بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
الرمز الصوفى
صفحة 1 من اصل 1
الرمز الصوفى
[center]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرمز الصوفي :
الرمز الصوفي هو الرمز الذي استخدمه أقطاب الصوفية في أشعارهم للتعبير عن عوالمهم الخاصة ,حتى اشتهر بينهم ثم انتشر ، وأصبح معروفا لدى أهل التصوف بالمصطلحات الصوفية، وقد اهتم بجمعها الكثير من الباحثين في معاجمهم الصوفية وتحديد دلالاتها وأقوال المتصوفة فيها,كما فعل الجرجاني في كتابه ( التعريفات ) والقاشاني في كتابه ( اصطلاحات الصوفية ) وغيرها, فالصوفي وظف الرمز للتعبير عن تجاربه وأحواله " لأن التجليات التي تتكشف في ذات الصوفي هي دون شك مما لا يمكن للغة الاعتيادية الإخبار عنها بطريق الحقيقية لأنها ببساطة تجليات غيبية لا تقبل صياغة تصورية ولا تعني الأدلة العقلية في دحضها أو إثباتها ، وعليه فإن التجربة الصوفية من هذه الوجهة ذاتها تجربة مجازية لا توصف وصفا مجازيا عن طريق الإشارة إليها بالرمز." ومن هنا يمكن وصف علم التصوف بأنه علم الإشارة. والرمز هو نوع من الإشارات التي يستخدمها الصوفية بكثرة قال (أبو علي الروذباري): " علمنا هذا إشارة فإذا صار عبارة خفيّ " .
ويقول أبو العباس أحمد بن عطاء :
إذا أهل العبارة سَاءلونا أجبناهم بأعلام الإشارة
نُشير بها فنجعلهَا غموضا تقصّر عن ترجمتهِ العبارة
هذا يعني أن اللغة الصوفية ـ نثر أم شعرا ـ لغة إشارات ، تتعدد فيها الإيحاءات التي تؤدي إلى الغموض لأن العبارة الواضحة قاصرة عن نقل تجاربهم الروحية.
ويقول (ابن عربي) :
إن الكلام عبارات وألفاظ قد تنوب إشارات وإيماء
فكلام الصوفية عبارات وألفاظ واضحة في ظاهرها ، ولكنها تشير إلى غير الذي يظهر من العبارة ، أي توحي إلى معاني مختفية ومستترة ، وفي ذلك يقول ابن عربي في شرحه لديوان (ترجمان الأشواق) الذي فهمه البعض- الفقهاء- على غير ما يعنيه:
كلما أذكر من طلل أو ربوع أو مغان كلمـا
وكذا إن قلت هي أوقلت يا وألا إن جاء فيه أومــا
وكذا إن قلت هي أو قلت هو أو همو أوهن جمعا أوهما
إلى أن يقول :
كلما أذكره ممّا جــــرى ذكره أو مثله أن تفهمَــا
منه أسرارٌ وأنوارٌ جلـــت أوعلَت جاء بها رب السمَا
لفؤادي أو فؤاد مَن لــــه مثل مَالي من شرُوط العلمَا
صفة قدسيَّة علويّــــــة أعلمت أن لصدقي قدمَـا
فاصرف الخَاطر عن ظاهرها واطلب الباطن حتى تعلما
فابن عربي سيوضح أن شعره وكلامه كله ، وإن كان ظاهره الغزل ، فهو في الحقيقية رموز وإيماءات إلى أسرار وأنور وتجليات , فيقول :" ... فكل اسم أذكره في هذا الجزء فعنها أكنّي وكل دار أنديها فدارها أعني ، ولم أزل فيما نظمته في هذا الجزء على الإيماء إلى الواردات الإلهية ، والتنازلات الروحانية ، والمناسبات العلوية ..." فهو يدعو القارئ إلى صرف النظر عن الظاهر إلى الباطن ، لما يحمله الرمز الصوفي من دلالات" لا سبيل إلى إدراكها بالحواس بل بالكشف والذوق والتأمل الوجداني ."
لأن التصوف "مفاتيح لعوالم نورانية ، فيها الوضوح وفيها الصفاء ، وفيها الكشف." كشف باطن الأشياء " أو الجوهر المستتر خلف ظواهر المادة أو استجلاء المجهول القابع وراء عالم الحسّ أو داخل نفوسنا مما نعجز عن الوصول إليه."
وعليه فالرمز الصوفي كما يقول( أدونيس) " شكل للاتجاه نحو أعماق أكثر اتساعا والبحث عن معنى أكثر يقينية." فهو "اتصال دائب بالعلو في طابعه الإلهي وطابعه الإنساني ." وكما يقول (د.عاطف جودة نصر.)
إن الصّوفي في رحلته الدائبة للاتصال بالذات الإلهية وما يحدث له فيها من معارف وأنوار وتجليات تكشف له عن بواطن الأشياء المستترة عن السواد الأعظم من الناس ، يحاول إيصال هذه التجربة الروحية إلى المتلقي ، فتعجز اللغة العادية عن التعبير عن هذه التجربة فيلجأ إلى الرمز الذي تتعدد دلالاته وإيحاءاته وتأويلاته ، لأنه يشير إلى اتجاهين في آن واحد " إلى نظام مثالي ... وإلى ما يعد قوام التجربة المادية ، ويبدو هذا التعارض في شكل جهد مزدوج لا يفتأ يناضل ليصبح شيئا واحدا. "
فالصوفي يريد أن ينقل المتلقي من عالم المادة إلى عالم المثال ، عالم الروح ، حيث يتخلص الإنسان من سجن الجسد الحسيّ ، وتتجلى له روح الأشياء ، وبواطنها ، لذا فإن الرمز لم يعد سرا عند المريد " وكيف يكون قد عاناه ونعم بمعاناته وتذوقه ونعم بحلاوته فيه ذاته ووجوده ."
وهذا لا يعني أن الرمز له معنى واحد يعرفه الصوفي ويجهله غيره ، بل الرمز الواحد تتعدد دلالته من صوفي إلى آخر ، حسب تجربته الروحية ، وغموض الرمز يتبدد أمام المريد لأنه أحسه بوجدانه وانتقل من الرمز الحسيّ الظاهر إلى المعنى الباطني الذي يوحي إليه.
******منقول من مذكرة جمالية الرمز الصوفي
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرمز الصوفي :
الرمز الصوفي هو الرمز الذي استخدمه أقطاب الصوفية في أشعارهم للتعبير عن عوالمهم الخاصة ,حتى اشتهر بينهم ثم انتشر ، وأصبح معروفا لدى أهل التصوف بالمصطلحات الصوفية، وقد اهتم بجمعها الكثير من الباحثين في معاجمهم الصوفية وتحديد دلالاتها وأقوال المتصوفة فيها,كما فعل الجرجاني في كتابه ( التعريفات ) والقاشاني في كتابه ( اصطلاحات الصوفية ) وغيرها, فالصوفي وظف الرمز للتعبير عن تجاربه وأحواله " لأن التجليات التي تتكشف في ذات الصوفي هي دون شك مما لا يمكن للغة الاعتيادية الإخبار عنها بطريق الحقيقية لأنها ببساطة تجليات غيبية لا تقبل صياغة تصورية ولا تعني الأدلة العقلية في دحضها أو إثباتها ، وعليه فإن التجربة الصوفية من هذه الوجهة ذاتها تجربة مجازية لا توصف وصفا مجازيا عن طريق الإشارة إليها بالرمز." ومن هنا يمكن وصف علم التصوف بأنه علم الإشارة. والرمز هو نوع من الإشارات التي يستخدمها الصوفية بكثرة قال (أبو علي الروذباري): " علمنا هذا إشارة فإذا صار عبارة خفيّ " .
ويقول أبو العباس أحمد بن عطاء :
إذا أهل العبارة سَاءلونا أجبناهم بأعلام الإشارة
نُشير بها فنجعلهَا غموضا تقصّر عن ترجمتهِ العبارة
هذا يعني أن اللغة الصوفية ـ نثر أم شعرا ـ لغة إشارات ، تتعدد فيها الإيحاءات التي تؤدي إلى الغموض لأن العبارة الواضحة قاصرة عن نقل تجاربهم الروحية.
ويقول (ابن عربي) :
إن الكلام عبارات وألفاظ قد تنوب إشارات وإيماء
فكلام الصوفية عبارات وألفاظ واضحة في ظاهرها ، ولكنها تشير إلى غير الذي يظهر من العبارة ، أي توحي إلى معاني مختفية ومستترة ، وفي ذلك يقول ابن عربي في شرحه لديوان (ترجمان الأشواق) الذي فهمه البعض- الفقهاء- على غير ما يعنيه:
كلما أذكر من طلل أو ربوع أو مغان كلمـا
وكذا إن قلت هي أوقلت يا وألا إن جاء فيه أومــا
وكذا إن قلت هي أو قلت هو أو همو أوهن جمعا أوهما
إلى أن يقول :
كلما أذكره ممّا جــــرى ذكره أو مثله أن تفهمَــا
منه أسرارٌ وأنوارٌ جلـــت أوعلَت جاء بها رب السمَا
لفؤادي أو فؤاد مَن لــــه مثل مَالي من شرُوط العلمَا
صفة قدسيَّة علويّــــــة أعلمت أن لصدقي قدمَـا
فاصرف الخَاطر عن ظاهرها واطلب الباطن حتى تعلما
فابن عربي سيوضح أن شعره وكلامه كله ، وإن كان ظاهره الغزل ، فهو في الحقيقية رموز وإيماءات إلى أسرار وأنور وتجليات , فيقول :" ... فكل اسم أذكره في هذا الجزء فعنها أكنّي وكل دار أنديها فدارها أعني ، ولم أزل فيما نظمته في هذا الجزء على الإيماء إلى الواردات الإلهية ، والتنازلات الروحانية ، والمناسبات العلوية ..." فهو يدعو القارئ إلى صرف النظر عن الظاهر إلى الباطن ، لما يحمله الرمز الصوفي من دلالات" لا سبيل إلى إدراكها بالحواس بل بالكشف والذوق والتأمل الوجداني ."
لأن التصوف "مفاتيح لعوالم نورانية ، فيها الوضوح وفيها الصفاء ، وفيها الكشف." كشف باطن الأشياء " أو الجوهر المستتر خلف ظواهر المادة أو استجلاء المجهول القابع وراء عالم الحسّ أو داخل نفوسنا مما نعجز عن الوصول إليه."
وعليه فالرمز الصوفي كما يقول( أدونيس) " شكل للاتجاه نحو أعماق أكثر اتساعا والبحث عن معنى أكثر يقينية." فهو "اتصال دائب بالعلو في طابعه الإلهي وطابعه الإنساني ." وكما يقول (د.عاطف جودة نصر.)
إن الصّوفي في رحلته الدائبة للاتصال بالذات الإلهية وما يحدث له فيها من معارف وأنوار وتجليات تكشف له عن بواطن الأشياء المستترة عن السواد الأعظم من الناس ، يحاول إيصال هذه التجربة الروحية إلى المتلقي ، فتعجز اللغة العادية عن التعبير عن هذه التجربة فيلجأ إلى الرمز الذي تتعدد دلالاته وإيحاءاته وتأويلاته ، لأنه يشير إلى اتجاهين في آن واحد " إلى نظام مثالي ... وإلى ما يعد قوام التجربة المادية ، ويبدو هذا التعارض في شكل جهد مزدوج لا يفتأ يناضل ليصبح شيئا واحدا. "
فالصوفي يريد أن ينقل المتلقي من عالم المادة إلى عالم المثال ، عالم الروح ، حيث يتخلص الإنسان من سجن الجسد الحسيّ ، وتتجلى له روح الأشياء ، وبواطنها ، لذا فإن الرمز لم يعد سرا عند المريد " وكيف يكون قد عاناه ونعم بمعاناته وتذوقه ونعم بحلاوته فيه ذاته ووجوده ."
وهذا لا يعني أن الرمز له معنى واحد يعرفه الصوفي ويجهله غيره ، بل الرمز الواحد تتعدد دلالته من صوفي إلى آخر ، حسب تجربته الروحية ، وغموض الرمز يتبدد أمام المريد لأنه أحسه بوجدانه وانتقل من الرمز الحسيّ الظاهر إلى المعنى الباطني الذي يوحي إليه.
******منقول من مذكرة جمالية الرمز الصوفي
ناصر- عدد الرسائل : 4
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 28/01/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس