سي فراق

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
كنت عقبت على بعض ما يرد به السيد فراق على مساهمات أغلب أعضاء المنتدى بالآية الكريمة اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم
وهذه الآية كما هو معلوم وردت في بلعام لما طلب منه قومه أن يدعو على موسى عليه السلام فامتنع أول الأمر ولما ألحّوا عليه لم يراعي مكانة النبي عند الله فدعا عليه فسلبه الله من نعمة القرب والصلاح التي كان أنعم بها عليه وأنزل فيه هذه الآية
وبما أنه ليس هناك وجه شبه بين بلعام والفقراء أرى أن الإستدلال بها في غير محلها موجبا للعقوبة وتوظيف القرآن بعيدا عن مقصده جهلا أو تعمّدا من الكبائر لان التعمد تحريف والجهل رذيلة يطلب من صاحبه عدم الإدلاء برأيه لانه سيهلك الحرث والنسل ولا يعذر الجاهل بجهله فاستعمال الآيات القرآنية الكريمة على أوجهها أمر آكد وواجب والاّ يصبح القرآن الكريم وسيلة للتلاعب ومطيّة لبلوغ أغراض النفس ونزغات الشيطان وتوهيماته إني أرى تماديه في غيّه وعدم تراجعه لا يخرج عن عاملين اثنين إما أنه مفتون بنفسه فلا يرى صوابا الا منها وهذا من موجبات نيل المقت والعياذ بالله وإما أنه يظن أنه يدعو الى الله على بصيرة منه ويعتبر نفسه مجاهدا في سبيل الدعوة الى الحق وفي كلا الحالتين أخطأ لان الدعوة لا تكون الا باللين والحالة الأخرى تفرض علينا اتهام نفوسنا مهما تزينت بالصواب والحق قال أحد الصحابة رضي الله عنه كلنا راد ومردود عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان الصحابي الذي تربى في مدرسة المصطفى يشك في كل ما يراه وما يعتقده ما لم يكن تلقاّه من المصطفى صلى الله عليه وسلم فكيف يحق لصبي لم يبلغ الحلم و لا يفكّ الخط أن يصدّر نفسه لتعليم من فاته سبقا وعلما وتجربة وسيرا وذوقا وسنّا ووصولا وإخلاصا وإيمانا وإحسانا وفقها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا )
فمن لم يكن له المصطفى واعظا ومعلما فلا خير فيه كل من تتهجم عليهم هم أكبر منك سنا وأعلم منك بخبايا الطريق ولكن الشيطان استدرجك وأوهمك أن الفقراء انقلبوا على أعقابهم .فاستهنت أنت بهم .
أنار الله لك البصيرة لعلك تثوب الى رشدك