شذرات مختارة

لاتظن أنك بالتكليف والأمر بالعبادة قادر على أدائها وحدك أبداً ..
لايقدر على القيام بالتكليف وواجب العبادة الا من طلب الاعانة في العبادة (اياك نعبد واياك نستعين) ..
فمن شهد أنه قادر على العبادة وحده فقد ظلم نفسه ولم يقدر عليها بل كان من المقصرين الخائبين ..
ومن لاحظ الاعانة مع العبادة فهو الموفق للخيرات الموفق للطاعات ..
لا عبادة من غير اعانة فاستحضر الاعانة مع العبادة دائماً تفز وتغنم .
اللهم أعنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان .

كتب علي الصوفي قال:
- أهل بداية أهل استماع فهم أهل نظر ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
- أهل توسّط أهل سمع فهم أهل بصيرة ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ... )
- أهل نهاية أهل سماع فهم أهل شهود ( فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )

ومما كتب أيضا:

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )
- شَاهِدًا : في مرتبة الإحسان ( عالم الأرواح )
- وَمُبَشِّرًا : في مرتبة الإيمان ( عالم القلوب )
- وَنَذِيرًا : في رتبة الإسلام ( عالم العقول )
فمع هذه الثلاثة مقامات يأتي الإذن بالدعوة ( وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ) أنظر إلى قوله ( بِإِذْنِهِ ) فتعلم بعدها أنّه كان ضرورة ( وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )
قلت :
قد تكون عارفا في مقام الإحسان ومبشَّرا في مقام الإيمان ومنذَرا في مقام الإسلام ولا تكون مأذونا بالدعوة إليه ولا سراجا منيرا في دلالة الخلق عليه فالعبرة عند القاصد ليس البحث عن عارف بالله بل العثور على داعيٍ إلى الله بإذن من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم ..

كان الإمام الفخر الرازي مع تلامذته في أحد الشوارع فصادفتهم إمرأة عجوز فسألت من هذا - تقصد- الإمام الرازي - فقالوا لها هذا الذي أوجد ألف دليل و دليل على وجود الله ,فقالت لهم والله لو لم يكن في قلبه ألف شك و شك لما أوجد ألف دليل و دليل , و عندما نقلوا للإمام الرزاي هذا الحديث بكى و قال الللهم ارزقني إيمان العجائز.

من لطيف ماقرأت أنه عند ولادة الانسان يؤذن له في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى فهذا أذان واقامة أين صلاتها ؟
صلاتها هي صلاة الجنازة عليه عند موته ولذلك كانت صلاة الجنازة بلا أذان واقامة لأنها حصلت له عند ولادته
فالدنيا ماهي الا فترة يسيرة سريعة تمضي كالفترة مابين الأذان واقامة الصلاة .

كتب علي الصوفي قال:
ما قسّم الأمّة الإسلامية وفرّقها - علاوة على مقاتلة أعدائها لها وشراسة حربهم ضدّها كاستعمار ونهب ثروات وسرقة عقول ومواهب واستعباد وغيره - كثرة جهل المسلمين بدينهم خصوصا العرب باعتبارهم أمة القرآن حيث أنزل بلغتهم وكان رسول الناس كافّة منهم
حيث لم يفرّقوا بين مفهوم الأمّة كونها أمة واحدة تعبد إلها واحدا من جهة كما قال تعالى ( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) وبين تنوّعات المذاهب والمدارس والمناهج بين عموم أهل التوحيد والإيمان كما قال تعالى ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )
فمن حيث التوحيد والإيمان الأمّة واحدة متى علمت أنها تؤمن وتعبد إلها واحدا ومن حيث الفقه والسلوك فهي مشارب متعددة ومناهل متنوعة بحسب حقائق الأرواح والقلوب على قدر القوابل والإستعداد لإختلاف واردات الأمداد لذلك ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ( الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )
فالعاقل من علم هذا بتفاصيله فلا يحتكر الدين كممثل له وناطقة عنه ولا يحتكر المفاهيم فيما وصل إليه عقله من فهم ...

اذا ذكر البلاء فإن أول مايخطر ببال أكثر الناس هو بلاء البدن أو النفس أو المال ... ولايخطر ببالهم أي شيء عن بلاء الدين أو بلاء القلب
فان البلاء الأول بالنسبة للبلاء الثاني كلا شيء ..
بل الابتلاء في النفس والمال والأهل والولد بالنسبة للمؤمن الصابر هو محض نعمة وعطاء وطهور وعافية عند التحقيق .
أما البلاء الحقيقي فهو ابتلاء الانسان في دينه وفي انشغال قلبه عن ربه ووقوعه في أوحال محاب الدنيا فانه البلاء الحق وقليل من الناس من يشعر بهذا البلاء فضلاً عن أن يتألم منه ..!!
اللهم لاتفتنا في ديننا ولاتبتلينا بالقواطع عنك بذنوبنا ..
يارب اصرف عنا البلاء الأعظم واحفظ لنا ديننا وايماننا ..
(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب) .
يا أرحم الراحمين .

ماهر بركات

بسم الله الرحمان الرحيم
ابن عطاء الله:
من الحكم العطائية
من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل.
أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك.
اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك.
لا تطلب منه أن يخرجك من حال ليستعملك فيما سواه فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج.
لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها.
من أشرقت بدايته أشرقت نهايته.
تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير لك من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب.
أصل كل معصية وشهوة الرضا عن النفس واصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه فأي علم لعالم يرضى عن نفسه؟
لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله.
ما قل عمل برز من قلب زاهد ولا كثر عمل برز من قلب راغب.
من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما فعلت من وجود الزلات.
لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله.
لا عمل أرجى للقبول من عمل يغيب عنك شهوده ويحتقر عندك وجوده.
الأنوار مطايا القلوب والأسرار.
ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
أنت حر مما أنت عنه آيس وعبد لما أنت له طامع.
من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها.
إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى.
العطاء من الخلق حرمان والمنع من الله إحسان.
ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالذنب فكان سببا في الوصول.
رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
متى أوحشك من خلقه فاعلم انه يريد أن يفتح لك باب الأنس به.
متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم انه يريد أن يعطيك.
العارف لا يزول اضطراره ولا يكون مع غير الله قراره.