الشيخ مرآتك

#معارف_كأنك_تراه

بسم الله الرحمن الرحيم

#المُرْشد (1)

(الشيخ مرآتك)

أهل الإرشاد الدالّون على الحق لا ينقطعون، وكيف يقطع الحق أهلَ الدلالة عليه؛ وما خَلَقَ الخلقَ إلا ليعرفونه؟!
ولا يعرفونه إلا بدليل، والدليل هم الرّسلُ صلوات ربي وسلامه عليهم، ووارثوهم من بعدهم.
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56]، قال سيدنا ابن عباس :أي ليعرفونِ.
وقال صلى الله عليه وسلم <<العلماء ورثة الأنبياء>>
ولكل مرتبة من مراتب الدين علماؤها، وقد ورثوا من النبوة علومَ كلِّ مرتبة.
وقد تكلمنا سابقاً عن تداخل المراتب فيما بينها، فإسلام بلا إيمان؛ نفاق.
وإيمان بلا إسلام؛ فإما فسق وإما اختلاق.
ولا كمال للإيمان إلا بالإحسان، وهذا أرفع المراتب، فكيف يصح انقطاع المرشد العارف؛ والحال أن انقطاعه يعني خلل ونقص في مرتبتَي الإيمان والإسلام!! ، فلا يكون هذا إذ قد تكفّل الله بحفظ هذا الدين.
فلابد من وجود المرشد، ولا بد من بقاء الدليل.
فإن قلت وكيف أجد الصادقين منهم، ونحن نرى كثرة المدّعين؟
الجواب : ليس الشأن بوجود أهل الإرشاد الصادقين، إذ هُم لا ينقطعون، وإنما الشأن أن تصدُق في طلب رب العالمين، فالصدق أوَّلُ المرشدين، إذا صحَّ صدقُكَ؛وجدتَ مَن يرشدك ولابد، وما تجده من أهل الإرشاد بعد هذا إنما هو مرآة صدقك التي ترى بها تفاصيل ما هو مجملٌ فيك، وإلا فإن لم يصحَّ الصدقُ في طلبك فلن يفيدك مرشدٌ، ولو كان أكمل أهل عصره، ولو كنت في بيته تأكل وتشرب وتنام معه.{ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف : 17]
فالسرّ هو أنت، ومرشدكَ معك، وهو صدقك في الطلب.
وإن قلت : ماتعني بصدق الطلب؟
الجواب : هو توجه قلبك لطلب رضا الله لا لشيء إلا لأنه ربك وأنت عبده ، فلا تطلبه ليعطيك غير رضاه، ولا ليمنع عنك بلواه، فإنّك إن وجدته - تعالى- ماذا فقدتَ؟ وإن فقدته ماذا وجدتَ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله.

يتبع...