بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
استرواحات في آيات قصّة أهل الكهف
صفحة 1 من اصل 1
استرواحات في آيات قصّة أهل الكهف
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآلــــه
قال تعالى في سورة الكهف :
( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا )
وصفهم سبحانه وتعالى هنا بوصف ( الفتية ) كما وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام على لسان قومه بوصف ( الفتى ) كما قال تعالى ( قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) كما صاحب موسى عليه السلام ( فتاه ) كما قال تعالى ( وإذ قال لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ) فوصف الفتوّة هو وصف نخبوي فأهل الكهف هم نخبة أهل التصوّف ولو لم يكن في القرآن إلاّ قصّة أهل الكهف لكانت دليلا وشاهدا على صدق أهل التصوّف الحقّ أهل الإحسان وإنّ في هذه الآيات من قصّة أهل الكهف معاني عديدة ولطائف كثيرة سنستروح في بعضها إن شاء الله تعالى وإنّما الذي أنشطني إلى كتابة هذا الإسترواح هو الفقير سيدي الشاذلي الحموي الذي رفع همّتي بعد أن قرأت له إسترواحات في هذه الآيات جميلة ونافعة ومفيدة جزاه الله خيرا فأردت مشاركته في ذلك ...
قلت :
في الآية لفظة ( أَوَى ) وهي لفظة خاصّة لها مدلولها المعنوي كما قال تعالى في حقّ سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلّم ( ألم يجدك يتيما فآوى ) وكما قال تعالى في واصفا نوعا من جنانه بـــ: ( جنّة المأوى ) لما فيها من حنان إلهي ورأفة ورحمة ولطف وكفالة معنوية بما أنّ الإواية لا تكون إلاّ لمن رقّ قلبه وصفى فؤاده غاية حتّى أصبح أرقّ من النسيم العليل فلا تكون الإواية إلاّ إليه سبحانه كما نقول فيمن توفي ( ذهب إلى مأواه الأخير ) فإنّ الإواية هي الحصن الإهي من جميع عوالم الشرور والأغيار وهكذا هو شأن نخبة أهل التصوّف رضي الله عنهم في كلّ زمان ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: استرواحات في آيات قصّة أهل الكهف
قال تعالى : ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا )
أهل الكهف أهل حقيقة ونعني بأهل الحقيقة الذين ليس لهم مرغوبا ولا محبوبا غير الله تعالى لهذا فسّر التصوّف بأنّه علم الحقيقة وهي إرادة وجه الله تعالى فهم لا يقصدون غير تلك الحقيقة لذا كانوا رضي الله عنهم أهل توحيد خالص كما قال شيخنا إسماعيل رضي الله عنه في مرآة الذاكرين ( ... فأوفر حظّ قلبي من محبّتك الخالصة من شوائب العلل ... ) لأنّ قوام الروح وغذاءها المحبّة لهذا سمّي النبيّ عليه الصلاة والسلام ونعت بأنّه حبيب الله تعالى لأنّ العبودية أحوال بخلاف العلوم فهي مقامات لهذا قيّدت المقامات ولم تقيّد الأحوال كما قالت الملائكة الكرام ( وما منّا إلا له مقام معلوم ) ولكنّها في خصوص الأحوال قالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) لهذا عذرها الله تعالى في قولها هذا بعد أن ردّهم إلى العلم فرجعوا بذلك إلى مزيد من تحقيق لعبوديتهم في قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) وإنّما لم يشأ سبحانه أن يفطر قلوبهم بل ساعف أحوالهم رحمة بهم فإنّ صاحب الحال غالبا لا تراه إلاّ مرحوما أو معذورا لأنّ مناط الحال في أعلى مجاليه الجذب
لذا قال تعالى لسيدنا موسى وهو في حاله ( أنظر إلى الجبل ... الآية ) رحمة به فلم يقل له ( لن تراني ) وانتهى الأمر بل ساعفه بتفهيمه ذلك بداية فلو قال له ذلك لأهلك موسى حاله وإنّما تلطّف معه وسايره فقال له ( لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني ) لهذا لمّا صعق موسى بعد أن تجلّى ربّه للجبل تاب موسى سريعا كما تابت الملائكة سريعا في قولها ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) بخلاف صاحب النفس وهو إبليس لعنه الله تعالى فقد خاطبه الله تعالى بأشدّ الخطاب في قوله تعالى ( قال فأخرج منها فإنّك رجيم وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين ) ولكن ما زاده هذا القول إلاّ تماديا في حاله النفسي من عناد وكبر بعد أن انعكست لديه حقائق المعاني واختلطت عنده مهمّات الآداب والعلوم فقال ( قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فنسب الإغواء إلى الله تعالى فتعيّن فهم الأحوال والمقامات وفهم ما عليه الألوهية في شؤونها وما يستلزم ذلك من آداب التي هو روح العلم ونور الفهم لهذا قالوا ( من زاد عليك في الأدب فقد زاد عليك في التصوّف ) الذي هو التحقيق وهو التوحيد الحقّ والقول الصدق ..
فلمّا أوى الفتية إلى الكهف هروبا من قومهم بعد أن قرّروا إعتزالهم وما يعبدون من دون الله تعالى توجّهوا هنا وهم في حيرة من أمرهم إلى طلب الهداية والرشاد كما قال موسى بعد أن أدركه فرعون وجنوده ( قال كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين ) قالت الفتية ( فقالوا ربّنا آتنا من لدنّك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا ) فتعلّق دعاؤهم بباب حضرة مولاهم وهم في نهاية العجز والحيرة تجرّدا تامّا ظاهرا وباطنا وهذا شاهد حالهم من الإيمان والإحسان والعلم والأدب فإنّ صاحب الإيمان الراسخ لا تجده إلاّ متجرّدا بباطنه عن كلّ علاقة سوى علاقته بربّه فلا يرون في الكون سواه ولا فاعلا أو نافعا أو ضارّا إلاّ إيّاه سبحانه وتعالى عمّا يشركون وأنّه سبحانه بيده ملكوت كلّ شيء كما قال تعالى ( بيده ملكوت كلّ شيء ) لأنّ التوجّه الحقيقي إلى الله تعالى يثمر في القلب رسوخ القدم في حضرة القدم بما أنّ حقيقة الدعاء هو الإفتقار إلى المعبود ظاهرا وباطنا سأل الفتية أمرين لازمين مضطرين إضطرار حال بصدق مقال فقالوا ( ربّنا آتنا من لدنك رحمة ) فسألوا حاجة الباطن يثلج بها صدورهم ويطمئنّ بها إفئدتهم فكأنّهم أرادوا الإلتجاء إليه سبحانه والإيواء عنده وهكذا حال تلك النخبة من أهل الله تعالى فهم في مستقرّ عين رحمة الله تعالى هناك سكناهم وتلك فيافيهم ثمّ قالوا ( وهّئ لنا من أمرنا رشدا ) فسألوا حاجة الظاهر من تهيئة أمر الرشاد فكانوا ظاهرا آية للعالمين ومشهدا عجيبا للعارفين ...
فسألوا رحمة مخصوصة فما قالوا ( ربنا ارحمنا ) وإنّما قالوا ( آتنا رحمة من عندك ) أي من محض المنّ والفضل لا تستوجبها أعمالنا ولا تستحقّها أحوالنا لما هم فيه من تمام حال العبودية في حالهم الاضطراري والسير على منهاج الطريقة الربانية فطوبى لهم عليهم السلام ...
يتبع ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» ممكن توضيحا{آيات من سورة الكهف}
» أذواق وعبر من قصّة موسى مع الخضر
» نفحات من قصّة سيدنا يوسف ( متجدّد ) ...
» آيات من القرآن الكريم
» الأذواق البكر من قصّة يوسف في الذكر ( هدية لسيدي فارس النور)
» أذواق وعبر من قصّة موسى مع الخضر
» نفحات من قصّة سيدنا يوسف ( متجدّد ) ...
» آيات من القرآن الكريم
» الأذواق البكر من قصّة يوسف في الذكر ( هدية لسيدي فارس النور)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس