بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
من تعاريف التصوّف
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من تعاريف التصوّف
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
التصوّف قيلت في تعريف إشتقاقه أقوال لغوية ومعنوية ذكرها المشتغلون بذاك المبحث في كتبهم ( لا يهمّ )
الذي خلصت إليه كون التصوّف في أخصّ معانيه مشتقّ من كلمة ( صفة ) جمعها صفات وليس فقط أوصاف لكون الفرق شاسعا بين صفتك ووصفك بغضّ الطرف أوافقت أم خالفهم صحيح الإشتقاق اللغوي ( موافقا لمن قال بذلك ) فإنّه لا ينطبق هذا الإسم الخاص بالصوفية إلاّ على الصفة والصفات خاصّة
ثمّ بعد التخلّص والتطهّر من علل الأعمال فيدخل الفقير في ذوق بحر الأحوال التي هي شيء عظيم ثمّ يبدأ بعد ذلك في تطهير الأحوال من عللها ( وهنا علم كبير جليل عظيم يحتاج بيانه إلى تفصيل دقيق طويل )
ثمّ بعد تصفية الأحوال من عللها يدخل بحر المقامات ثمّ يشرع في تطهير المقامات من عللها ( إبليس لعنه الله تعالى زلّ من حيث علل المقامات فوقع في إبتلاء المقامات ) فلو زكّى نفسه من علل المقامات لما صدر منه كلّ ذلك بينما السامري زلّ في علل الأحوال بينما الخوارج زلّوا في علل الأعمال إذ لا أحوال ربانية لهم بينما السامري كان صاحب حال ( كان يرى ببصيرته وكشفه أثر جبريل عليه السلام )
فمتى تخلّص المريد من علل الأعمال ثمّ علل الأحوال ثمّ علل المقامات فتطهّرت ذاته وتبدّلت جميع صفاته أصبح على خلق عظيم مقتديا بسيّد المرسلين صلى الله عليه وسلّم النازل في حقّه ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
فهنا بعد هذا التطهير الظاهر والباطن يكون العبد في مقام من العرفان في فهم القرآن ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ )
بعد ذلك تطلق صفات المتزكي عليه لكونها أصبحت وصفا له لذلك تجد في القرآن مثل تلك الإطلاقات في حقّ الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى في حقّ سيّد المرسلين ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. ) وقوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) فهنا الرحمة والرأفة وصف ذاتي له ( فافهم ) وكذلك القول في صدقه وإخلاصه وكرمه ووو... إلخ لهذا تعدّدت أسماء النبي صلى الله عليه وسلّم أي أسماء صفاته أما إسمه الذاتي فهو محمد وأحمد الذات المحمدية ولها أسماء صفاتها والذات الأحمدية ولها أسماء صفاتها
لذلك لمّا سمّى الله تعالى سيّدنا يحيى بإسمه الذاتي ألحقه بأسماء من صفاته كما قال تعالى ( وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ )
وكذلك ذكر أهل الصفات النورانية كما قال تعالى
من هنا ألّف العلماء في طبقات الصحابة كابن عبد البر رحمه الله تعالى في الإستيعاب وكأسد الغابة وغيرهما وككتاب حياة الصحابة فمقام الصحبة هو لبّ الدين وروحه من هذا الوجه الذي ذكرته فنحن الدين وصلنا عن طريق الصحابة بما فيهم آل البيت لكونهم كانوا صحابة قبل أن يكون من آل البيت فما بالك متى كانوا من آل البيت ومن الصحابة في نفس الوقت ؟
قال تعالى ذاكرا مقام الصحبة المصون ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
فمتى كان مقام الصحبة هو مقام الخدمة ومقام الخدمة هو لأهل المحبة والمحبّة لأجل الإتصاف تفهم معنى قوله فيما يرويه عن ربّه ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )
لهذا قال ساداتنا رضوان الله عليهم ( مزج الأوصاف بالأوصاف والنعوت بالنعوت ... )
فالتصوّف هو اتّصاف ومن هناك سمّوهم صوفية فهذا أخصّ إسم من أسمائهم فيدخل في ذلك الصفاء والصفّ الأوّل ولباس الفقر الصوف وعمل أهل الإرادة كأهل الصفّة وكون كلّ معنى يدخل في معنى الإتصاف
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
التصوّف قيلت في تعريف إشتقاقه أقوال لغوية ومعنوية ذكرها المشتغلون بذاك المبحث في كتبهم ( لا يهمّ )
الذي خلصت إليه كون التصوّف في أخصّ معانيه مشتقّ من كلمة ( صفة ) جمعها صفات وليس فقط أوصاف لكون الفرق شاسعا بين صفتك ووصفك بغضّ الطرف أوافقت أم خالفهم صحيح الإشتقاق اللغوي ( موافقا لمن قال بذلك ) فإنّه لا ينطبق هذا الإسم الخاص بالصوفية إلاّ على الصفة والصفات خاصّة
أي أن يتّصف العبد بجميع الأحوال والمقامات إتصافا ذوقيا وحالا شعوريا ومقاما أدبيا
مثلا على ذلك : العبد حينما يتوب إلى الله تعالى يشرع في تحصيل العلم الضروري للعمل به ثمّ يشرع في تطهير العمل من علله حتّى يبدأ في ذوق الأحوال لأنّ العبد مادام في وحل علل الأعمال فلن يذوق شيئا من مذاقات الأحوال ولا تسري فيه أنوارهاكالخوارج مثلا كونهم لم يذوقوا شيئا من الأحوال فلا سير لهم ولا سلوك لكونهم غرقى في علل الأعمال رغم كثرتها حتى أنّ أحدنا يحقر صلاته الى صلاتهم وصومهم إلى صومهم .. وهكذا ( فافهم ) فليس العبرة بكثرة الأعمال مادام العبد واحلا في عللها كالذي يتصدّق وهو يطلب الممدحة والثناء والذكر الحسن فأعوزه وجود الإخلاص فهو في علّة الحظوظ الشركية قائم
ثمّ بعد التخلّص والتطهّر من علل الأعمال فيدخل الفقير في ذوق بحر الأحوال التي هي شيء عظيم ثمّ يبدأ بعد ذلك في تطهير الأحوال من عللها ( وهنا علم كبير جليل عظيم يحتاج بيانه إلى تفصيل دقيق طويل )
ثمّ بعد تصفية الأحوال من عللها يدخل بحر المقامات ثمّ يشرع في تطهير المقامات من عللها ( إبليس لعنه الله تعالى زلّ من حيث علل المقامات فوقع في إبتلاء المقامات ) فلو زكّى نفسه من علل المقامات لما صدر منه كلّ ذلك بينما السامري زلّ في علل الأحوال بينما الخوارج زلّوا في علل الأعمال إذ لا أحوال ربانية لهم بينما السامري كان صاحب حال ( كان يرى ببصيرته وكشفه أثر جبريل عليه السلام )
فمتى تخلّص المريد من علل الأعمال ثمّ علل الأحوال ثمّ علل المقامات فتطهّرت ذاته وتبدّلت جميع صفاته أصبح على خلق عظيم مقتديا بسيّد المرسلين صلى الله عليه وسلّم النازل في حقّه ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
فهنا بعد هذا التطهير الظاهر والباطن يكون العبد في مقام من العرفان في فهم القرآن ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ )
بعد ذلك تطلق صفات المتزكي عليه لكونها أصبحت وصفا له لذلك تجد في القرآن مثل تلك الإطلاقات في حقّ الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى في حقّ سيّد المرسلين ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. ) وقوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) فهنا الرحمة والرأفة وصف ذاتي له ( فافهم ) وكذلك القول في صدقه وإخلاصه وكرمه ووو... إلخ لهذا تعدّدت أسماء النبي صلى الله عليه وسلّم أي أسماء صفاته أما إسمه الذاتي فهو محمد وأحمد الذات المحمدية ولها أسماء صفاتها والذات الأحمدية ولها أسماء صفاتها
لذلك لمّا سمّى الله تعالى سيّدنا يحيى بإسمه الذاتي ألحقه بأسماء من صفاته كما قال تعالى ( وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ )
ومن ذلك نرى عيانا أوصاف أهل النبوّة في القرآن كقوله تعالى ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً ) أو في حق سيدنا إبراهيم عليه السلام ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ) فذكره ببعض صفاته
وعلى هذا قس
وعلى هذا قس
وكذلك ذكر أهل الصفات النورانية كما قال تعالى
( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
لذا قال تعالى منبّها لك أنّه لا تسري فيك صفة نورية من الأحوال والمقامات إلاّ بصحبة أهل الصفات والأوصاف ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) فهنا أمرك بالتقوى لكنه ما أمرك بالصدق بل أمرك بصحبة أهل الصدق حتى يسري فيك حالهم وهذا معنى الخدمة والصحبة والمحبة ومن هنا سمّي الصحابة صحابة فالصحبة مقام عظيم فهي التربية والإتصاف فافهم
من هنا ألّف العلماء في طبقات الصحابة كابن عبد البر رحمه الله تعالى في الإستيعاب وكأسد الغابة وغيرهما وككتاب حياة الصحابة فمقام الصحبة هو لبّ الدين وروحه من هذا الوجه الذي ذكرته فنحن الدين وصلنا عن طريق الصحابة بما فيهم آل البيت لكونهم كانوا صحابة قبل أن يكون من آل البيت فما بالك متى كانوا من آل البيت ومن الصحابة في نفس الوقت ؟
قال تعالى ذاكرا مقام الصحبة المصون ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
فمتى كان مقام الصحبة هو مقام الخدمة ومقام الخدمة هو لأهل المحبة والمحبّة لأجل الإتصاف تفهم معنى قوله فيما يرويه عن ربّه ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )
لهذا قال ساداتنا رضوان الله عليهم ( مزج الأوصاف بالأوصاف والنعوت بالنعوت ... )
قيل في حقّه غليه الصلاة والسلام أنّ خلقه القرآن وأنه قرآنا يمشي على رجليه
فالتصوّف هو اتّصاف ومن هناك سمّوهم صوفية فهذا أخصّ إسم من أسمائهم فيدخل في ذلك الصفاء والصفّ الأوّل ولباس الفقر الصوف وعمل أهل الإرادة كأهل الصفّة وكون كلّ معنى يدخل في معنى الإتصاف
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: من تعاريف التصوّف
صفاهم فصفوا له فقلوبهم في نورها المشكاة والمصباح
أبو أويس- عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» مفاهيم حول التصوّف ...
» من علوم التصوّف
» نفي التحريف عن التصوّف الحنيف
» التصوّف علم وعمل وموهبة
» الطّريق هو...تشوّق...تخلّق...و تحقّق...
» من علوم التصوّف
» نفي التحريف عن التصوّف الحنيف
» التصوّف علم وعمل وموهبة
» الطّريق هو...تشوّق...تخلّق...و تحقّق...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس