مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب

» هدية اليوم
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Empty الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و

مُساهمة من طرف احمد سلام محمد الاصبحي الثلاثاء 24 يناير 2023 - 17:50

الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية وإنما هَمّ غَََمْ في تغير المعصية وفي كفية التخلص من فاعِلها كهَمَِّ غََمَِّ لوط عليه السلام من مُراودة قومه لضيوفهِ الأطهار بعد أن دلت عليهم إمراءتهُ لغشيان المعصية بهم
بسم الله الرحمن الرحيم القائل في كتابه الكريم {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وبعد :
فهذه بعض الأدله أتناولها على إستبعاد الأقوال التي تقول أن هَمَّ يوسف عليه السلام في تلك الآية هَمّ لَّمّ غشيان المعصية بإمراءة العزيز وأن الصحيح أن الهَمَّ وقع ذكره في تلك الآية بنفس اللفظ في ذكرهِ لإمراءة العزيز ولكن بمعنى مختلف تماماً عن معنى هَمَّ إمراءة العزيز وهذا يُعدُ من المعجزات البلاغية في القران الكريم في الكلمات المتشابهة لفظاً والمختلفة معناً في نفس الآية ومن الكلمات المشتركه في اللفظ والمختلفة في المعنى التي لا يمكن الجمع بين معانيها المختلفه في معنى مشترك بينهما من خلال السياق كقوله تعالى في سورة الشعراء { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا } فهذه كلمات متشابهه لفظاً ومختلفةً معناً في نفس الجملة فليس مكر الله هو نفس مكرهم في معاملتهم في مثل مَكّرِهم وكذلك ليس هَمّ إمراءة العزيز ذات النفس الأمارة بالسُّوءِ هو مثل معنى هَمَّ نبي الله يوسف ذو النفس المطمئنة 
 ومعلوم أن الهَمَّ إذا ورد مصرحا بالمقصود به استعمل معناه لذلك الشيء المقصود به فإن لم يصرح به فيكون من معانيهِ حسب قصد القائل تقول: هَمََّمّت فتقول وما هَمََّمّت فيقول هَمََّمّت أن اضربه و هَمََّمّت أن سيقع كذا وكذا وإلى أخره فهنا صرح بالمقصود بهمهِ وهو قصد الضرب والخوف من وقوع ما يحذر منه وبتالي لا يُّؤوَل الى غيره وهَمَُّ إمراءة العزيز وإن لم يذكر في نفس الأية إلا أنه قد جاء مصرحاً به بالمراودة من خلال سياق الآيات قبل ذكر هَمَّها به وبعدها أما هَمَُّ يوسف عليه الصلاة و السلام بها لم يُذكر  مصرحاً بالمقصود به في الآية هل هو هَمَّ لَّمّها أم هَمَّ دفعها عن نفسه أم  غير ذلك إلا أن سياق الآيات بعد ذكر هَمَّهِ تؤكد أن الهَمَّ كان في الخير لا في السُوء الظاهر والباطن وهذا مذكور بشهادة خصومه من النسوة في قولهن{قُلنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سوءٍ } أي من سوء الباطن والظاهر فَوُّرُُود كلمة سُوءٍ منكرة غير معرفة بالألف واللام تفيد نفي عموم كُلَ السُوء عنهُ عليه السلام من ذلك هَمَُّ سُوء الباطن وإرادَتهِ وهذا ردٌ على إمراءة العزيز ومن قال بقولها بصدور إرادة هَمََّ السُوء من يوسف وإن كان مجرد إرادة هَمََّ سُوء يأبى الله إلا أن يُظهر طاهرات نبيه الباطنة والظاهرة ببرائتَهِ عنه بإقرار وشهادة خصومه من النسوة والحق ما شاهدة به الأعداء هذا حتى ولو لم يَرد هذا الدليل فالأصل في أهل الخير وبطانتهم ظن الخير بهم ومن ذلك الظن بالله و برسوله يوسف في أن مقصودهم بالهَمََّ هو بالخير لا في الشر لأن الله سبحانه وتعالى حثنا على إجتناب ظن السَّوْءِ والظن بأهل الخير بالخير  و من ذلك ظننا بالخير في أُمنا عائشة رضي الله عنها في إستبعاد ظَنَّ السَّوْءِ فيها فضلا عن وقوع المعصية منها كما قال الله سبحانه تعالى في سورة النور عنها {لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} وهذا لكونها رضي الله عنها وأرضها أم المؤمنين محرمة على الجميع بالزواج لكونها زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهذا مما يُستَبعد ظَنَّ السَّوْءِ فيها وكذلك في نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام مما يُستبعد ظَنَّ السَّوْءِ في هَمَّه بها بإرادتها كما ظن بعض القائلين الذين ذكروا أن هَمَّ يوسف كان هَمَّ إرادة السَّوْءِ بها ولولا برهان ربه لفعله وهذا عين ما قالته إمراءة العزيز كذباً عن نبي الله يوسف عليه الصلاة و السلام في قولها لِسَّيدِها عن يوسف عليه السلام {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا } فهنا لم تَقل مَنْ فعل بِأَهْلِكَ سُوءًا وإنما قالت مَنْ أراد بِأَهْلِكَ سُوءًا أي إرادة فقط بدون أن يفعل الفاحشة لِتُبرء نفسها من الفِعل بها وتَنسِّب إرادة السُوء بنبي الله الصديق الكريم الطاهر يوسف عليه السلام وجاء لفظ سُوءًا منكرا ليفيد عموم السُوء الظاهر والباطن ومن ذلك هَمَّ السَّوْءِ وحاشا لله لنبي الله يوسف الصديق الكريم الطاهر أن يَصدُر منه كل هذا ومن ذلك هَمَّ إرادة السَّوْءِ بها لِما زكاهُ الله و علمه من تأويل الأحاديث كما قال الله تعالى عنه{ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال القرطبي "وقيل كما مكنا ليوسف ملك نفسه عن امرأة العزيز مكنا له ملك الأرض عن العزيز " وقد زاده الله مع تمكينه في الأرض حكما وعلما ومن ذلك العلم تعليمه تحريم إقتراب الفواحش ما ظهر منها وما بطن من زنى العين بالنظر وزنى القلب بالتمني فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( العين تزني والقلب يزني فزنا العين النظر وزنا القلب التمني والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه) صححه الارنؤوط وقد عمل يوسف عليه الصلاة والسلام بمقتضى ما زكاه الله وعلمه فما هَمَّ بقلبه بالتمني بالسُوء في مواقعتها ولا نظر لإمراءة العزيز بنظر شهوة حين نزعت ثيابها لمراودتها بل نظر نظرةَ إستنكار لفعلها لما رأى هذا المنكر و هَمَّ في تغيره وكيفية التخلص منه والأبواب مغلقة ولولا أن رأى برهان ربهِ و هي علامه تدُل على وجُود سَّيَدهُ بجوار باب الغرفة التي كانوا فيها وهي ظلهُ كما قالا ابن عباس ومحمد بن إسحاق :" رأى ظل سيده حين دنا من الباب " و لذلك لما رأها يوسف عليه السلام استبق قبلها الى الباب الذي فيه سيده{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} وَأَلْفَيَا بالتثنيه أي وجدا يوسف ربه وإمراءة العزيز سيدها لَدَى الْبَابِ ولولا تلك العلامة التي إستبق لها يوسف عليه السلام لاستمرت في إرغامه على تنفيذ هَمَُّها بالمعصية به بالقوة ولنفذ يوسف عليه السلام هَمَّه بها بضربها لهذا المنكر لأجل دفعها عن مراودته عن نَفْسِهِ بعد إذ لم ينفعها الموعظه والهجران وإن كانت غير مناسبه لمقامها منه لكنها كانت هي الحل الوحيد في الخلاص من مراودتها له بالضرب وقد جاء مشروعية الضرب في من فعلت الفاحشة كما ثبت في الشرائع السماوية وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال في حجة الوداع : "اتقوا الله في النساء ، فإنهن عندكم عوان ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح) ولكن يوسف عليه السلام لِمَا عَّلمه الله من تأويل الاحاديث لم يعملها خشيَة لو ضربها أن تأول عواقب غير محمودة عليهما و بإخلاصه في قلبه لله ألهمهُ الله بما علمه من تأويل الأحاديث بأن يرى برهان سيده بالهرب إليه فهي الخيار التي تدفع الهَمَّيّن هَمُّ إمراءة العزيز به في غشيان المعصيه وهَمُّ يوسف بها في ضربها لأن ضربها وهي بمقام أميره وزوجة ملك والضارب فَتاها غير مناسب قال الإمام القرطبي المالكي رحمة الله عليهSadوقيل : هم بها أي بضربها ودفعها عن نَّفْسِه ، والبرهان كفه عن الضرب ; إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها) 
وهذا من أقوى الأدله بأن الهَمَّ هو هَمُّ إنكار المعصية بدفعها عن نفسه بضربها و هَمّ ما سيأول لوحدث ذلك الضرب لكونها ربتهُ وهي بمنزلة أمه ومن فضل الله عليه أن هذا الهَمَّ بالضرب لم يحصل لو جود علامة برهان ربهِ وهو سَّيدهُ في رؤيته والهروب اليه وقد كانوا يُطلقون على السيد بالرب في ذلك الزمان وقد اطلقهُ يوسف عليه الصلاة و السلام على صاحبيه قال الله تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا } فهنا ربه ليس هو الله سبحانه وتعالى الذي يسقهِ خمرا وإنما ربه هو سيده وهذه أيضًا من الكلمات المشتركه في اللفظ والمختلفة في المعنى التي لا يمكن الجمع بين معانيها المختلفه في معنى مشترك بينهما من خلال السياق وأما في قوله تعالى {برهان ربه} فهنا ربه من الكلمات المشتركه في اللفظ والمختلفه في المعنى التي يمكن الجمع بين معانيها المختلفه في معنى مشترك من خلال السياق ولا يوجد تعارض بين من قال أن برهان ربه هو الله سبحانه وتعالى مع من قال أن برهان ربه هو سيده اذ أن وجود برهان يدل على وجود سَّيدَهُ خلف الباب هي من برهان الله في تدبير وجودها في تلك اللحظة حين مراودة إمراءة العزيز ليوسف عن نفسه وقد قال ابن عباس مَن علمه الله تأويل القران أن البرهان هو " ظل الملك " جعله الله يُرى ليوسف ليَخرج مسرعا إلى الباب الذي  فيه ربه في ذلك الوقت ليُنجِّيه من كيد إمراءة العزيز وقد عَلِمَه يوسف عليه السلام بما عَلِّمَهُ الله مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فلما رأها امتنع عن هَمِّ ضربها لأجل دفعها عن مراودته لأن ربه قد حضرَ وبحضوره يمتنع مراودتها له وهذا فعلا ما حصل ولو لم يكن ذلك البرهان لضربها يوسف ليدفع شرها عنه ولحصل أعظم من ذلك 
وقد سمعت قصة حقيقة لأحد الشباب في السعوديه أنه عندما نام في بيت ضيفه في غرفته إذ أتته عامله في الليل خفيه لتُقَبِلهُ لمراودتها وإذا بالشاب يضرب تلك الفتاة ليدفع مراودتها عن نفسه ثم هرب مسرعا الى الباب ليخرج الى المسجد فهذا الشاب لم يكتفِ بهم ضربها بل ضربها ليمنع السوء عنه ونبي الله يوسف عليه السلام لَمَّا علمه الله من تأويل الأحداث نظرا لإمراءة العزيز أنها أميرة وهو فتاها وبمنزلة إمه فرأى أن هَمَّه بالخلاص من هذه المعصية بضربها لا يناسبها لهذا المقام فزاد من هَمَّه ولما علم الله بإخلاصه ألهمه الله أن يرى علامة على وجود ربه خلف الباب ففر إلى الباب الذي فيه ربه وبهذا دفع الله إرادة سوء هَمَّ إمراءة العزيز وفاحشتها عنه عليه السلام منها 
ومن الأدلة على إستبعاد الأقوال التي تقول أن هَمَّ نبي الله يوسف هو هَمَّ لَّمّ سُوء بها وحاشا لله أن يكون مَقصُودهُ ذلك هي كالأتي :
 ١- أن إمراءة العزيز كبيرة جدا عن يوسف عليه السلام وإن كانت جميلة فلا يوجد عند يوسف عليه السلام دواعي الهَمَّ بارتكاب المعصية بها لكبرها عنه والعكس صحيح فإنها يوجد عندها دواعي الهَمَّ كبير جدا بارتكاب المعصية به لإنه أصغر منها وهذا ما حصل منها في هَمّ لَّمّ غشيان المعصية به ولم يحصل منه كما سبق وإنما حصل منه عكسها وهو هَمّ غَََمْ في كيف إنكار هذه المعصية وما سيأول منها
٢- اعتبارها أنها امه كونها ربتهُ وهو فتى صغير في بيتها وهو بنسبه لها فتاها في بيتها ومقطوع أن النفوس السليمة تأبى ذلك الهَمَّ بارتكاب المعصية بمن هُم بمنزلة الأهل وهذا من أكبر الموانع في نفس يوسف في عدم وجود الهَمَّ بارتكاب المعصية بها وإنما بإنكارها والعكس كذلك صحيح لكون فتاها جميل جدا تملكه وهذا مما يزيد دواعي الهَمَّ بارتكاب المعصية به اكبر  
٣-انه نبي من عبادة الله المتطهرين المخلصين يمنعه حياءهُ ومراقبته لله بالهَمَّ بالمعصية بها حتى وصفته النسوة من شدة طهارتهِ وعفتهِ بالمَلَك الكريم بقولهن{ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}
٤_تبرئتهِ من الهمِّ بِالسُّوءِ من قبل إمراءة العزيز وإثباتهُ لها بعد أن إتهمته بإرادة السُّوءِ بها ونفي السوء منه ظاهرا وباطنا من قبل النسوة وذلك كله في قوله تعالى : {قالَ ما خَطبُكُنَّ إِذ راوَدتُنَّ يوسُفَ عَن نَفسِهِ قُلنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سوءٍ قالَتِ امرَأَتُ العَزيزِ الآنَ حَصحَصَ الحَقُّ أَنا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقينَ ﴿٥١﴾ ذلِكَ لِيَعلَمَ أَنّي لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ وَأَنَّ اللَّـهَ لا يَهدي كَيدَ الخائِنينَ ﴿٥٢﴾ وَما أُبَرِّئُ نَفسي إِنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إِلّا ما رَحِمَ رَبّي إِنَّ رَبّي غَفورٌ رَحيمٌ ﴿٥٣﴾ }
قال السعدي:"فقالت: { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي } أي: من المراودة والهمِّ، والحرص الشديد، والكيد في ذلك { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مَركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان" انتهى كلامه { إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي } وهو نبي الله يوسف عليه السلام فلم تكن نَّفْسه أمارة بِالسُّوءِ حتى يحصل منه الهمِّ بِالسُّوءِ بها قال السعدي:" { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: هو غفور لمن تجرأ على الذنوب والمعاصي، إذا تاب وأناب { رَحِيمٌ } بقبول توبته، وتوفيقه للأعمال الصالحة،وهذا هو الصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف، فإن السياق في كلامها، ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر" انتهى من كلام تفسير السعدي
٥_ حَّثَ الله المؤمنين بعدم الإقتراب من الفاحشة ماظهر منها وما بطن ومن ذلك مقدمات الزنا من زنا الجوارح وقد زكى الله عبادهُ المؤمنين في وصفهم أنهم لا يزنون وفي صرفهِ عنهم ونبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام أولى بذلك في عدم الإقتراب من الفاحشة ما ظهر منها وما بطن ومن ذلك هَمَّ السُوء قال الله تعالى{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } سورة الأنعام قال السعدي "أي: لا تقربوا الظاهر منها والخفي، أو المتعلق منها بالظاهر، والمتعلق بالقلب والباطن ، والنهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها، فإنه يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها "وفي الصحيحين عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك قال ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما })متفق عليه
وإذا تقرر براءته من الهَمَّ بالمعصية إلى الهَمَّ بإنكار المعصية فهذا يُعتبر ثناء من الله تعالى عليه وبتالي لا يصح نسبة الهَمَّ بالمعصية إلى يوسف عليه الصلاة والسلام وما دام لم يُصرح ذكر الهم في الآية هل هو هَمَّ لَّمّها أم هَمَّ دفعها عن نفسه أم  غير ذلك إلا أنه يحمل على الخير لا إلى السُوء لأنه قد نفي عنه السُوء ولأن نسبته إليه ذم و إثم لأنه لم يذكر  ولأنه من الفواحش الباطنة التي حرم الله تعالى الإقتراب منها والأنبياء عليهم السلام أبعد الناس عن الإقتراب منها وأن نسبة الهَّمْ بالمعصية لنبي الله يوسف من بعض الظن الذي فيه إثم وخاصة في نبي صديق وأن الهَمَّ بظن السوء من صفات أهل النفاق كما جاء في وصف الله تعالى عنهم {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} سورة الأنفال وفي سورة التوبه{وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}
وتلك الأدلة السابقة شاهدة على إستبعاد هم يوسف بالسوء وإنما هَمّ بإنكاره وكيفة الخلاص من أهله وإن كانت لواحدة من تلك الأدله لكافية في إستبعاد مَن وصف هَمّ يوسف بالهَمّ بسُوء والله المستعان على مايَصفون 
وصدق الله سبحانه وتعالى حيث قال {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} فلقد كان في قصة يوسف عليه السلام مع العزيز وإمراءته لمن يسأل عن قصته وعن قصة إِخْوَتِهِ مع يوسف عليه السلام عِبَر وأدِلة تُدل على قدرة الله وحكمته في إنجاء يوسف عليه السلام من كيد إخوته ومن كيد إمراءة العزيز ومن كيد النسوة ومن السجن لتمكينه في الأرض وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ والله أعلم فهو عَلِيمٌ فوق كل ذي علمٍ كتبه/احمد سلام محمد الاصبحي٢٠/١/٢٠٢٣م
احمد سلام محمد الاصبحي
احمد سلام محمد الاصبحي

ذكر عدد الرسائل : 5
العمر : 41
المزاج : غيور
تاريخ التسجيل : 10/01/2023

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و Empty رد: الأدلة على أن هَمَّ يوسف عليه السلام ليس هَمّ لَّمّ في غشيان المعصية و

مُساهمة من طرف أبو أويس الجمعة 27 يناير 2023 - 0:26

زادك الله علما وتمكينا
نورتنا بما في القصة من جمال وعفة
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى