بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الرحمة ... والعلم ... ( الرحمان علّم القرآن )
صفحة 1 من اصل 1
الرحمة ... والعلم ... ( الرحمان علّم القرآن )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المرسول رحمة للعالمين وآله وصحبه أجمعين
قال تعالى : ( الرحمان علّم القرآن )
وقال تعالى : ( أنزله بعلمه )
الرحمة أمرها قلبيّ , أمّا العلم فأمره عقلي , فمتى فُصل القلب عن العقل , فُصلت الرحمة عن العلم , فمن تمسّك بالعلم من دون مدد الرحمة فقد تفسّق , ومن تمسّك بالرحمة خالية من أدب العلم فقد تزندق
الرحمة للأحوال , والعلم للمقامات , الرحمة للعبودية ولكن في وصف العلم ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ) ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) أمّا العلم فهو للخصوصية في وصف العبودية ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) فوقع الإختصاص بالعلم والرحمة كما وقعت العبودية بالرحمة والعلم لذا ما ذكر الله تعالى العبودية إلاّ وألحقها بآيات الرحمة أو ما في مضمونها وسياقها بحسب حقيقة ذلك الحال أو المقام باعتبار أنّ جميع علوم الاحوال والمقامات موجودة في القرآن بأجلى عبارة وأرقى إشارة لذا ورد أنّ أهل القرآن هم أهل الله تعالى وخاصّته فتحقّق هنا مقامان وظهرت مرتبتان : الأولى : أنّهم أهل الله وهذا مقام الفناء في محبّة الذات الإلهية وهو المرموز إليه بالفناء , والثانية : وأنّهم خاصّته وهذا مقام البقاء أو الخروج في وصف الخلافة كالأنبياء والمرسلين وورثتهم من كمّل الوارثين المرشدين لذا يستقلّ كلّ شيخ بنظريته في التربية والإرشاد مجال الإستنباط لأنّهم من الراسخين في العلم فهم هداة مهديين يحقّ لهم الإجتهاد بلا قياد كسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وكسيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وكسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه وكسيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه وبقيّة أعمدة وأسس الطرق الصوفية رضي الله عنهم أجمعين وقدّس أسرارهم الزكية فهؤلاء جمعوا بين الرحمة والعلم على صفة أهل الكمال وراثة نبوية وأحوالا محمّدية
لهذا لمّا كانت الرحمة أمرها حالي : قال عليه الصلاة والسلام ( إنّما أنا رحمة مهداة ) من باب الفضل فعلمنا أنّ الأحوال من صفة الفضل ( يختصّ برحمته من يشاء ) فعلمنا أنّ الأحوال النبوية الشريفة مهداة إلى جميع الأمّة في درجاتها الثلاث : العوام والخواص وخاصة الخاصة
قيل في العلم أنّه حجاب : والجواب نعم متى خلا من الرحمة , أمّا متى كان ممزوجا بالرحمة فهو الطريق إلى دخول حضرة الأحباب
فعلمنا أنّ العلم والرحمة هما : الكتاب والسنّة , الكتاب هو العلم , والسنّة هي الرحمة , أو تقول : السنّة هي العلم في وصف الرحمة , والكتاب هو الرحمة في وصف العلم لذا قال فيهما عليه الصلاة والسلام بأنّهما لا يفترقان إلى أن يردا عليه الحوض
الرحمة : مناط الحقيقة
العلم : مناط الشريعة
العلم : هو البحث عن تلك الرحمة وفهمها ولكن لا يكون هذا إلاّ ذوقا وحالا وهذا المعبّر عنه عند أهل الله تعالى بالمعرفة فيقال عارف بالله أي التّصف بالرحمة علما ( المعرفة )
الرحمة : هي نفخ الروح في العلم , لذا وقعت الإحاطة الإلهية بصفة الرحمة وصفة العلم ( ورحمتي وسعت كلّ شيء ) ( وأحاط كلّ شيء رحمة وعلما ) قال ( كلّ شيء ) كي تفهم المقصود ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) , فتقيّدت الرحمة بالعلم القرآني ( الرحمان علّم القرآن ) مجال الأحوال الذوقية , وتقيّد العلم بالرحمة القرآنية مجال المقامات فهما الحاكمان على جميع الصفات الإلهية ( وإن كانت الصفات لا حكم لأحدها على الأخرى ) وإنّما أقصد ترتيب العلم وهو الأدب فلو تشهد أدب الصفات مع صفة العلم لتحيّرت , وكذلك كلّ صفة لها أدب مع الأخرى لأنّها مقدّسة لا يبغي بعضها على بعض ثمّ هي تغار لبعضها البعض فسرت الرحمة في جميع الصفات والأسماء الإلهية ومن هنا قال أهل التحقيق في هذا المشهد ( العالم كلّه مرحوما ) وتقيّدت الصفات بمدد العلم , فأنت بين الرحمة والعلم وإنّ العدل من العلم لذا لا يخشى أهل الله شيئا مثل خشيتهم من العلم الإلهي وكلّ أدبهم إنّما هو مراعاة للعلم ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) قال عليه الصلاة والسلام ( أنا أعلمكم بالله وأتقاكم أو قال أخشاكم له )
هذا من حيث تعلّق الإرادة بإيجاد المخلوقات أو تقول التجلي بالصفات الإلهية والأسماء فهي مشاهد تجلّيات الألوهية والمجالي الربانية وهو التعريف الإلهي بنفسه في غيره فمتى فقدت الأدب مع الرحمة عاقبك العلم , ومتى أسأت الأدب مع العلم عاقبتك الرحمة في غيرها كصفة الغضب أو المقت أو الإنتقام , ثمّ يرجع العلم في الأخير إلى عين الرحمة فيكون أهل النار في النار ( المرحوم المعذّب ) فالعلم حجاب عن الرحمة , والرحمة حجاب عن العلم , ولا ينكشف الحجاب إلاّ بالإتّصاف بهما جميعا في حضرة الأدب حتى يضحى هذا عين هذا وهذا عين هذا من غير إختلاط ( بينهما برزخ لا يبغيان ) وذلك الصراط المستقيم والهدى القويم
ثمّ لمّا كانت صفة الرحمة وصفها حاليا ذوقيا يخشى عليك من حصول الدعوى في ذلك فيقلّ أدبك فتتجرأ على الصفات الأخرى فتسيء أدبك معها في حضور صفة الرحمة إلاّ متى قبلتك الرحمة قبل أن ينطق العلم كما في قصّة كعب بن زهير , فردّك العلم بأنّه غير متناهي فلا تحلّ فيه أو يحلّ هو فيك فإنّ العلم هو المراقب وهو القاضي في دعوى الإتّحاد والحلول فلو لا العلم لصدّق كلّ من إستغرقته الرحمة بالإتّحاد والحلول فالعلم هو السيف البتّار على من يتمثّل بهذه الدعوى لذا نبّهك أنّه غير متناهي ( وقل ربّ زدني علما ) فيضحى لك مقامان : الرحمة : مقام العبودية فأنت فيه متنعّما واصلا موصولا على صفة الإستغراق ( سبحان الذي أسرى بعبده ) ( وعباد الرحمان ) ثمّ مقام العلم : وهو مقام المراقبة بعد المشاهدة داعي الأدب مع الألوهية لذا أمره أن يقول ( وقل رب زدني علما ) ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) فنقص علمك يتمثّل في الإغترار بتلك الرحمة , ونقص رحمتك يتمثّل في الإغترار بعلمك , وهذا ما وقع فيه إبليس فقد جهل أحكام التجليات وأساء الأدب مع الحضرات وكذلك السامري ومن أساء الأدب وقع في العطب
السير إلى الله : ينتهي بالوصول إليه ( وأنّ إلى ربّك المنتهى ) أي إلى الرحمة الكليّة
السير في الله : لا ينتهي لأنّها حضرة علمية وفي هذا فارقوا بين أيّهم أعلى مقاما : العالم بالله أو العارف بالله , كما
ورد ذلك عن سيدي الشيخ الأكبر محي الدين رضي الله عنه لذا قال له ( وقل ربّ زدني علما ) حدّ الإفتقار لأنّه في دار المزيد ( زدني ) لأنّ دار المزيد تستوجب دوما الزيادة فمن لم يزدد كلّ يوم علما فليس هو في دار المزيد لذا قال عليه الصلاة والسلام أنّه لا بورك له في يوم لم يزدد فيه علما فإنّ من علاماتها وجود الزيادة ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان لذا ورد بأنّ الإيمان يزيد وينقص وورد بأنّ الإيمان يخلق كما يخلق الثوب لذا طلب وسأل تجديد ذلك الإيمان في مرتبتين : تجديده من أدنى مراحل الفناء ( بملاقاة بعضكم بعضا ) وتجديده في أعلى درجاته البقاء وذلك بقول ( لا إله إلاّ الله )
فأنت بين رحمة وعلم , بين حال ومقام , فالحال للرحمة وهي للذات , وبين مقام وهو للعلم وهو للأسماء والصفات , فمتى أنكرت الرحمة فقد أنكرت وجود الذات لأنّ الرحمان إسم ذات وليس إسم صفة , ومتى أنكرت العلم فقد أنكرت وجود الأسماء والصفات فقلت بالإعتقاد الذاتي فأنت جاحد في الحالتين ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» حوار بين الحال والعلم
» عباد الرحمان
» التقوى والصدق والعلم والرحمة ..
» الرحمة سرّ الوجود ومفتاح الشهود
» ما علاقة الصّوفي بالموسيقى؟
» عباد الرحمان
» التقوى والصدق والعلم والرحمة ..
» الرحمة سرّ الوجود ومفتاح الشهود
» ما علاقة الصّوفي بالموسيقى؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس