بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الفرق بين الخاطر والوارد
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفرق بين الخاطر والوارد
الخاطر والوارد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله ومن والاه
فتح لنا أخونا علي وذلك في منتدى أحباب العلاوي مأجورا إن شاء الله بابا للتطرق لموضوع الخاطر والوارد والفرق بينهما ولن أقول برأي هذه المرة في هذا المضمار لما ورد في هذا الباب من كلام عظيم لأهل المعرفة والوصال من الرجال الكمل والمشائخ العظام فلا يبقى معنى ولا لياقة لمثلي ان يزاحمهم على ما وصلوا إليه وكيف تدرك الشمس يد شلاّء.
إن شيخنا رحمه الله وقدس سره قسم الخاطر إلى قسمين سمّى النوراني بالوارد والظلماني بالخاطر تسهيلا للفقراء . وقال رحمة الله عليه في مذاكرة بزاوية الراقوبة بمدينة قفصة معناها أن القلب في حالة اتصال دائم مع العالم العلوي يأتي اولا الوارد الرحماني فإن لم يجد استعدادا من المتلقي يحل محله الوارد الملائكي فان كان القلب منتكسا والعياذ بالله يحل محله الخاطر الشيطاني ويترك المجال للخاطر النفساني هذا مجمل المعنى الذي أورده شيخنا في هذا الباب وقال أن الوارد بمعنى الرحماني لا يرد على القلب إلا إذا كان في حالة صفاء تام.
ولم يتوسع شيخنا رحمه الله في هذا الباب ليسهل استيعابه على الفقراء الذين تغلب على أكثرهم الأمية.
أما الشيخ الغزالي فلقد وحّد الاسم وفرّق المعنى وبين الدافع ووضّح الفارق تحت اسم واحد وهو الخاطر.
كتب(...أما معرفة أقسامها فاعلم أن الخواطر آثار تحدث في قلب العبد تبعثه على الفعل أو الترك وحدوث جميعها في القلب من الله تعالى إذ هوخالق كل شيء لكنها أربعة أقسام : فقسم منها يحدثه الله تعالى في قلب العبد ابتداء فيقال له الخاطر فقط.
وقسم يحدثه موافقا لطبع الإنسان فيقال له النفس.وقسم يحدثه عقب دعوة الشيطان فينسب إليه ويقال له الوسواس.وقسم يحدثه الله ويقال له الإلهام...)
وأما سيدي عبد القادر الجيلاني فقد قسّمه إلى ستة وقد قال( وفي القلب خواطر ستة: أحدها:خاطر النفس .والثاني خاطر الشيطان.والثالث خاطر الروح.والرابع خاطر الملك.والخامس خاطر العقل.والسادس خاطر اليقين.فخاطر النفس يأمر بتناول الشهوات ومتابعة الهوى المباح منه والحرج.وخاطر الشيطان يأمر في الأصل بالكفر والشرك والشكوى والتهمة لله عز وجل في وعده ، وفي الفرح بالمعاصي والتسويف بالتوبة ،وما فيه هلاك النفس في الدنيا والآخرة ، فالخاطران مذمومان محكوم لهما بالسوء، وهما لعموم المؤمنين.وخاطر الروح ، وخاطر الملك :يردان بالحق والطاعة لله عزّ وجل ، وما يكون عاقبته سلامة الدنيا والآخرة، وما يوافق العلم ، فهما محمودان لا يعدمهما خواص الناس و أما خاطر العقل فتارة يأمر بما تأمر به النفس والشيطان، وتارة بما يأمر به الروح والملك، وذلك حكمة من الله وإتقان لصنعه ليدخل العبد في الخير والشر بوجود معقول ،وصحة شهود وتميّزفيكون عاقبة ذلك من الجزاء والعقاب عائدا له وعليه لان الله تعالى جعل الجسم مكانا لجريان أحكامه ومحلا لنفاذ مشيئته في مباني حكمته كذلك جعل العقل مطية للشر والخير... وأما خاطر اليقين وهو روح الإيمان ومورد العلم فيرد من الله تعالى ويصدر عنه وهو مخصوص بخواص من الأولياء الموقنين الصديقين والشهداء والأبدال لا يرد الا بالحق وإن خفي وروده ودق مجيئه ولا ينقدح الا بعلم لدني ... فهو للمحبوبين والمرادين والمختارين الفانين في الله فيه عنهم، الغائبين عن ظواهرهم الذين انقلبت عبادتهم الظاهرة الى الباطنة ما خلا الفرائض والسنن المؤكدة فهؤلاء أبدا في مراقبة بواطنهم والله تعالى يتولى تربية ظواهرهم قوله تعالى :إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
تولاهم وكفاهم وشغل قلوبهم بمطالعة أسرار الغيوب ونورها بالتجلي في كل قريب فاصطفاهم لمحادثته واختصهم بالأنس به والسكون اليه والطمأنينة لديه فهم في كل يوم في مزيد علم ونمو معرفة ....)
ويحكى أن فقيرا كان يرافق شيخه في سفر على الأقدام وكان البرد شديدا والثلوج تتساقط فخطر ببال الفقير أن ينزع شملته ليلف بها قدمي شيخه ولكنه تردد ولم يفعل وحينما انتهى بهما المطاف واستقرا سأل المريد شيخه ان يوضخ له الفرق بين الخاطر والوارد فأجابه الشيخ رحمه الله قائلا ان الوارد هوالذي قال لك لف قدمي شيخك بشملتك والخاطر هو الذي قال لك لا تفعل.
والسلام تعمدت ان لا أضيف من عندي شيئا لانه أولا ليس لي في هذا السوق ما أذوق والثاني اردت ان لا أمزج هذا الصفاء بخواطري . اخوكم المذنب علي بن محمد كادي قفصة تونس مريد الشيخ اسماعيل قدس سره
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله ومن والاه
فتح لنا أخونا علي وذلك في منتدى أحباب العلاوي مأجورا إن شاء الله بابا للتطرق لموضوع الخاطر والوارد والفرق بينهما ولن أقول برأي هذه المرة في هذا المضمار لما ورد في هذا الباب من كلام عظيم لأهل المعرفة والوصال من الرجال الكمل والمشائخ العظام فلا يبقى معنى ولا لياقة لمثلي ان يزاحمهم على ما وصلوا إليه وكيف تدرك الشمس يد شلاّء.
إن شيخنا رحمه الله وقدس سره قسم الخاطر إلى قسمين سمّى النوراني بالوارد والظلماني بالخاطر تسهيلا للفقراء . وقال رحمة الله عليه في مذاكرة بزاوية الراقوبة بمدينة قفصة معناها أن القلب في حالة اتصال دائم مع العالم العلوي يأتي اولا الوارد الرحماني فإن لم يجد استعدادا من المتلقي يحل محله الوارد الملائكي فان كان القلب منتكسا والعياذ بالله يحل محله الخاطر الشيطاني ويترك المجال للخاطر النفساني هذا مجمل المعنى الذي أورده شيخنا في هذا الباب وقال أن الوارد بمعنى الرحماني لا يرد على القلب إلا إذا كان في حالة صفاء تام.
ولم يتوسع شيخنا رحمه الله في هذا الباب ليسهل استيعابه على الفقراء الذين تغلب على أكثرهم الأمية.
أما الشيخ الغزالي فلقد وحّد الاسم وفرّق المعنى وبين الدافع ووضّح الفارق تحت اسم واحد وهو الخاطر.
كتب(...أما معرفة أقسامها فاعلم أن الخواطر آثار تحدث في قلب العبد تبعثه على الفعل أو الترك وحدوث جميعها في القلب من الله تعالى إذ هوخالق كل شيء لكنها أربعة أقسام : فقسم منها يحدثه الله تعالى في قلب العبد ابتداء فيقال له الخاطر فقط.
وقسم يحدثه موافقا لطبع الإنسان فيقال له النفس.وقسم يحدثه عقب دعوة الشيطان فينسب إليه ويقال له الوسواس.وقسم يحدثه الله ويقال له الإلهام...)
وأما سيدي عبد القادر الجيلاني فقد قسّمه إلى ستة وقد قال( وفي القلب خواطر ستة: أحدها:خاطر النفس .والثاني خاطر الشيطان.والثالث خاطر الروح.والرابع خاطر الملك.والخامس خاطر العقل.والسادس خاطر اليقين.فخاطر النفس يأمر بتناول الشهوات ومتابعة الهوى المباح منه والحرج.وخاطر الشيطان يأمر في الأصل بالكفر والشرك والشكوى والتهمة لله عز وجل في وعده ، وفي الفرح بالمعاصي والتسويف بالتوبة ،وما فيه هلاك النفس في الدنيا والآخرة ، فالخاطران مذمومان محكوم لهما بالسوء، وهما لعموم المؤمنين.وخاطر الروح ، وخاطر الملك :يردان بالحق والطاعة لله عزّ وجل ، وما يكون عاقبته سلامة الدنيا والآخرة، وما يوافق العلم ، فهما محمودان لا يعدمهما خواص الناس و أما خاطر العقل فتارة يأمر بما تأمر به النفس والشيطان، وتارة بما يأمر به الروح والملك، وذلك حكمة من الله وإتقان لصنعه ليدخل العبد في الخير والشر بوجود معقول ،وصحة شهود وتميّزفيكون عاقبة ذلك من الجزاء والعقاب عائدا له وعليه لان الله تعالى جعل الجسم مكانا لجريان أحكامه ومحلا لنفاذ مشيئته في مباني حكمته كذلك جعل العقل مطية للشر والخير... وأما خاطر اليقين وهو روح الإيمان ومورد العلم فيرد من الله تعالى ويصدر عنه وهو مخصوص بخواص من الأولياء الموقنين الصديقين والشهداء والأبدال لا يرد الا بالحق وإن خفي وروده ودق مجيئه ولا ينقدح الا بعلم لدني ... فهو للمحبوبين والمرادين والمختارين الفانين في الله فيه عنهم، الغائبين عن ظواهرهم الذين انقلبت عبادتهم الظاهرة الى الباطنة ما خلا الفرائض والسنن المؤكدة فهؤلاء أبدا في مراقبة بواطنهم والله تعالى يتولى تربية ظواهرهم قوله تعالى :إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
تولاهم وكفاهم وشغل قلوبهم بمطالعة أسرار الغيوب ونورها بالتجلي في كل قريب فاصطفاهم لمحادثته واختصهم بالأنس به والسكون اليه والطمأنينة لديه فهم في كل يوم في مزيد علم ونمو معرفة ....)
ويحكى أن فقيرا كان يرافق شيخه في سفر على الأقدام وكان البرد شديدا والثلوج تتساقط فخطر ببال الفقير أن ينزع شملته ليلف بها قدمي شيخه ولكنه تردد ولم يفعل وحينما انتهى بهما المطاف واستقرا سأل المريد شيخه ان يوضخ له الفرق بين الخاطر والوارد فأجابه الشيخ رحمه الله قائلا ان الوارد هوالذي قال لك لف قدمي شيخك بشملتك والخاطر هو الذي قال لك لا تفعل.
والسلام تعمدت ان لا أضيف من عندي شيئا لانه أولا ليس لي في هذا السوق ما أذوق والثاني اردت ان لا أمزج هذا الصفاء بخواطري . اخوكم المذنب علي بن محمد كادي قفصة تونس مريد الشيخ اسماعيل قدس سره
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي كادي- عدد الرسائل : 23
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: الفرق بين الخاطر والوارد
علي كادي كتب:
إن شيخنا رحمه الله وقدس سره قسم الخاطر إلى قسمين سمّى النوراني بالوارد والظلماني بالخاطر تسهيلا للفقراء . وقال رحمة الله عليه في مذاكرة بزاوية الراقوبة بمدينة قفصة معناها أن القلب في حالة اتصال دائم مع العالم العلوي يأتي اولا الوارد الرحماني فإن لم يجد استعدادا من المتلقي يحل محله الوارد الملائكي فان كان القلب منتكسا والعياذ بالله يحل محله الخاطر الشيطاني ويترك المجال للخاطر النفساني هذا مجمل المعنى الذي أورده شيخنا في هذا الباب وقال أن الوارد بمعنى الرحماني لا يرد على القلب إلا إذا كان في حالة صفاء تام.
....
ولم يتوسع شيخنا رحمه الله في هذا الباب ليسهل استيعابه على الفقراء الذين تغلب على أكثرهم الأمية.
بارك الله فيك سيدي علي وأعذرني أخي فأنت حسب علمي أكبر مني سبقا وصدقا في الطريق ولكن لا أظن أن شيخنا رضي الله عنه انتهج هذا المنتهج الذي فهمته: ليسهل استيعابه على الفقراء الذين تغلب على أكثرهم الأمية.
بل أفهم أنه انتهج منهجا مختصرا ليس فيه كثرة منعرجات ومطبات تبطئ سير السائرين، ولقد عبرتم عنه في أول مفهومكم الطيب بقولكم:
إن شيخنا رحمه الله وقدس سره قسم الخاطر إلى قسمين سمّى النوراني بالوارد والظلماني بالخاطر تسهيلا للفقراء.
أرى أن زمان الغزالي أو الجيلاني رضي الله عنهما زمان يغلب فيه علم الكلام والفلسفة ولا يخفاكم أن الغزالي مثلا له باع كبير في هذا الشأن وطبيعي أن يؤثر في تآليفه، ولا مناص من كلام القوم بلغة عصرهم.
بخلاف زمان شيخنا رضي الله عنه حيث استبانت الطرق ومناهجها وعلم غثها من سمينها ... فحري به أن يلج بمريديه باب التيسير مع التسريع...
فكل زمان له رجالاته...
أرجو أنكم فهمتم قصدي.
ودمتم في رياض العارفين.
رضوان- عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007
رد: الفرق بين الخاطر والوارد
السلام عليكم
آجركم الله على غيرتكم على الطريق عموما وعلى شيخنا رحمه الله خصوصا وجازاكم عنا افضل ما جازى مريدا عن أخوته لما شمل ردكم من لطف وأدب وحسن لفظ .
يا سيدي الفاضل أنا اتّفق معك تماما أن من أهمّ مشاغل شيخنا ومن أبرز اهتماماته هو دفع الفقراء الى ما ينفع بواطنهم والترقّي بهم الى أعلى درجات الوصال وأن همّه الأكبر هو العروج بالهمم الى الله لكن هذا لا يتنافى في شيء مع اشتغاله أحيانا كثيرة ومن عاشروه يعرفون ذلك جيدا قلت لا يتنافى في شيء مع اهتمامه باللغة وتفريعاتها والنّحو والصرف خاصة اذا وجد في المجلس نخبة تفهم هذا الفن وأما قولكم أن اللغة والفلسفة ذهبت مع زمان الشّيخ الغزّالي وسيدي الجيلاني وليس الحال ما عليه شيخنا ألفت انتباهكم أن المنقول عن الشّيخين السّالف ذكرهما هو من كتب في الغرض وهذه صناعة تتطلب لفظا خاصا وتركيبا مميّزا دواعي التأليف وما قابله من كلام شيخنا قدّس الله سره لا يعدو أن يكون مذاكرة ارتجالية ذكّر بها مريديه وإنّي أجزم لو أنّه رضي الله عنه قام بالتأليف لتفنّن وراعى الجوانب اللغوية أكثر مما نتصور لما عهدناه منه من عدم إغفال أي مظهر من مظاهر الكمال في أي ميدان وظهر ذلك جليّا في تأليفه في علم الجغرافيا الذي قال عنه بنفسه أنّه لن يستطيع أحد بعده أن يفعل مثله ونفى ذلك عن من كان قبله مع ان التأليف كان شعرا .
لذا يا سادتي انه ليس من التصوّف ولا الخصوصيّة في شيء أن يكون لنا حساسية من كل علم جانب الكلام في علم الباطن أوما يسمّى بعلم الإحسان حتى وصل الأمر بالبعض أنه جعل الشّريعة الغرّاء علامة على ثبوت حجاب حاملها والمتمسّك بها ويعتبر الكثير من الإخوة أنّك كلما تحررت من قيود الرسوم الا وازددت عروجا وألتبس الأمر على الكثير منهم فلم يفرّقوا بين ضرورة احترام القوانين عند ما تتحتّم الحاجة اليها من حال ضرورة التخلي عن الخوض في تفاصيلها والاستغناء عن كل ما زاد عن الإيفاء بالحاجة وليس التخلي عنها كليا في حال التحلي .
قال الشيخ أحمد زروق :الحقيقة التوحيدية عرش, والشريعة المطهرة كرسيّ ذلك العرش.والحقوق المفصلة فيها سماواتها,والحظوظ النفسانية أرضها.فكلّ حقيقة لا تصحبها الشريعة لا عبرة بصاحبها,وكل شريعة لا تعضدها الحقيقة فلا كمال لها.وإنما يظهر الجميع عند الإعتبار, وتتبع تفاصيل الحقوق, وإقامة الحظوظ التي بها قوام الوجود.
والسلام من أخيكم المتخلف عن ركبكم
آجركم الله على غيرتكم على الطريق عموما وعلى شيخنا رحمه الله خصوصا وجازاكم عنا افضل ما جازى مريدا عن أخوته لما شمل ردكم من لطف وأدب وحسن لفظ .
يا سيدي الفاضل أنا اتّفق معك تماما أن من أهمّ مشاغل شيخنا ومن أبرز اهتماماته هو دفع الفقراء الى ما ينفع بواطنهم والترقّي بهم الى أعلى درجات الوصال وأن همّه الأكبر هو العروج بالهمم الى الله لكن هذا لا يتنافى في شيء مع اشتغاله أحيانا كثيرة ومن عاشروه يعرفون ذلك جيدا قلت لا يتنافى في شيء مع اهتمامه باللغة وتفريعاتها والنّحو والصرف خاصة اذا وجد في المجلس نخبة تفهم هذا الفن وأما قولكم أن اللغة والفلسفة ذهبت مع زمان الشّيخ الغزّالي وسيدي الجيلاني وليس الحال ما عليه شيخنا ألفت انتباهكم أن المنقول عن الشّيخين السّالف ذكرهما هو من كتب في الغرض وهذه صناعة تتطلب لفظا خاصا وتركيبا مميّزا دواعي التأليف وما قابله من كلام شيخنا قدّس الله سره لا يعدو أن يكون مذاكرة ارتجالية ذكّر بها مريديه وإنّي أجزم لو أنّه رضي الله عنه قام بالتأليف لتفنّن وراعى الجوانب اللغوية أكثر مما نتصور لما عهدناه منه من عدم إغفال أي مظهر من مظاهر الكمال في أي ميدان وظهر ذلك جليّا في تأليفه في علم الجغرافيا الذي قال عنه بنفسه أنّه لن يستطيع أحد بعده أن يفعل مثله ونفى ذلك عن من كان قبله مع ان التأليف كان شعرا .
لذا يا سادتي انه ليس من التصوّف ولا الخصوصيّة في شيء أن يكون لنا حساسية من كل علم جانب الكلام في علم الباطن أوما يسمّى بعلم الإحسان حتى وصل الأمر بالبعض أنه جعل الشّريعة الغرّاء علامة على ثبوت حجاب حاملها والمتمسّك بها ويعتبر الكثير من الإخوة أنّك كلما تحررت من قيود الرسوم الا وازددت عروجا وألتبس الأمر على الكثير منهم فلم يفرّقوا بين ضرورة احترام القوانين عند ما تتحتّم الحاجة اليها من حال ضرورة التخلي عن الخوض في تفاصيلها والاستغناء عن كل ما زاد عن الإيفاء بالحاجة وليس التخلي عنها كليا في حال التحلي .
قال الشيخ أحمد زروق :الحقيقة التوحيدية عرش, والشريعة المطهرة كرسيّ ذلك العرش.والحقوق المفصلة فيها سماواتها,والحظوظ النفسانية أرضها.فكلّ حقيقة لا تصحبها الشريعة لا عبرة بصاحبها,وكل شريعة لا تعضدها الحقيقة فلا كمال لها.وإنما يظهر الجميع عند الإعتبار, وتتبع تفاصيل الحقوق, وإقامة الحظوظ التي بها قوام الوجود.
والسلام من أخيكم المتخلف عن ركبكم
علي كادي- عدد الرسائل : 23
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
رد: الفرق بين الخاطر والوارد
أجزم أن سيدنا الشيخ إسماعيل رضي الله عنه لو طرحتما هذا أمامه لأعجب بكما ولافتخر بكما أمام الملأ من الإخوان.
والله أعلم
أمة الله- عدد الرسائل : 92
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: الفرق بين الخاطر والوارد
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى التابعين المحسنين والمجتهدين لمعرفة الله وبعد جزاك الله كل خير سيدي علي على اجتهادك اردت فقط ان أسوق ملاحظة بعد إذن جميع ساداتنا...
ان كل فقير يقرأ الواقعة والوظيفة ومرآة الذاكرين ويذكر أوراده ويذكر الله كما أذن له الأستاد قدس الله سره ويطبق ويجتهد في مذاكرته الاخيرة من سيدنا أصبح من المتعلمين ولا تنطبق عليه صفة الأمي بمعناها السلبي حتى وإن كان يجهل القراءة والكتابة - واتقوا الله ويعلمكم الله- وما اتخد الله من ولي جاهل إلا وعلمه.
و شكرا
ان كل فقير يقرأ الواقعة والوظيفة ومرآة الذاكرين ويذكر أوراده ويذكر الله كما أذن له الأستاد قدس الله سره ويطبق ويجتهد في مذاكرته الاخيرة من سيدنا أصبح من المتعلمين ولا تنطبق عليه صفة الأمي بمعناها السلبي حتى وإن كان يجهل القراءة والكتابة - واتقوا الله ويعلمكم الله- وما اتخد الله من ولي جاهل إلا وعلمه.
و شكرا
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» الفرق بين الكشف والشهود
» الفرق بين العالِم والعارف
» ما الفرق بين الإسترجاع والحوقلة ؟
» ما الفرق بين العالم بالله والعارف بالله
» الفرق بين المنتديات والفيسبوك
» الفرق بين العالِم والعارف
» ما الفرق بين الإسترجاع والحوقلة ؟
» ما الفرق بين العالم بالله والعارف بالله
» الفرق بين المنتديات والفيسبوك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس