رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما

نعتز اليوم بنشر هذه الرسالة البديعة التي كتبها سيدي الشيخ إسماعيل الهادفي رحمه الله في شهر شوال 1965 (أي قبل ستين سنة) إلى سيدي الحاج محمد المقداد الدقاشي (من فقراء تونس العاصمة). وفيه يهنّئه بالمَولد. 
" بسم الله الرحمن الرحيم، 
1. أهلَ الذِّكْر والتَذكير والمَحَبَّة والصِّدق والتنوير، إخوانَنا في الله بحاضرة تونس، أخصُّ بِالذِّكْر منهم المحبّ الصّادق والصّوفي العارف بالله وَليِّهِ، سيدي محمد المقداد، 
2. السّلام عليكم وعلى مَن كان منكم وإليكم من آل النسبة والتقوى والمحبة والرغبة، ورحمة الله تغمركم ما دمتم له وبه وفيه غائبينَ في حضرة أحدية ذاته، شاهدينَ بديعَ تجلياته في حضره الفرق بأسمائه وصفاته، 
3. وقد انمحق وجودك بوجوده وتحقق شهودكم بشهوده، عَظُمتُم بعظمة المُقسِم والقَسَم في قوله: "وشاهد ومشهود"، إذ هما واحدٌ، وذلك ما منحَ المقسم به حلة التعظيم والإجلال والكرامة والدلال.
4. وبَعد (ولله الأمر من قبل ومن بعد) لقد وافانا منكم رَقيمُ الوَصل والاتصال، فانطوى به الفرع في الأصل معبّرًا عن التهنئة بَينَ حَبيبَين، هما في الحقيقة واحدٌ بعدَ فِطر باركتهُ شَريعة مَن "على العرش استوى"، بعد أن أوجَبت أحديته على البالغين العاقلين في الحضرة الواحديّة الصومَ عن السِّوَى،
5. فكانَ الحقُّ عِيانًا والخَلق إيمانًا وإلا فَمن أين وأين؟ مَع قوله: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن"،
6. ولذا، فَبِلسان المُحبِّ أهنِّئ الحبيبَ ومَن إليه، والسّلام وبه العَبد الضعيف الفاني، اسماعيل الهادفي المداني.