مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب

» هدية اليوم
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية


الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Empty الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )

مُساهمة من طرف علي السبت 25 أغسطس 2012 - 23:14


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيّد الأوّلين والآخرين مولانا محمد وآله وصحبه أجمعين

أمّا بعد :

للتعريفات إصطلاحات من حيث اللغة ومن حيث الشرع فوضع كلّ قوم اصطلاحاتهم بحسب ما يتوافق من معانيهم فتجد الإصطلاحات عامّة وخاصّة ومشتركة وإنّما تخصّصها المعاني فمن وقف على عالم معاني كلّ موضوع فهم اصطلاحات أهل كلّ فنّ ا فلا يخرج عن هذه القاعدة علم ولا فنّ فإنّ الألفاظ والإصطلاحات كما قالوا لا مشاحة فيها فما أعنيه أنّ تلك الأحكام الثلاثة التي هي العقل والشرع والعرف لا تخرج ألفاظها عن مراد معاني اصحابها فالذي وقف على فهم المعاني المرادة من كلّ قول فهِم مغزى ومراد صاحبه فعرف المحقّ من المبطل والصادق من الكاذب والعالم من الجاهل وقد روى غير واحد من أهل الله تعالى أنّ الكلمة أو الكلام حينما يخرج على لسان صاحبه يتشكّل على صورة شفافة لطيفة متجسدة ( ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد ) فإمّا أن تكون تلك الصورة صورة حسنة ملكية متى كان الكلام حسنا طيّبا نورانيا وإمّا أن تتشكّل الحروف في صورة قبيحة شيطانية متى كان الكلام قبيحا سيّئا ظلمانيا وهذا يراه أهل الكشف ببصائرهم كما قال تعالى ( ولتعرفنّهم في لحن القول ) فمهما تخفّيت فإنّك حتما لا تستطيع أن تخفي حقائقك عن أهل الله تعالى فما بالك بالله سبحانه العليم الحكيم

وإنّما يتشكّل الكلام بحسب المعاني التي تصدر من قلب صاحبها ومن حيث نيّته فلا يخرج قطّ كلام إلاّ وعليه كسوة القلب الذي منه صدر كما ورد في الحكمة وهذا عند أهل الله تعالى أمر متعارف عليه وبه يفرّقون بين المحقّين من المبطلين لأنّهم لا يغترون بالكلام بل ينظرون إلى أصل الكلام وحضرته وعن طريق ذلك يحكمون فيعرفون حضرات الكلام : هل هو عقلي مجرّد , أو هو شرعي , أو هو عرفي عوائد أو تحقيقي أو نوراني أو أنّه واردات وإلهامات ....إلخ ولهذا تعلّق كامل بالخواطر التي سنتكلّم فيها إن شاء الله تعالى في موضوع مستقلّ بكلام ينفع الناس إن شاء الله تعالى وحضرة كلّ هذا ( مقام المراقبة ) الذي غفل عنه الناس اليوم , فأسرعوا إلى الحديث عن المشاهدة رغم أنّ أساسها الذي هو المراقبة غير موجود لديهم ومحال أن يستقيم بناء بلا أساس ( فافهم ) كبيت العنكبوت

قال سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه غداة فتح الله تعالى عليه بالفتح الكبير وهو خارج من خلوته : كلّما سمعت كلام الناس كنت أتقيّأ طيلة ثلاثة أيام أو قال كنت أكاد من قبح كلامهم ... ثمّ إنّ السلوك أمره عظيم فيه مراحل وموانع وقواطع فكم من سالك لا يصل لأنّ الحقائق لا تتوقّف فكما ورد في الحكمة أنّ ألسنة الحقيقة تقول للسالك لمّا تراه في مأزق الإغترار أو اليأس والرجوع أو الحيرة : ما تطلبه أمامك , فيتجدّد له السير كما قال سيدي محمد المداني رضي الله عنه ( الصوفي هو كلّ يوم فقير جديد في طريق الله تعالى ) وقد قالوا : ( الفقير الصوفي ابن وقته لا يتأسّف على سابق ولا يراعي مستقبلا ) وذاك هو الأدب قال تعالى : ( كلّ يوم هو في شأن ) فهم مع هذا الشأن الإلهي كلّ يوم كما قال قائلهم : الناس تصبح تنظر ماذا تفعل والولي يصبح يترقّب ما يفعل الله تعالى به لذا قيل بأنّهم مع ربّهم في اللحظات والخطرات لأنّهم أبناء أوقاتهم أمّا غيرهم فهم أبناء شؤونهم سواء أكانت الماضية أم الحاضرة أم المستقبلة فشتان ما بينهما كالفرق بين العلم والجهل و النور والظلمة ...

