مراسلة لسيدي حمدة الفزاعي

إجابة عن رسالة وردت على مولانا الإمام قدس الله سره من سيدي حمدة الفزاعي.

بسم الله الرحمان الرحيم
توزر في 1972-6-25

الفاضل المحترم أخونا في الله ورسوله سيدي حمدة الفزاعي .
السلام عليكم وعلى من أحاط بكم من أهل وإخوان ورحمة الله وبركاته ما دمتم به فيه. وبعد:
فقد إتصلت بكلتا رسالتيك واطلعت على ما أسميتموه بالإفاضة الربانية في حمد الألوهية فوجدتها والحمد لله واردا رحمانيا وفيضا ربانيا وعلما لدنيا معبرا عما منحكم الله من المعرفة والذوق السليم وما بكم من نعمة فمن الله رزقنا الله وإياكم رسوخ القدم في حضرة القدم إذ هي غاية الغايات وقرة عين الكمّل من ذوي النهايات الذين جعلت قرة عينهم في الصلاة فكانوا على صلاتهم دائمين وفي الحضرة الأحدية مقيمين لا يخطر السوى على قلوبهم وأين السوى في حضرة من على العرش استوى إذ هي حضرة تقتضي محق وفناء كل الأسماء والصفات فلا فسحة معها للإشارة فضلا عن العبارة ولا للأثر فضلا عن المؤثر ولا للصفة فضلا عن الموصوف ورب سكوت كان فيه بلاغة ورب كلام فيه عتب لعاتب وهنا يقف قلم البنان ويخرس اللسان ويكتفي عن ذلك بالمشاهدة والعيان.
وتلك غاية الإيضاح والبيان وما بعد العيان من بيان ومن الأدب الإمساك في هذه الحضرة عن الكلام إذا الصفة تقتضي وجود الموصوف والكلام يقتضي متكلم ومخاطب.
فإن تكلمت لم أنطلق بغيرك وإن سكت فشغـلـي عنكم بكم
فــأنــا أنــتــم وأنــتــم أنـــا في إبتداء الأمر وفي الإختتام
وختاما تحية مسك الختام على مستوى السلام تعطر أرجاء كل أهلكم وفي مقدمتهم والدكم المبرور وإخوانكم وعلى رأسهم حضرة المقدم السيد مقداد الرويسي. وبه مراسلكم

العبـد الضـعيـف الفـانــي
إسماعيل الهادفي المداني