لعبة اللسان بين الخير والشر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المبديء والمعيد رب العالمين وقاهرالعبيد وله الأمر من قبل ومن بعد والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب شافي العلل ومفرج الكروب وعلى الال والصحب الكرام ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعد:
لعبة اللسان بين الخير والشر
لعب اللسان دوراً هاماً في مناخات الحواس والمشاعر والإرادات البشرية عبر دروب المسير الإنساني
في جميع الإتجاهات والمقاصد متحكماً تحكمًا مثيراً في سلوك المملكة الإنسانية بنائاً وهدمًا على محمل
النيات والعقائد سائقاً العقول والنفوس والأجساد رغبةً ورهبةً الى طريق البغية التي هوعلى منبرها.
ومن هنا لعب اللسان لعبته تحت إمرة النوايا الدفينة التي تبخرت بمحتواها إلى سماء الفكر فأمطرت
على أرض اللسان مخرجةً ثمارًا من الكلمات بألوانها وتأثيراتها .
وهذه الثمارالكلامية منها النافع ومنها الضار،محدثاً بذلك إنشقاقاَ في عالم اللسان،لسانًا يدعوإلى الخير
وأخر يدعوإلى الشر .
فاشتعل الصراع بين النقيضين لاعباً لعبته ليغلب اللسان الأخر داخل رحى الأكثرية والأقلية ضمن
المواسم التي كانت حاضنتها الفصول الأربعة بظروفها الكونية مسبباً فتح أبواب الفتن الكلامية
وهي رأسٌ من رؤوس النزاعات بين الخير والشر(الإناء بما فيه ينضح) وكل لسان ينضح من جب
طبيعته المكونة من خليط الحياة التي نبت منها بظروفها وأحكامها وعاداتها دائراً بفلكها .
وجر اللسان شعوبا ًوقبائلً بلغاتها ومضامينها إلى صناعة الخير وجزم البعض على رضاعة
الشر ونصب أخرين في ساحة الحيرة مفصحاً عن دوره وعن هيمنته وحقيقته الفعالة راسماً لتضاريسه
عبر جغرافيا التاريخ مفسراً لمنشور سلطته ذات الحدين ،وما زال يشق طريقه طارقاً المسامع،يحمل
توأميه في حاضنة ( توافق المتضادات ).