التصوف خلق وأصل من أصول الدين- رجاء قراءته بتأني

التصوف طريق الرجال
(إخوانى برجاء أطلب منكم قراءه هذا الموضوع بتأنى جدا)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله وبعد....................
سؤال يواجهنى دائما هل الصوفية مطلوب منها إرضاء الناس ؟
وبداية أقول :إرضاء الناس غايه لا تدرك ...وما الفائده من إرضاء الناس؟..
رضي الناس أم لم يرضوا ... .رضوا ام سخطوا ...ما الفائده
سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه يقول لبعض الناس الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فمن كان يهجوا رسول الله منكم ويمدحه سواء
فمن كان يهجوا رسول الله منكم ويخذله سواء
فمن ينصره أو يخذله سواء ...لأن مكانته ليست مربوطه بحكم بشر (صلى الله عليه وسلم )
ولذلك هناك من يقول وينادى (بإصلاح الصوفية)...نعم إصلاح الصوفية ...ولكن لنرضي من ؟ نرضي الناس أم نرضي رب الناس.؟
يجب أن نصلح ديننا لنرضي ربنا ...رضى الناس أو سخطوا لا وزن لهم
فليت الذى بينى وبينك عامر..*.. وبينى وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ..*..وكل الذى فوق التراب تراب
إذا كان فى حسابك إرضاء الناس ...فإن رضى من على يمينك ..سخط من على يسارك ..وإن أرضيت من أمامك سخط من خلفك ...وهكذا (إرضاء الناس غاية لا تدرك )نعيش على إرضاء الناس..وهذا أسلوب من أساليب إبليس...(يرضى الناس لا رب الناس)
فيحاول أن يرضي الناس ويفشل ..ويحاول ..ويفشل ...ويحاول ويفشل ..وكأنه يجرى وراء سراب ..
والصوفية يسمونهم أهل الله ....والاولياء أولياء الله ... والأنبياء أنبياء الله .....والرسل رسل الله ....والعباد عباد الله
ومن حسن الطالع أننا تعلمنا (أنه لا إلاه إلا الله) لرضاه لا نعبد إلا إياه ...والذى لديه مبدأ الأمر ومنتهاه ...والذى طاعته تفيد والخوف منه واجب ...وإرضاءه غاية العقلاء ..وغاية المحبين والسعى إليه يستحق العمر كله ...هو الله سبحانه وتعالى
لكن أن يضيع عمرك فى إرضاء الناس ...لا فائده إن رضوا ام سخطوا ( ناس x ناس)
إستمع إلى القرآن الكريم فى عدة مواضع يتكلم عن الناس ...
1_الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ......
ونلاحظ أن كل الناس ليست سواسية فى الطاعة والمعصية ..والحب والبغض ...لأن الله صنف الناس أصنافا كثيرة ..ووثق ذلك توثيقا محكما
2_وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ...(نوع من الناس)
3_ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ4_وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ...
لكن من الناس (الرُسل والانبياء والاولياء )
فإرضاء الناس ليس فى حسبان الصوفي ...
الصوفى لا يعمل شيئا لإرضاء الناس ...
يعتبر ذلك نوع من الشرك عنده ...
وقد تقول فما بال إرضاء الوالدين مثلا؟... ذاك حبيبي من إرضاء الله...
ولكن قد يلجأ الصوفى إلى الاشاره والتلميح والتورية ...وهنا يعمل حساب للناس ...وليس حساب الناس ..فرق كبير ..(بين حساب للناس ,,,وحساب الناس)
يعمل حساب قلة فهمهم ....فيبدأ بالتلميح والاشارة خوفا عليهم ...وهذا رحمة بالناس ...
تستروا لا على خوف ولا وجل .*. وإنما رحمة بالناس يارحم
تخيروا من كلامى يوم جمعكم .*..وأوجزوا فإن بين الجمع متهم
ترفقوا بالذين الله ألفهم ويمم.*. ونى من الاعراب والعجم
وأنزلوهم على رحب ومرحبة .*. فإن من ذاق فضلي جد محتشم ...(رضى الله عن شيخنا )
فمن دخل ساحه التصوف وأصبح مريدا وله شيخ ..يجب أن يعرف أنه ليس كل متاح مباح ...لأنه لن يعرف الحدود
المريد المدلل كالطفل المدلل ..لن يكون رجلا ..ولا يشبع الانسان من التدليل
فإذا دخل ساحة الصوفية ..وطلب من الناس أن تحترمه ..فلن يفلح أبدا فى السلوك ولن يسلك طريق القوم ...إنه طريق صعب جدا طريق الرجال
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
يا ابا هريره (ركب القوم طريقا صعبا )
وأنصحك أن تكون يا اخى كريما فى ضيافتك على الله ...هينا لينا فى يد القدره ...
لا تفرح إذا كنت فى موطن التدليل ..لا تفرح ..
والتصوف ليس عملا لإرضاء الناس
أى واحد متربى بصحيح ..يبقى صوفى ...فإذا كان الانسان يحترم أباه ..ويحترم معلمه ..فهنا تكون الاداب ...
آداب الاستاذ وتلميذه ..آداب الابن مع الاب ...آداب المريد مع شيخه ...
والناس التى ليس عندها تربية تستنكر ذلك فكلمة أدب بالنسبة له صعبة جدا ...
دين النبى ذوق _والذى ليس لديه ذوق ليس لديه دين .
تعلم الادب تأخذ العلم ...لو تأدبت لتعلمت __ إتقوا الله ويعلمكم الله
قال الله سبحانه وتعالى (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)ولكن حضرة النبىء عليه صلاة ربي وتسليمه لم يقل:علمنى ربى فأحسن تعليمى ...لا ...قال أدبنى ربى فأحسن تأديبى ...
التصوف طريق الرجال ...التصوف خلق نحن لا نعمله كى نعجب الناس
من زاد عليك فى الاخلاق ..زاد عليك فى التصوف  ..من كان أدبه أكثر فهو متصوف بالفطرة
هل من الأدب أن نقول (محمد) مباشره لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم
الصوفية أهل صفاء ونقاء ..أهل إشارات .أولوا الالباب ..تخلقوا بأخلاق الله ..
الاخلاق هى التصوف ...علم أصول الدين ((هو الاخلاق ))
والتصوف ليس دينا جديدا ...وليس الاسلام ناقصا حتى يكمله التصوف ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي...))
فالتصوف هو أهم جزء فى الدين وهو متروك عند الناس ..وتركوه حتى أهملوه ..حتى أصبح وكأنه غير موجود ...ولكن التصوف شىء عزيز غالى جدا بطعم ورائحه الدين ...وهذا ليس إغراء للتصوف
كانت أيام حضرة النبى صلى الله عليه وسلم كلها أخلاق ..وهى التصوف ...((يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ...
وتعالى معى أخى الكريم لنبحث سويا ...
الدين فيه المقيد ..وفيه المطلق ... المقيد له مخرج ...والمطلق ليس له مخرج ..فمثلا
1_ المقيد مثل ( الصلاه ..لها مخرج ..إن لم تقدر أن تصلى واقفا لها مخرج ...أن لم تجد ماء للوضوء لها مخرج التيمم ...المسافر يقصر فى الصلاة ...الصلاة مقيدة ولها مخرج ....
2_ الصيام مقيد بشهر رمضان ...فأن كنت مريضا أفطر واقضي ..مسافر لا تصوم واقضى
النفساء تقضى ...الصوم مقيد له مخرج ...
3_ الزكاة قبل أن تعطي الزكاة لابد أن يعطيك الله المال لتخرج منه الزكاة ..وإذا لم يعطك المال لا زكاة عليك ...له مخرج
4_ الحج لمن إستطاع إليه سبيلا، له مخرج عند الاستطاعة.
فالمقيد له مخرج ....
ولكن المطلق ليس له مخرج ...مثل
1) المطلوب من المسلم أن يكون حُب حضرة النبى صلى الله عليه وسلم يملأ شغاف قلبه (ما مقدار هذا الحب ) مطلق ...إذن ليس له مخرج ...فهو لازم وأساس للايمان (الآن كمل إيمانك يا عمر )
2)الصلاة على النبيء صلى الله عليه وسلم ..كم مرة فى اليوم والليلة ...مطلقة ....إذن مطلوب أن تصلى على النبى فى كل وقت طوال اليوم ...مطلقة ليس لها مخرج ...وهذا لأمر الله سبحانه _إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ....
3_ الذكر ...كم مرة فى اليوم والليلة أقول الله؟ ...مطلقه ..إذكروا الله ذكرا كثيرا ...إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ...ولذكر الله أكبر ...الذكر الذكر الذكر
فالصوفية هم يهتمون بالمطلق بجانب المقيد على السواء ...
وإهمال (الذكر والصلاة على النبيء وحب النبى صلى الله على وسلم وأهل البيت ) كل هذا فى المطلق الذى ليس له مخرج ...
أحبائى كل عام وحضراتكم يخير بمناسبه الاسراء والمعراج ...
وهذا أمر معجز من الله سبحانه لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ...والاسراء ...كله أدب فى أدب فى أدب ...
من الذى يسحب البراق ...من الذى كان خلف البراق ...من الذى كان يركب البراق ..كل فى مكانه لا يتعدى للحدود ..أدب
وعندما صلى بهم صلى الله عليه وسلم إماما ...أدب
وعندما قال جبريل تقدم ...أدب
وعندما دخل النبى صلى الله عليه وسلم ...قال بحديث كله أدب
التحيات الصلوات الطيبات لله ...وهذا شدة الادب
وعندما عاد من المعراج قابله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ...فقال له إرجع إسأل الله التخفيف من خمسون صلاة
..وعندما حانت ساعه المعراج ..ونزل النبيء صلى الله عليه وسلم ..وعليه من النور والتجلى ما قيمة الخمسين صلاة ..فقال سيدنا موسى لقد حجبت عنى يارب الرؤية فى الدنيا وأنا اليوم أنظر لمن رآك ..أى لما عجز سيدنا موسى عن رؤية الله ..قال إذن أرى من رآه ...وفى كل مرة كان يراه بطلعة عن الاخرى وهكذا إلى أن وصلت ألى خمس صلوات ....

بسم الله الرحمان الرحيم
الصوفى لايرى فى الوجود سوى الحق المعبود ...
الصوفى أرض يطؤها البرّ والفاجر...

التصوّف فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة..

كل منهج خالف منهج المصطفى، فظربه عرض الحائط ،ودونك منهج الذي زكى الله لسانه فقال: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم : 3ـ4]، وزكى بصره فقال : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم : 17] ، وزكى معه فقال: (وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) [التوبة : 61] ، وزكى فؤاده فقال : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )[النجم : 11] ، وزكى صدره فقال أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح : 1]، وزكاه كله فقال: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4].
وقد أبدع الحافظ ابونعيم عندما وصف حقيقة التصوف، فقالالتصوف أحوال قاهرة ، وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتأسرهم ، ويستعملون الأخلاق فتطهرهم ، تحلَّوا بخالص الخدمة ، فكفوا عن طوارق الحيرة ، وعصموا عن الانقطاع والفترة ، لا يأنسون إلا بالله ، ولا يستريحون إلا بحبه ، فهم أرباب القلوب المراقبون للمحبوب ، والتاركون للمسلوب ، سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين ، والمميزين بين الإخلاص والرياء ، والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية ، والمحاسبين للضمائر ، والمحافظين للسرائر ، المخالفين للنفوس ، والمحاذرين من الخنوس ـ التأخر ـ بدائم التفكر ، وقائم التذكر ، طلبا للتداني ، وهربا من التواني ، لا يستهين بحرمتهم إلا مارق ، ولا يدعى أحوالهم إلا مائق ، ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق ، ولا يحسن إلى موالاتهم إلا تائق ، فهم سرج الأفاق ، والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق ، بهم نقتدي ، وإياهم نوالي إلى يوم التلاق.