قل هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو

--------------------------------------------------------------------------------

أتريد ولي الله أن أحكي لك حكايتي , وأشكو لك آهاتي وأنيني , فها إنّ أوجاع قلبي توقظني على أجراس تلك النبضات , ألا تسمع صداها , ونداءها , آهاتها , حنينها , دعني أحكي لك حكايتي , أرسمها لك بريشة بنان فؤادي , من مداد رقّة هزيج روح جمالي , هكذا حكموا , وأنا البائس الفقير , ذلك الحزين الذي تلوّن في فنون الحزن , فعرف قوانينه وأحكامه , حتى غدا حاديه وفنّانه , ألّف نشيده وأشعاره , وحكى تقاطيع أوتاره , في ليله ونهاره , ما هذا : قل لي ماهذا : بل يئسوا منّي فتركوني أغرّد أغاريد الوجود , تقطّعت أوصالي , من الحزن , وتفتّتت كبدي , إنقطعت دموعي , وإنقطعت علاقاتي وأخباري , هجر الفتى وجوده في الوجود , ماهذا القلق , لقد مات الفتى قبل أن يموت في كلّ يوم ألف موتة ,

لقد جنّ الفتى , بقي طريح الطوى , والحزن والأسى , لماذا فعلتم بقلبي هذا , وجعا وألما وقلقا وحزنا وكمدا وشجنا , لماذا تعذّبه وهو لا يطيق ذلك , ولا يصبر عليه , أين يهرب الفتى , قل لي أين يهرب ,

- إلهي : أنت أعلم منّي بي , عطفا عطفا عطفا بقلبي يا سيدي , عطفا عطفا عطفا بروحي يا أملي , عطفا عطفا عطفا برقّتي يا سندي , عطفا عطفا عطفا بمهجتي وفؤادي يا راحمي

- إلهي : الفقير عبدك , إليك إنتسب , وعلى بابك ما غادرت يوما منذ أن ناديتك , أتذكر ذلك اليوم الذي ناديتك فيه ,

- إلهي : أنت أملي وكلّ شيء في حياتي , وبعد مماتي , لقد عشت على الأمل منك والفرح بك , يا سندي ويا مناي لا تعذّبني

- إلهي : وعزّتك إلاّ ما قبلتني , كيفما كانت حالتي ,

- إلهي : ليس لي حالة ولا عمل أعتمد عليه فأقابلك به , ولا أسألك به , ها إنّ الحياء منك قتلني , والخجل أوردني موارد الضياع

- إلهي : بنور سبحات جمالك الذي أشرق على الوجود , فتجمّل به كلّ شيء , وتكحّلت به كلّ عين من الأعيان , إلاّ ما جمّلتني بجمالك وأدخلتني في حصن وصالك

- إلهي : عبدك الضعيف يرجوك ويرجوك ويرجوك

- إلهي : لا تكلني لأحد سواك ولا لنفسي , فأدخلني في غياهب بطون ذاتك إلى أبد الآبدين

- إلهي : لا تجعل لقلبي من السوى شيئا , فامحق وجودي في وجودك وشهودي لنفسي في شهودك

- إلهي : لا تجعل لنفسي حظّا لا في الدنيا ولا في الآخرة لا ظاهرا ولا باطنا , وافن حظّي منك وفيك

- إلهي : حقّق صفاتي بصفاتك , وافن منّي وجودي في شهود عظمة ذاتك

- إلهي : أشهدني ما منك إليك فإني أعوذ بك منك , ولا تشهدني ما منك إليّ , فتحجبني بك عنك

- إلهي : ما أعظمك وما أعلمك وما أحكمك

- إلهي : العهد بيننا أنّك ألهمتني فناديتك فنعم أنت المجيب , فكيف أحكي للوجود محابك والكرم يخرسني , والعطاء ينطقني

- إلهي : لو يعلم عبادك ما أنت عليه من الرحمة وحسن المغفرة لعصوك طول النهار , ثمّ يأتون إليك في ليلهم كأنّهم لم يسبق منهم ذنب قطّ

- إلهي : ما أعظم أبواب فتحك , وما أكمل عدلك , ما أشرق فضلك

- إلهي : العبد لا يريد حتّى يريد سيّده , وأنت سيّدي ومناي , أريد أن أحكي للوجود عنك فانطقني بمعاني العبارة , وانطق ذرّاتي بمحاسن الإشارة

- إلهي : كلّما تذكّرتك يسكن فؤادي , فتعود إليّ إبتسامتي

- إلهي : كلّما مدحني عبادك , يذكّرني ذلك بك , فافرح بمدح عبادك لك

- إلهي : علمي بك بقدر ما أشهدتني من عظمتك , فحاشا عظمتك أن تتقيّد بحسب ما علّمتني

- إلهي : أنت الذي علّمتني القراءة والكتابة , رغم أنّي لا أعرف أكتب ولا أقرأ