ماهيّ الحريّة وما مفهومها الحقيقي

الحرية الشخصية للانسان في بعض الحهات،او بعض الاحيان دفعا لضرر عا م
اوجلبا لمصلحة المجموعة فتحرمه من شئ يتمتع به مثلا؟
الجواب: نعم

يجوز للوالي الشرعي لحدود الله،بشروط منها:ان يكون ذلك عند الضرورة القصوى،
وان يقصد بذلك وجه الله تعا لى والمصلحة العامة
وخير شاهد يدلنا على ذلك ما روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من انه كان يعس ذات ليلة في طرقات المدينة اذ سمع امراة تقول
هل من سبيل الى خمر فاشربها****** ام من سبيل الى نصربن حجاج
فقال عمر منزعجا:(اما ما عشت فلا، لا ارى معي في المدينة رجلا تهتف به
العواتق في خدورهن علي بنصر بن الحجاج )فلما اصبح احضروه له فاذا نصر
احسن الناس وجها وعينا وشعرا، فقال فتنت نساء المدينة يا بن الحجاج والله
لا تساكنني ببلدة انا فيها،فقال له نصر يا امير المؤمنين ما ذنبي؟ قال هو ما
اقول لك وسيره محفوط الكرامة والحق الى البصرة
وكتب نصر الى عمر كتابا يقول فيه(باسم الله الرحمان الرحيم لعبد الله عمر
امير المؤمنين ،من نضر بن الحجاج سلام عليك، اما بعد يا امير المؤمنين
لعمري لئن سيرتني او حرمتني ***** لما نلت من عرضي عليك حرام
اان غنت الذلفاء يوما بمنيـــــــــة***** وبعض اماني النساء غــــــــرام
ظننت بي الظن الذي ليس بـــعده***** بقاء وما لي جرمة فــــــــا لام
فاصبحت منفيا على غير ريبــــــة***** وقد كان لي بالمكنين مقـــــــام
سيمنعني مما تظن تكرمــــــــــــي***** وآباء صدق سالفون كــــــــــرام
ويمنعها مما تمنت صلا تـــــــــها***** وحال لها في دينها وصـــــــيام
فهتان حا لا نا فهل انت راجعي***** فقد جب مني كاهل وسنــــــــام

ولكن افتتان النساء بتصركان مشهورا وجماله كان مزلزلا والاخلاق والحرمات
عند عمرهي كل شئ ، فرفض ان يعيده،ولكنه اراد ان يعوضه عما فقدده
فاعتذر اليه ثم اعطاه دارا،ووهبه ارضا وجعته حيث هــــو
فانت ترى ان عمر في سبيل المصلحة العامة، وحرصا على اخلاق الامة
وسمعة نسائها اخرج ( نصر من المدينة) ولكنه لم يسئ اليه بل اعتذر اليه وعوضه
ومن هذا تعلم ان الاسلام ياخذ بمبدا الفرد للمجموع والمجموع للفرد.

والله تبارك وتعالى اعلم

الحرية بين مطالب الفلاسفة ومقاصد الصوفية