بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
مسك الصفاء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مسك الصفاء
بسم الله الرحمان الرحيم
حبيبي تعال آخذك معي إلى عالمي حيث محطّات دروبي , هناك حيث العيش ونهاية الطيش , ونحر الأرواح بالسيف , هناك حيث يعجز كلّ شيء فيك ومنك , فتتعطّل الحاسّات , وتنطلق الهمسات , في ثغر الإبتسامات , الصافيات , مناط الجمال , هناك تغرّد الرحمة في القلب أغاريد الحمائم , رقّة وشفقة وحبّا وحنانا , هناك الصفاء الذي عجز عن وصفه الواصفون , وكيف تصف صفاءا نقيّا طاهرا لا نهاية لصفائه , هناك يحلو الفناء فتتحلّل ذرّات الوجود , تحت سلطان خمرة الشهود , هناك يتجدّد فيك كلّ شيء , فيحلو فيك كلّ شيء , ويحلو منك كلّ شيء , في كلّ شيء
قال الحبّ للجمال : أيّنا أولى بالإمامة فأنت مقامي وأنا حالك ؟ , فقال الجمال : الإمامة لي إذ بي همت وعنّي نطقت ففي فنيت فأنا إمامك وأنت المأموم , فصرخ الحبّ : لا ولاية إلاّ لي فبي عُرِفت ولي أشرقت , وإليّ تعرّفت , فأنا الحاكم وأنت المحكوم , فنادت الرحمة قائلة : لولاي ما صحّ لكما إلتقاء , ولا حُسن دعوى النظراء , بل الإمامة لي فأنتم رعيتي , وأنا السائل وأنتم المسؤول , إذ هيّأت لكما التعارف وخوّلتكما اللطائف , فجاء العلم يمشي الهوينا ثابتا يسمع المحاورة فقال : دعكما من دلال الخصام , فأنا أصل الفطام , فالحكم إليّ والسمع والطاعة لي , فأنا النظام وأنتم المنظوم , فنادت الحكمة من مكانها فقالت : هلمّ إليّ فأنتم أولادي وأنا كافلتكم , فأنا الحاضنة وأنتم المحضون , فجاء الصفاء قائلا : أمر مرجع كلّكم إليّ فأنا ذاتكم وأنتم صفاتي , فأنا الجواب وأنتم المجيبون ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مسك الصفاء
الحزن يثمر الصفاء , فكلّما كثر حزنك كلّما كثر صفاؤك , ولكن الحزن الحلال الذي لا يغضب الله تعالى ولا رسوله عليه الصلاة والسلام , فالصافي من كثر حزنه وهمّه فلا يصفو له وقت من الأوقات , وبهذا قال الأئمّة أهل الصفاء ومنهم القشيري الإمام في رسالته , مثل حزن يعقوب على يوسف فقد إبيضّت عيناه من الحزن حتّى شكى بثّه وحزنه إلى الله فهو أرقّ صفة يعطاها وليّ فأهل الحزن مقامهم يوسفي غالبا فمناطه الجمال في معرض البلاء الشديد , فهو قرين الغربة الباطنة والظاهرة وهكذا أحكام الدين في غربته في بدايته وعند نهايته لذا نعتهم في الآية ( ثلّة من الأوّلين وقليل من الآخرين ) فلهم من أسمائه حكم إسمه الأوّل وهم أهل الفناء وحكم إسمه الآخر وهم أهل البقاء , بمعنى إشارة ثلّة من الأوّلين من أهل الفناء فهم ثلّة وكثرة , ولكن أهل البقاء ثلّة قليلة من الآخرين فهؤلاء أهل غربة بحقّ , فأهل الحزن هم نخبة أهل التصوّف فلا يعادلهم سواهم في رقّة معناهم في صفائهم وهؤلاء تتبلور أجسامهم تحت حكم أرواحهم فترقّ كثيرا تبعا للروح فتكاد تشاهد أرواحا تمشي على وجه الأرض , كنت مرّة في زيارة شيخنا إسماعيل رضي الله عنه حينما لقّنني الذكر بالإسم المفرد فلمّا دخل مسجده كان يخيّل إليّ أنّ قدميه لا تمسّان الأرض فرأيته روحا صرفا فنظر إليّ نظرة حينها ونحن وقوف بعد أن أقيمت صلاة العصر فأغنتني غناءا أبديّا إن شاء الله تعالى فرضي الله عنه وأرضاه وجزاه الله عن أمّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم خيرا فقد كان كريما سخيّا رضي الله عنه فهو من أهل الصفاء , فالدنيا والآخرة مشارب وأحوال , فرضي الله عن أهل الله تعالى في الدنيا والآخرة فكلّ ما ترونه من إنفاق من العبد الضعيف فهو في حقيقته من إنفاق شيخنا رضي الله عنه علينا
فانتقل رضي الله عنه وما كان في قلبي بعد شخص رسول الله عليه الصلاة والسلام إنسان في قلبي أحبّ إلى قلبي ولا أقرب إليّ منه بل لو خيّروني بين نعل شيخنا وكرة الأكوان لما تردّدت طرفة عين أو أقلّ من ذلك في الإختيار فلا نماثل بمشائخنا أحدا من خلق الله تعالى فما أحببت بحياتي كلّها ولا أستطيع مثلما أحببت شيخنا رضي الله عنه فأرجو من الله تعالى أن يثيبني على ذلك بلقائه في الآخرة وخدمته هناك حيث لم يتسنّ لنا هنا خدمته
فالصفاء مقام خيالي جمالي بل يفوق الخيال فهو لا يطاق بحوره مقلقة بل هو الجنّة الموعودة والغاية المنشودة فذرّة من ذلك الصفاء يجعل الكافر وليّا في طرفة العين فلا تحمل غلاّ أو حقدا أو حسدا على أحد من خلق الله تعالى فتتمنّى أن يدخل كلّ خلق الله الجنّة قبلك وأن تكون خديمهم جميعا بل تتمنّى أن لو كان جميع العالمين أقطابا وأنت خادمهم فتتمنّى خدمتهم أكثر ممّا تتمنّى الولاية أو القطابة أو أيّة خصوصية بل تسكر بخدمتهم فتحبّها وتتفنّن فيها غاية التفنّن والفناء فكيف بمن خدم محمّد رسول الله عليه الصلاة والسلام
فالصفاء بحر الفناء , وبحر القلق الذي لا يعرف له سبب , يريك ما لا عين رأت , ويسمعك ما لا أذن سمعت , ويلهمك بما لم يخطر قطّ على قلب بشر , هذا هو طريق الله تعالى فمن أحبّ الله كان جندا من جنوده يتلوّن مع الحقائق في تلوين التمكين
الصفاء من أجمل بحور الله تعالى , ثمّ بعد هذا نذكر إن شاء الله أسرار نزول القرآن العظيم وكيفية نزوله فإنّ الواردات الصافية من معاني القرآن العظيم , أو تقول هي من جنس الحديث القدسي , فمثلا عندما يكون جماعة كاملي الصفاء فيذاكرهم شيخهم فإنّ مذاكرته تخرج كالحديث القدسي الرباني فكلّما كان الصفاء كلّما علت وتقدّست تلك المذاكرات فيتلوه شاهد منه في الشاهد ( وما ينطق عن الهوى ) أي لا يستشعر في الوجود غير الربّ المعبود فلا يرى الأكوان وإنّما يرى ربّها خالقها ومنشئها , فيكون حديثه حديث العبد الرباني الذي ليس فيه من هوى النفس شيء
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مسك الصفاء
جزاك الله عنا كل خير
قال أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه: الرجل من يحتسي بحار السموات والأرض ولسانه خارج يلهث عطشاً.
وقال : شربت الحب كأساً بعد كأس * فما نفد الشراب وما رويت
قال أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه: الرجل من يحتسي بحار السموات والأرض ولسانه خارج يلهث عطشاً.
وقال : شربت الحب كأساً بعد كأس * فما نفد الشراب وما رويت
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: مسك الصفاء
الصفاء عالمه إحساني , صفحة بيضاء من البراءة , فهو أقرب للصمت وذهول الروح إلى ما لا غاية له ولا نهاية , فعالمه طربي وسرّه أنشودي , كلّ المقامات راجعة في الأخير إليه , فهو مقامك الذي يصاحبك في كلّ وقت وحين , فهو عالم خلودي , سرّ الجنان في الدنيا والآخرة , فكمال المقامات واستيفاء تمام الأحوال تعدّ معلولة بالمقارنة معه , بل لولاه ما صحّ كمال مقام أو استيفاء حال , فهو أنشودة الأناشيد الخالدة , عنوان مقام الصدّيقية , نال هذا المشرب جميع ساداتنا الأنبياء عليهم السلام وخصوصا منهم بعد سيّد الوجود عليه الصلاة والسلام سيّدنا إبراهيم وسيّدنا إدريس وفي مقام آخر سيّدنا يوسف عليهم جميعا السلام , فما نال بعد الحبيب عليه الصلاة والسلام أحد من الأنبياء هذا المقام مثلما ناله سيّدنا إبراهيم الخليل عليه السلام فهو الفتى الخالد بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام , فما تجلّت صوفية من الصوفيات مثلما تجلّت في سيّدنا إبراهيم عليه السلام بعد الحبيب عليه الصلاة والسلام , ومن هنا قيل في المقامات والأحوال أنّ العبرة بصفائها , ومن هنا قيل : صفاء الوارد لا يكون إلاّ بالذكر , فالذكر إنّما شرّع لتصفية القلوب والأرواح , فالصفاء ليس هو مقام علمي أو ذوقي أو معرفي , بل هو أرقى من ذلك بكثير , فليس العلم دليلا على الصفاء بل هو مقام بقائي في حال فنائي بوصف الجمال في لسان العلم بحال المعرفة بمدد الأدب وهذا هو المقام القرآني والمقام الصمداني , فأقرب مقام سرّه القرآن هو مقام الصفاء فهو مقام ( الأخلاق الإلهية ) فلا ينزل القرآن إلاّ على أهل الصفاء بعد تصفيتهم من الأكدار ليكون القرآن أخلاقا لهم فلو تلاحظ الوجود منذ خلقه الله تعالى فسترى أنّ مقام الصفاء هو مبحث الوجود وسرّ كلّ موجود , فصاحبه لا يقرأ ولا يكتب بل هو القراءة وهو الكتاب , ثمّ إنّ مقامه غامض جدّا لا يحسن أن يعبّر عنه أحد كتابة أو تفسيرا إذ أنّ ذلك أمر لا يفسّر أبدا فهو من جمال الله تعالى أو تقول هو مقام جمال الله تعالى حيث تتيه العقول وتذهب الفنون ويغيب الشاهد في المشهود , فهل تدري ميزان تلك اللذّة أو يمكن وصفها فضلا عن وصف منشئها , بل لو فعلت ما فعلت فلا يمكنك أن تعبّر عن تلك اللذّة إلاّ بما يزيدها منك وحشة وسوء , فمن عبّر عنها فهو يغالط الناس فهو كاذب مدّعيا رغم أنّه في نفس الوقت صادقا صدّيقا ما يكذب ولا قصد أصلا كذبا بل لا يعرف الكذب ولا يعرفه الكذب
من هنا سكت القوم , وخمل ذكرهم بل لو رأيتهم يقولون كما قال الشافعي رضي الله عنه ( وددت أن لو كتب كلّ علمي ولم ينسب لي منه شيء ) فإنّ من أحكام الصفاء محبّة الخمول مع وجود الظهور فهو الخامل الظاهر ثمّ إنّ الصفاء لذيذ ألذّ من كلّ لذّة فهو كماء طهور وهو الطهارة وهو القدس والقدسية , رأيت مرّة في النوم أنّي في الجنّة وكنت أطير مع طيور كثيرة بجبّتي على وصف بشريّتي وكانت تلك الطيور تلحقني حيثما رحت يريدون أن يمدوني من أحوالهم في فنون المحبّة فكنت أهرب منهم هروبا كبيرا حتّى لحقني طير سريع كالبرق الخاطف فاحتضنني بشدّة فكدت أصعق أو أذوب من شدّة حرّ الحبّ وأنفجر حتّى أنّهم لو عذّبوني بكهرباء العالم لكانت أخفّ عليّ ممّا كنت فيه وقت الرؤيا
لذا قال القوم في معرض الحديث عن وصف صفائهم الذي لا يوصف بل ذكر رشحاتهم : طوبى لمن نال من هذا الصفاء ولو ذرّة فهو مثل النفحات التي أخبرنا عنها الحديث فالنفحة لا تكاد تبصرها أو تعقلها فمن أصابته قد لا يشقى بعدها أبدا ولا تجد تلك النفحات إلاّ عند أهل الصفاء كساداتنا العارفين رضي الله عنهم أجمعين وعنّا بهم , هناك تتجلّى مقامات العرفان كالعروس فتختار من بحار العلوم والحكم ( وفاكهة ممّا يتخيّرون ) وتضطرّ إلى الأحوال ( ولحم طير ممّا يشتهون ) لأنّ من طبائع الطيور طيرانها وجولانها فأنت تأكل منها لأنّك من جنسها , وهذا ما فهمه عيسى عليه السلام لمّا خلق من الطين كهيأة الطير , وكذلك الإشارة إلى إبراهيم أن يأخذ أربعة من الطير ثمّ إنّ هذه المقامات قد أخبرنا عنها رسول الله بأبلغ بيان عندما كان يضرب الأمثال بالطير ذوات الأجنحة مثل وصف الملائكة أو جبريل الذي له ستّمائة جناح وكذلك ما ورد في القرآن , وإنّما الإشارة لعيسى أنّه يخلق من الطين الذي هو أصل بشرية الإنسان كهيأة الطير الذي هو الروح العارف يطير إلى مولاه محبّة وشوقا , وكذلك إبراهيم تساءل كيف يمكن أن يحيي الموتى فأشار إليه أنّ بشرية الإنسان مثل الطير الميّت فمتى دعوتها يا إبراهيم يأتينك سعيا فكان مقام عيسى النفخ للتكوين وكان إبراهيم مقامه الدعوة ( ثمّ أدعهنّ يأتينك سعيا ) لذا أمر أن يؤذّن في الناس بالحجّ عليه السلام بعد أن دعا بوجود هذا النبيّ الخاتم لتعلّقه به لأنّ مقام صفائه يعطي هذا , فإنّ أهل الصفاء مثل الطيور , طيور الجنّة , أما إذا أردت أن تعرف عظمة مقامه عليه الصلاة والسلام في الصفاء فانظر ما أنزله الله عليه من القرآن إذ لا يفهم القرآن إلاّ الصافي فعلى قدر مقامك في الصفاء يكون فهمك للقرآن لأعلمك بقيمة فهم رسول الله عليه الصلاة والسلام للقرآن حتى قيل فيه أنّه كان قرآنا يمشي على رجليه وأنّ خلقه القرآن فمن كثرة صفائه عليه الصلاة والسلام فكأنّ القرآن انطبع فيه , فلا تفرح إلاّ بوجود هذا القرآن الذي يمشي على رجليه فهو إلى الآن مازال يمشي وهو ظاهر لا يخفى , فلمّا كانت أخلاقه القرآن , والقرآن مازال بين أظهرنا وكان قرآنا عليه الصلاة والسلام يمشي على رجليه فلا زال هذا القرآن فهل القرآن غيره عليه الصلاة والسلام فيا ليت قومي يعلمون , ثمّ متى سمعت القرآن فهل تدري من يقرؤه عليك فالذي يقرأ هو محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام فمنذ أن قيل له ( إقرأ ) فهو إلى الآن يقرأ فتواصلت قراءته وكذلك ذكره وكذلك كلّ أمر أمر به في الدنيا عليه الصلاة والسلام لذا رأى موسى يصلّي في قبره فما تراه فاعلا عليه الصلاة والسلام في قبره فما خرج لفظ قرآني أو آية منه إلا من بين شفتي النبيّ عليه الصلاة والسلام فالذي نطق بالقرآن لهذا الوجود هو رسول الله عليه الصلاة والسلام إذن فالذي يقرأ إلى الآن هو محمّد رسول الله وإلاّ فلو قرأ أحد غيره لضاعت وذهبت معاني القرآن وحرّفت فلا يزال كتاب الله محفوظا بمحمّد رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو القرآن الذي يمشي على رجليه وخلقه القرآن فلما تنكر على العارفين هذا يا من لا تشهد ولا ترى صفاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا قراءته لك فهذا الحدّ الأدنى أمّا الأعلى فهو أن تسمع من الله تعالى لأنّه كلام الله فما تكلّم به غيره فيتّضح عندك الآن يا باحث الفرق بين النطق وبين الكلام فالنبيّ عليه الصلاة والسلام نطق بالقرآن والله تعالى تكلّم به لذا قال له ( إقرأ ) لو تفطّنت
صاحب الصفاء , صاحب النظر الثاقب كالذي يرى في الجنّة مخّ ساق الحور من وراء سبعين حلّة فهل نظرت يوما إلى معاني القرآن بمثل هذه النظرة كي تغوص في بحوره فتترك الكتابة وتكسّر القلم وتخلع العذارى وتكسّر عليك نواميسك وتخرق عوائدك , فما أوسع بحر الدين ففي بعض الأحيان أتخيّل عند قراءة القرآن أو التفكّر فيه أو قراءة الحديث أو التفكّر فيه أنّني في علم غير متناهي متّسع بلا حدود أو نهاية فيه من الألوان كما في فصل الربيع من زينة فالقرآن هو هذا الوجود في إتّساعه فحين تقرأ ( الرحمان علّم القرآن ) تدرك أنّ الرحمان ما علّم غير القرآن فكلّ ما تشهده من علوم فهو من علوم القرآن فحتّى علوم الكفّار فهي من علوم القرآن ( هذا سنفرده بمبحث كامل إن شاء الله تعالى ) كي يتبيّن الحقّ فرغم أنّ القرآن كتاب للوصول إلى الكمال الإنساني وهو المفسّر بالخلق العظيم فهو يشمل جميع العلوم فتنزل على الكفّار الأفكار من خزائن حضرة العلم الإلهي كهذه التكنولوجيا المشهودة أّما في العلوم التي تكون شريّة فهي من مقتضى إسمه المنتقم كالقنابل النوويّة والعنقودية والصواريخ الإستراتيجية
وهنا هناك أسرار عظام من العلوم التي تمنع كتابتها ولا تفشى لبعد عقول غالبية البشر عن فهمها فلو نطقوا بها استعملها إبليس لعنه الله فيما لا يرضي الله فيلبّس بها على النّاس , وقد ورد عن سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه قوله ( أنّ كلّ عارف بالله يعلّمه الله تعالى علوما أهل الأرض لا يعلمون أسماءها فضلا عن محتواها ومواضيعها ) هذا كي يبكي علماء الظاهر على أنفسهم من الآن في إساءة أدبهم مع أهل الصفاء من أهل الله تعالى رضي الله عنهم أجمعين
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» عاشق الصفاء
» أين اللقاء يا أهل الصفاء
» لا تحصر الصفاء في ذاتك
» عوالم الصفاء وفعلها ( هدية لأبي أويس )
» طلب من أهل المحبة و الصفاء و الوفا
» أين اللقاء يا أهل الصفاء
» لا تحصر الصفاء في ذاتك
» عوالم الصفاء وفعلها ( هدية لأبي أويس )
» طلب من أهل المحبة و الصفاء و الوفا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس