الامانة

الأمانة : حفظ سر , وإيفاء وعد , وإقامة عدل , وأمرٌ بمعروف , ونهيٌ عن منكر , وصدق حديث

نعم؛ لأن هذا من الأمانة، وفي الحديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دِين لمن لا عهد له. هذا من السر، إذا استحفظك أخوك على سر فعليك أن تحفظ السر، وفي حديث أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسله في حاجة، ثم جاء إلى أمه، فقالت له: ما الذي أبطأ بك؟ قال: بعثني النبي ـ -صلى الله عليه وسلم- ـ في حاجة -وأنس كان صغيرا، هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن عشر سنين- فقالت: ما حاجة رسول الله؟ فقال لأمه: إنها سر، فقالت: لا تحدث بسر رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- نعم فلا يحدث بالسر. ...و البقية تتبع ان شاء الله...

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
كل ما كتبتموه على الأمانةصحيح ...
الأمانة كلمة عظيمة فى فهمى والله ورسوله أعلم هى الروح...قوله تعالى:
إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ...وهنا الأولى أن نعيد الأمانة التى أكرمنا بها الحق ..ومحاولة تزكية النفس
والرجوع بها إلى معدنها الأصلى ...الذى بعث من أجله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
وكما فهمت من كلامكم أنّ إعادة الأمانة إلى أهلها فرض...والله ورسوله أعلم..

يجب الوفاء بالوعد ولا يجوز إخلافه،
الدليل:

قول الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)) (المائدة:1).

قول الله عز وجل:((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)) (المؤمنون:8).

قول الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)) (الصف:3،2).

حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم- قال: (( آية المنافق ثلاث))، وذكر منها: (( وإذا وعد أخلف)).

وهذا يدل على تحريم إخلاف الوعد .... يتبع...

إن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأمة أمة عدل، وإن الدين الإسلامي بني على العدل والإنصاف بل إن الإنسان مطالب بالعدل في كل شيء حتى في القسمة بين أبنائه وأهله، بل العدل مطلوب حتى مع أعداء الإسلام،ولقد أمر الله بالعدل ومدح أهله، ونهى عن الظلم وذم أهله ... اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى....

العدل هو ميزان الأرض، والظلم والجور ليس لهما في الاسلام وجود ، ، وابشع الظلم ما كان فيه سفك الدماء، والإفساد في الأرض، والعلو فيها، وجعل أهلها شيعاً؛ ضعيفهم نهباً لقويهم على صورة صراع أهل الغاب.......انَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ....يتبع...

بسم الله الرحمان الرحيم

إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ...
حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم:
" إذا ضاعت الأمانة فارتقب الساعة " ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .
الرجاء من الإخوة المحبين لله ورسوله النظر بشفافية فى هذا الموضوع حتى نتدارسه بصدق ونيّة خالصة لله...

كلّ ما قاله الإخوة فى الأمانة فهو صحيح وهو من الإسلام ولا يكتمل إسلام المرء إلاّبه ..وإلاّ فهو كبقية الخلق ...وإذا تفرسنا فى الآية نستشف منها ...
إنّا :
إشارة إلى القدرة ..لايقول أنا إلاّ الكامل لاينقصه شىء وليس محتاج إلى من يساعده فى تسير مملكته قيد أنملة..بل كلّ ذرّة فى الوجود قائمة به ..
عرضنا :
عرض الشىء أي وضعه بين يدى كل قادر على مدّ الثمن ...وليست صغة تكليف بل كل موجود يستطيع المشاركة فى هذا العرض باقتنائه أوالعدول عنه ...ولمّا كان المعروض عظيم وسبق فى علمه أنّه أعدّ لموجود معين ،وليس بالهيّن أن لايتوق إلى حاجة القادر أومن له سلطان على التخلّى والتشوّق لكسب المعروض ... وبما أن المعروض لطيف وشفاف ويخاف المخلوق من عدم الإيفاء بحقه فتنتاب الرهبة كل من يفكر فى اقتنائه ...
الأمانة :
منها الأمن والأمين والأمان والإيمان،أن تركن لشىء وتطمئن له أو عنده أوفيه ...فالأمانة قالوا فيها فيما معناه "هي طائر له سبعون ألف جناح فى كل جناح سبعون ألف وجه فى كل وجه سبعون ألف فم فى كل فم سبعون ألف لسان كل لسان يسبح الله بسبعين ألف لغة "...ولقد قيل هذا فى الروح وقيل أيضا فى سيدنا جبرائيل عليه السلام . وهذا الكلام يدريه أهله . وبهذا كلّ من سار فى طريق الله و كان من أولى العزم يتضح له هذا الكلام إذابلغ درجة من درجات القرب وفتح له الباب على الله ...
على السماوات والأرض:
السماوات ومن فيهن من شموس وأقمار وأجرام سماوية وكلّ ذرة حملن الأمانة ...
الأرض ومن فيها من مخلوقات جماد أو متحرك علا شأنه أو قصر حمل الأمانة ...
"قلنا للسّماوات والأرض إأتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "
الملائكة والشياطين حملوا الأمانة كلّ بأفعاله وصفاته ...آدم أو بنو آدم حملوا الأمانة قبل عرضها ...حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم "كنت نبيّا ولا آدم ولا ماء ولا طين ".
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها :
هم حملوها تشريفا وكرامة لأن لهم علما بالأمر وأنّ المخصوص بها هو آدم ...لأنه كلما يحدث الله أمرا فى العرش ينادى ملائكة العرش إنّ الله قال كذا وكذا أو أحدث كذا وكذا فيسمع ملائكة السماء السابعة وينادوا إن الله قال أو أحدث كذا وكذا فيسمع ملائكة السماء السادسة ...وهكذا إلى أن يتم العلم بالأمر علوى وسفلى ...وبهذا حصل العلم فى كلّ ذرة من ذرات الوجود بأن المخصوص بالأمانة هو آدم ...
وحملها الإنسان :

وحملها الإنسان :
إنّ سرّ ذرّات وجود الإنسان عندها الأمر بأنه المقصود بوجود هذه الأمانة أو هذا ...ومن الأدلة التى تقربنا لفهم هذا الكلام... إبليس لما أراد الله بعث آدم أتى الملائكة وقال لهم إنّ الله سيطرد أحد الملائكة من رحمته ولايدرى أنه المقصود ...حصل له العلم ولكن لم يحصل له معرفة الملاك المقصود ولم يحصل هذا الفهم بالطرد لغيره من الملائكة لأنه هو المقصود ، فأطلعه حتى لايعود باللائمة متهما الحق بأنه ظلمه وأطرده من بين الملائكة ...ولكنّ الأمر سبق فى علم الله ."لاتبديل لكلمات الله ".
وحملها الإنسان وهو فى غيبوبة من أمره ،الأمر الذى تركه إلى يوم الناس هذا مهوس بحب السيطرة والحكم والأنانية المفرطة إلاّ من رحمه الله واجتباه لذاته أمّا من لم تسبق له العناية ولم يكن له قدم صدق مع الله فهو حطب جهنم .
وعليه فمن وجد نفسه مسلما فذلك كرم الله عليه" قل لاتمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان " ."اعملوا كلّ ميسرلما خلق له "."خلقت الخلق وقسمته إلى قسمين قسم خلقته للخير وأجريته على يديه وقسم خلقته لشر وأجريته على يديه فطوبى لمن خلقته للخير وأجريته على يديه والويل ثمّ الويل لمن خلقته للشر وأجريته على يديه".وبهذا "دع مرادك وانطرح ودع شواغلك التى شغلت بها فاسترح ".
فالأمانة بمثابة الإنفجارة الكبرى التى يتحدث عنها العلماء ...فهي القبضة النورانية ...التى قال فيها الحق جلّ جلاله "قبضت قبضة من نورى وقلت لها كونى محمدا فكانت ما كان وما يكون " وأما من سعى لها سعيها وتلهّف لإدراك هذا المجلى العظيم فلن يمن عليه الله ذلك "ولايلقاها إلاّ الذين صبروا ولايلقاها إلاّ ذو حظ عظيم ".