مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالثلاثاء 14 مايو 2024 - 1:01 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

اذهب الى الأسفل

( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Empty ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 11 يوليو 2012 - 22:14



بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله العليم الحليم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله وصحبه أجمعين
أمّا بعد :
كنت العبد الضعيف قد كتبت بعض استرواح في آية ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض ) في هذا المنتدى

وهذابعض استرواح آخر في نفس الآية والله أعلم بتأويله ( وما يعلم تأويله إلا الله )

قال تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فهو كما ذكرنا سابقا إخبار بغيب لم يدخل بعد عالم التكوين فلو قال لهم ( إني جعلت خليفة في الأرض ) لسلّموا وما استفسروا بعد أن دخل ذلك الخبر الغيبي عالم التكوين وهذا ما تشهده من إذعان الملائكة بعد أن خلق آدم ونفخ فيه من روحه فسجدوا له ولكن الأمر في بدايته لمّا كان إخبارا بغيب لم يدخل بعد عالم التكوين صحّ هنا الإستفسار من الملائكة بخلاف لو دخل عالم التكوين فلا يصحّ الإستفسار علما وإنّما يبقى في هذا المجال الإستفسار حكمة كما سأل موسى الخضر عن بيان وجه الحكمة في أفعاله الغريبة عن موسى عليهما السلام ثمّ إنّ العلم لا يخرج إلاّ في قالب الحكمة قال تعالى ( العليم الحكيم ) فمن فهم الحكمة فهي تدلّه على العلم رغم أنّ العلماء أعلى درجة من الحكماء متى فهمنا الحكمة على وجه كونها مناسبة العلم فإنّ الحكمة من شؤون التربية ومعرفة السياسة الإلهية في الأكوان بخلاف العلم فهو من شؤون التوحيد فلا يدلّ إلاّ على المعلوم ... فإنّ عالم الأكوان بأسره عالم حكمة أمّا العلم فقد يتجاوز عالم الأكوان ( وقل رب زدني علما ) فكلّ غيب دخل عالم التكوين بعد أن وقع عليه قوله ( كن ) لا يجوز لنا إلاّ عن بحث وجه الحكمة فيه لا الإعتراض على العلم فيه لهذا اعترض إبليس لعنه الله تعالى على العلم ولم يستفسر عن الحكمة فلو استفسر عن الحكمة لاتّضحت له فأطاع وسجد

قد نتساءل : ولكن كيف تسأل الملائكة عن وجه الحكمة مع كون ذلك الإخبار بالغيب لم يدخل بعد عالم التكوين فالجواب أنّ الملائكة سمعت الإخبار من الله تعالى فأخذت منه ما فهمته منه فكان مستوى علمها في ذلك الإخبار مستوى كشفها فيه فاستفسرت عمّا كشف لها من كون الخليفة سيفسد في الأرض ويسفك الدماء فكأنّ الأمر واقع لا محالة ( ما يبدّل القول لديّ ) فظنّت أنّ حدود ذلك الخليفة لا يتجاوز ما كشف لها فيه فحسبت أنّ أمر الخلافة شأنه عالم الأنوار فلا معصية فيه ولا ذنب لهذا قالت : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) أي أتجعل فيها غير ملائكتك الكرام الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فحكمت بحسب حالها ممّا هي عليه في أنوارها فالإستفسار بعالم الأنوار لا قبح فيه بل هو أمر مرغوب وإنّما أخبرهم كي تظهر المراتب الوجودية ولوجود تعلّق شأن الخليفة بهم لذا أسجدهم له ولما ينتظرهم من عمل بخصوص هذا الخليفة فكانوا من هذه الحيثية جند الخليفة ( جند الأنوار ) فلولاهم ما سلم هذا الخليفة فأفرغوا في الخليفة جميع أنوارهم لهذا نزل جبريل بالوحي على الأنبياء والمرسلين عليهم السلام فكانت الملائكة هم رسل الهدى للأنبياء والمرسلين ومن ثمّ غيرهم من عباد الله الصالحين فكان عالم الخليفة شطره عالم ملائكي بمعنى عالم الأنوار فإنّ جميع أنوار الخليفة ترجع إليهم كسبب أمّا عالم الأسرار فلا دخل لهم فيه وهو معنى قوله تعالى ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فالخليفة يتلقّى منهم الأنوار وهم يتلقّون منه الأسرار فتعيّن وجودهم تبعا لوجوده

قال تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

فلا تعلّق للعبادة في هذا الباب في شيء بل هي خلافة لذا سألت الملائكة واستفسرت عن كون الخلافة لا بدّ فيها من عبادة وطاعة وإلاّ فكيف تستقيم لذا قالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) أي هذه خلافة عجيبة بعد أن رأت في كشفها ذلك على حدّ علمهما من ذلك الإخبار فإنّ الإخبار شيء كجملة كليّة والفهم فيه شيء آخر قد لا يكون مستوفي حقيقة كلية ذلك الإخبار فمتى علمت بأنّه لا يعلم الغيب إلا الله أي في كلّ خبر منه سبحانه أطلعك عليه في كشفك فلا يعلم حقيقته الكليّة غير الله تعالى وإنّما حدّ علمك فيه ما كشف لك منه فأين حدّ كشفك من حدّ علمه سبحانه المطلق فيه فكشفك له نهاية أمّا علم الله تعالى فلا نهاية له أبدا ( وقل رب زدني علما ) إذ لا نهاية للعلم الإلهي لذا كان عليه الصلاة والسلام لا يعيّن التواريخ ولا الأماكن فلو نسأل مثلا : هل عندما أخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الدجّال ألا تراه يعلم وقت خروجه تحديدا في اليوم والسنة والشهر والمكان تحديدا ولكنّه عليه الصلاة والسلام لا يعيّن بل يجمل كثيرا في الإخبار هذا كي تعلم أدبه عليه الصلاة والسلام مع ربّه في غيبه المطلق لذا حاجج عمر رضي الله عنه فقال له ( هل قلت لك هذه السنّة ) لمّا صدّه المشركون عن بيت الله الحرام وغضب سيّدنا عمر بعد أن أخبرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّهم يعتمرون كما رأى ذلك في منامه فلمّا قال عمر ( أنرضى الدنية في ديننا ) حاججه رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد التعيين , تعيين السنة والوقت المحدّد فسكت عمر بعد أن قال له رسول الله عليه الصلاة والسلام ( إنّك ستعتمر وتطوف بالبيت ) لأنّ التعيين الذي قد يخبر به بعض الأولياء فيه سوء أدب مع الله تعالى إلاّ متى كان التعيين بإذن واضح من الله تعالى لا لبس فيه وهذا أمر قليل بل الأولياء لا يعيّنون كما قال سيدي محي الدين ( متى دخل السين في الشين ظهر قبر محي الدين ) فما حدد السنة ولا ألأشخاص إلاّ كناية وهكذا في أشعار أهل الله تعالى فكثير ما تجد الكناية ولا تجد التصريح بالتفصيل ... وهذا بابه واسع ..

ثمّ إنّ الكلام في هذا الأمر هو بين حالتين : فقد يكون إخبارا بحال ولا دراية لصاحب الحال بحقيقة إخباره فيكون كيفما أخبر من غير شعور منه وقد يكون إخبارا بعلم وهذا لا يجوز فيه غالبا التصريح به تفصيلا مخافة أن لا يقع في وقته المحدّد فيثير شكوك المصدّقين فقد يرتدّون حينما لا يقع الأمر كما أخبروا هم به وهم الصادقون فإنّ من أعظم دواعي الفتنة هو الإخبار بالغيوب وكان هذا من عمل الشياطين والجنّ يسترقون السمع في السماء رغم أنّهم باستراقهم السمع فيسمعون الملائكة تتحدّث في أمر قد قدّره الله تعالى فقد غاب عنهم أنّ ما قد تتكلّم فيه الملائكة وسيقع إنّما هو في حدود علم الملائكة به وليس هو في حدود علم الله سبحانه به فرجعنا إلى قوله تعالى ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلاّ الله )

ثمّ بيان عجز الملائكة الكرام عن فهم علوم هذا الخليفة فكأنّ علمها قاصر إزاء علمه مع ما هي عليه من علم نوري كبير متعلّقه الأعمال من جزاء كعقاب أو ثواب وكدلالة وهداية ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) نزل به جبريل ولكن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم بعلوم ما نزل به جبريل نفسه ... لذا استفسرت الملائكة في ماهية الخلافة وتفصيلها وعلومها وشؤونها التي سنذكر طرفا منها بشاهد تلك الآيات ودلائلها فانتظرونا ... والسلام

يتبع إن شاء الله تعالى ...

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )  Empty رد: ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 11 يوليو 2012 - 22:17



قال تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

فليس هو نفس قوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) لأنّ كلّ ما سوى الله تعالى هو عبد له وكلّ من سواه هو خلق له فهو بالضرورة يكون عبد له كما قال تعالى (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ) فلا ذكر لمراتب أو استشعار لها حينما يتعلّق الأمر بالعبودية وهذا وجه جلالي إذ أنّ الجلال الإلهي أمره عبودية صرفة أمّا أمر المراتب والمقامات فهو أمر جمالي صرف فكان الجلال للعدل بينما كان الجمال للفضل فأنت بينهما لا خروج لك عنهما البتّة فمتى أعطاك فتحمده وتشكره فلا تنسب لنفسك عملا ولا حيلة فلا ترى غير الفضل الإلهي عليك وما يستوجبه من شكر ( لا أحصي ثناء عليك ) وكما ورد ( لن يدخل أحدكم الجنّة بعمله .. الحديث ) لأنّ حقوق الفضل تستوجب عليك نسبة الفضل لأهله ومتى منعك فذلك من العدل الإلهي ( وما ربّك بظلاّم للعبيد ) فمتى استشعرت هذا الأمر فلا جرم أنّك تستقيم على النهج المستقيم والصراط المستقيم لذا قلت في شرحي على الحكم العطائية رضي الله عن صاحبها ( متى أعطاك فذلك فضله ومتى منعك فذلك عدله ) فأنت بين العطاء والمنع

لهذا قال لهم ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) مناط الفضل وقد ورد ذكر هذا التفضيل كما قال تعالى ( ولقد كرّمنا بني لآدم ... الآية ) فلمّا أخبرهم بهذا الفضل الإلهي العميم على هذا الخليفة جنحت الملائكة إلى وضع مناسبات الحكمة في مناسباتها فجنحت إلى ذكر الأعمال بما أنّ الملائكة عالمها عالم أنوار له تعلّق بالأعمال كامل من حيث النور والظلمة من ثواب وعقاب فقالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فربطت الأمر بين الفضل وأعمال الطاعة فما جنحت إلى العلم المجرّد عن الأسباب والعلل بل جنحت إلى ذكر العلم الموصول بالحكمة فتساءت في معرض إستفسارها لذا قال لها سبحانه ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فما أنكر عليهم ذكر تلك الحقيقة من حيث إفساد هذا الخليفة وسفكه للدماء بل أخبرهم بأنّ وراء ذلك العلم الذي نطقوا بكشفه بحسب بصائرهم علم آخر أعلى منه وأرقى وهو مناط الخلافة وحكمتها وأنّ مجال الخلافة لا يتوقّف على عالم الصفات وإن كان لبّه بل وقوفه على عالم الأسماء وهو علم دالّ على الذات فأخرجهم من عالم الصفات إلى ذكر عالم الاسماء لمّا قال تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلّها )
فرجع أن تكون تلك التركيبة العنصرية البشرية لها تعلّق بعلوم الاسماء لهذا أخبرهم سبحانه ( إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالق بشرا من طين فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) إذ لا يعقل أن يكون الخليفة من غير جنس الأرض كما قال تعالى ( منها خلقناكم .. الآية ) أمّا الملائكة فهي مخلوقة من نور كما أنّ الجنّ من نار خلقوا بينما البشر خلقوا من طين لازب أصله تراب فإبليس لعنه الله تعالى نازع على عالم ليس بعالمه بينما كان لآدم نهاية الظهور في عالمه وفيه سيخرج الدجّال في ذلك الظهور بعد أن أعيا إبليس لعنه الله تعالى التحلّي بذلك الظهور ولفهمه السقيم لمناط الخلافة وأنّها ليست ربوبية ولا ألوهية بل هي أمر صفاتي له تعلّق بالذات يظهره الأسماء ففهم إبليس لعنه الله تعالى الخلافة على أنّها ربوبية وألوهية وما علم أو درى عبودية آدم ولا فهمها لأنّ الإخبار وقع في عالم الفضل وهكذا هو جميع كلام الله تعالى فقد يضّلك به وقد يهديك به بحسب حقيقتك كما قال في القرآن ( يضلّ به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضلّ به إلاّ الفاسقين ) وأنّ الفسق هو فهم الظاهر من غير باطن يوافقه كما قيل ( من تصوّف ولم يتشرّع فقد تفسّق )

فلمّا عرضت الملائكة استفسارها في معرض ذكر الأعمال من حيث إفساد هذا الخليفة وسفكه الدماء ذكرت ما يتوافق مع حالها من حيث قدسية النور وطاعته ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) فذكرت فعلين من فعال القبح هما الإفساد وسفك الدماء ووازتهما بفعلين من فعال الحسن هما التسبيح والتقديس فذكرت القبح في أعلى مراتبه كما ذكرت الحسن في أعلى مراتبه ثمّ أنّها ذكرت المجموع ولم ترى نفسها منفردة فحسبت أنّ تلك الخلافة تكون في مجموع بني البشر فذكرت هي مجموعها في قولها ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) لعلمها ما عليه الجمع في ذاته أنّ البشر ما هم غير آدم إذ هم من صلبه وكذلك عالم الأرواح ما هو غير روح واحدة في حقيقته ولكن تفصيلها هذا لم يخرجها ممّا هي فيه إلاّ بالتسليم لما في علم الله تعالى بعدما قالت ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم ) نهاية التسليم وهكذا أهل الأنوار وإن استفسروا فهم نهاية يستسلمون ومن لم يسلّم منهم يطرد ويسلب بينما إبليس لعنه الله تعالى خرج من عالم الجمع وبه حكم على آدم وعلى نفسه بأنّه خير منه إذ من نظر إلى نفسه خرج من عالم الجمع ودخل عالم الفرق فظنّ الخلافة على أنّها مفردة وهي في متناوله بخلاف الملائكة فقد ذكرت مجموعها لأنّ عالم الأنوار عالم جمع قلبي ومن علاماته يوم القيامة يوم تعرض فيه الأعمال حينما تتجسّد في قوالبها من نور وظلمة فتتكيّف معها الأٍرواح والقلوب

قال تعالى ( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )

فمورد الإخبار فجأة هكذا وكلّ خبر أو حدث أراده الله تعالى في الوجود لا يأتي إلا فجأة وبغتة فلو رتّب أمر الإخبار وكان له زمان ومكان لحجب صاحبه عن عبودية ربّه فتكثر الأمراض وتعمّ الظلمة ويفنى النور وتظهر النفس

فجعل الخليفة في الأرض غير خلق الخليفة وإن كان بينهما مناسبات وتواصل ولكن الأصل للخلق وهو للعبودية ( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون ) أي لا ليحكمون وكما قال ابن عباس رضي الله عنه أي ليعرفون فمتى عرفوا علموا أن الحكم إلاّ لله

وعليه فإنّ الله تعالى قد جعلك خليفة فليس هذا مطلوبه منا أن نبحث عنها أو تشرئبّ لها الأعناق فهي أمر حاصل وإنّما مطلوبه منّا العبودية فيها ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) فكأنّه هنا يذكر مناط التكليف وأنّ التكليف في العبادة هو الأمر الأصيل وليس الخلافة فإنّ الخلافة حسم أمرها وآتاها الله تعالى لآدم عليه السلام وبنيه وهي مرتبة تفضيل وليس كلّ فاضل ناج بل هناك من الإنس من يدخل النار كما أنّ هناك الكثير من الجنّ يدخل الجنّة إذ وقوف الأعمال على العبودية لله تعالى لهذا ما جاء كلّ نبيّ إلاّ ليدلّ الخلق من الجنّ والإنس على العبودية لله تعالى فلو كان مجيئه ليدلّ الناس على عالم الخلافة لخرج الجنّ من حكم إتباع الرسل لذا قال تعالى بعد أن أهبط آدم وزوجه من الجنّة ( فإمّا يأتينّكم منّي هدى ... الآية ) ثمّ أنّ آدم أبو البشر بينما إبليس لعنه الله تعالى ليس هو أبا الجنّ فاتّضح الفرق وأنّه منازع لله تعالى ...

يتبع إن شاء الله تعالى

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى