تدبّر القرآن لا يكون بالعقل بل بالقلب

علي كتب:قد يظنّ كثير من المسلمين أنّ تدبّر القرآن يكون بالعقل رغم أنّ الآية صريحة في كون التدبّر يكون بالقلب كما قال تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
ودليل آخر من السنّة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الخوارج ( ... إِنَّ قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ... )
فاتّضح أن القرآن كنوز مفاتيحها - التدبّر -
وإنّما قال تعالى ( عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) من حيث تعدّد هذه الأقفال وتعدّد هذه القلوب كي تفهم أنّ القلوب متنوّعة وأنّ التدبّر متنوّع فلو كان التدبّر على جنس واحد وفهم واحد لكان هناك قفل واحد على كلّ قلب فلما تعدّدت تلك القلوب تعددت الاسترواحات والتدبر والمفاهيم
ثمّ قوله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) فما قال له : أفلا تتدبّر لهم القرآن يا محمد (صلى الله عليه وسلّم) أو (أفلا يتدبّرون لبعضهم البعض) رغم أنّ هذا حاصل وواقع ( فافهم )
فعلم أن لكلّ قلب تدبّر وفهم وحكمة وعلم يؤتيها الله تعالى له على شرط متابعة العلم الصحيح والحال الصريح والقول الفصيح والله تعالى أعلم