مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان

اذهب الى الأسفل

اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Empty اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان

مُساهمة من طرف علي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 8:04



بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله تعالى وسلّم على طه الأمين وآله وصحبه أجمعين

أمّا بعد :


قال العارفون ومنهم الإمام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه أنّ السالك ( لا يدخل حضرة الله تعالى إلاّ بعد أن يتأدّب بعشرة آلاف أدب ) أي عند الدخول وعند الخروج وهذا أكبر باب دالّ على صدق الفقير في طلبه وإرادته

وإنّ الآداب منها ما هي آداب قولية وبه نبدأ ثمّ نبيّن إن شاء الله تعالى آداب الأحوال ونختم بآداب المقامات التي هي كعنوان جامع للآدابين فإنّ المقام هو تفسير للقال والحال ولن نستدلّ في هذا المقام إلاّ بذكر دلائل ذلك من الكتاب الكريم أوّلا ومن السنّة متى اتفق وما غايتي في ذلك إلاّ نفع نفسي الأمّارة بالسوء ومن وقف على كلامي هذا من المحبّين

قلت : الآداب القولية منها ما هو خاصّ بالعباد كالأنبياء والرسل وأتباعهم من السادّة الأولياء وتابعيهم من المسلمين ومنها ما هو خاصّ بالله تعالى وسنتناول هذا الأمر الثاني وهو أمر الأدب في مخاطبة الله تعالى فإنّ القول دليل الحال حتّى لا نكون مثل إبليس لعنه الله تعالى في سوء أدبه مع الله تبارك وتعالى وسوء حاله فطرد من مقامه

ذكر أدب الملائكة عليهم السلام في خطابهم لله تعالى :

قال تعالى : ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فظاهر القول لا يوهم أنّهم اعترضوا بل يوضّح أنّهم تساءلوا وإنّما جاء جوابهم بهذه الصيغة لوجود حالهم الذي تصرّف فيهم بعض الشيء وهو حال الغيرة على حرمات الله تعالى أن تنتهك لذا لم تعاتبهم الحضرة في بداية الحوار بل قال الله تعالى لهم ( قال إنّي أعلم ما لا تعلمون ) وهكذا هم أهل الأنوار تجدهم دائما على هذه الشاكلة وهذا الوصف غالبا كما روي أنّ أحدهم جمع معه ابنه على طعام له يتناوله وكان الباذنجان أو غيره فقال الأب لإبنه : يا بنيّ كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحبّ هذا الصنف من الطعام فقال الإبن : ( بئس ما أحبّ رسول الله ) فسلّ الأب سيفه وضرب به إبنه , والشاهد أنّ الغيرة على حرمات الله وشعائره تنتج حالا يظهر مثل ذاك الكلام أو الفعل ولكن لا بدّ في الفعل من شاهد علمي ودليل قطعي يدلّ عليه ... وقد تكون الأحوال هنا شيطانية ونفسية مدخولة كمن يفهم فهم الولاء والبراء بحسب مزاج نفسه ومرض قلبه كجماعة التكفير والهجرة أفراخ الخوارج وكلّ من جرى في فلكهم ونحى منحاهم كإبليس لعنه الله تعالى فهو الذي يوسوس لهم بمعكوسات الحقائق لأنّه خبير بها لعنه الله تعالى فيزيّن لهم الباطل في صورة الحقّ الذي لا ريب فيه فيأخذهم على هذا المنحى الإرهابي الإجرامي بإسم الدين والإسلام وذلك بسبب غيبتهم عن فهم نفوسهم وفهم الدين الصحيح والتوحيد الحقّ وخصوصا علوم العرفان فكلّ من لم يكن عارفا بالله تعالى لا يؤخذ عنه في الحقيقة دين الله تعالى وإلاّ أصبح الدين فسادا في الأرض وهذا محال في العلم الإلهي لذا يجدّد هذا الدين على رأس كلّ مائة سنة وإلاّ لكانت هلكت الأمّة منذ قرون ...

فإنّ أصل الدين الإحسان وهذا عالمه فمن نزل به فقد خرج من الحضرة الإلهية إلى الأرض السفلية من عدّة أبواب ...

فلو لا حال الملائكة الذي حرسهم وكان عذرهم لعاتبتهم الحضرة وربّما حصل ما لا يسرّهم فحماهم حالهم الصادق ولكن لم يحمهم علمهم الناقص فلو لا حالهم لأهلكهم علمهم وهنا يفرّق أهل الله تعالى بين العلم وبين الحال فيعطون هذا حقّه وهذا حقّه وأفضلهما من جمع بين العلم والحال فلا يطغى هذا على هذا ( ما زاغ البصر وما طغى ) زيغ تجاه السوى وهي النفس أو طغيان في حضرة المولى وكلّ مكان في كلّ زمان في الحقيقة هو حضرة الله تعالى من باب ( وهو معكم أينما كنتم ) ومن باب ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )

فلمّا علم الله تعالى بحال الملائكة الكرام لأنّه يعلم السرّ وأخفى أرجعهم من سطوة الحال إلى مراعاة العلم والأدب معه فقال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فما عاتبهم بداية بل أخبرهم وكأنّه يلاطفهم ويداريهم وهكذا يكون أخذ صاحب الحال شيئا فشيئا إلى مراعاة العلم فلمّا سكنوا قال الله تعالى لهم ( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

فتفصيل هذه الآية سنأتي عليه بذوق جديد وفتح جديد إن شاء الله تعالى في موضوع مستقلّ وقد تحادثت مع أحد ساداتنا الفقراء في معنى قوله تعالى ( يوم يسأل الصادقين عن صدقهم ) ففتح الله تعالى عليّ بكرمه ومنّه مفاهيم عزيزة سأفردها في موضوع آخر مستقلّ ..

فهنا قالت الملائكة وهذا الذي يعنينا في موضوعنا ( قالوا سبحانك ) نهاية التسبيح والتنزيه وهو رجوعهم إلى التسليم التام الذي طُلب منهم أوّل مرّة وكان الأجدر أن يقولوه بداية وإنّما لحكمة من الله تعالى لتظهر المراتب كانت تلك المشاهد وكلّها من الله تعالى فرجعوا هنا إلى الآداب العلمية في الأقوال التي هي ديدن أهل النبوّة والرسالة والتي سنذكر منها طرفا عزيزا مستورا في الكتاب المسطور
قال تعالى ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم ) لأنّه كاشفهم بعلم أعلى من علمهم فسلّموا سريعا لأنّها هنا حضرات علمية من باب ( ونفخت فيه من روحي ) لأنّ الإخبار بأمر الخليفة مشهد عظيم لجلالة أمر هذا الخليفة

( قالو سبحانك ) بدأوا بالتسبيح وهو التسليم التام كناية عن دخول الحضرة والفناء ( لا علم لنا ) أي بجانب علمك ودليل هذا تسبيحهم فاعترفوا بالتقصير في المعلومات فما نسبوها إليهم بل نسبوها إلى ربّهم في قولهم ( إلاّ ما علّمتنا ) وهنا شكروا على نعمة ما علّمهم من علمه فوفّوا الأدبين : أدب الإعتراف بالعجز والتقصير وعدم الإحاطة في العلم بهذا المخلوق وبما في علم الله تعالى فكانت لهم هذه مذاكرة وموعظة كبرى تحفظهم من الوقوع في مثل هذا فيرجعون هنا اتهاما لحالهم ذلك السابق وهذا الذي سنأتي عليهم في تفسير آداب الأحوال ومن ثمّ آداب المقامات وكل ّ هذا في الأدب مع الله تبارك وتعالى

فلمّا اعترفوا بالتقصير وشكروا على نعمة العلم وجب عليهم التعظيم والثناء فقالوا ( إنّك أنت العليم الحكيم ) فلمّا وفّوا الآداب حقّها أكرمهم الله تعالى في قوله ( وقلنا يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) فبعد أن أكرمهم بما علموه على لسان آدم أطلق لهم معارف عزّه ومجده فقال تعالى ( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ )

فما قال لهم هذا القول اخبارا أو تعريفا بل تحقيقا بما شهدوه من تعليم آدم لهم وهذا أبلغ في الحجّة من وجه ومن وجه آخر أنفع تربية وأعظم في التحقيق من باب ( لقد رأى من آيات ربّه الكبرى ) فيتّحد البصر مع القلب مع الروح مع العقل ...فتتجوهر الذات فتضحى بنور الله تعالى وهو التوحيد القدسي الصافي الحقيقي

فوفّت هنا الملائكة الآداب الثلاثة : أدب الإعتراف وأدب الشكر وأدب الثناء والتعظيم وارجاع الأمر لصاحب الأمر ... وفي طيّات هذا هناك آداب كثيرة فرعية أخرى فهذه أصولها فبعد أن حدث هذا جاء الإختبار وهو التكليف كي يميز الخبيث من الطيّب لأنّه نبّههم أنه ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) فلما أمرهم بالسجود ظهر إبليس لعنه الله تعالى آبيا السجود فظهر ما في باطنه , فكلّفهم بالسجود كي تظهر مراتبهم وحقائقهم من الخليفة , من باب ( اعملوا فإن كلّ ميسّر لما خلق له )

وإنّما بدأنا بإيجاز بذكر قصّة الملائكة بداية وإن كان الغرض هو ذكر آداب الأنبياء والمرسلين في القرآن فإنّ في ذلك آيات للموقنين كي نبدأ بذكر آداب آدم عليه السلام ومن ثمّ بقيّة الأنبياء والرسل فهذه أصول الديانة ... وإنّ في القرآن من هذه الآداب ما يفلق الأكباد فما أفطن ساداتنا الأنبياء وأكثر حضورهم مع الله تعالى دليلا وبرهانا وليس سمعا وعلما ...


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان  Empty رد: اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل العرفان

مُساهمة من طرف علي السبت 26 نوفمبر 2011 - 5:34




أمّا بعد : فنبدأ إن شاء الله تعالى بذكر رشحات من آداب كلّ نبيّ لله تعالى عليهم جميعا السلام بين آيات القرآن مستورة

من رشحات آداب سيّدنا آدم عليه السلام :

قال تعالى : ( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ )

فلم يسأل سيدنا آدم عليه السلام عن نقص علم الملائكة به كما سألت الملائكة عنه ولم يبد لهم ما أبدوه تجاهه فلم ينسب إليهم نقصا علميا أو رأى في نفسه تفضيلا عليهم والأدب هنا أنّ آدم عليه السلام لم يتوجّه بأي سؤال أو اعتراض في هذا على الله تعالى بل امتثل الأمر على جناح السرعة لذا وردت فاء السرعة فكأنّ آدم هنا ميّت بين يدي مغسّله فلم يتردّد أو يستفسر أو يسأل فترك الأمر لصاحب الأمر وهذا من علوم الخطابات الإلهية لأهل الله تعالى لا يتكلّفون أمرا أصلا فكلامهم صدق وقولهم حقّ لكن يجب حمله بروح قدسية على نفس مستوى قائله فإنّه لا يفهم كلام عارف إلاّ عارف مثله وهكذا ...

ثمّ إنّ في هذه الآية دقيقة يجب التفطّن إليها وهي أنّ الله تبارك وتعالى لم ينسب العلم لآدم بعد أمره في قوله ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) فما قال تعالى مثلا ( ألم أقل لكم إنّ آدم أعلم منك بعد أن علّمته ) بل قال لهم سبحانه ( ألم أقل لكم إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فنسب ذلك العلم الأسمائي لنفسه سبحانه فكأنّ آدم آلة سبحان من حرّكها وأنطقها وهو الذي أنطق كلّ شيء وهذا الأمر من أحكام الحضرة فكأنّ آدم خطيب والملائكة سامعون وآدم إمام والملائكة مأموم ...

وهناك دقيقة أخرى وهي قوله ( قال يا آدم ) فلم يقل كما قال للملائكة ( وإذ قال ربّك للملائكة ) فقال هنا ( قال ربّك ) فنسب الربّ لكاف المخاطب وهو سيّدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولكنّه قال هنا ( قال يا آدم ) ولم يقل ( قال ربّك ) ولم يقل ( وقلنا ) وإنّما ناداه بياء النداء فكأنّ آدم المقصود من الوجود لعدّة اعتبارات يقف عليها من يتدبّر وإنّما قال ( وإذ قال ربّك للملائكة ) بنسبة كاف المخاطبة لما فيه من استشعار أنّ هذا الخليفة في حقيقته هو سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم لعلاقته بهذا الأمر لذا نسب إليه الربّ في أوّل القصّة وإنّما خصّ الربّ لما في ذلك من معاني الأسماء المتعلّقة بإسمه الربّ في الوجود كالخلق والرزق والإيجاد والإمداد , وإنّما قال أيضا بنفس الخطاب للملائكة في قوله ( قال ألم أقل لكم أنّي أعلم غيب السماوات والأرض ) لأنّها في نفس سياق المشهد القدسي ولكن في مرتبة أقلّ وهي حكاية قوله الأوّل وهناك فرق لمن تدبّر وتمعّن ..

بخلاف قوله بعد ذلك لما يستلزمه المقام كقوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة ) فقال هنا ( وإذ قلنا ) بضمير جمع ( نحن ) وهو كما ذكرنا في الكثير من الكتابات أمر صفاتي بخلاف الأوّل فهو مشهد ذاتي وبينهما تفسير طويل لأنّ قوله ( قال ) لخفاء المخاطِب من شدّة ظهوره وهي رمز لـــ( هو ) وكذلك في نفس المرتبة الصفاتية قال تعالى لآدم ( وإذ قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنّة ) فقال هنا ( وإذ قلنا ) بضمير جمع نحن وهي للصفات لما يتطلّبه الأمر من ذكر للجنان .. وإن ألفاظ القرآن وكلماته جميعا حقائق وفيها من التحقيق والتدقيق بل قل الإعجاز ما لا يستطيع أن يأتي به غير الله تعالى ولهذا قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( فافهم ) ولهذا تحدّاهم في قوله تعالى مبيّنا لهم عظمة هذا القرآن ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) فليس هناك أكثر من هذا البيان وهذا التحدي وهذه الحقيقة

قلت :

فلمّا نسب سبحانه العلم إليه في البداية والنهاية لم تلتفت الملائكة إلى آدم بل وفّت أدب الحضرة لأنّها فهمت الأمر عن الله تعالى فرجعت إلى الفناء بخلاف إبليس لعنه الله تعالى فما فهم شيئا وبقي في أوحال نفسه يسعى فكان نصيب الملائكة حسن أدبها مع الله تعالى ونصيب إبليس لعنه الله تعالى سوء أدبه , لقد خرجت قليلا عن أصل الموضوع ولكنها كلّها إن شاء الله فوائد ...

وإنّما بدأنا بذكر سيدنا آدم لما في قصّته من معرفة الخلافة الإلهية في الأرض فمن فهم هذه القصّة فهم معنى الخلافة الآدمية في علم الأسماء وهي للسياسة الشرعية وهي المعبّر عنها على اللسان النبوي بالخلافة وسنذكر في موضعي الآخر التفصيل بين النبوّة وبين الخلافة على منهاج النبوّة فبينهما فرق فالخلافة على منهاج النبوّة ليست هي النبوّة , فإنّ الخلافة هي نيابة لصاحبها الأصلي فمتى كان هناك نبيّ فلا وجود لخلافة وإنّما النبيّ هو بحدّ ذاته الخليفة , فخلافة الخليفة هي النيابة عن المخلوف فسيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هو خليفة الله تعالى في بلاده وبين عباده أمّا الخليفة من بعده فهو خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لذا سمّوا أبو بكر رضي الله عنه بــ ( خليفة رسول الله ) أمّا عمر فسمّوه بـــ ( أمير المؤمنين ) فالإمارة شيء والخلافة شيء والنبوّة شيء آخر .. فالخلافة على منهاج النبوّة هي الخلافة الأصيلة وعند تفسير حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام في موضوعي ( بشائر آخر الزمان ..) سيقع التفصيل أكثر ...

سامحونا على الخروج بعض الشيء عن الموضوع الأصلي .. وسنغرف إن شاء الله من آداب الأنبياء ما يثلج الصدر من القرآن الكريم ...

يتبع إن شاء الله تعالى ...


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى