رحمك الله يا ميت الهوى

بسم الله والحمد لله

قصيدة للامام الغزالي رضي الله عنه

قل لإخوان رأوني ميّتا---------فرثوني وبكوني حزنا
أتظنون بأني ميتكم -----------ليس ذاك الميت والله أنا
أنا في الّصور وهذا جسدي------كان لبسي وقميصي زمنا
أنا كنزوحجاب طلسم---------في تراب قد تهيأ للفتاء
أنادّر قد حواني صدف--------صرت غنه فتخلّى وهنا
أنا عصفور وهذا قفصي-------كان سجني فأبيت السّجن
أشكر الله الّذي خلّصني------- وبنا لي في المعالي وطتا
كنت قبل اليوم ميتا بيتكم------ فحييت وخلعت الكفن
فأنا اليوم أناجي ملكا---------وأرى الحقّ جهارا علنا
غاكف في الّلوح أقرأوأرى-----كلّ ما كان أو يأتي أودنا
وطعامي وشرابي واحد -------وهو رمزفاهموني حسنا
ليس خمراسائغاأوعسلا --------لاولاماءا ولاكن لبنا
هو مشروب رسول الله إذ-------كان فيه سرّ من فطرتنا
حيّ ذاك الدّار بنوم مغرق-------فإذا ما مات طار الوسن
لاتظنّوا الموت موتا إّنما--------لحياة وهو غاية المنى
لاترعكم هجمة الموت فما------هو إّلاإنتقال من هنا
فاخلعواالاّجساد من أنفسكم------تبصروا الحقّ جهارابينا
وخذوا في الزّاد جهدا لاتنو------ليس بالعاقل منّا من ونى
أحسنوا الظنّ بربّ راحم-------تشكروا الّسعي وتأتوا أمّن
ما أرى نفسي إلاّ أنتم --------واعتقادي أنّكم أنتم أنا
عنصر الانفاس منّا واحد-------وكذا الأجساد جسما عمّنا
فمتى ما كان خيرا فلنا--------ومتى ما كان شرّا فمنّا
فارحموني ترحموا أنفسكم------واعلموا أنّكم في أثرنا
أسأل الله لنفسي رحمة --------رحم الله صديقا أمّن
وعليكم منّي سلام طيب ------وسلام الله برّ وثناء

إنتهت بعون الله تعالى
يروى أنّ هذه القصيدة وجدت تحت الوسادة في فراش أبي حامد الغزالي رضي الله عنه بعد انتقاله
مع تحيات ابو أسامة --وشكرا--

مشكور سيدي

فاخلعواالاّجساد من أنفسكم------تبصروا الحقّ جهارا بينا

يا خادم الجسم كم تشقى في خدمته-----أ تطلب الربح مما فيه خسران
أقدم على النفس و استكمل فضائلها-----فأنت بالروح لا بالجسم إنسان