وإنّما كان غرضنا من كتابة هذا الموضوع ذكر المقاييس العقلية المجرّدة والمزيدة في تصرّفها في الألفاظ وعلاقة ذلك بعالم المعاني ومتى تشترك الأفكار العقلية مع التوجهات المعنوية وأين فاصل النور في ذلك ولكن الأغلب في كلام أهل الظاهر تنفصل ألفاظهم عن أمداد المعاني فيولد كلامهم ميّتا لا حياة فيه يراه الأحياء بقلوبهم فلا يرى الميّت إلا الحيّ فهل سمعت بميّت يرى حيّا فيمسي كلام أهل الظاهر غالبا حقّا تنتعش به العقول لكن معانيه في أغلب الأحوال تكون باطلة فتتبرأ المعاني منهم فلمّا يحتجّون بالألفاظ على المعاني تقف المعاني لهم بالمرصاد فتقول لهم ( بل لله الحجّة البالغة ) من حيث عدم وصلتها بعالم المعاني فخاصمتهم هناك المعاني لعدم وجودها فيهم ونعني هنا بالمعاني ( أمدادها ) التي لا تتوقّف

فصاحب المعنى ينفق عليك من حاله ولا بدّ بخلاف صاحب العقل فلا يستطيع ذلك فغاية ما ينفقه عليك هو استقامة المقاييس العقلية لديك كمنطق وحكمة وفروض متى حفظت في ذلك من الزيغ والضلال فإنّ صاحب العقل محجوب ومعنى الحجاب هنا عدم ذوقه لمعنى ما يتكلّم فيه لأنّ العقل بطبيعته التي خلقه الله تعالى عليها بحّاثا ولكن متى فصل عنه قلبه الذي هو روح العقل كقولنا مثلا : المحبّة التي في طريق القوم فكم من متكلّم فيها ولكن لا يفهمها إلاّ من ذاقها إحساسا وشعورا فعندما يتكلّم عنها فإنّه حتما ينفق عليك منها لأنّ الحبّ معنى فمن حدّثك من معناه أي من محبّته فقد جاد عليك منها فرشّك بفائض كأسها لهذا قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله ) أي مثلي لأنّي أحبّه على مستوى كمال الفناء في محبته ( فاتبعوني ) في محبّتي له بما أنفقه عليكم من حالي فيها فحتما أنّكم عندها لا يمكنكم مخالفتي إذ الحال يتبع الحال ( محمد رسول الله والذين معه ) فيكون اتباعكم لي ضرورة وليس إختيارا ( أمن يجيب المضطرّ إذا دعاه ) في طلب القرب فهو مضطرّ لهذا الطلب والإلحاح في الدعاء حالا يترجمه مقال ( ويكشف السوء ) في الحماية من البعد

كما قال قائل القوم ( لا صبر لي لا صبر لي ) فعندها ( يحببكم الله ) أي يفنيكم في محبّته فيكون سمعكم وبصركم ويدكم ورجلكم بعد أن أحبّكم , فكأنّه يقول : ( قل إن كنتم تحبّون الله ) يا معشر السالكين إليه ( فاتبعوني يحببكم الله ) بعد أن أصبحتم باتباعي من المجذوبين إليه , فكنت همزة وصلكم إليه فهو بواب الحضرة

فكانت هنا الكلمات القرآنية موحى به إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام بحسب مرادات معانيه لهذا أنزله بداية على قلبه فقال تعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) لأنّ القرآن المراد به معناه قبل كلّ شيء وليس فقط مجرّد كلماته وحروفه فلمّا كان القلب حضرة المعاني كان نزول القرآن عليه محتّما كي لا يزيغ بالقرآن بل يتّبع معانيه ( فإذا قرأناه فاتبه قرآنه ) أي بحسب معانيه المرادة ( ثمّ إنّ علينا بيانه ) بحسب ما تستلزمه تلك المعاني حين ظهوره من كيفيات وهيئات وكميات وهنا أمثله كثيرة لا داعي من الإطالة بها

فإذا رجعنا إلى الخلافة في الوجود رأينا أنّها ( حكم الله ) يوافقه من الحضرات ( الفضل والعدل ) فحضرة الفضل هي حضرة ( من غير حساب ) أمّا حضرة العدل فهي حضرة ( حساب ) بقي حضرة السؤال وهذا أمر آخر سنتكلّم فيه لاحقا فلا يمكن أن يقع حكم في الوجود إلاّ من منطلق أمرين هما ( الفضل والعدل ) فكان صاحب الخلافة لا بدّ له من ثلاثة أحكام : حكم عقلي , حكم عرفي , حكم شرعي ) فأحكام العقول للحسابات التي قامت بها المستلزمات الكميّة والكيفية وبه وقع صنع الأشياء كي تعلم ما هي عليه حضرة الصنائع الإلهية , وأحكام الأعراف لطبائع حقوق النفوس المتنوعة في طبائعها وما تتوافق عليه , لهذا غيّر الإمام الشافعي رضي الله عنه مذهبه القديم بمذهب جديد لما دخل مصر لفقهه الكبير رضي الله عنه وفي هذا علم آية ( الشعوب والقبائل ) وكذلك ( الألسنة والألوان ) ومعناه عادات كلّ قوم في مجتمعاتهم وهذا علم جليل فلا يحسن أن يتكيّف معه إلاّ صاحب وسع في الأحكام الثلاثة وأغلب هذا خاص بالقطب وإن كان الحكم يرجع إليه نسبة وليس حقيقة كلية مطلقة
أمّا الحكم الشرعي فهو لسياسة تلك النفوس السياسة الشرعية في جانب العبادة والمعاملة

فتدخل العقول في الحكمين : حكم العرف وحكم الشرع لهذا غالبا ما تجد صاحب دعوى العقل متكبّرا يظنّ نفسه أحسن وأفضل من الآخرين بل تراه يرى الآخرين من فوق فيراهم وهم تحت أطراف قدميه وهذا له تفصيل طويل وخصوصا تفصيل يتناول أيامنا هذه من حيث تسمية بعض الشعوب بأنها شعوب متخلفه وجاهلة وغبية وغير ناضجة فكريا فلا حس ولا وعي لديها فسموها شعوب العالم الثالث فحكموا بأنها لا يمكننا سياسة نفسها بنفسها فاستعمروها على أساس سياسة شعوبها وتوجيههم إلى فهم طبيعة الحياة والسير بحسب علمنة العقول

فالعقول هي المهيمنة اليوم على الأرض وليست القلوب نعم كان زمن القلوب هو المهيمن في ردهات من الأزمان فكانت الشاة ترعى في حماية الذئب ميزان العدل قانون القلب وراحته ونعني هنا ( هيمنة الخواطر الشيطانية على أهل الأرض ثمّ خواطر النفوس الأمّارة ) فمهما توجّهت لا تجد غير هذا فالصافي قليل ...

هذه خاطرة من هنا وهناك نواصل بعدها في ذكر بعض موازين العقول ومقاييسها في الأكوان ... قيل بأنّ أوّل من قاس هو إبليس لعنه الله تعالى


علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Empty رد: الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )

مُساهمة من طرف فراج يعقوب الأحد 26 أغسطس 2012 - 10:34

هناك قلوب بلاعقول
وعقول بلاقلوب
والأفضل عقول في القلوب
"فتكون لهم قلوب يعقلون بها
سلمت يمينك سيدي علي
اللهم فرج عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فراج يعقوب
فراج يعقوب

ذكر عدد الرسائل : 185
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 22/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )  Empty رد: الألفاظ والمعاني ( مدخل إلى ذلك مقاييس العقول )

مُساهمة من طرف علي الأحد 26 أغسطس 2012 - 15:14



جزاكم الله خيرا سيدي فراج يعقوب الحبيب وبلغ سلامنا لسيدي عبد العزيز الشريف ابن النجار

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال تعالى في بداية نزول الوحي على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق )

إشارة إلى أنّ تلك القراءة القرآنية الخاصة هي غير القراءة العقلية العادية لهذا قال عليه الصلاة والسلام للملك لمّا فاجأه بالوحي ( ما أنا بقارئ ) أي أنّني لا أعرف القراءة لكونه لم يتعلّم عليه الصلاة والسلام القراءة والكتابة متى علمت أنّ القراءة والكتابة مستواهما عقلي فبالعقل يقع تعلّم القراءة والكتابة فجنح عليه الصلاة والسلام إلى تقرير الأمر العام وهو أمر العقول من حيث معرفة القراءة لأنّ هناك فرق بين التعليم مهما كان نوع هذا التعليم من حيث كونه تعليما كما قال تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلها ) وبين تفصيل هذا التعليم كمن حيث الإنباء كقوله تعالى ( قلنا يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) أو التفسير أو التأويل فهو من الجذب إلى السلوك فإنّ آدم عليه السلام جذبه الله تعالى إليه بداية ثمّ رجع به من الجذب إلى السلوك فيما تراه في قصته من نزوله إلى الأرض وما ابتلاه الله تعالى به فهو حينما خلقه الله تعالى في الجنّة خلقه تام العبودية له لهذا لم يأمره بالعبادة حينما أسكنه الجنّة بل أمره بالإستقامة على تلك العبودية التامّة لمّا قال له ( ولا تقربا هذه الشجرة ) فهو بداية التعريف هنا كي يستقيم على صراط الله تعالى المستقيم فلا يتّبع غير ما أمره الله تعالى به ونهاه عنه فأمره بالسكنى في الجنّة ثمّ نهاه عن الأكل من الشجرة متى علمت وفهمت المجالي الإلهية في عالم الأكوان وأنّ هناك ما برز من الحضرة فذمّته الحضرة وما حمدته وبما أنّ الفاني متى لم يكن له شيخ يسير بسيره فيأخذ بيده أو لم يكن له منهاج الكتاب والسنّة يسير عليهما فيكون فناؤه معلولا ومدخولا وكذلك جذبه سواء أكان فانيا في الأفعال فمثلا تراه في مشهده أنّه لا يرى مع ملك الله تعالى ملكا لسواه فتراه يسرق ويخطف بحجّة أنّ كلّ شيء هو ملك لله تعالى أو فانيا في الصفات فيدّعي ما لا يجوز له كدعوى صفات الألوهية التي يثبتها بعض الفقراء لشيوخهم أو الشيعة للأئمّة ...إلخ

فردّ الله تعالى آدم من الجذب إلى السلوك , فالسلوك هو الخلافة أمّا الجذب فهو العبودية فأنت بين عبودية وهي الأساس وهي الجذب إلى الله تعالى وفيها يقع الفناء كما قالت الملائكة ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) فتبرأت من علمها وحولها وقوّتها لفنائها في عبودية ربّها وبين خصوصية وهو مجال الخلافة كما قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) كأنّها سألت عن عقل هذا الخليفة من حيث تصريف شؤون الخلافة وأنّ هذه الخلافة تحتاج إلى عقل مستقيم يضع الأمور في نصابها من حيث فعل الله تعالى وأنّ الله تعالى لا يظلم أحدا ولا يسفد دما ولا يعتدي على أحد ...وهكذا ..

فردّه من الجذب وهو غياب العقل لما عليه الحضرة الإلهية من عظمة وبهاء وجمال يجذب العقول ولا بدّ فتحقّق الجذب لا محالة لكلّ عبد محض ولكنّهم قالوا أنّ العارف من لا يغلب جذبه سلوكه أي لا يغلب سكره صحوه ولا صحوه سكره فهو يسير السير المستقيم ( وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) فهذا هو سبيل الله تعالى المستقيم فمن غلب جذبه سلوكه لا يؤخذ عنه ولا منه العلم لأنّه يفارق مناط العقول حينئذ فيفسد في الأرض ويسفك دماء الخلق أجمعين وذلك بالخروج بهم عن مناط الخلافة الربانية في الأكوان التي لا تستقيم إلاّ على وفق منهاج العقول التي سنفصّل من شأنها طرفا إن شاء الله تعالى ...

نرجع فنقول : قال تعالى ( إقرأ ) بداية ولكن ماذا ستقرأ ؟ قال تعالى ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق خلق الإنسان من علق ) فأمّده هنا أنّ تلك القراءة ستكون في عالم الأكوان وهو كلّ ما سوى الله تعالى التي عجز آدم عن قراءتها فغرّه إبليس لعنه الله تعالى فأخرجه من الجنّة لأنّه لم يقرأ حقيقة نهيه عن الأكل من تلك الشجرة فاتبع قول إبليس لعنه الله تعالى فيها ولم يمتثل نهيه له عن الأكل منها

لهذا ( إقرأ ) يا محمّد هذا العالم الذي هو عالم الخلافة كي لا يحصل لك ما حصل لآدم بعد أن أغرق في اتباع مجاليِّ المطلقة من غير تقييد فخرج من الخلافة بقدر خروجه عن أمري ونهيي فأراد نقض العدل الإلهي بعد أن استهلكه شهود الفضل فكان من الظالمين ...

يا محمد ( إقرأ ) بعقلك لكن مع وصلته بقلبك وذلك قوله تعالى ( إقرأ بإسم ربّك ) وهو الإسم الجامع فمتى قرأت بعقلك بهذا الإسم الذي هو إسمي الجامع في عالم الأكوان وقفت هناك على كلّ حقيقة من حيث هي حقيقة سواء كانت علوية أو سفلية فرتّبت مراتب مملكتي بما أنّي الملك المالك في الدنيا والآخرة فدلّه هنا على مراتب المعقولات في قوله تعالى ( خلق الإنسان من علق ) لأنّ الإنسان لم يخلق من غير ذلك بل خلقه الله تعالى من علق ولكن مع خصيصة استوجبت استواءه التي هي نفخ الروح ( ونفخت فيه من روحي ) ولكنّك يا محمد لن تدرك حقيقة هذا الإنسان المخلوق من علق إلاّ بإسمي الجامع الذي ستقرأ به في كلّ من سواي فلا يدلّك هذا الإسم إلاّ على روحي الذي نفخته في الإنسان ومنه في عالم الأكوان كي تقرأ بعقلك القراءة المستقيمة

ثمّ دلّه أنّ تلك القراءة العقلية تكون على مستويات ثلاثة : الأولى ( إقرأ بإسم رّبك الذي خلق خلق الإنسان من علق ) وهي قراءة جميع أفعال الربوبية التي هي جميع ما خلقه وهو كلّ من سوى الله تعالى فتشاهد خلق الله تعالى علويّا وسفليا فتقرأ كلّ حقيقة على حقيقتها فترى الكون من حيث الحيثية مجموعا غير مفترق ثمّ تكون القراءة : الثانية : ( إقرأ وربّك الأكرم ) فوقع هنا تفصيل تلك القراءة الأولى فأخذ به طريق أهل التمكين فذكر له هنا الميل إلى عالم الأنوار وهو عالم الجمال كالجنّة التي يرى الناس فيها الرحمان وهو المعراج الذي يفرّق به بين الأمر والنهي لذا كان جبريل في ليلة المعراج يأمر النبيّ وينهاه كما نهاه عن الإلتفات إلى العجوز وهي الدنيا أو الشيخ وهو الشيطان لذا تعيّن وجود الدليل هنا وإلاّ ضلّ العبد مهما كان مستواه ثمّ بعد هذه القراءة الثانية يقع البيان وهو للكتابة ومنه كان هذا الكتاب الذي هو ( القرآن ) قال تعالى ( الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم ) قد يقول قائل : ولكن كيف يقول هنا ( علّم بالقلم ) رغم أنّ المشهد هو مشهد قراءة ؟ ثمّ لماذا نسب سبب وفعل التعليم للقلم ؟ قلت : القلم هنا هو العقل في أعلى مراتبه وهو الذي عن طريقه يتجسّد العلم بحسب معلوماته متى علمت أنّ الأشكال والصور والحروف أساسها علم الأسماء التي لا يمكن معرفتها إلاّ بالقراءة فكان القلم يكتب والعقل يقرأ والعلم الإلهي يمدّ ... لهذا كان عليه الصلاة والسلام سمع صريف الأقلام ليلة عرج به فهي ليست قلم واحدة كي تعلم بعد هذا علم الله تعالى المحيط الذي أحاط بك من كلّ جانب ثمّ أعلمك قبل ذلك أنّه أحاط بك رحمة كي لا تخاف بعد أن طمأنك أنّ رحمته الخاصّة سبقت غضبه العادل

فلمّا وضحت القراءتان وضح أيضا المشهدان :بما أنّ القراءة الثالثة هي التعليم بالقلم : المشهد العام المطلق الذي لا تستطيع أن تقرأه إلاّ بإسمه الجامع فهو الذي يوصل إليه من حيث مستوى ربوبيته ثمّ القراءة الثانية وهو المشهد الخاص من حيث ألوهيته كما قال تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) فما قال مثلا ( وهو الذي في السماء ربا وفي الأرض ربا ) لأنّ الربوبية عامّة للجميع كما قال تعالى ( ورحمتي وسعت كلّ شيء فهي رحمة ( ربوبيته ) فهو ربّ الجميع وهم عبيده أحبّوا أم كرهوا وبذلك نرحمهم نرحمهم لرحمة الله تعالى إيّاهم ولا نظلمهم لعدم ظلم الله تعالى إياهم ولا نعتدي عليهم لعدم إعتداء الله تعالى عليهم فأهل الله تعالى يبغضون لله ويحبون لله ويقربون لله ويبعدون لله ويوالون لله ...إلخ فهم مع الله تعالى لا مع نفوسهم ...

فأمر الخلافة أمر علمي أمّا أمر الله تعالى فهو أمر عبودية فأنت خليفة مهما كنت ومهما كان مقامك فكن في مرتبة ما أخلفك فيه سبحانه لقول الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك لدماء ) فمعلوم أنّ الذي سيفسد ويسفك الدماء هو إنسان شرير ظالم فليس آدم من سيفسد في الأرض ويسفك فيها الدماء ولا الأنبياء والمرسلون ولا الصالحون وإنّما المفسدون والمجرمون فما نفت الملائكة نسبة الخلافة لمن أفسد وسفك الدماء بل قالت : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )كأنّها تقول : نحن لا نتكلّم عن الصالحين ولكن كيف ينال المفسدون الخلافة فردّهم إلى معاينة علوم الأسماء وهي للعقل لهذا قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) فلم ينف ما قالته الملائكة بل اشار إليهم إلى قصور علمهم في كشفهم وكذلك الأمر فكم من أحد من أهل لله تعالى يقصر العلم لديه في تفسير كشفه أو تأويله فليس الخلل في صحّة الكشف فهو صحيح كما كان كشف الملائكة بخصوص الإفساد في الأرض وسفك الدماء صحيحا ولكن علم ذلك وفهمه قاصر لهذا قال الله تعالى لهم ( ...إن كنتم صادقين ) أي في تفسير كشفهم على وفق العلم الإلهي الصحيح .. نعم قد يكون الكشف صحيحا ولا يكون تفسيره صحيحا أو فهمه صحيحا ... لهذا قعّد سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه قاعدته الذهبية وهو قوله ( إذا خالف كشفك الصحيح الكتاب والسنّة فدع الكشف جانبا واعمل بالكتاب والسنّة وقل إنّ الله ضمن لي العصمة في الكتاب والسنّة ولم يضمنها لي في جانب الكشف ) فهل تراه قال هذا القول من غير واقعة ؟ بل لا بدّ أنّ لهذا القول من واقعة جرت من طرف أحد أهل الكشف ...

وإنّما ذكرنا هذا الآن فهو كمدخل لما بعده كي نفهم بعد هذا كيف قاس إبليس لعنه الله تعالى أمور الخلافة وخلله العقلي التابع لقلبه وكيف تصرّف في المعلومات التي لديه وهي من حضرة الربوية وكيف حجب عن حضرة الألوهية وذكر الفرق بينهما فتعلم ماهية علوم إبليس لعنه الله تعالى من حيث التصريف كالسحر وعلم الروحانيات والكشف الظلماني وكيف أنّ إبليس لعنه الله تعالى سلب العقل بتمامه في عالم عبودية ربّه فجنح إلى عالم المجالي الإلهية لإفساد العلم الإلهي المتعلّق بأمر الخلافة فدخل على الناس والسالكين من سبل كثيرة لذا كان إبليس لعنه الله تعالى يخاف من الفقهاء الربانيين ولا يخاف كثيرا من القرّاء مثلا أو العباد والزهاد فإنّ مبنى أمر الخلافة تأسّس على العلم العقلي في حضراته الثلاث فإنّ العقل متى انطلق كما انطلق عقل إبليس لعنه الله تعالى من قبل جاء بشبهات كثيرة تضلّ العقول النابغة فضلا عن العقول الساذجة البسيطة ...

يتبع إن شاء الله تعالى ...

علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى