الرئيسيةبحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
| الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
| 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
| 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
| 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
| 28 | 29 | 30 |
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ
من طرف محمد الجمعة 19 نوفمبر 2010 - 12:55
يقول الحق سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ النساء 4: 64.
هذه الآيات من المنح الإلاهية للأمة المحمدية، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى المسلمين بأنه قد أذن لهم فى طاعة رسوله وأذن له فى الاستغفار لهم عند اقترافهم الذنوب وربط ذلك بقدومهم إليه واستغفارهم الله أمامه ووعده بقبول استغفاره لهم، فهذه شفاعة للرسول فى أمته فى الدنيا قبل شفاعته لهم فى الآخرة، ثم ذكر الله لهم شرط الإيمان فى الآية التى تليها وهو الطاعة والتسليم المطلق للرسول فى قضائه بينهم، وان يوافق ظاهرهم باطنهم فى التسليم والطاعة، وكلتا الآيتان تكريم واضح وتأييد بين للرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى، كما أن آبات القرآن جميعا - على عكس ما يظن بعض الناس - لا تعطل ولا ينتهى العمل بها كما سيظهر فى التفاسير.
من تفسير الإمام ابن كثير: يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ﴾ أى: فرضت طاعته على من أرسله إليهم وقوله: ﴿بِإِذْنِ اللهِ﴾ قال مجاهد: أى لا يطيعه أحد إلا بإذنى. يعنى: لا يطيعهم إلا من وفقته لذلك، كقوله: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ آل عمران 3: 52، أى: عن أمره وقدره ومشيئته، وتسليطه إياكم عليهم.
وقوله: ﴿وَلَوْ أَنْهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول فيستغفروا الله عنده، ويسألوه أن يستغفر لهم، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم، ولهذا قال: ﴿لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾
يكمل ابن كثير فيقول: وقد ذكر جماعة منهم: الشيخ أبو نصر بن الصباغ فى كتابه "الشامل" الحكاية المشهورة عن العُتْبى، قال: كنت جالسا عند قبر النبي ، فجاء أعرابى فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ
نَفْسى الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ
ثم انصرف الأعرابى فغلبتنى عينى، فرأيت النبى فى النوم فقال: (يا عُتْبى، الحقْ الأعرابىّ فبشره أن الله قد غفر له).
ذكر هذه الحكاية النووى فى المجموع وفى الإيضاح، وزاد البيتين التاليين:
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته على الصراط إذا ما زلت القدم
وصاحباك فلا أنساهما أبدا منى السلام عليكم ما جرى القلم
هذا هو ما أورده ابن كثير، ووقول أن استغفار النبى للمسلمين بعد إنتقاله لم يستغربه الصحابة ولم يعترضوا على الأعرابى فى طلبه أيضا بخلاف ما يفعله البعض اليوم، والمعنى أن هذه الآية لم تنتهى بانتقال النبى وإنما هى مستمرة إلى يوم الدين.
وتفسير الإمام القشيرى لهذه الآية: ما أَمَرْنَا الرسلَ إلاَّ بدعوة الخلْقِ إلينا. وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ﴾. لو جعلوك ذريعتهم لوصلوا إلينا، ويقال لو لازموا التذلل والافتقار وركبوا مطية الاستغفار لأناخوا بعقوة المبار - المبار: المبرات، الأعمال المبرورة.
ومن تفسير الإمام الفخر الرازى:
إنما قال: ﴿واستغفر لَهُمُ الرسول﴾ ولم يقل واستغفرت لهم إجلالا للرسول ، وأنهم إذا جاؤه فقد جاؤا من خصه الله برسالته وأكرمه بوحيه وجعله سفيرا بينه وبين خلقه، ومن كان كذلك فان الله لا يرد شفاعته، فكانت الفائدة فى العدول عن لفظ الخطاب إلى لفظ المغايبة ما ذكرناه.
ومن تفسير الجلالين:
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ﴾ بِتَحَاكُمِهِمْ إلَى الطَّاغُوت ﴿جَاءُوك﴾ تَائِبِينَ ﴿فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول﴾ فِيهِ الْتِفَات عَنْ الْخِطَاب تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ ، ﴿لَوَجَدُوا الله تَوَّابًا﴾ عَلَيْهِمْ ﴿رَحِيمًا﴾ بِهِمْ.
وتفسير الإمام الثعلبى لهذه الآية: روى الصادق عن على قال: قدم علينا أمرؤ عندما دفنّا رسول الله ثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبى عليه الصلاة والسلام وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت من الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً رَّحِيماً﴾ فقد ظلمت نفسى فجئتك لتستغفر لى فنودى من القبر أنه قد غفر لك.
وتفسير الإمام البيضاوى: ﴿واستغفر لَهُمُ الرسول﴾ واعتذروا إليك حتى انتصبت لهم شفيعاً، وإنما عدل الخطاب تفخيماً لشأنه وتنبيهاً على أن من حق الرسول أن يقبل اعتذار التائب وإن عظم جرمه ويشفع له، ومن منصبه أن يشفع فى كبائر الذنوب.
ومن تفسير البحر المحيط: وروى عن على أنه قال: قدم علينا أعرابى بعدما دفنا رسول الله بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبره وحثا من ترابه على رأسه ثم قال:
يا خير من دفنت فى الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم قال: قد قلت يا رسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك﴾ الآية، وقد ظلمت نفسى وجئت أستغفر الله ذنبى، فاستغفر لى من ربى، فنودى من القبر أنه قد غفر لك.
ومن تفسير العلامة الألوسى:
الإشارة: كما أمر الله بطاعة رسوله فى حياته، أمر بطاعة ورثته بعد مماته، وهم العلماء الأتقياء الذين يعدلون فى الأحكام، والأولياء العارفون الذين يحكمون بوحى الإلهام، فالعلماء حُكَّام على العموم، والأولياء حكام على الخصوص، أعنى من تعلق بهم من أهل الإرادة، فمن لم يرض بحكم العلماء، ووجد فى نفسه حرجًا مما قضوا به عليه، ففيه شُبعة من النفاق، وخصلة من المنافقين. ومن لم يرض بحكم الأولياء فقد خرج من دائرتهم، ومن عُش تربيتهم، لأن حكم الرسول عليه الصلاة والسلام وحكم ورثته هو حكم الله، ومن لم يرض بحكم الله خرج عن دائرة الإيمان.
فلا يكمل إيمان العبد حتى لا يجد في نفسه حرجًا من أحكام الله، القهرية والتكليفية، ويُسَلِّم لما يبرز من عنصر القدرة الأزلية، كيفما كان، فقرًا أو غنى، ذلاً أو عزًا، منعًا أو عطاء، قبضًا أو بسطًا، مرضًا أو صحة، إلى غير ذلك من اختلاف المقادير. ويرضى بذلك ظاهرَا وباطنًا، وينسلخ من تدبيره واختياره؛ إلى اختيار مولاه فهو أعلم بمصالحه، وأرحم به من أمه وأبيه: وبالله التوفيق. وهو الهادى إلى سواء الطريق.
هذه الآيات من المنح الإلاهية للأمة المحمدية، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى المسلمين بأنه قد أذن لهم فى طاعة رسوله وأذن له فى الاستغفار لهم عند اقترافهم الذنوب وربط ذلك بقدومهم إليه واستغفارهم الله أمامه ووعده بقبول استغفاره لهم، فهذه شفاعة للرسول فى أمته فى الدنيا قبل شفاعته لهم فى الآخرة، ثم ذكر الله لهم شرط الإيمان فى الآية التى تليها وهو الطاعة والتسليم المطلق للرسول فى قضائه بينهم، وان يوافق ظاهرهم باطنهم فى التسليم والطاعة، وكلتا الآيتان تكريم واضح وتأييد بين للرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى، كما أن آبات القرآن جميعا - على عكس ما يظن بعض الناس - لا تعطل ولا ينتهى العمل بها كما سيظهر فى التفاسير.
من تفسير الإمام ابن كثير: يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ﴾ أى: فرضت طاعته على من أرسله إليهم وقوله: ﴿بِإِذْنِ اللهِ﴾ قال مجاهد: أى لا يطيعه أحد إلا بإذنى. يعنى: لا يطيعهم إلا من وفقته لذلك، كقوله: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ آل عمران 3: 52، أى: عن أمره وقدره ومشيئته، وتسليطه إياكم عليهم.
وقوله: ﴿وَلَوْ أَنْهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول فيستغفروا الله عنده، ويسألوه أن يستغفر لهم، فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم، ولهذا قال: ﴿لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾
يكمل ابن كثير فيقول: وقد ذكر جماعة منهم: الشيخ أبو نصر بن الصباغ فى كتابه "الشامل" الحكاية المشهورة عن العُتْبى، قال: كنت جالسا عند قبر النبي ، فجاء أعرابى فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ
نَفْسى الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ
ثم انصرف الأعرابى فغلبتنى عينى، فرأيت النبى فى النوم فقال: (يا عُتْبى، الحقْ الأعرابىّ فبشره أن الله قد غفر له).
ذكر هذه الحكاية النووى فى المجموع وفى الإيضاح، وزاد البيتين التاليين:
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته على الصراط إذا ما زلت القدم
وصاحباك فلا أنساهما أبدا منى السلام عليكم ما جرى القلم
هذا هو ما أورده ابن كثير، ووقول أن استغفار النبى للمسلمين بعد إنتقاله لم يستغربه الصحابة ولم يعترضوا على الأعرابى فى طلبه أيضا بخلاف ما يفعله البعض اليوم، والمعنى أن هذه الآية لم تنتهى بانتقال النبى وإنما هى مستمرة إلى يوم الدين.
وتفسير الإمام القشيرى لهذه الآية: ما أَمَرْنَا الرسلَ إلاَّ بدعوة الخلْقِ إلينا. وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ﴾. لو جعلوك ذريعتهم لوصلوا إلينا، ويقال لو لازموا التذلل والافتقار وركبوا مطية الاستغفار لأناخوا بعقوة المبار - المبار: المبرات، الأعمال المبرورة.
ومن تفسير الإمام الفخر الرازى:
إنما قال: ﴿واستغفر لَهُمُ الرسول﴾ ولم يقل واستغفرت لهم إجلالا للرسول ، وأنهم إذا جاؤه فقد جاؤا من خصه الله برسالته وأكرمه بوحيه وجعله سفيرا بينه وبين خلقه، ومن كان كذلك فان الله لا يرد شفاعته، فكانت الفائدة فى العدول عن لفظ الخطاب إلى لفظ المغايبة ما ذكرناه.
ومن تفسير الجلالين:
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ﴾ بِتَحَاكُمِهِمْ إلَى الطَّاغُوت ﴿جَاءُوك﴾ تَائِبِينَ ﴿فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول﴾ فِيهِ الْتِفَات عَنْ الْخِطَاب تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ ، ﴿لَوَجَدُوا الله تَوَّابًا﴾ عَلَيْهِمْ ﴿رَحِيمًا﴾ بِهِمْ.
وتفسير الإمام الثعلبى لهذه الآية: روى الصادق عن على قال: قدم علينا أمرؤ عندما دفنّا رسول الله ثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبى عليه الصلاة والسلام وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت من الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً رَّحِيماً﴾ فقد ظلمت نفسى فجئتك لتستغفر لى فنودى من القبر أنه قد غفر لك.
وتفسير الإمام البيضاوى: ﴿واستغفر لَهُمُ الرسول﴾ واعتذروا إليك حتى انتصبت لهم شفيعاً، وإنما عدل الخطاب تفخيماً لشأنه وتنبيهاً على أن من حق الرسول أن يقبل اعتذار التائب وإن عظم جرمه ويشفع له، ومن منصبه أن يشفع فى كبائر الذنوب.
ومن تفسير البحر المحيط: وروى عن على أنه قال: قدم علينا أعرابى بعدما دفنا رسول الله بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبره وحثا من ترابه على رأسه ثم قال:
يا خير من دفنت فى الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم قال: قد قلت يا رسول الله فسمعنا قولك، ووعيت عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك﴾ الآية، وقد ظلمت نفسى وجئت أستغفر الله ذنبى، فاستغفر لى من ربى، فنودى من القبر أنه قد غفر لك.
ومن تفسير العلامة الألوسى:
الإشارة: كما أمر الله بطاعة رسوله فى حياته، أمر بطاعة ورثته بعد مماته، وهم العلماء الأتقياء الذين يعدلون فى الأحكام، والأولياء العارفون الذين يحكمون بوحى الإلهام، فالعلماء حُكَّام على العموم، والأولياء حكام على الخصوص، أعنى من تعلق بهم من أهل الإرادة، فمن لم يرض بحكم العلماء، ووجد فى نفسه حرجًا مما قضوا به عليه، ففيه شُبعة من النفاق، وخصلة من المنافقين. ومن لم يرض بحكم الأولياء فقد خرج من دائرتهم، ومن عُش تربيتهم، لأن حكم الرسول عليه الصلاة والسلام وحكم ورثته هو حكم الله، ومن لم يرض بحكم الله خرج عن دائرة الإيمان.
فلا يكمل إيمان العبد حتى لا يجد في نفسه حرجًا من أحكام الله، القهرية والتكليفية، ويُسَلِّم لما يبرز من عنصر القدرة الأزلية، كيفما كان، فقرًا أو غنى، ذلاً أو عزًا، منعًا أو عطاء، قبضًا أو بسطًا، مرضًا أو صحة، إلى غير ذلك من اختلاف المقادير. ويرضى بذلك ظاهرَا وباطنًا، وينسلخ من تدبيره واختياره؛ إلى اختيار مولاه فهو أعلم بمصالحه، وأرحم به من أمه وأبيه: وبالله التوفيق. وهو الهادى إلى سواء الطريق.
محمد-
عدد الرسائل : 657
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
فصل في سند الطريق نظما
من طرف نوري الجمعة 19 نوفمبر 2010 - 17:09
ولاتمام الفائدة وتعميم النفع جعلت سند الطريق نظما موجزا لتعود بركة مشائخه على الجميع بجاه النبي الشفيع صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين
قال محمد المدني العلوي *** طريقـــــة سندها عنه مـروى
الحمــــدلله الــــــذي نظمنـــا *** ولاسنــاد سادة قــــد ضمنا
ساداتنا الاقطاب اهل المعرفة *** اهل التقى والذوق والمكاشفة
نجوم الاهتداء اذا عسعسا *** اليل المعاصي و القلوب دنسا
هداة الخلق لطريقة الهدى *** من نظم في سلكهم قد سعدا
أولهم استاذنا المداوي *** و هو المسمى أحمد العلاوي
قطب و غوث جاء في زماننا *** بالمعنى و الأسرار حقا عمنا
اخذتها عنه طريقة الوصول *** حتى بلغت منها غاية المأمول
فأجزه يا ربنا كل المنى *** ثم أدم حياته لنفعنا
أخذها عن شيخه القطب الكبير *** محمد البوزيدي سيد شهير
عن شيخه الوالى العارف المبرور *** أستاذنا محمد بن قدور
فعن أبي عزه المهاجي شيخه *** كريم الفعل و الايثار نعته
عن معدن الأسرار و الحقائق *** مولاي العربي الدرقاوي الفائق
عن شيخه العمراني على الجمل *** من بجميل الوصف حقا تجمل
عن شيخه الولى هو العربي *** بن أحمد بن عبد الله المغربي
فعن ابيه أحمد الفاسي المذكور *** عن قاسم الخصاصي العارف المشهور
عن سيدي محمد بن عبد الله *** نسبه الفاسي فذاك منتماه
عن شيخه عبد الرحمان العارف *** ذي الفضل و المعاني و اللطائف
عن شيخه يوسف عن شيخه المجذوب *** عبد الرحمان من به تشفى القلوب
عن سيدي على الصنهاجي الدوار *** معروف بالفضل في سائر الأقطار
فعن ابراهيم الفحام ثم عن *** امام العارفين في ذاك الزمن
قطب الزمان أحمد الزروق *** هدية الله الى المخلوق
عن أحمد بن عقبة الولى *** الحضرمى عن يحي القادرى
عن شيخه القطب على بن وافا *** عن سيدي محمد بحر الصفا
عن شيخه القطب داود الباخلى *** عن تاج الدين سيد الأفاضل
ابن عطاء الله العارف الشهير *** رئيس القوم بحر الوعظ و التذكير
عن شيخه ابي العباس المرسى *** بدر الدجى يضىء مثل الشمس
عن شيخه ابي الحسن الشاذلي *** قطب الأنام ذى المقام الكامل
عن ابن مشيش عبد السلام *** العارف العلى في المقام
عن سيدي عبد الرحمان المدنى *** هو المعروف بالزيات الحسنى
عن شيخه تقى الدين بالتصغير *** كذا الفقير و هو الغوث الكبير
عن شيخه المسمى محي الدين *** بجاههم يا ربنا تحميني
فعن ابي الحسن على نور الدين *** عن تاج الدين عن محمد شمس الدين
عن شيخه الكبير زين الدين *** العارف المشهور بالقزويني
عن سيدي أبى اسحق البصرى *** بجاهه يار رب تشرح صدرى
عن الولى أحمد المروانى *** عن شيخه سعيد الربانى
عن سعد عن محمد فتح السعود *** عن شيخه الفزوانى مفتاح الشهود
عن جابر عن الحسن سبط الرسول *** ابن على و ابن البرة البتول
فعن ابيه الليثفي الكتائب *** باب المدينة لكل طالب
عن سيد الأنام خير المرسلين *** رسول الله رحمة للعالمين
في ليلة الاسراء قد نال المنى *** من حضرة القدوس جل ربنا
تجلى الله بعظيم ذاته *** تقدس الاله في صفاته
فشاهد الحبيب جهرا ربه *** كقاب قوسين أو أدنى قربه
ما كذب الفؤاد ما زاغ البصر *** و ما طغى حقيقة عند النظر
سبحانه ليلا أسرى بعبده *** و امتحق الخيال عند جمعه
صليت يا رب عليه في القدم *** قد قلت قدما في الكتاب المعظم
فهاته الصلاة منا و السلام *** عليه و الآل و صحبه الكرام
ما اتصل الأرواح بالمعاهدة *** و اكتحل الأبصار بالمشاهدة
فصلنا يا رب بأهل المعرفة *** و لا تجعلنا من أهل المخالفة
و اربط قلوبنا على محبتك *** و زينا بحلة من طاعتك
و عاملنا باللطف في كل الأحوال *** و اجعلنا مخلصين في خير الأعمال
بجاه أوليائك المقربين *** القانتين الراكعين الساجدين
توسلنا اليك بالابرار *** أهل الطريق السادة الأخيار
فوفقنا الى سبيلك القويم *** ثم اهدنا الى الصراط المستقيم
و اشف قلوبنا من كل داء *** كالحسد و العجب و الكبرياء
و اشغلنا بالتوحيد حتى لا نرى *** سواك يا نور الأنوار مبصرا
فكل شىء هالك من الوجود *** الا وجود ربنا جل المعبود
فأينما تولوا ثم وجه الله *** راقبه و احضر و اتركن لما سواه
ادم علينا يا كريم نعمتك *** و انشر علينا من كنوز رحمتك
و ثبت بذكرك الكثير *** كى نفلح بخيرك الغزير
و بجنود الرحمة فاحرسنا *** ثم في حصن امنك ادخلنا
رجاؤنا في فضلك قوى *** و أنت عن أفعالنا غنى
بفضلك تؤتيه من تشاء *** يحتاجه العصاة الضعفاء
و اننا لا نشرك بالله *** و لا نرى سواه من اله
بل نشهد الكل فناء و عدم *** الا الاله كما كان في القدم
فاغفر لنا و اتنا أجرا عظيم *** و متعنا منك بنظرة النعيم
اولهم شيخنا الهمام اسماعيل *** جاء للامة قاطبة افضل دليل
قال محمد المدني العلوي *** طريقـــــة سندها عنه مـروى
الحمــــدلله الــــــذي نظمنـــا *** ولاسنــاد سادة قــــد ضمنا
ساداتنا الاقطاب اهل المعرفة *** اهل التقى والذوق والمكاشفة
نجوم الاهتداء اذا عسعسا *** اليل المعاصي و القلوب دنسا
هداة الخلق لطريقة الهدى *** من نظم في سلكهم قد سعدا
أولهم استاذنا المداوي *** و هو المسمى أحمد العلاوي
قطب و غوث جاء في زماننا *** بالمعنى و الأسرار حقا عمنا
اخذتها عنه طريقة الوصول *** حتى بلغت منها غاية المأمول
فأجزه يا ربنا كل المنى *** ثم أدم حياته لنفعنا
أخذها عن شيخه القطب الكبير *** محمد البوزيدي سيد شهير
عن شيخه الوالى العارف المبرور *** أستاذنا محمد بن قدور
فعن أبي عزه المهاجي شيخه *** كريم الفعل و الايثار نعته
عن معدن الأسرار و الحقائق *** مولاي العربي الدرقاوي الفائق
عن شيخه العمراني على الجمل *** من بجميل الوصف حقا تجمل
عن شيخه الولى هو العربي *** بن أحمد بن عبد الله المغربي
فعن ابيه أحمد الفاسي المذكور *** عن قاسم الخصاصي العارف المشهور
عن سيدي محمد بن عبد الله *** نسبه الفاسي فذاك منتماه
عن شيخه عبد الرحمان العارف *** ذي الفضل و المعاني و اللطائف
عن شيخه يوسف عن شيخه المجذوب *** عبد الرحمان من به تشفى القلوب
عن سيدي على الصنهاجي الدوار *** معروف بالفضل في سائر الأقطار
فعن ابراهيم الفحام ثم عن *** امام العارفين في ذاك الزمن
قطب الزمان أحمد الزروق *** هدية الله الى المخلوق
عن أحمد بن عقبة الولى *** الحضرمى عن يحي القادرى
عن شيخه القطب على بن وافا *** عن سيدي محمد بحر الصفا
عن شيخه القطب داود الباخلى *** عن تاج الدين سيد الأفاضل
ابن عطاء الله العارف الشهير *** رئيس القوم بحر الوعظ و التذكير
عن شيخه ابي العباس المرسى *** بدر الدجى يضىء مثل الشمس
عن شيخه ابي الحسن الشاذلي *** قطب الأنام ذى المقام الكامل
عن ابن مشيش عبد السلام *** العارف العلى في المقام
عن سيدي عبد الرحمان المدنى *** هو المعروف بالزيات الحسنى
عن شيخه تقى الدين بالتصغير *** كذا الفقير و هو الغوث الكبير
عن شيخه المسمى محي الدين *** بجاههم يا ربنا تحميني
فعن ابي الحسن على نور الدين *** عن تاج الدين عن محمد شمس الدين
عن شيخه الكبير زين الدين *** العارف المشهور بالقزويني
عن سيدي أبى اسحق البصرى *** بجاهه يار رب تشرح صدرى
عن الولى أحمد المروانى *** عن شيخه سعيد الربانى
عن سعد عن محمد فتح السعود *** عن شيخه الفزوانى مفتاح الشهود
عن جابر عن الحسن سبط الرسول *** ابن على و ابن البرة البتول
فعن ابيه الليثفي الكتائب *** باب المدينة لكل طالب
عن سيد الأنام خير المرسلين *** رسول الله رحمة للعالمين
في ليلة الاسراء قد نال المنى *** من حضرة القدوس جل ربنا
تجلى الله بعظيم ذاته *** تقدس الاله في صفاته
فشاهد الحبيب جهرا ربه *** كقاب قوسين أو أدنى قربه
ما كذب الفؤاد ما زاغ البصر *** و ما طغى حقيقة عند النظر
سبحانه ليلا أسرى بعبده *** و امتحق الخيال عند جمعه
صليت يا رب عليه في القدم *** قد قلت قدما في الكتاب المعظم
فهاته الصلاة منا و السلام *** عليه و الآل و صحبه الكرام
ما اتصل الأرواح بالمعاهدة *** و اكتحل الأبصار بالمشاهدة
فصلنا يا رب بأهل المعرفة *** و لا تجعلنا من أهل المخالفة
و اربط قلوبنا على محبتك *** و زينا بحلة من طاعتك
و عاملنا باللطف في كل الأحوال *** و اجعلنا مخلصين في خير الأعمال
بجاه أوليائك المقربين *** القانتين الراكعين الساجدين
توسلنا اليك بالابرار *** أهل الطريق السادة الأخيار
فوفقنا الى سبيلك القويم *** ثم اهدنا الى الصراط المستقيم
و اشف قلوبنا من كل داء *** كالحسد و العجب و الكبرياء
و اشغلنا بالتوحيد حتى لا نرى *** سواك يا نور الأنوار مبصرا
فكل شىء هالك من الوجود *** الا وجود ربنا جل المعبود
فأينما تولوا ثم وجه الله *** راقبه و احضر و اتركن لما سواه
ادم علينا يا كريم نعمتك *** و انشر علينا من كنوز رحمتك
و ثبت بذكرك الكثير *** كى نفلح بخيرك الغزير
و بجنود الرحمة فاحرسنا *** ثم في حصن امنك ادخلنا
رجاؤنا في فضلك قوى *** و أنت عن أفعالنا غنى
بفضلك تؤتيه من تشاء *** يحتاجه العصاة الضعفاء
و اننا لا نشرك بالله *** و لا نرى سواه من اله
بل نشهد الكل فناء و عدم *** الا الاله كما كان في القدم
فاغفر لنا و اتنا أجرا عظيم *** و متعنا منك بنظرة النعيم
نوري- عدد الرسائل : 79
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
مواضيع مماثلة» قوله تعالى (وَمَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )
» فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ
» من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."
» أوصافٌ لحماية القلب
» وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا
» فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ
» من وحي قوله تعالى " وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا .."
» أوصافٌ لحماية القلب
» وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
» هدية اليوم
» حكمة شاذلية
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
» المدد
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما