلوا عن الخلق لا يأتيهم شيء أبدا , وهناك عباد على خلاف هذا فلا تجدهم يرزقون المدد عند مخالطتهم للخلق ولا يقولون شيئا أمّا في خلواتهم فتنفتح لهم مغالق الغيوب من المعارف لذا تجد قوما إشتغلوا بالتأليف في إنعزالهم وهذا ليس حالنا والحمد لله
بل حالنا هو مخالطة الخلق وإلتماس المعارف ففي بعض الأحيان هناك من يبحث عن الناس ليمدّ بالعلم والمعارف وهذا حالنا قال سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه ( الناس خمرتهم في الحضرة ونحن خمرتنا في الهدرة ) أي في الكلام وهذا مشربنا
والله أعلم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 12 أغسطس 2009 - 12:56

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على الحبيب وآله وصحبه

أما بعد :

غنّى القلب في محراب الوحدة ترانيم الجذب وأحكامه , وحدو العشق وضرامه , هناك ميدان فرسان الذوق , سادات أهل الشوق , أخبرني حبيبي عن أسرار ناي الوجود , ونواح شبّابة الخلود , في طي قبضةالشهود , هناك حيث الوسع والإتّساع , والنضرة والنظرة بالإمتاع , حيث السّماع , والإبداع , والجمال والفيض في ذرّات البقاع ,
قل لي حبيبي , متى يعود الوصال , وقد ناح الروح وتاه القلب ونحف الجسم , ومات الجميع في بحار الهيام والغرام , ما هذا الدلال , وهذا الجمال , في بلاد الوصال , وطريق الكمال , لمن يشكو المسكين , وقد أعيته الشكوى فحلف أن لا يشكو , ولمن يشكو وكيف يشكو , وأين يقصد ليشكو , ما هذا الأمر , ماهي الحيرة , وما هو التوحيد , وأين العقل , وماهو الفكر , وأين القلب , وماذا عن الروح , ومن نحن , ومن البقية , وما معنى السرّ , ولماذا هكذا ,نعم لقد إختاروك ليذبحوك , ويقرّبوك قربانا , كذبح إبراهيم , فهل ينقلب سكين الإبتلاء , إلى فدية الأموات والأحياء , فهل من تعبير , وكيف يعبّر عمّا لا يعبّر , وأين هي الإشارة , فقد ذهبت لا أرجعها الله , وهرب الرمز موليا خائفا , أين الموت وأين الحياة , وما معنى كلّ هذا وذاك , هل هناك علم , ومامعنى الجهل , وأين الضدّ , وكلّ شيء له ضدّ , وكيف بمن لا ضدّ له ولا ندّ , سبحان من أمات وأحيا , فأبقاه بين الموت والحياة , فما إسم تلك المرتبة , والمرتبة لا تكون إلا من جهة واحدة بضدّيها ,
وماذا عن العلوم , قد تكون من حقيقة النور , وماذا عن ضدّها الذي هو الجهل , وهو الظلام , فكيف الوقوف بينهما , بلا علم ولا جهل , وما معنى الحيرة , فكيف يحتار هل بالعقل أم بالقلب والروح , وعلى ما يحتار , ويكيف يحتار وفيمن يحتار , وإلى متى , وكيف هو وأين في هذا الإحتيار , فما معنى الحرف وماهي الكلمة , وما الحسّ والمعنى وما هو الشيء واللاشيء , وماهو الذي ليس بشيء وهو شيء , فسبحان الله , ما هذه الفلسفة , وما معنى الحكمة , وما هي القبضة , والإحاطة , وما هو الوجود بالذات للذات في الذات , سبحان الله ما أعظم هذا وذاك , هجم بهم العلم على حقيقة الأمر , وهجم بهم الجهل على شريعة الأمر , مات الرجل ولكن كيف يموت وهو حيّ , وكيف يكون حيّا وهو عدم وموت وفناء , لا لا , لابدّ من حلّ ولا بدّ من حلّ بكسر الحاء , وأين الحلّ والحلّ فيه الحساب وهذه درجة أهل العقاب فمن حوسب عوقب , لا ليست هذه بالطريقة المثلى في الخطاب , إذن لا بدّ من عقد عوض الحلّ , والعقد لا يلتئم إلا بالكتابة والختم فهو من حساب الحرب فرجعنا من حيث ما هربنا , فليس هذا ولا ذاك , فإن قلت أهرب فقل لي إلى أين , وقد هرب إبليس من قبل إلى يوم القيامة وإلى المشرق والمغرب عند قبض الروح , فلا ينفعنا هذا الهروب أبدا , فلا نهرب ونقف لنعترف , ويكون هناك القاضي , الذي يقضي أمرا كان مفعولا , سبحان الله وحده
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الجمعة 14 أغسطس 2009 - 0:35

بسم الله الواجد الماجد الموجود في إطلاقات الشهود

وبعد :

فإن بعد كمال الفتوّة , وإستيفاء أحكام المحبّة , ومكوث المقامات والأحوال , في قبضة قوانين الكمال , هناك خيط رفيع , ونور دقيق بديع , ليس له تعلّق بالخلق والعوالم ولا بالسلوك والجذب , وإنما تعلّقه بالعلم , أي علم الفردانية , حيث أفراد الوجود الخارجين عن نظر الكون ونظرهم فيه وله , هناك لا يرى أحد منهم غير ربّه في علمه بنفسه , فلا عناية لهم بالمقامات والأحوال , ولا بالخصوصيات والإنزال , لتحققهم بها سابقا في عوالم الأنوار والأسرار التي هي من علوم السير إلى الحقّ , وإنما تكلّم فيما وراء ذلك , فليس إلا حقائق الألوهية خارجة عن طور الترتيب بالعدد والحرف وخواص الإستقامة , هناك بعد الكمال , ينفتح باب سرّ أسرار الجمال , ومهما تيّهك الحسن والجمال في تلك المراتب , فهو لا شيء أمام جمال علوم الفردانية , بما أن المذهب الحقّ أن العلم هو الجمال والمعلوم هو الجميل , وبقدر جمال علمك يكون جمال معلومك , فإن الكمال في حقيقته صفتان : هما : الرحمة والعلم : لأنهما أساس المقامات والأحوال ومنهما صدر ما صدر

هناك حيث لا وجهة في السير وهو مقام محفوف بالمخاطر من كلّ وجهه لأنه من طرف خفيّ فيه منازعة للألوهية , فتتجلّى هاء هوية الذات وعين عيون سرّ المهمّات , فأمرهم هنا بالرجوع ( يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ) فجاءهم النداء بالرجوع ولكن إلى أين يرجعون وهو يقول ( وإلينا يرجعون ) فحذّرهم من المقام في ذلك الذي ليس بمقام لأن المقام لا بدّ فيه من حال وهو حال العبودية في كلّ مقام , لذا أمرهم بالرجوع إلى مقام ( إليه ) حيث الجمع عليه ( في مقعد صدق ) وحذّرهم من الخطر هناك حيث لا مقام لأن صاحب هذا فاقد لحال تلك الحالة , فخرج بزعمه عن طي قبضة الأسماء والصفات لجهله لأنه منها ( هؤلاء للجنّة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي ) فهو في طي قبضة الأسماء والصفات لأن الله تعالى ( بكلّ شيء محيط ) والعبد شيء من الأشياء مهما تلوّن هذا الشيء في الألوان وتغيّرت صورته وحقيقته بل ولو كان هو عينه من حيثية من الحيثيات , فهو تحت القبضة وطي حكمهما
لذا كان مقام الفردانية أعلى من مقام القطبانية من حيث العلم وأدنى منها من حيث الأدب وتحقيق الحقائق الأسمائية والصفاتية , لذا تركهم القطب ولم يتصرّف فيهم لخروجهم عن حكمه , وهو أيضا خرج عن حكمهم , فلو عادوا إليه رجعوا إلى إمامته , وقد أمروا بالرجوع , لا إليه بل إلى الله تعالى , كي تحفظ الفردانية وتحفظ القطبانية ولا ينفرد به إلا سواه سبحانه , فلا ينفرد في حقيقته إلا بنفسه في نفسه لنفسه ,
فكان مقام الفرد فيه من الشبه الكثير بين آيات التأويل , فلا يوجد إلا الإيمان في هذا المحلّ , والإيمان وحده كفيل بتميز المراتب عن بعضها البعض من غير دخول رقم العلم بالحرف والعدد , فافهم , فالأيمان أعلى درجة من العلم في كلّ مقام وهو مصدر النية وسرّها

وعلوم أهل الفردانية رقيقة توشك أن لا يقع عليها الإدراك في عالم الأسرار فضلا عن عالم الأنوار لأنها خارجة عن علم الحال والمقام ومن علوم هذه المرتبة قوله عليه السلام ( أو إسم علّمته أحد من خلقك ..الحديث ) وأنت تعرف بأن الإسم لا يقع إلا على عين المسمّى به , فعلموا في هذه الحالة أسماء دلّتهم على عين المسمّى به من وجهة خارجة عمّا عرف من أسماء أخرى حسنى وحقائقها , فعلوا تجلّ آخر لا علم به إلا لصاحبه فإنفرد به في هذا العلم به , والقطب علومه الأسماء الحسنى التي وردت في الكتاب وقد يكون فردا في نفس الوقت فجمع بين النسبتين في آن واحد وأوّل الخلق جمعا في ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلّم , وقد رمز في تفسير أوّل لقوله ( أو أحد من خلقك ) فهو يقصد نفسه في مقامها الأوّل ومن ثمّ ذكر رتبة الأفراد في تلك العلوم بعد أن ذكر علوم القطب في أول الحديث وذكر بعدها علوم الأفراد كما أنه ذكر في المقام الأوّل الإحاطة الإلهية وغيب الذات المطلقة فافهم عن النبي صلى الله عليه وسلّم

وإنما كانت علوم الأفراد رقيقة تكاد لا تدرك لأنها من علوم التوحيد الغامضة فكلّما غمض العلم غمض المعلوم فيها بل تقول كلّما غمض المعلوم وبعد عن الإدراك غمض العلم وكذلك تبعية غمض من علمها لذا كان الأفراد لا يعرفهم أحد فهم خارجون عن نظر القطب فكيف بنظر غيره من العباد , هذا لتعلم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم جمع مقامات الأقطاب كلهم والأفراد كلهم ومقامات جميع المراتب من أول البداية وإلى آخر النهاية لتعلم أي مرتبة تقتدي فيه بها من مراتبه فلا تتجاوزها ولا تتدعي أنك من أكثر النائلين منه والشاربين من حقائقه فتقع في الجهل , هذا لتعلم أيضا مقامك عنه أي في مقامك من كرمه عليه وتكرّمه إليك

فكن مثلما تكون فلن تتجاوز حقيقتك التي سبقت في علم الله بك فحاول أن تحسن أدبها وأدب كلّ مرتبة وقعت لغيرك في الوجود في جميع المراتب العلوية والسفلية

يتبع ...
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف محمد الأحد 16 أغسطس 2009 - 9:25

قـف علـى بـاب كريـمٍ كلمـا طرق الطارق بالخير فتـح
وإذا أذنبـت ذنبـاً فـاحشــاً ستر الذنب وإن تبت سمح
نحـن لا نعشـق إلا عـاشـقاً غلب الوجد عليه فشـطح
وإذا حــادٍ تغنـى باسـمـنا قوي الوجد عليه فافتضـح
هـذه نسمـة ذيّـاك الـحمـى عـبقـت والعـرف منـها قـد نـضـح
وبـروق الغـرب لمـا لمعـت ظـهـر المـحبـوب مـنـا واتـضـح
وكـؤوس الـحب قد أبدت لنـا عـيـنُ رقَـت مـن مـعـان ومـلـح
يا بعيـد الـدار كـم هذا الجفا وزنـا د الشـو ق فـي قـلبـي قـدح
إن تكـن منا فكـن مـمتثـلاً وافـهـم المـعنى وخـذ صـافـي القـدح
إنـمـا العـلم كـلحـم ودم مـا حـواه جــد ُّ إلا اصـطـلـح
avatar
محمد

ذكر عدد الرسائل : 657
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف أبو أويس الأربعاء 19 أغسطس 2009 - 23:23

نعم . نعم . نعم
بارك الله فيك سيدي وأخي علي
زادك الله وإيانا من علمه ومن تكريمه
وجعلنا من زمرة المكرّمين
إنه سميع الدعاء مجيب السائلين
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 21:05

بسرّ هذا فلا تقل لماذا :

تعال رفيقي نعود إلى ديارنا , حيث الأهالي , أين حمانا وحمّانا , ألا تسمع همس سواقي شرابي , وغناء بلابلي وطيوري , هناك على تلك التلال , وتلك الربوة العجيبة , سأصدح للعالم طهر وجودي , وصفاء درّي وعقودي , في مقام شهودي , أين سلسبيلي وغواني ورودي , إيه ما أحرّك يا دمعة حزني , وما أسرع سيلك على لطائف قلبي , أين الجنّة منّي وقد غلبتني نيران أحزاني , وقدّستني تقاطيع ألحاني ,
تعال حبيبي رافقني إلى قبري , حيث ديارنا , ومنتهى آمالنا , كي تدفنني من غير كفن وفي غير رمسي , لعلّني لا أصبح ولا أمسي , إيه منك يا قلبي لماذا تعذّبني , لمن أشكوك أو تشكوني , وأنت منّي وأنا منك محلّ السواد في عيني , ما هذا الجذب , لا بل قل ولا حرج ما هذا الغلب , هناك صلبوني , وأماتوني , وأحرقوني , فنثروا رماد وجودي في سواقي الأكوان , وألقوا بواقيّ في تيه الأحزان, ومزّقوا قلبي , ونحروا سرّي , في بحري وبرّي , وأعجزوني , فقيّدوني , وعلّموني فابتلوني , سلبوني فأعدموني , وغيّروني فجنّنوني ,

لكن صبرت وسأصبر , ولن أصبر , ولما أصبر , وعلى من أصبر , ولكن سأصبر من غير صبر ,

تعال حبيبي نعود إلى ديارنا , فقد تلاطمت عليّ أمواج علمي , فكثر جهلي , وظهر محلي ,

هناك حيث الرقّة , حيث الفنون وغاية الجنون , حيث سكوني في التيه , وإنعدامي في التنزيه ,

لا يموت فيها ولا يحيي , لأنني أحبّه , ومتى أحببته كنته , فدعوني وشأني ( كلّ يوم هو في شأن )

الناس يريدون المسبحة والسجّادة , وأنا أريد الناي والشبّابة , هناك لأغرّد تغريدة الوجود , فيغيب الشاهد في المشهود , ويضمحلّ الكائن المفقود ,

دعني صديقي وهلمّ إلى ديارنا , إني أرى كثيبا رقيقا جميلا جمال نظري فيه , كي لا أدّعيه , هذه حضرة منانا بتلوّناتها , هناك سأنشد على الجمع الجميع في فصل الربيع أناشيد الحبّ الخلودي , وسأدور على الحضور بمشاريب أنهار خدودي ,

تنزّه الحبّ فيّ من أن أذوقه , وتنزّهت في الحبّ فكيف يذوقني ,

فتنزّهنا من أنفسينا

تعال حبيبي إلى ديارنا , هلمّ نعود , وإن لنا لأشواق لذاك الحمى
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الإثنين 25 يناير 2010 - 0:30

أي ولي : احكي لي حكايتك , فإنّ لي بالحكايات غرام كبير , ومذهب شهير , وبتلك المسامرات والمدارسات , حيث نبثّ فيها أشواقنا , وأذواقنا , ونمدّ فيها للسيّاف كلّما أراد أعناقنا , ألا ترى مكابدات القوم , ألا تسمع صراخهم المكتوم , هناك حبيبي دارت كؤوس الغرام , بصرف نبيذ المدام , فطرب الساقي فشطح وقام , وأخذه الهيام في حنان وسلام , هناك حيث الصفاء ونهاية النقاء في البقاء , عنوان الفناء , أي ولي : ألك عن ليلى حديث محرّر , من رقّ الغير , وأوحال السير , هناك , هناك , ينوح الروح , بنواح يسري في الوجود حزنه , وتذرف دمعه , فتتغنّى الكائنات فتميل طربا عشقا وكمدا , وغراما , فعطفا عطفا بقلبي يا أحبّتي , رفقا رفقا بروحي يا فتيتي , لقد دفعت لكم مهر الحبّ , بجذبي نحوكم , وببكائي ونحيبي , عليكم , وأنتم معي , أحببتكم حتى متّ من حبّي لكم , فتيّهتموني بعد أن بعثتموني بعد قتلي , سلبتموني كلّ شيء , بعد أن نحرتموني , ماذا فعلت لكم , بعد أن رقّت أطياف قلبي , فقتلتني الرقّة , وأفناني الصفاء في عالم الوفاء , رفقا رفقا بقلبي , ومهجتي , يا سادتي , رفقا وعطفا , تحنّنوا عليّ , لقد ذرفت من ماء الأمل فيكم زمزم ذاتي , وأنهار أسمائي وصفاتي , لماذا سجنتموني , ومن بعد ذلك حاكمتوني , فأعدمتموني , ماذا فعلت لكم , وأنا ما نسيتكم لحظة , ولا خطر على بالي سواكم , أعيش من أجلكم , ولولاكم لتكدّر عيشي , فأنتم بسمتي , وأنتم غدوتي وروحتي , فيتجدّدني نشاطي كلّما تذكّرت فبصرت أنّكم لوعتي وضياء مهجتي , ومن ثمّ يتجدّد حزني عليكم , قد قتلني القلق , وأخذني الشوق , فرماني على بابكم , وها إنّي أترقّب طيف منكم يجول ببالي , أو رسول منكم يسعفني في حالي , أسهر الليالي من أجل أن أرى من كان رآكم , أو له خبر عنكم أو خبر عمن دعاكم , سأبقى بالباب أتلو نشيدي , و أطربكم بنغمات قصيدي , وأحدو لكم حدو اليتم عن غيركم , ومهما هجرتم فإنّي أعلم أنّ هجركم دلال وجمال , وإعراضكم حنان ووصال , وعتابكم إكرام وكمال , سأرفع على مشارف الأكوان رايات حبّي لكم , وسأرابط على أبواب ثغور جذبكم لي ...
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خواطر - صفحة 2 Empty رد: خواطر

مُساهمة من طرف علي الجمعة 5 مارس 2010 - 22:32

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه

سألني طارق قلبي عن طي المكان وطي الزمان وحقيقتهما فأجبته :

إعلم أيّها السيّد الوفيّ والفتى القدسي أنّ هذا المبحث ينقسم إلى حقائق ثلاث :
الطي الأوّل : طي المكان : وهذا لا يتحقّق إلا بمجاهدة النفس من حيث طبائعها وذلك بالسهر والجوع والصمت والعزلة أي تمويت النفس شيئا فشيئا فتعدم مشاهدة نفسها فتتكبّر لذا فلا بدّ أن تذلّ وما الأولياء إلاّ أناس كنسوا بأرواحهم المزابل

الطي الثاني : طي الزمان : وهو لا يتحقّق إلاّ بالتخلّص من آفات النفوس الدقيقة من حيث طلبها للحظوظ العاجلة والآجلة أي تطوي مسافات القرب فيما بينك وبين ربّك وهذه هي بركة العمر والزمان لذا قالوا عن الفقير الصوفي بأنّه ( إبن وقته )

الطي الثالث : طي يجمعهما في نفس الوقت وهو المعبّر عنه عند ساداتنا العارفين بطي الأكوان جملة وتفصيلا أي أنّه طي المكان والزمان , لأنّ الأكوان هي عبارة عن المكان والزمان فأنت مخلوق من مكان وهو الأرض وفيها تسكن وفيها تموت ومنها تبعث فهي حقيقة طبيعتك لذا متى ما بدّلت تلك الأرض غير الأرض بدّلت أنت بحسب ما به تبدّلت فأنت ولدها وهي أمّك لذا ينبت فيها كلّ ما من شأنه غذاؤك , فمتى طويت هذا الطوي الثالث طويت طبيعتك الترابية كطي السجلّ للكتب كما أخبرك بذلك عن طي الزمان والمكان وهو هذا الطي الثالث الذي وضّحه لك متى ما فهمت عنه , أمّا الزمان فهو عبارة عن المصير وإلى الله تصير الأمور , فحدّد لك مكانك ثمّ قيّده بزمانك فكتب عليك الأجل وهو الوقت المحدّد أي وقت المكوث أي مكوث تلك التركيبة الترابية محلّ التكليف والأسماء , فكان صلاح مكانك لا يتحقّق إلا بصلاح زمانك فمتى فسد زمانك فسد مكانك والله لا يحبّ المفسدين فاعرف زمانك تعرف فساده وصلاحه
فهذا الطي الثالث هو المعبّر عنه بالبقاء , أمّا الطي الأوّل فهو المعبّر عنه بالسلوك , والثاني وهو طي الزمان فهو المعبّر عنه بالجذب أو بالفناء
قلت :

الخلافة في الأرض حقيقتها نشأت من عالم البقاء , فالسلب الذي وقع لإبليس أنّه سلب الجذب والفناء أي العبودية , أمّا آدم لمّا أنزل إلى الأرض سلب البقاء وأبقى عليه أحكام الفناء فلم يسلب منه لذا نزل تائبا راكعا واضعا رأسه ما رفعه مائة عام , فبقي لإبليس طي المكان ومنع من طي الزمان فليس له عليه خبر , أمّا آدم فمنع من طي المكان وأبقى الله له طي الزمان فكان في لحظة عند سدرة المنتهى وجسمه هنا في الأرض , إلاّ سيّد الوجود فقد أرجع طي الزمان والمكان في إسرائه ومعراجه فأسري به جسما وروحا فكان قاب قوسين أو أدنى لذا أشار إلى هذا ( إنّي أبيت عند ربّي ويسقيني ) بعد أن قال ( لست كأحدكم ) فإنفرد بهذا عليه الصلاة والسلام دون جميع البشر فظهرت مرتبته على الجميع فأكمل الله به كمالات الوجود فظهرت مرتبة كلّ أحد فيه صلى الله عليه وسلّم ( لقد إستدار الزمان كيوم خلق الله السماوات والأرض أي قبل خلق آدم فافهم عنه , فاستدار الزمان به فلولاه لما إستدار هذا الزمان ورجع كيوم خلق الله السماوت والأرض فما ذكر غير الزمان أي الزمان المحمّدي فرجعت حقيقته المحمّدية إلى الظهور بعد أن كانت محتجبة وقد قال تعالى ( كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس )
لذاك تجد الشياطين يمشون بين المغرب والمشرق في لحظة , ولكنّه لا يطوى لهم الزمان أصلا ولمّا علم بذلك لعنه الله سأل المكوث الزمني في قوله ( أنظرني إلى يوم يبعثون ) فما قال له ( أنزلني إلى الأرض ) فما سأل المكان بل سأل الزمان لعلمه لعنه الله بما تعطيه الحقائق لذا قال ( يوم يبعثون ) فدلّ على علمه بالبعث وأنّ آدم وذرّيته سيحشرون ففي قوله ( يبعثون ) أي لأفسد عليهم ما بقي لهم وهو طي الزمان أي الجذب والفناء وهذا ما أوضحه في قوله ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) أي طريق الجذب وترك الأكوان جملة وتفصيلا فانظر رعاك الله معرفة إبليس بالطريق لذا ما زالت هناك جولات وصولات بينه وبين أقطاب الأمّة فإنّ المعركة حامية الوطيس , لأنّه منع من الجذب وسلب فيه أي سلب صفات الجمال والتمتّع بالأنس بالله وهذا معنى مكوثه حقيقة في جهنّم فكلّ من منع أو سلب صدق التوجّه إلى الله تعالى فهو في جهنّم الحجاب فما أعظمها وما أشدّ حرّها , ومعنى السلب هو عدم الزيادة ولا الترقي في أوصاف الجمال ( فمن لم يكن في زيادة فهو في نقصان ) فإبليس بمجرّد رفضه للسجود منع الزيادة فصار في نقصان لذا قال له ( فبما أغويتني ) فنسب الغواية لله عليه لعائن الله , أمّا آدم فلم يمنع الزيادة لذا ما طلب المكوث في الأرض ولا سأل شيئا عندما أنزله الله من الجنّة وأخرجه منها بل وما طلب حتّى العودة إليها فغاية أمره أنّه قال ( ربّنا ظلمنا أنفسنا ) فما شاهد غير عبوديته فتاب الله عليه , فجعل الله الخلافة في بنيه فتجدّدت الزيادة فكان علم الأسماء منتقل من آدم إلى أبنائه الخلفاء قطب عن قطب إلى يوم القيامة فلم ترفع الملائكة رؤوسها من هذا السجود لآدم إلى اليوم ولن ترفع إلى يوم القيامة لأنّه قال ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا ) فما أخبرنا ولا قال بأنّهم رفعوا من هذا السجود فجاءهم الأمر بالسجود وما جاءهم الأمر بالرفع من هذا السجود فدلّ على بقاء هذا العلم أي علم الأسماء الذي إستوجب السجود في آدم فلم يسلب منه ويبقي في ذرّيته إلى يوم القيامة فهو تجدّد تجلّيات الجمال ( وإنّ الله يبعث على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد دين هذه الأمّة فذكر المدّة الزمنية المترتّبة في هذا التجديد فدلّ هذا على علوم الزمان وأنّ الدين يحيي بالزمان في المكان , فمنع إبليس من هذا الزمان فطلب المكوث في عالم البقاء أي طلب مكوثه في صفات الجلال من غير صفات الجمال فهو معذّب منذ أن رفض السجود فهذا العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر فهذا عذاب الدنيا وهو عذاب المكان دون عذاب الزمان وهو عذاب الآخرة , هذا لتعلم أيضا جهل إبليس , فهو عارف بمراسم الطريق لكنّه محجوب عن شؤون المعرفة من حيث الأسرار فيما بينك وبين الله تعالى لكنّه عنده حيل وكمائن يسترق بها السمع قبل البعثة النبوية أمّا الآن فهو لا يحسن شيئا فقد أنجانا منه النبي صلى الله عليه وسلّم لأنّ الحقائق رجعت في الزمن المحمّدي بكمالاتها كلّها .

فكان الطي المكاني من غير زماني هو البقاء في وصف النفس أو البقاء بالنفس , أمّا من طوى الزمن من غير طي المكان فهو في وصف الجذب ولربّما صاحبها ينعت بالزندقة , أمّا طي الإثنين فهو المنعوت بعالم البقاء فكان مشرب الأمّة المحمّدية هو هذا
لذا سلب إبليس الفناء وسلب آدم البقاء وإنّما نعني بالبقاء الذي سلبه آدم أي أنّه سبق في علم الله أنّه يكون خليفة في الأرض فكان هذا النزول إلى الأرض لن يتحقّق إلا بظهور وصف النفس لمّا إشتهت الأكل من الشجرة المحرّمة فافهم هذه الدقيقة وإنّما إبتلاه الله بهذا الأكل لتظهر مزيّة النبيّ العدناني وأنّه حقيقة الخليفة الكامل في الأرض وهو المنعوت بقوله تعالى حقيقة ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فهو الذي نزل خلفية في عالم البقاء صلى الله عليه وسلّم أي طي مكان وزمان في عالم البقاء فهو العبد الكامل والخليفة الشامل , فإنغلق باب التوبة على إبليس فلن تقبل منه أبدا لأنّ بابها جماليّ وهو الذي رمزنا إليه بطي الزمان , أمّا آدم فلم يغلق له باب البقاء بل جعله محلّ الإختبار والإبتلاء فكلّ من صلح وإستقام جذبه ردّ إلى عالم بقائه فعاش في الدنيا بالمشرب المحمّدي الخاص فافهم
ثمّ إنقسم هذا الطي الزماني بين حضرتين : حضرة اليوم وهو يوم الربّ ( كألف سنة ممّا تعدّون ) وحضرة الليلة وهي الليلة المحمّدية ( خير من ألف شهر ) فعبادة العارف بالله في يوم واحد كعبادة أحدنا ألف سنة , عبادة العارف بالله الذي مستواه الحقيقة المحمّدية فلا يتعدّاها ( خير من ألف شهر ) وهي كمدّة عبادة أحدنا , أمّا غير العارفين فليس لهم هذا وإنّما هم في دائرة الأجور الواردة في الشرع بحسب المدّة الزمنية أي بحسب الجذب , لأنّه بحسب جذبك يكون بقاؤك
فالأرض محلّها الأسماء , والزمان محلّه الصفات , فمن طواهما بقى ببقاء الذات وهو العارف بالله الكامل فلا زمان ولا مكان فحيثما كان الله تعالى كان له عبدا طوى المكان والزمان وبقي مع الواحد الديان , هنا يكون خليفة في الأرض فمن عاداه فقد عادى الله تعالى كان من كان هذا الذي عاداه ولو كان كإبليس لمّا كان على صورته النورانية فإنّه حتما يسلب ويطرد
ثمّ بقي شيء :
يكتب الله لك أجلك فقال ( إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ) الوقت المحدّد والزمن المعيّن , من هذا السرّ تعرف المواعيد والوعد والوعيد ومن هذه الحضرة تعرف تعيينات الأزمنة وما تحبله الأيّام إلى يوم القيامة ذلك اليوم المحدّد زمنه فهل فهمت , ونحن نعلم بأنّ اليوم الذي تقوم فيه القيامة هو يوم الجمعة كما ورد في الحديث فها قد حدّد لك رسول الله يومها فكيف عرفه فحدّده وإنّما قال يوم الجمعة تحديدا لعدّة أسرار يا عارف وأنت تعلم أنّ يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أنزل إلى الأرض وفيه تقوم الساعة وهو يومنا نحن معاشر المسلمين فهو يوم عيدنا فنحن يوم القيامة لنا يوم عيد فهي لنا لأنّه اليوم المحمّدي فافهم أفهمك الله ( ومن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ) فإنّما كانت يوم الجمعة لأنّه يوم عيدنا فهو تجلّي الحقيقة المحمّدية بالرحمة على المسلمين , فنحن مجموعون يوم الجمعة في الجمع الأصغر وهو جمع الحقيقة المحمدية لذا قال تعالى ( يجمعكم ) لذا أمرنا أن نكثر من الصلاة والسلام عليه فيه لأنّه يومه فيوم القيامة هو اليوم المحمّدي وهو يوم شفاعته الكبرى ويوم مقامه المحمود ويوم كوثره ويوم مزاياه صلى الله عليه وسلّم

فهذه مشاربكم يا معاشر أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم وهو طي المكان وطي الزمان مع بعضهما , فهذا العالم المحسوس هو طبعك أمّا العالم المعنوي فهو روحك , فهذا أرضك وهذا سماؤك , وفي السماء رزقكم وما توعدون رغم أنّه يخرج من الأرض وينبت فيها ويسقى بماء الأرض بعد أن يتبخّر فهل فهمت
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى