بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون )
بسم الله المعبود في سائر الوجود
والصلاة والسلام على المخصوص بالمقام المحمود وآله
أمّا بعد :
قال الله تعالى : ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون )
رشحات من أسرار هذه الآية :
هناك أمران قد يخلط بينهما الإنسان هما : العبودية والخصوصية
بالنسبة للخصوصية عنوانها الكبير والذي كلّ فرع لها هو تحتها هي ( الخلافة ) والخلافة هي الحكم , والحكم فيه شبهة نزوع إلى الربوبية والألوهية لذا ورد أن طالب الحكم لا يعطاه بل يسند إليه رغما عن أنفه ولو رفضه بمعنى أنّ الله تعالى هو ( الحكم ) حقيقة لذا توعّد الذين يحكمون بغير ما أنزل الله تعالى الذين يشرّعون من أنفسهم تشاريع لا تمتّ بصلة لشرع الله تعالى بل تضادده وتنافسه قال تعالى ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) فلا يعرف هذا الإحسان والحسن في الحكم غير ( أهل الإيقان ) لذا قال ( لقوم يوقنون ) أي أهل النور واليقظة التي هي ضدّ الظلمة والغفلة ... وهذا مقام التصوّف القلبي ومعناه في الدين ( حقيقة الإيمان ) كما قال حارثة ( لقد أصبحت مؤمنا حقّا يا رسول الله ) فلهذا الإيقان علامات وهي الكشف النوراني وليس الكشف الظلماني فهناك فرق بينهما
وسنفصّل هذا الموضوع أعني موضوع الحكم والخلافة على ما يعطيه الفهم
ولكن قبل هذا يجب القول أنّ العبودية ليست لها علاقة بالخصوصية بمعنى أنّ العبد لا يطلب خصوصية أبدا جزاء على عبوديته بل الخصوصية تكون ثمرة لا بدّ منها ثوابا على العبودية والذي يجب أن يعلم أنّ هناك نوعان من الثواب : ثواب فيه الحساب والتقدير وهذا لأهل الإيمان لعلل قلوبهم وعدم توجّه أرواحهم إلى الله تعالى على نعت الإحسان , وهناك ثواب ليس فيه حساب وهو خارج عن دائرة الأكوان وهو الأجر الكبير كما قال تعالى في صنف الصابرين ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) هذا كي تعلم مقام الصبر وكما ورد فإنّ الصبر نصف الدين بمعنى أنّ الصبر على الإبتلاء نصف الدين .... وتفصيل هذا يطول
فالعبودية الحقّة ليس لها ثواب في الحقيقة داخل دائرة الحساب لذا قال أهل الله تعالى شارحين هذا : هناك أهل الأجور وهناك أهل النور أمّا خاتمتهم وخلاصتهم فهم أهل الغيبة عمّا سوى المذكور ... لذا قال تعالى في هذا المقام ( وسنجزي الشاكرين ) أي جزاء في مقام الشكر وهذا الجزاء له جنسه في عالم الأعمال وهو قوله عليه الصلاة والسلام لما قام اللبل كلّه ( أفلا أكون عبدا شكورا ) أنظر قوله ( عبدا ) ولكن في مقام ( الشكر ) وهي عبادة الشكر وهي أعلى درجات العبادة فأهل الشكر لم يطلبوا الجزاء وإنّما قاموا بعبادتهم شكرا لله تعالى على إنعامه وفضله فكيف يطلبون أجرا على عبادتهم وهم في النعم غارقون لذا فهم يشكرون فلمّا فعلوا هذا قال الله تعالى لهم ( وسنجزي الشاكرين ) بضمير جمع نحن وهو للصفات محلّ الجمع على الله تعالى فإنّ الجمع على الله تعالى يكون في مقام الصفات ولا يكون في مقام الذات أبدا ( لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم ) فلمّا خلط القوم في الحقائق وقعوا في الشرك لأنّ العبادة تكون للذات الإلهية بجميع أسمائها وصفاتها فمن عبد الصفات دون الذات فقد وقع في الشرك وهذا ما وقع فيه النصارى
فإذا علمت هذا وغيره تعلم بعض حقيقة قوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) فهذه الآية غير متعلّقة بأمر الخلافة والخصوصية ولا تتناولها بوجه لأنّ وجه الخصوصية هو وجه منازع لحكم الله تعالى لذا من طلب الخصوصية كإبليس لعنه الله تعالى وقع في اللعن والطرد بحسب ما يطلبه ودرجته
فإذا علمنا أنّ إبليس لعنه الله تعالى كان من الجنّ علمنا أنّ هذه الآية تشمله بداية لذا قدّم ذكر الجنّ على ذكر الإنس لكون الأمر لا يتعلّق بالخصوصية التي آتاها الله تعالى لآدم فلو كانت للخصوصية دخل هنا لقدّم ذكر الإنس على ذكر الجنّ إذ محال أن يتقدّم المفضول الفاضل متى تعلّق الأمر بالخصوصية ولكن لمّا تعلّق الأمر بالعبادة التي هي للذات حجبهم عن وجود الصفات أي حجبهم عن النظر إلى الخصوصية وهم في عبوديتهم لذا عندما يتحدّث نبيّ مرسل أو وليّ وراث عن نفسه فهو يتحدّث عمّا خصّه الله تعالى به فهو من حضرة خصوصيته يتحدّث وليس من حضرة عبوديته كما قال يوسف ( إني حفيظ عليم ) وكما قال سيّد الخلق عليه الصلاة والسلام ( أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ) ...إلخ
فمن توجه للخصوصية دون ثباته في العبودية فقد أساء الأدب مثل إبليس لعنه الله تعالى فإنّه ما ثبت في العبودية كما ثبتت الملائكة بل أهلكه أمر الخصوصية وقضى عليه وكذلك فعل السامري
فأخبرهم الله تعالى في هذه الآية أنّ أمر العبودية هو الأمر المقصود من خلق جميع الخلائق بما فيهم الجنّ والإنس وأنّ أمر الخصوصية هو أمر تابع وليس متبوعا
وليس معنى قوله ( الخاصّة ) يريدون به مرتبة الخصوصية للخصوصية بل يريدون به الخصوصية في العبودية بمعنى أنّهم عبيد الله فعلا قولا وصدقا فهم خاصّة من حيث هذا المعنى وليس لكونهم لهم حكم في مراتبهم وإن كان الوليّ لا يخلو من مرتبة خصوصية وكذلك كلّ مؤمن فإنّ هذا الكون بأسره هو كون مخصوص ذرّة ذرّة وإلاّ ما وقع عليه قوله تعالى ( كن ) فالخصوصية موجودة وليس المرادة ولا المقصودة بل المقصود هو العبودية لله تعالى
فأخبر هنا سبحانه وتعالى أنّ العبادة هي الأصل وهي للذات وبهذا أرسل الأنبياء والمرسلون أمّا الخصوصية فهي لتسهيل وتيسير أمر تلك العبودية ... وللحديث تتمّة إن شاء الله تعالى
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون )
كلام من مشكاة النبوة نور على نور
ابن النجار الشريف- عدد الرسائل : 80
العمر : 67
الموقع : لا إله إلا الله علومى وحكمتى -محمدرسول الله عزىوجاهنا
تاريخ التسجيل : 13/02/2012
مواضيع مماثلة
» من أجله خلقت الأكوان
» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
» لاإلــــه إلاّ الله تملأ الميزان
» لا تعرف أنوار القلوب إلاّ في سماء الغيوب
» قصيدة ما لذّة العيش إلاّ صحبة الفقراء
» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
» لاإلــــه إلاّ الله تملأ الميزان
» لا تعرف أنوار القلوب إلاّ في سماء الغيوب
» قصيدة ما لذّة العيش إلاّ صحبة الفقراء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس