مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب

» هدية اليوم
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية


تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة

مُساهمة من طرف ابو سيف الإثنين 16 يناير 2012 - 20:48

الحمد لله الهادي عباده لسبيل المعرفة و التمكين وصلى الله على سيدنا محمد النبيّ المصطفى الأمين وسيلة المتوسلين وشفيع المذنبين في الدنيا وفي يوم الدين صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد فنستعين بالله العليم أن يمدّنا بعونه على تبيين ما عليه مذهب الوهابية من الضلال المُبين فأقول وبه أستعين ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم وأبدأ أوّلا بسم الله الرحمان الرحيم.
أولا توضيح قواعد هذا المذهب الضال المُضلّ:
أوّلا أنّهم (وضعوا) مذهبا خارجا عن مذاهب السلف الصلاح و صاروا يدعون إليه كافّة الأمّة المحمّديّة و يعتبرون كلّ من لم يقرّهم على مذهبهم الفاسد من الضالين و الكفرة الفاسقين.
1) من هو محمد بن عبد الوهاب هو طالب علم بالمدينة و لذلك يسمّــونه النّجدي و أصله من بني تميم و هو يتردّد بين مكّة و المدينة و أخذ علمه عن كثير من علماء المدينة منهم الشيخ محمد بن سليمان الكردي الشافعي و الشيخ محمد حياة السندي الحنفي و كان الشيخان المذكوران و غيرهما من أشياخه يتفرّسون فيه الإلحاد و الضّلال و يقولون سيضلّ هذا و يُضلّ الله به من أبعده و أشقاه فكان الأمــــر كذلك و ما أخطأت فراستهم فيه و كان والده عبد الوهاب من العلماء الصالحين فكان أيضا يتفرّس في ولده الإلحاد و يذمه كثيرا و يحذر الناس منه و كذا أخوه سليمان بن عبد الوهاب فكان ينكر ما أحدثه من البــدع و الضلال و العقائد الزائغة و ألّف كتابا في الرّد على أخيه محمد بن عبد الوهاب و كانت ولادة محمد بن عبد الوهاب سنة 1111 هجرية و لمّا أراد إظهار ما زيّنه له الشيطان من البدعة و الضلالة إنتقل من المدينة إلى المشرق و صار يدعو الناس للتوحيد و ترك الشّرك و يزخرف لهم القـــول و يفهّمهم أنّ مــــا عليه الناس كله شرك و ضلال و يظهر لهم عقيدته فتبعه كثير من غوغاء الناس و عـــوام البوادي و كان ابتداء أمره في الشرق سنة 1143 و اشتهر أمره بعد الخمسين و ألف و مائة بنجد و قراها و قام بنصرته أمير الدرعيّة محمد بن سعود و جعل ذلك وسيلة إلى اتساع ملكه و نفاذ أمره و حمّل أهل الدرعيّة على إتباع محمد بن عبد الوهاب فيما يقول حتى قوي أمره فخافته البادية فكان يقول لهم إنّي أدعوكم إلى الــدين و جميع ما هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق و من قتل مشركا دخل الجنّة و في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد و كان أمير مكة سنة 1146 فأرسل الوهابيون له يستأذنونه في الحــــــج و غاية مرادهم إظهار عقيدتهم الفاسدة في الحرمين الشريفين و كان أهل الحرمين قد سمعوا بظهور مذهب الوهابية في نجد و إفسادهم عقائد البوادي فلما وصلوا إلى مكة أمر الشريف مسعود علماء مكة أن يناظروهم فوجدوهم مسخرة و ضحكة كالحُمر المستنفرة و بحثوا عقائدهم فإذا هي مشتملة على المكفّرات و بعد أن أقام علماء الحرمين عليهم الحجّة و البرهان أمر الشريف مسعود أمر قاضي الشرع أن يكتب حُجّة بكفرهم ليعلم به الأوّل و الآخر و أمر بسجنهم و وضعهم في الأغلال و فرّ منهم جماعة ثمّ توالت بينهم الحروب حتى ملك الوهابيون جميع بلاد الشام و مكة و المدينة و بغداد و ملكوا الطائف سنة 1217 فقتلوا الكبير و الصغير و كانوا يذبحون الصغير على صدر أمه و نهبوا الأموال و سبّوا النساء حتى سنة 1230 أمر السلطان محمود الوزير المعظم المشير المفخم بمصر محمد علي باشا فجهّز عليهم الجيوش حتى أخرجهم مــــن الحرمين الشريفين و قاتلهم فــي ديارهم حتى استأصلهم و قطع دابرهم.
و من رذائلهم أي الوهابية انتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه و سلم بارتكاب جميع أنواع التحقير له و لمن أحبّه. و كفّروا جميع أمّة سيّدنا محمد و كانوا إذا أجبروا جماعة على الدخول في مذهبهم يأمرونهم بالإتيان بالشهادتين ثم يقولون له أشهد على نفسك أنك كنت كــــافرا و اشهد على والديك أنهما مــاتا كافريْن و أشهد بأنّ جميع العلماء الماضين كفّار فإن أطاعوهم و ألا قتلوهم شرّ قتلة . و الظاهر أن محمد بن عبد الوهاب كان يدّعي النبوّة إلاّّ أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك. و كان يطعن في مذاهب الأئمة و أقوال العلماء و كان يؤوّل القرآن على حسب هــــواه لا بحسب ما فسّـــره به النبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أصحـابه و السلف الصالح و أئمّة التفسير لأنه لا يقول بذلك. و لا يأخذ إجماع العلماء ولا بالقياس الصحيح و من مفاسده أنه قتل كثيرا من علماء الدين و الصالحين و عوام المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ما ابتدعه . و كان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة و يقول ذلك بدعة . و ردّ عليه علماء المشـــرق و المغرب من جميع المذاهب و سألوه عن عدّة مسائل فلم يجبهم لأنه أجهل الخلق بالعلم و ذكر العلامة السيد علوي في كتابه الذي ألّفه في الرّد على ابن عبد الوهاب الذي سمّاه ( جلاء الظلام في الرّد على النّجدي الذي أضلّ العوام) ذكر فيه جملة من الأحاديث و من جملتها حديث رواه البخاري عن أبي سعيد الخُدري رضي الله تعالى عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم قال : ضئضئي هذا أو في عقب هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان لإن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد) و لما قتل سيدنا علي رضي الله تعالى عنه الخوارج قال رجل الحمد لله الذي أبادهم و أراحنا منهم فقال علي رضي الله تعالى عنه ( كلاّ و الذي نفسي بيده أنّ منهم لمن هو في أصلاب الرجال لم تحمل به النساء بعد و ليكوننّ آخرهم مع المسيح الدجّال). و قال السيد علوي الحدّاد. لمّا وصلت الطائف لزيارة حبر الأمّة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما اجتمعت بالعلاّمة الشيخ طاهر سنبل الحنفي ابن العلاّمة الشيخ محمد سنبل الشافعي فأخبرني أنه ألّف كتابا في الرّد على هذه الطائفة سمّاه (الانتصار للأولياء الأبرار) و قال لعلّ الله ينفع به من لم تدخل بدعة النجدي قلبه و أمّا من دخلت في قلبه فلا يرجى فلاحه لحديث البخاري = يمرقون من الدين ثملا يعودون فيه) .
و من قبائح الوهابية حرق كل الكتب الدينيّة و إظهار التجسيم لله سبحانه و تعالى و نبش جميع قبور الأنبياء و الأولياء و أمر في الإحساء أن تجعل بعض قبور الأولياء محلاّ لقضاء الحاجة مرحاض و منع الناس من قراءة دلائل الخيرات و من قراءة مولد النبي صلى الله عليه و سلم و من الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و سلم و قتل من فعل ذلك على المنابر بعد الأذان. و منع الدعاء بعد الصلاة و كان يكفر من يتوسل بالأنبياء و الملائكة و الأولياء . و يقول كل من قال لأحد مولانا أو سيّدنا فهو كافر و يمنع من زيارة النبيّ صلى الله عليه و سلّم و يجعله كغيره من الأموات و ينكر علم النحو و اللغة و الفقه و التدريس بهذه العلوم ثم قال السيد علوي الحدّاد في كتابه المتقدّم ذكره و الحاصل أنّ المحقّق عندنا من أقواله و أفعال هذا الوهابي ما يوجب خروجه عن القواعد الإسلاميّة لاستحلاله أموال مُجمع على تحريمها مع تنقيصها للأنبياء و الأولياء و المرسلين و تنقيصهم كفرا بإجماع الأئمة الأربعة. و من قبائح الوهابية أنهم أوجبوا على الله تعالى إثابة المُطيع كما يجب عليه عقاب العاصي و الله تعالى لا يجب عليه شيئا و من قبائحهم نفي الصفات القديمة عن المولى عزّ و جلّ و اعتقادهم أنّ أفعال العباد مسندة إلى قدرة العباد و من قبائحهم إنكارهم لقدر الله في أفعال البشر و من قبائحهم تحريم التوسل و الاستغاثة بجاه الأنبياء و الصالحين و من قبائحهم تحريم مدح الرسول صلى الله عليه و سلّم و قراءة الموالد و يدّعون بأنّ ذلك شِرْكٌ و من قبائحهم نفي إيصال النفع للميّت بقراءة القرآن عليه أو بالدعاء له و عن تلقينه بعد موته و من قبائحهم اعتقادهم أنّ العبد قادر قبل الفعل و أنه يجب اعتقاد و أنّ النار تحرق بالطبع و لا دخل لإذن الله و كذلك كلّ ما من شأنه أن يؤثر بالطبع و ينفون الإيمان بالقضاء و القدر و نفي الكرامات للأولياء و نفي المعجزات للأنبياء و من قبائحهم استدلالهم بآيات القرآن الكريم على دعاويهم الفاسدة و ينسبون ما نزل من الآيات في حقّ الكفار المنافقين ينسبونها في حقّ المؤمنين حسب زعمهم و من قبائحهم أنهم يؤمنون بالجهة يعني بأنّ الله تعالى في السماء و يستدلون بقوله تعالى )الرحمان على العرش استوى) وبقوله صلى الله عليه و سلم ( ينزل ربّنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخير يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له) فاثبتوا الجهة له تعالى عن ذلك علوّا كبيرا فتعلّقوا بالمتشابهات من الكتاب و السنّة و إليك الرسالة الدعوية التي بعث بها محمد بن عبد الوهاب صاحب المذهب الوهابي إلى جميع الأقطار مشرقا و مغربا في أواخر القرن الثامن عشر يطلب فيها اتباع الناس له و الولاء له و من خالفه فهو مُشرك في اعتقاده وجبت محاربته و قد جاء بهذه الرسالة شيخ مغربي مرّ بالقاهرة في أثناء عودته من الحجاز كما يقول الجبرتي في تاريخه لشهر صفر سنة 1218. و قد وصلت الرسالة إلى القطر التونسي و ردّ عليها مُفتي الديار التونسية آنذاك سيدي محمد المحجوب نور الله ضريحه و هذا نصّ هذه الرسالة حرفيّا كما وردت ( بسم الله الرحمان الرحيم نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شــــــرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا من يهد الله فلا مُضلّ له و من يضلل الله فلا هادي له و أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و نشهد أنّ محمد عبده و رسوله من يُطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصي الله و رسوله فقد غوى و لا يضرّ الله شيئا أمّا بعد فقد قال الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المُشركين) و استشهد بعديد من الآيات إلى قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكــــم الإسلام دينا) فأخبر سبحانه و تعالى أنه أكمل الدين و أتمّه على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم و أمرنا بلزوم ما أتى به إلينا من ربنا. و الـــرسول صلى الله عليه و سلم قد أخبر بأنّ أمّته آخذة ما أخذه الأممُ قبلها شبرا بشبر و ذراع بذراع و أخبر في الحديث أن تتفرق أمّتي إلى ثلاثة و سبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي. و إذا عرفت هذه فمعلوم ما عمّت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله و التوجّه إلى الموتى و سؤالهم الحاجات و تفريج الكربات التي لا يقـــــــــــدر عليها إلاّ ربّ الأرض و السماوات و كذلك التقرّب إليهم بالنذور و ذبح القربات (...) الشدائد و جلب الفوائد إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله تعالى . و صرف الشيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها لأنه سبحانه أغنى الأغنياء عن الشركاء و لا يقبل مـــن العمل إلا (...) أن المشركين يدعون الملائكة و الأنبياء و الصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى و يشفعــــوا لهم عنده و أخبر أنه لا يهدي من (...) و قــــــال تعالى ( و يعبدون من دون الله ما لا يضرّهم و لا ينفعهم و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤون الله بما لا يعلم (...) فأخبر أنّ من جعل بينه و بين الله و سائط لأجل الشفاعة فقد عبدهم و أشرك بهم كما قال تعالى ( قل لله الشفاعة لله جميعا) و إن غلط في الآية فمن عند الوهابية) و ( من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنــــــه) و قال تعالى (...) له الرحمان و رضى له قولا) و هو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد كما قال ( و لا يشفعون إلا لمن ارتضى ) فالشفاعة حق و لا تطلب في الدنيا إلا من الله كما قال تعالى و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد) فإذا كان رسول الله صلى عليه و سلم و هو سيد الشفعاء و صاحب المقام المحمود و آدم من دونه تحت لوائه لا يشفع (...) بل يأتي فيخرّ ساجدا فيحمده بمحامد يعلّمه إياها ثم يقول له ارفع رأسك و سل تُعطى و اشفع تشفع ثم (...) الأنبياء و الأولياء و هذا الذي ذكرنا لا يخالف أحد من علماء المسلمين؟ بل قد أجمع عليه السلف الصالح؟ من الصحابة و التابعين و الأيمّة (...) و من درج على مناهجهم و ما حدث من سؤال الأنبياء و الأولياء من الشفاعة بعد موتهم و تعظيم قبورهم ببناء القباب عليها (...)الصدقة و النذور لهم فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه و سلم أمّته و حذّر منها كما في (....) و سلم ( لا تقوم الساعة حتى يلحق من أمّتي بالمشركين و حتى تعبد أقوامٌ من أمّتي الأوثان) و هو صلى الله عليه و سلم حمى جانب التوحيد أعظم حماية و سدّ كلّ طريق مُوصل إلى الشّرك (فلماذا تعبك الآن) فنهى أن يجصّص القبر و يبنى عليه (...) مسلم من حديث جابر وثبت فيه لفظ ( أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سوّاه (...) العلماء يجب هدم القباب المبنيّة على القبور لأنها أنشأت على معصية الرسول صلى الله عليه و سلم فهذا الذي أوجب الاختلاف بيننا و بين الناس؟) حتى آل الأمر إلى أن كفرونا؟ و قاتلونا و استحلّوا دماءنا و أموالنا ؟ حتى (...)الذي ندعو الناس إليه و نقاتلهم عليه بعد ما نقيم عليهم الحجّة؟ من كتاب الله و سنّة رسوله و إجماع السلف الصالح من الأئمّة (...) و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدّين كلّه لله ( و ليس للسعوديين) فإنّ انتهوا فإنّ الله بما يعملون بصير فمن لم يجب الدعوة (...) و السنان كما قال تعالى ( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات و أنزلنا معهـــم الكتاب و الميــــزان ليقوم النــــاس بالقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و ليعلم الله من ينصرهُ و رسله بالغيب إنّ الله عــزيز و ندعو إلى إقامة الصلاة و إتيان الزكاة و صوم شهر رمضان و حجّ بيت الله الحرام و نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر و لله عاقبة الأمور فهذا ما نعتقده و ندين الله به فمن عمل على ذلك فهو ( أخونا المسلم) له ما لنا و عليه ما علينا و نعتقد أنّ أمّة محمد صلى الله عليه و سلم لا تجتمع على ضلالة؟ ( و لماذا كفرتموهم) و أنه لا تزال طائفة من أمّته على الحق منصورة لا يضرّهم (...) حتى يأتي أمـــر الله و هم على ذلك (انتهى).
أورد هذه الرسالة أحمد بن أبي الضياف في كتابه ( إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس و عهد الأمان) في الجزء الثالث (ص) (...) و قدح في دعوة ابن عبد الوهاب قال: و لما شاعت هذه الرسالة في القطر التونسي بعث بها الباي جودة باشا (...) يوضح للناس الحق فكتب عليها العلامة المحقق نسيج وحده أبو الفدا إسماعيل التميمي كتابا مطوّلا بديعا (...) حفظ عمر بن المفتي العلامة فخر المذهب المالكي أبي الفضل قاسم المحجوب برسالة بديعة مشتملة على الرّد عليه (...) التلبيسات و المغالطات و الشركيات ما الله به عليهم و لعل النفس تنشط في الرّد عليه. و إنّما دفعني لإيراد هذه الرسالة هو أنّ (...) غير منسوبة إلى المؤلف موسوعة برسالة علماء تونس إلى الضال ( الوهابي) اقتبسها صاحبها من كتاب ابن أبي ضياف (...) طبعا ضمن محاربة المنهج السلفي الذي بدأ ينتشر في أوساط الناس بالبلاد التونسية عمــــوما و في الشباب خصوصا من أجل (...) رموزها يقول الناشر المجهول (عينا و حالا) و الحق يُقال أن انعكاسات دعوة هذا النجدي ظاهرة في مجازر الجزائر و مصر(...) الإسلاميّة في اغتيال من خــــالفهــــم و قتل الأطفال و الأبرياء و تفجير الحافلات و تكفير مخالفيهم و إباحة دمائهم ص 43. فانظر رحمك الله إلى هذا البهتات العظيم التي سيُسأل عنه صاحبه يوم القيامة و كيف جعلوا هذه الدعـــــــــــوة تساوي (...) و التكفير و الفتن ( سبحانك هذا بهتان عظيم) و هذا ردّ الرسالة لسيدي مفتي الديار التونسيّة آنذاك نوّر الله ضريحه:
ربّنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين و نجّنا برحمتك من القوم الكافرين يا أيّها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا إهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم تعملون يا أيّها الذين آمنوا لا تحلّوا شعائر الله و لا الشهر الحرام و لا الهدي و لا القلائد و لا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربّهم و رضوانا و إذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنّكم شنئان قوم أن صدّوكم عن المسجد الحـــــرام أن تعتدوا و تعــــاونوا على البرّ و التقوى ولا تعاونـــــوا على الإثم و العدوان) (يلحق) على الصفحة الخامسة.
أما بعد: هذه الفاتحة التي طلعت في سماء المفاتحة. فإنك راسلتنا تزعم أنّك القائم بنُصرة الدين و أنك تدعو على بصيرة لما دعا إليه سيّدُ الأوّلين و الآخرين و تحث على الاقتضاء و الإتباع و تنهى عـــن الفُرقة و الابتداع و أشرت في كتابك إلى النهي عن الفرقة و اختلاف العباد. فأصبحت كما قال الله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا و يُشهد الله على ما في قلبه و هو ألدّ الخصام و إذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحبّ الفساد). و قد زعمت أنّ الناس قد ابتدعوا في الإسلام أمورا و أشركوا بالله من الأموات جمهورا في توسّلهم بمشاهد الأولياء عند الأزمـــات و تشفّعهم ّ بهم في قضاء الحاجات و نذر النذور إليهم و القربات و غير ذلك من أنواع العبادات و أن ذلك كله إشراك بربّ الأرضين و السماوات و كفر قد استحللتم به القتال و انتهاك الحُرمات . و لعمر الله إنك قد ضللت و أضللت و ركبت مراكب الطغيان بما استحللت و شنّعت و هوّلت و على تكفير السلف و الخلف عوّلت . و ها نحن نحاكمك إلى كتاب الله المُحكم و إلى السُّنن الثابتة عن النبيّ صلى الله عليه و سلم.
أمّا ما أقدمت على من قتل أهل الإسلام و إخافة أهل البلد الحرام و التسلط على المعتصمين بكلمتي الشهادة المتكاثرة و فرقتم كلمة المسلمين و أدمتم إضرام الحرب بين المسلمين و إيقادها فقد اشتريتم في ذلك حطام الدنيا بالآخرة وقعتم بذلك في الكبائر المتكاثرة و خلعتم من أعناقكم ربقة الطاعة و الدين و قد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا و لا تقولوا لمن ألقي إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة) و قال عليه الصلاة و السلام ( أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلاّ بحقهــــــــا و حسابهم على الله).
و حيث كنت لكتاب الله معتمدا و لعماد سنّته مستندا فكيف بعد هذا و يحك تستحلّ دماء أقوام بهذه الكلمة ناطقون و برسالة النبي صلى الله عليه و سلم مصدّقون و لدعائم الإسلام يقيمون و لحوزة الإسلام يحمون و لِعبدة الأصنام يقاتلون و على التوحيد يناضلون و كيف قذفتم أنفسكم في مِهوات الإلحاد و وقعتم في شقّ العصا و السعي في الأرض بالفساد. و أما ما تأولته من تكفيرهم بزيارة الأولياء و الصـــــــالحين و جعلهم وسائط بينهم و بين رب العالمين و زعمت أن ذلك شنشنة الجاهلية الماضين . فنقول لكم في جوابه: معاذ الله أن يعبد مسلم تلك المشاهد و أن يأتي إليها مُعظّما تعظيم العابد و أن يخضع لها خضوع الجاهلية للأصنام و أن يعبدها بسجود أو ركوع أو صيام ولو وقع ذلك من جاهل لانتهض إليه وُلاّة الأمــر و العظماء و أنكره العــــارفون و العلماء و أوضحوا للجاهل المنهج القويم و هدوه إلى الصراط المستقيم . و أما ما جنحت إليه و عوّلت عليه في التكفير عليه من التوجّه إلى الموتى و سؤالهم النصر على العـــــدا و قضاء الحاجات و تفريج الكربات التي لا يقــــــدر عليها إلاّ ربّ الأرضين و السماوات إلى آخر ما ذاكرت موقدًا به نيران الفـــــرقة و الشتات فقد أخطأت فيه خطأ مبينا و ابتغيت فيه غير الإسلام دينا فإنّ التوسل بالمخلوق مشروع و وارد في السنّة القويمة ليس بمحضور و لا ممنوع و مشارع الحديث الشريف لذلك مُفعمة و أدلته كثيرة مُحكمة تضيق المهارق عن استقصائها و يكلّ اليراع إذا كُلف بإحصائها و يكفي منها توسل الصحابة و التابعين في خلافة سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه و استسقائهم عام الرمادة بسيدنا العباس عم الرسول صلى الله عليه و سلم و استدفاعهم به الجدب و البأس ( و ذلك أن الأرض أجدبت في ولاية سيدنا عمر أمير المؤمنين و كانت الريح تذر ترابا كالرماد لشدّة الجدب فسُمّيت عام الرمادة لذلك)
فخرج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بسيدنا العباس بن عبد المطلب يستسقي للناس فأخذ بضبعيه و أشخصه قائما بين يديه و قال : اللهم إنا نتقرّب إليك بعم نبيّك فإنك تقول و قولك الحــــق ( و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فحفظته لهما لصلاح إبيهما فأحفظ اللهم نبيّك في عمه فقد دنونا به إليك مستغفرين. ثم أقبل على الناس و قال ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا) و العباس عيناه تنضحان و هو يقول : اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة و لا تدع الكسر بدار مضيعة فقد ضرع الصغير و رق الكبير و ارتفعت الشكوى و أنت تعلم السر و أخفى اللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا. إنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون اللهم فأغثهم بعياثك فقد تقرب القوم إليك بمكانتي من نبيّك على الصلاة و السلام. فنشأت سحابة ثم تراكمت و ماست فيها ريح ثمّ هزّت و ذرّت بغيث واكف و عاد الناس يتمسّحون بردائه و يقولون له : هنيئا لك ساقي الحرمين فاخبرني يا أخا العرب هل تكفّر بهذا التوسل سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين و تكفّر معه سائر من حضر من الصحابة و التابعين بكونهم جعلوا بينهم و بين الله واسطة من الناس و تشفعوا إليه بالعباس و هل أشركوا بهذا الصنيع مع الله غيره و ما منهم إلا من أنهضته للدين القويم غيرة كلا و الله و أقسم بالله و تالله بل مكفّرهم هو الكافر و الحائد عن سبيلهم هو المنافق الفاجر و هم أهدى سبيلا و أقوم قيلا و قد قال عليه الصلاة و السلام ( اقتدوا بمن بعدي أبي بكر و عمر) و إذا قدحت في هذا الجمع من الصحابة الذين منهم عثمان بن عفان و علي ابن أبي طالب و غيرهما فمن أين وصل لك هذا الدين و من رواه لك مبلغا عن سيد المرسلين ثم ما تصنع يا هذا في الحديث الآخر الذي رواه مسلم في صحيحه مرفوعا للنبيّ صلى الهب عليــه و سلم في سيدنا أويس و أنه أخبر عنه به صلى الله عليه و سلم و هو من أعلام النبوءة و أمر سيدنا عمر بطلب الدعاء منه و أنه طلب منه ذلك و استغفر له و قد قال الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) فالزائر للأولياء و الصالحين إما أن يدعو الله لحاجته و يتوسّل بسرّ ذلك الوليّ في إنجاح بغيته كفعل سيدنا عمر في الاستسقاء أو يستمد من المزور الشفاعة له و إمداده بالدعاء كما في حديث سيدنا أويس القرني إذ الأولياء و العلماء كالشهداء أحياء في قبورهم) إنما انتقلوا من دار الفناء إلى دار البقاء فأيّ حرج بعد هذا يا أيها القائم للدين في زيارة الأولياء و الصالحين و أي منكر تقوم بتغييره و تقتحم مشقة شق العصا و إضرام سعيره و لعلك من المبتدعة الدين ينكرون أنواعا كثيرة من الشفاعة و لا يثبتونها إلا لأهل الطاعة كما أنه يلوح من كتابك إنكار كرامات الأولياء و عــــــدم نفعهـــــم و نفع دعــائهم و كلها عقائد عن السنة زائغة و عن الطريق المستقيم رائغة. و قولكم أن ما قلتموه لا يخالف فيه أحد من المسلمين افتراء و مَيْنْ و إلحاد في الدين لأن أهل السنّة و الجماعة يثبتون لغير الأنبياء الشفاعة كالعلماء و الصلحاء و آحاد المؤمنين فمن يشفع للقبيلة و منه من يشفع للفئام من الناس كما ورد أيضا أن أويس القرني يشفع في مثل ربيعه و مضر و أما المعتزلة فإنهم منعوا شفاعة غيــــــر النبي صلى الله عليه و سلم و أثبتوا الشفاعة العظمى مــن هول الموقف و الشفاعة للمؤمنين المطيعين و التائبين في رفع الدرجات. و لم يثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر الذين لم يتوبوا في النجاة من النار بناء على مذهبهم الفاسد من التكفير بالذنوب و أنه يجب عليها التعذيب. و أما ما جنحت إليه من هدم ما بُني على مشاهد الأولياء من القباب من غير تفرقة بين العامر و الخراب فهي الداهية الدهياء و العظيمة العُظمى من الظلم التي أظلّك الله فيها على علم . ( و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم) و كأنك سمعت في بعض المحاضر بعض الأحاديث الواردة في النهي عن البناء على المقابر فتلقفته مُجملا من غير بيان. و أخذته جزافا من غير مكيال و لا ميزان و جعلت ذلك وليجة إلى ما تقلدته من العسف و الطغيان في هدم ما على القبور الأولياء و العلماء من البنيان و لو فاوضت الأئمّة و استهديت هُداة الأمّة الذين خاضوا من الشريعة لُججها و اقتحموا ثبجها و عالجوا غمارها و ركبوا تيارها لأخبروك أن محل ذلك الزجر و مطلع ذلك الفجر في البناء في مقابر المسلمين العامة المعدّة لدفن عامّتهم لا على التعيين لما فيه من التحجير على بقية المستحقين و نبش عظام المسلمين: و أمّا ما يبنيه المسلمون في أملاكهم المملوكة لهم ليصلوا بمن يدفن هناك حبلهم فلا حرج و لا حُــــــرمة تُرهقهم فكما لا تحجير عليهم في بناء أملاكهم دورًا و حوانيتا أو مساجد كذلك لا حـــــرج عليهم في جعلها قبابا أو مقامات أو مشاهد . ثمّ ليتك إذ تلقفت ذلك منهم و وعيته عنهم أن تُعيد عليهم السؤال و تشرح لهم نازلة الحال و هل يجوز بعد النزول و الوقوع هدم ما بُني على الـــــوجه الممنوع. و هل هذا التخريب محضــــور أو مشروع فإذا أجابوك أنه من معارك الأنظار و محل اختلاف العلماء و النظّار و أن منهم من يقول بإبقائه على حاله رعيًا للجائز في إتلاف ماله. و أنّ له شبهة في الجملة تحميه و في ذلك البناء منفعة للزائر تقيه و منهم من شدّد النكير و أبى إلا الهدم و التغيير فإذا تحقق عندك هذا فكيف تقدم هذا الإقدام و تخوض من مزالق الإقدام و تطلق العْنان في هدم كلّ مقام من غير مُراعاة في الدين و لا ذمام فإذا انفتحت لك هذه الأبواب نظرت بنظر آخر ليس فيه ارتياب و هو أن المنكر التي اقتضى نظرك تغييره ليس متّفقا عليه عند أهل البصيرة و أنه من مدارك الاجتهاد و قد سقط عنك القيام به و الانتقاد. ثم بعد الوصول إلى هذا المقام أعد نظرا في إيقاد نار الحرب بين أهل الإســــلام و استباحة المسجد الحرام و إخافة أهل الحرمين الشريفين و الاستهوان لإصابة لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين فسيتضح لك أنك غيّرت المنكــــر في زعمك و بحسب اعتقادك و فهمك و أتيت بجمل كثيرة من المنـــــاكر. و طائفة عديدة من الكبائر آذيت بها بنفسك و المسلمين و ابتغيت بها غير سبيل المــــــــؤمنين و تعرضت بها لإذاية الأولياء و الصالحين و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حـــديث رواه البخاري و الإمام: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عزّ و جلّ قال من عادا لي وليّا فقد آذنني بحرب) فكفى بالتعرّض لحرب الله خطرا و قذفا في العطب و ضررا و أما إنكار زيارة القبور فأيّ حرج فيها أو محظور و أيّ ذميمة تطرقها أو تعروها مع ثبوت حديث: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) فإنّ هذا الحديث ناسخ لما ورد من النهي عن زيارتها و ماح لما في أول الإسلام من حماية الأمة من أسباب ضلالتها بقرب عهدها بجاهليتها و عبادة أصنامها و آلهتها. و كيف تمنع من زيارتها و النبي صلى الله عليه و سلم و قــــد شرّعها و سام رياضها و أربعها فقد ثبت فـــــي حديث عائشة أم المؤمنين أنه صلى الله عليه و سلم زار بقيع الغرقد و استغفر فيه لموتى المسلمين) و ثبت أيضا أنه زار قبــر أمّه آمنة بنت وهب و استغفر لها و أخذ بذلك الصحابة و التابعون و درج عليه العلماء و السلف المـــاضون فقد ثبت في الأحاديث المروية عم أئمة الهدى و نجوم الاقتداء أن فاطمة سيدة نساء العالمين زارت عمها سيد الشهــداء و ذهبت مـــــن المدينة إلى جبل أحد و لم ينكر من الصحابة أحد و هم إذ ذاك بالمدينة متأمّرون و على إقامة الدين متناصرون أفتجعل هؤلاء أيضا مبتدعين و أنهم سكتوا عن الابتداع في الدين. كلا و الله بل يجب علينا إتباعهم . و من أدلّة الشّريعة إجماعهم و قد مضت على ذلك العلماء فــي جميع الأقطــــــــــار و انتـــــدبوا بأنفسهم للاستمداد من قبور الصّلحاء و قضاء الأوطار و دوّنوا ذلك في كتبهم و مــــــؤلّفاتهم و سطّروه في دواوينهم و تعليقاتهم و قسّموا الزّيارة إلى أقسام و أوضعوا ما تلخّص لديهم بالأدلة الشرعيّة من الأحكام. و ذلك أنّ الزّيارة إن كانت للاتعاظ و الاعتبار فلا فرق في جوازها بين قبـــــــــول المسلمين و الكفّار و إذ كانت للتّرحّم و الاستغفار من الزّائر فلا منع فيها إلا في حقّ الكافر فان الشّريعة أخبرت بعدم غفران كفره و عليه حملوا قوله تعالى "و لا تصلي على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره". و إن كانت الزّيارة لاستمداد الزّائر من المزور و توخي المكان الّذي فضله مشهور و الدّعاء عند قبره لأمر من الأمور فــلا حــــرج فيها و لا محظور بل هو مندوب إليه و مرغّب فيه و إنه ممّا تُشدّ المطيّ إليه و من خالف في هذا الحكم سبيل جمهورهم و اتبع من الشبهات مخالف منشورهم فقد شدّد العلماء في التنكيل عليه و سددوا إسهام النّقد إليه. و أشرعوا نحوه رماح التّضليل و أرهفوا له سيوف التّجهيل و اتّفقت كلمتهم على بدعته في الاعتقاد و ثنوا إليه عنان الانتقاد و من يضلل الله فماله من هاد.
و أمّا النّهي الوارد في شدّ المُطيّ لغير المساجد الثّلاثة فإنما هو لنذر الصّلاة فيها فإنه لا يختلف الثواب لصاحبها لديها. و أمّا المزارات فتختلف في التّصريف مقاماتها و تتفاوت في ذلك كراماتها و ذلك لسرّ في الاستمداد و الإمداد لا يطّلع مثلك عليه ( و ضُرب بصور له باب بينك و بين الوصول إليه و قد أوضح ذلك حجّة الإسلام و من شهد له بالصّدّيقية العلماء و الأولياء العظام).
و أمّا إدماجكم لقبور الأنبياء في أثناء النّكير و التضليل لزائرها و التّكفير فهو الّذي أحفظ عليكم الصّدور و أترع حياض الكرامة و النّفور و سدّد إليكم سهام الاعتـــــراض و أوقد شــــــــــــواض البُغض و الارتماض فقل يا أخا العرب هل قمت لنصرة الدّين أم لنقض عُراه و هل أنت مصدّق بالوحي لنبيّه أو قائل ( إذ هو إلا أفك افتراه) و ما تصنع بعد اللّتيّا و الّتي في حديث (من زار قبري وجبت له شفـــــاعتي) و أخبرني هل تضلّل سليمان بن داوود في بنائه على قبر الخليل و من معه من أنبياء بني إسرائيل و ما تقول ويحك في الحديث الّذي رواه جهابذة الرّواة وصحّحه المحدّثون الثقات و هو أنّه صلّى الله عليه و سلّم قال :" لمّا أسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل على قبر إبراهيم عليه السّلام فقال لي انزل فصلّ هنا ركعتين فإنّ هاهنا قبر أبيك إبراهيم عليه السّلام". و عنه صلى الله عليه و سلم في حديث آخر أنه قال ( من لم تمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل عليه السلام) فأين تذهب بعد هذا يا هذا؟ و هل تجد لنفسك مدخلا أو معاذا؟ و هل أبقيت بعد تضليل جميع الأنبياء مـــــلاذا (ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انّك أنت الوهّاب) و أما تلميحكم للأحاديث الّتي تلفّقونها و لا تحسنــــونها و لا تعرفونها (فهمتم بسبب ذلك في أودية الضلالة) و لم تشمّوا بها إلا بروق الجهالة و سلكتم شعابها من غير خبير. و نحوتم أبوابها بلا تدبّر ولا تدبير فإن حديث: "لا تتّخذوا قبري مسجدا". محمله عند البخاري على جعله للصّلاة متعبّد. حفظا للتّوحّد و حماية للجاهل من العبيد (أنّ المصلّي للقبلة يصير كأنّه مصلّي إليه فحمي صلّى الله عليه و سلّم حِمى ذلك من الوقوع فيه و أمّا قصده للزّيارة و الاستشفاع و الاستمداد ببـــــركتــه و الانتفاع. و قصد المسلمين إيّاه من سائر البقاع فما يسعنا إلا الإتباع. و كذلك ما لوّحت به إلى شدّ الرحال فإنك أخطأت في الاستشهاد به في نازلة الحال و ذلك أنّ الحصر في المساجد دون سائر المشاهد.
و كذلك ما لمّحت إليه من حديث تعظيم القبر بإسراجه فإنك أخطأت فيه واضح مناهجه مع بهرجة نقده في رواجه. و محمله على فرض صحّته. على فعل ذلك للتّعظيم المجرّد عن الانتفاع للزّائرين. أمّا إذا كان القصد به انتفاع اللائذين و المقيمين فهو جائـــــز بلا مَيْن و أمّا ما تدعونه ذبــــــــح الذّبائح و النّذور و تبالغون في شأنها التغيير و التّنكير. و تصف ألسنتكم الكذب و تثيرون في شأنها الهرج و الشّغب. فكون الذّبائح المذكورة ممّا أهّل به لغير الله مكابرة للعيان و قذف بالإفك والبهتان فإنّا بلونا أحوال أولئك النّاذرين فلم نرى أحدا منهم يسمّى عند ذبحها اسم وليّ ّمن الصّالحين. ولا يلطّخ الضّرائح بدم تلك الذّبائح. ولا يأتون بفعل من الأفعال الحاكمة على تحريم الذّبيحة و الإهلال. و أمّا نذرها لتلكم المزارات فليس على أنّها من باب الدّيانات ولا أنّ من لم يفعل ذلك يكون ناقصا الدّين في العادات. و إنّما يقصدون بذلك مقـــاصد الرّقى و النّشر. و الانتفاع في الدّنيا بسرّ في التّصدّق بها اسّتتر و لم يدر منها إلاما اشتهر و الـــــــــواجب علينا و عليكم الرّجوع في حكم نذرها إلى العلماء الأعلام المتضلّعين من دراية الأحكام المقيمين لقسطاسها المسرجين لنبراسها النّاقبين على أساسها. و من لديهم محكّ عسجدها و نحاسها فإن كنتم للحقّ تقيمون و من مخالفة الشّريعة تتجرّمون (فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون). و لا تقعدوا بكلّ صراط توعدون فإنهم يهدونكم السّبيل و يفتونكم في هذه المسألة بالتّفصيل و أن هذا النّاذر إن أنذر تلك الذّبائح للوليّ المعيّن بلفظ الهدي و البُدنة فقد جاء بالسّيّئة مكان الحسنة و لكن ما رأينا من خلع في هذا المحظور سنّة و لا من اقتصر فتنة. و إن نذر تلك الذّبائح لمحلّ الزّيارة بغير هاته العبارة و كان من الذّبائح الّتي تقبل أن تكون هديا فهل يلزمه أن يسعى به لذلك المزار سعيا. أو لا يلزمه إلا التّصدّق به في موضعه رعيا. خلاف في مذهب (مالك) شهير قرّره النحارير و إن كان ذلك النّذر مدحا لا يصحّ إهداؤه فالقاصد للفقراء الملازمين بمحلّ الشّيخ يلزمه بعثه و إنهاؤه و القاصد للوليّ في نذره و تشرعه لا يلزمه إلا التّصدّق به في مــوضعه. و إذا اتّضح لك الحال فأي داعية للحرب و القتال؟ و هل يتميّز المشروع من هذه الصّور بالمحظور؟ إلا أن بالنّيّات الّتي لا يعلمها إلا العالــــم بما في الصّدور و الله إنما كلفنا بالظاهر و وكلّ إليه أمر السّرائر. و لم يقيّض بالخواطر نقيبا و لا جعل عليها مهيمنا من الولاة و لا رقيبا. و إذ التزمت سدّ الذريعة بالمنع من المشروع خوفا من الوقوع في الممنوع فالتزم هذا الالتزام في سائر العبادات الواقعة في الإسلام. الّتي لا تفرق فيها بين المسلم و الكافر إلا بما انطوت عليه الضمائر. فإن المصلّي في المسجد يحتمل أن يقصد عبادة الحجارة بمثل ما احتمل صاحب الذّبائح و الزّيارة. و الضائم يحتمل أن يقصد بصومه تصحيح المزاج (الجسم) أو المداواة و العلاج. و المزكي يحتمل أن ينوي مقصد دنياوي أو معبـــــــــــودا جاهليا و المحرم بالحج أو العمرة يحتمل أن ينوي ما يوجب كفره و إذا وصلت إلى هذا الالتزام نقضت سائر دعائم الإسلام و التبس أهل الكفر بأهل الإيمان و أفضى الحال إلى هدم جميع الأركان. و استبيحت دماء جميع المسلمين و هدمت صلواتهم و مساجدهم و صوامعهم أجمعين (فانظر) أيّها الإنسان ما هـــذا الهذيان و كيف لعب بك الشّيطان و ماذا أوقعك فيه من الخسران فارجع عن هذا الضلال المبين و قل: "ربّنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" و أمّا ما جلبتم من الأحاديث الواردة في تغيير النبيّ صلّى الله عليه و سلّم للقبول و أنه أمر علي بــــن أبي طالب كرّم الله وجهه و رضــــــــــــي عنه بطمسها و تسويتها فقد أخطأتم الطريق في فهمها و لم يأتكم نبأ علمها و لو سألتم على ذلك ذويه لأخبروكم بأنّ محمله طمس ما كانت الجاهلية عليه وكانت عاداتهم إذا مات عظيم من عظمائهم بنوا على قبره بناءا كأطمّ من أطامهم مباهاة و فخرا و تعظيما و كبرا. فبعث صلى الله عليه و سلّم من يمحو من الجاهلية آثـــــارها و يطمس مباهاتها و فخارها. و إلا فلو كان كما ذكرتم لكان حكم التسنيم كحكم ما أنكرتم ( التسنيم جعل القبر كظهر الحوت) و إذا استبان لكم و اتّضح لديكم انقلبت الحجّة التي أتيتم بها عليكم.
و كيف تجعلون تلك الأحاديث حجّة قاضية على وجوب كون القبور ضاحية و الفرق ظاهر بين البناء على القبور و حفر القبور تحت البناء فالأول ما فعل في الجاهلية الوارد فيه ما ورد و الثاني هو الذي يعوزكم فيه الفهم و المستند. و لا يوافقكم على تعميم النهي أحد.
و أما ما نزعتم إليه من التهديد و فزّعتم فيه بآيات الحديد و ذكرتم ( أنّ من لم يُجب بالحجّة و البيان دعوناه بالسيف و السّنان) فاعلم يا هذا أننا لسنا ممن يعبد الله على حرف و لا ممن يفرّ عن نصرة دينه من الزحف و لا ممن يظنّ برّبه الظنون أو يتزحزح عن الوثوق بقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ) و لا ممن يميل عن الاعتصام بالله سرّا و علنا. أو يشكّ في قوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) و ما بنا من وهن و لا فشل و لا ضعف في النكاية و لا كسل تنتهر للـــديـــــــن و تحمي حماه و ما النصر إلا من عند الله). و أما مــا جال في نفوسكم و دار في رؤوسكم و امتدّت إليه يـــــد الطمع و سوّلته الأماني و الخدع من أنكم من الفئة الذين هم و من خالفهم لا يضرّهم مـــــــن خالفهم و أنكم من الطائفة الظاهرين على الحق و أن هذه المناقب تُساق إليكم و تحقّ فكلا و حاشا أن يكون لكم في هذه المناقب من نصيب أو يصير لكم أرثها بفرض أو تعصيب. فإنّ هذا الحديث و إن كان واردا صحيحا. ألا أنكم لم توفّوا طريقه تنقيحا. فإن في بعض رواياته ( و هم بالمغرب) و هي تحجبكم عن هـــــذه المناقب و تبعدكم عنها بُعد المشارق من المغارب فانفض يدك مما ليست إليك و لا تمدنّ عينيك إلى ما حُرّمت عليك) فإنكاح الثريّا من سهيل أمكن من هذا المستحيل.
أما أهل هذا الأصقاع (البلاد) و الذين بأيديهم مقاليد هذه البقاع. فهم أجدر أن يكونوا مــــن إخـــواننا و تمتدّ أيديهم إلى خواننا ( المائدة) لصحّة عقائدهم السنيّة) و إتباعهم سبيل الشريعة المحمدية و نبذهم الابتداع في الدين. و انقيادهم الإجماع و سبيل المؤمنين و قد أنبأتنا في هذا الكتاب و أعربت في طيّ الخطاب عن عقائد المبتدعة الزائفين عن السًنة المتّبعة . الراكبين مراكب الاعتساف الراغبين عن جمع الكلمة و الائتلاف فالنصيحة النصيحة أن تنزع اليأس العقائد الفاسدة و تتسربل العقائد الصحيحة و تــرجع إلى الله و تؤمن بلقاه و لا تكفّر أحدا بذنب اجتناه فإن تبتم فهو خير لكم. و إن تولّيتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله.
و زبدة الجواب و فذلكة الحساب إنك إن قفوت يا أخا العرب نصحك و أسوت بالتوبة جُرحك و أدملت بالإنابة قرحك فمرحبا يا أخي الصلاح و حيهلن بالموازر على الطاعة و النجــاح و جمع الكلمة و السماح و أطلت في لُجة الغواية سبحك و شيّدت في الفتنة صرحك و اختلت عارضا رُمحك فإني بني عمّك فيهم رماح و ما منهم إلا من يتقلّد الصفاح و يحيل في الحرب فائز القِداح و الله تعالى يسدّد سهام الأمّة الساعية فيما يحبه و يرضاه و يُخمد ضرام الفتنة بما فيه الخير إلى أمر الله.
هذا ما كتبه سماحة قاضي و مفتي البلاد التونسية ردّا على رسالة بعث بها المفتّن الكبير لكل البلاد الإسلامية يدعوهم فيها بالإنضواء تحت لواء الوهابية و يهدّد من لم يستجب بالحرب أما من دخل معهم فيشترط عليه أن يشهد شهادة الإسلام لأنه و آبائه و أجداده كانوا مشركين و يوجب عليه قول ذلك فانظروا يرعاكم الله في هذه الدعوة التي تخمد و تثور كل حين بلون جديد فاستيقظوا أيها المؤمنون و لتردّوا هذه الدعوة الضالة بالحكمة و الموعظة الحسنة و إن جادلتموهم هذا إن كان فيهم من أهل العلم يقبل المجادلة بالحسنى أما إن أرادوا إلا الفتنة فخذوهم و أرصدوا لهم كــــل مرصد لأنكم علمتم بكلام أسلافنا أولي العلم و الحكم كيف كشفوا أمورهم و فضحوا بالعلم و اليقين.
ثم بعدما ذكرنا بعض ما كان عليه حال الوهابية و بعض ما كانت معتقداتهم فنذكر ما ذكره سيدي شيخ الإسلام و مرجع الخاصّ و العام سيدي أحمد بن زيني دحلان ( مفتي مكة المكرمة) يقول رضي الله تعالى عنه قد سألني من لا تسعني مخالفته أن أجمع له ما تمسك به أهل السنّة في زيارة النبي صلى الله عليه و سلم و التوسّل من الدلائل و الحججّ القوية من الآيـــــات و الأحاديث النبوية ما ورد في ذلك من السلف و العلماء و الأئمة المجتهدين ليكون ذلك مٌبطلا إنكار المنكّرين فجمعت هذه الرسالة من كتب كثيرة اختصرتها غاية الاختصار إعتمادا على ما هو مبسوط في كتب العلماء الأخيار فأقول : إعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبيّنا صلى الله عليه و سلم مشروعة مطلوبة بالكتاب و السنّة و إجماع الأمّة أما الكتاب فقوله تعالى ( و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) فدلّت الآية على حثّ الأمّة على المجيء إليه صلى الله عليه و سلم و الاستغفار عنده و استغفاره لهم و هذا ينقطع بموته و دلّت أيضا على تعليق وجدانهم الله توّابا رحيما بمجيئهم و استغفارهم و استغفار الرسول لهم فأما استغفاره صلى الله عليه و سلم فهو حاصل لجميع المؤمنين بنصّ قـــــوله تعالى ( و استغفر لنفسك و للمؤمنين و المؤمنات) و ما صحّ في حديث صحيح المسلم أن بعض الصحابة فهم من الآية ذلك المعنى الذي دلّت عليه هذه الآية فإذا وجد مجيئهم و استغفارهم فقد تكملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى ور حمته. و سيأتي في الأحاديث الآتية ما يدلّ على أن استغفاره صلى الله عليه و سلم لا يتقيّد بحال حياته و فهم العلماء عموم الجائيين و استحبوا لمن أتى قبره صلى الله عليه و سلم أن يقرأ الآية و رأوها من الآداب التي يتأدب بها الزائر. و ذكرها المصنفون في المناسك من أهل المذاهب الأربعة كما دلّت الآية أيضا على أنه لا فرق في الجائي بين أن يكون مجيئه بسفر أو غير سفر لوقوع ( جاؤوك) في خبر الشرط الدال على العموم و قال تعالى ( و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) و لا شكّ عند من له أدنى مسكة من ذوق العلم أنّ من خرج لزيارة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) يصدق عليه أنه خرج مهاجرا إلى الله و رسوله لما يأتي من الأحاديث الدالة على أن زيارته صلى الله عليه و سلم بعد وفاته كزيارته في حياته. و زيارته في حياته داخلة في الآية الكريمة قطعا فكذا بعد وفاته بنصّ الأحاديث الشريفة الآتية : فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم زار أهل البقيع و قبور شهداء أحُد. فقبره الشريف أولى لما له من الحق و وجوب التعظيم و ليست زيارته على الله صلى الله عليه و سلم إلا لتعظيمه و التبرّك به و لينال الزائر عظيم الرحمة و البركة بصلاته و سلامه عليه صلى الله علية و سلم عند قبره الشريف بحضرة الملائكة الحافيّن به صلى الله عليه و سلم و أما إجماع المسلمين فقد قال العلامة ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم في زيارة قبر النبيّ المكرّم صلى الله عليه و سلم قد نقل جماعة من الأيمة حملة الشرع الشريف الذين عليهم المدار و المعوّل بالإجماع و إنما الخلاف بينهم في أنها واجبة أو مندوبة فمن خالف في مشروعية الزيارة فقد خرق الإجماع. و احتجّ القائلون بوجوب الزيارة بقوله صلى الله عليه و سلم (من حجّ البيت و لم يزرني فقد جفاني ) رواه ابن عدي و جفاؤه صلى الله عليه و سلم (حرام) فعدم زيارته المتضمّن لجفائه حرام. و أجاب الجمهور القائلون بالندب للزيارة بأن الجفاء من الأمور النسبيّة فقد يُقال في ترك المندوب أنه جفاء إذ هو تركٌ للبرّ و الصّلة و يطلق أيضا على غلط الطبع و البُعد عن النبي صلى الله عليه و سلم لذا أجمع أكثر العلماء من الخلف و السلف على ندب زيارته صلى الله عليه و سلم و كثير من الأحاديث الصحيحة الصريحة لا يشكّ فيها إلا من يطمس نور بصيرته منها كقوله صلى الله عليه و سلم ( من زار قبري وجبت له شفاعتي) و في رواية ( حلّت له شفاعتي) رواه الدارقطني و كثير من أيمة الحديث و قد أطال الإمام السبكي في كتابه ( شفاء السقام في زيارة قبر خير الأنام) . و منها ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي) و في رواية ( من جاءني زائرا لا تهمّه حاجة إلا زيارتي كان حقا عليّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة).
و أما تخيّل بعض المحرومين أن منع الزيارة أو السفر إليها من باب المحافظة على التوحيد و أن ذلك ممّا يؤدي إلى الشرك فهو تخيّل باطل لأن المؤدي إلى الشرك إنما هو إتخاذ القبور و المساجد و العكوف عليها و تصوير الصور فيها كما ورد في الأحاديث الصحيحة بأن يشركوا أصحاب هذه القبور بعبادتهم دون الله تعالى و هذا لم يكن و لن يكون أبدا و كلّ عاقل يعرف الفرق بين الزيارة في الله و الزيارة لغير الله و كل من منع الزيارة سدّا للذريعة فهو مُتقوّل على الله و رسوله و هنا أمران لابدّ من توضيحهما أحدهما وجوب التعظيم للنبيّ صلى الله علي
ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty رد: تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة

مُساهمة من طرف محب الآل والصحابة الجمعة 20 يناير 2012 - 22:52

بحث شامل كامل و رائع عن هذه الفرقة الضالة أعاذنا الله من شرها و بلائها و فتنتها في الناس..بارك الله فيكم سيدي أبو سيف. cheers
محب الآل والصحابة
محب الآل والصحابة

ذكر عدد الرسائل : 230
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 20/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty رد: تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة

مُساهمة من طرف فراج يعقوب الثلاثاء 24 يناير 2012 - 8:38

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
فراج يعقوب
فراج يعقوب

ذكر عدد الرسائل : 185
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 22/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty توضيح هام

مُساهمة من طرف ابو اسامة الثلاثاء 24 يناير 2012 - 12:17







تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Jpg



شكرا لك سيّدي الوفيّ أبا سيف الكلّ يحتاج للتّعرّف على أعداء الديّن والعقيدة

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Moz-screenshot-5تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  39992_121232951258750_120851841296861_109287_532225_nالشيخ اسماعيل الهادفي
ابو اسامة
ابو اسامة

ذكر عدد الرسائل : 523
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty تابع لموضوع تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّ

مُساهمة من طرف ابو سيف الأحد 29 يناير 2012 - 10:45

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلامين ,وأفضل و أكمل التسليم على سيدنا محمد و على آله الطيبين و أصحابه أجمعين.و بعد:ففي الوقت الذي تعصف فيه بالأمة الإسلامية ريح هوجاء, تكاد تأتي على جذورها, و في الوقت الذي يجب فيه وأد الخلافات و الوقوف صفا واحدا أمام هجمات أعداء الإسلام التي تحاصر و تحاول القضاء على جذوة هذا الدين - دين الإسلام - في القلوب.يأبى على فريق من الناس إلا نكأ جراح الأمة و إثارة الخلافات العقدية و المذهبية ,بدافع سوء الظن بالأمة الإسلامية ورميها بالشرك و الضلال ,دون تعقل أو فهم .و إنما ركوبا لمسالك الهوى و عصبية فالرأي و شططا في التفكير .ولا تمر فترة من الفترات إلا و نسمع أو نقرأ هذه الأفكار و تقرع الأسماع ,و تؤذي الأبصار ,وتضلل العامة بأفكارها المسمومة و تخدع الشباب بمعسول الدعاوي و التباكي عل السنة .لذا رأيت لزاما عليّ, أن أوضح حقيقة هذه الأمور, و ما فيها من خلط تدفع و هم المتوهمين, و تذهب الحيرة على نفس المسلمين, و تبين لهم الحق من الباطل.و مما أثير أخيرا ,و حصلت بسبه ضجة بين أهل السنة ما كتبه الأستاذ الشيخ ابن عثيمين حول بعض أبيات بردة للإمام العارف بالله البوصيري التي رددها و يرددها المسلمون مند عدة قرون مستحسنين ما فيها من مدح لرسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ,و لم نجد أحدا ينكر ما فيها ,بل الكل مستحسن لها ,فكان هذا الاستحسان من الأمة تلقيا بالقبول لهذه القصيدة المباركة.و لكن الشيخ العثيمين , هدانا الله و إياه ,لا يرضيه هذا التلقي و ينتقد البوصيري في الأبيات التالية :





يا أكرم الخلق مالي من ألوذ بهسواك عند حلول الحادث العممإن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا و إلا فقل يا زّلة القدم فإن من جودك الدنيا و ضرتها و من علومك علم اللوح و القلم





فقال ابن عثيمين هدانا الله و إياه : "مثل هده الأوصاف لا تصلح إلا لله- عز وجل- و أنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطبا النبي – عليه الصلاة و السلام- فإن من جودك الدنيا و ضرتها.(و من) للتبعيض, و الدنيا هي الدنيا و ضرتها هي الآخرة, فإذا كانت الدنيا و الآخرة من جود- الرسول عليه الصلاة والسلام- و ليس كل جوده فما الذي بقي لله عز و جل ؟ ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا و لا في الآخرة و كذالك قوله "و من علومك علم اللوح و القلم".(و من) هذه للتبعيض و لا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب ؟. انتهى كلام الشيخ العثيمين بلفظه, و فقنا و إياه للصواب. و قبل أن نخوض في الرد عن تلك الشبهات ة الإثارات نتساءل:هل ذات الله تعالى محدودة؟هل علم الله تعالى محدود؟هل جوده و كرمه محدودان؟هل كل ما في اللوح المحفوظ محيط بعلمه تعالى؟





الجواب على هذه الأسئلة و الذي يتبادر إلى ذهن عوام المسلمين فظلا عن علمائهم, أن الله تعالى لا نهاية لكماله و لا حدود لصفاته, لأنه "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير" فكل من اعتقد المحدودية في ذات الله تعالى أو في صفاته,أو حصر علم الله في شيء مخلوق كاللوح و القلم فقد أخطأ الصراط المستقيم وإتباع السبل , لأنه هدم أعظم ركن من أركان الإسلام و هو التوحيد الذي يقتضي تقديس الله تعالى عن مشابهة المخلوقات في ذاته وصفاته و أفعاله .و ستعرف أخي القارئ في هذه الرسالة عن القضايا بشيء من التفصيل بحول الله و توفيقه.









نقد كلام الشيخ العثيمين و بيان خطره على العقيدة





و هنا يقف الإنسان مندهشا أمام هذا الكلام, أيعي الشيخ حقا ما قاله أم هي زلة لسان, لم ينتبه لها بعد ذلك؟مع أن هذا الكلام نشر في مجلة ثم جمع في كتاب,و من اللازم أن يعرض عليه ليوافق على نشره ,فكيف سمح لنفسه أن يتصور صفات الله سبحانه و تعالى بهذه المحدودية و هذا الحصر ؟ وكلنا يعلم أن من الأمور التي يجب أن تكون راسخة في عقيدة المسلم, أن صفات الله عز و جل غير متناهية و لهذا ندرك خطورة أي كلام ينطوي على نعت العلم أو الكرم الإلهي, بما يماثل صفة العلم أو الكرم في الخلق.فهما في الخلق صفتان متناهيتان, أما بالنسبة لله تعالى فصفاته غير متناهية, وإلا لصدق أن يوصف بالعجز و الجهل لأن التناهي يصدق عليهما ,تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا,فمن وصف صفات الله عز و جل بالتناهي ,فقد أساء إساءة كبيرة و خطيرة تمس العقيدة الإسلامية. وتعالى معي إلى ما كتبه ابن عثيمين في فتواه ,و تأمل قوله :"فإذا كانت الدنيا و الآخرة من جود الرسول عليه الصلاة و السلام و ليس كل جوده ,فما الذي بقي لله عز و جل ما بقي شيء من الممكن لا في الدنيا و لا في الآخرة " ؟ لعلك أخي القارئ أدركت خطورة هذا الفهم للصفات الأهلية . و خطورة هذا الكلام - لمن لم يدرك حتى الآن مكمن الخطورة فيه - تكمن في تحديد دائرة الجود و الكرم الإلهي في نطق الخلق ,و هذا يدل على محدودية هذه الصفة ,و الحد من تعلق هذه الصفة في الجائزات يفضي إلى تصورا لحصر في الذات الإلهية ,و هذا يتنافى مع تنزيه الخالق سبحانه و تعالى ,و يتنافى مع ما يجب اعتقده من كمال الله غز وجل ,الذي لا يحد كرمه ,و لا يحصر جوده ,و لا يعجزه إيجاد مسالك لكرمه و جوده .و لا أدري ؟ كيف يفهم قول الله تعالى كما ورد في الحديث القدسي الجليل ,الذي خرّجه مسلم و الترمذي و ابن ماجه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه و فيه :"...... لو أن أولكم و آخركم وإنسكم و جنكم ,قاموا على صعيد واحد , فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر". ونقص المخيط من البحر هو باب التمثيل ,للتقريب للأذهان ,و إلا فلا نسبة هنا و إن دقت – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-.فتوهّم أن الجود الإلهي منحصر في الدنيا و الآخرة فقط, معارض للأمثال هذا النص المتقدم ,الذي يفيد :"أن جود الله لا يتناهى , ولا يحد, ولا يعد, وإذا كانت الدنيا و الآخرة – وهما مما يتصور من سؤال الإنس و الجن- لا تنقصان ملك الله عز و جل إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر فكيف يصح لمسلم أن الجود و الكرم الإلهي محدود أن بهما ؟ و أين باقي هذا البحر الذي لم يذهب منه إلا ما لأنقصه الخيط ؟.. سبحانه الله و تبارك و تقدس أن يحد كرمه , أو أن يماثله شيء من خلقه.









خطأ العثيمين في تصوير العلم الإلهي







يقول هذا الشيخ - هدانا الله وإياه -:"ومن علومك...ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة و السلام بهذا الخطاب ".و هذا كلام خطير جدا يمس جانب العقيدة مسا واضحا بينا, لأن الله تعالى لا يحد علمه و لا يحاط به, تعالى عن ذلك علوا كبيرا...فعلمه سبحانه المتعلق بالواجبات و الجائزات و المستحيلات ,لا يوصف ببداية و لا نهاية و لا تحد غاية ,سبحانه الله عن ما يصفون ويتوهمون. ومن منشأ الخطأ – عند الشيخ – هو تصور أن علم الله تعالى محدود باللوح و القلم أو الدنيا والآخرة؟ ولا أدري كيف يتصور عاقل فطن أن اللوح و القلم, و هما مخلوقان من خلق الله يستوعبان علم الله تعالى, فيحصر – هذا التصور – العلم و القدرة الإلهيين فيهما.فسبحان الله لعل الشيخ نسي قصة الخضر الثابتة في الصحيح:".....فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما, فعرف الخضر فحملوهما بغير نول, فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر, فقال الخضر:يا موسى, ما نقص علمي و علمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر..."الحديث.و من العلم الذي وهبه إليه سبحانه و تعالى لسيدنا الخضر عليه السلام حسن تفطنه لإلى الطائر الذي رشف من البحر إذ لو كان من الغافلين لم يتفطن لهذه الإشارة.قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:"و قد وقع في رواية ابن جريج بلفظ أحسن سياقا:"ما علمي و علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره من البحر".و هذا من باب إيضاح المعنى بالمثال, وإلا فعلم الله لا يحد كما يحد البحر مهما عظم و اتسع. يقول ربنا عز و جل:"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا"(الكهف).ملاحظات على كلام الشيخ العثيمينو هنا يتبادر إلى عقل المسلم السؤال التالي:مادام الشيخ فهم أن العلم محصور باللوح و القلم فأين كان علم الله قبل خلقهما,سبحانه و تعالى لا يوصف باين و لا ينعت بكيف. ثم ألم يفطن هداه الله إلى أن حصر العلم في المتناهي من صفات علم المخلوقين و هذا تشبيه للباري بخلقه ؟وهو يعلم خطورة التشبيه في العقيدة الإسلامية و موقف علماء الإسلام من المشتبهة.فإذا كان قصد المؤلف دفع غائلة وصف المخلوقين بصفة من صفات الخالق,تنزيها و تقديسا للباري سبحانه,ففن الأخطر من ذالك هو إن نصف الباري تعالى بصفات المخلوقين ,كما حصل للشيخ المذكور ,و كأنه بجعله العلم محصورا في عالم الدنيا والأخر ة غفل عن قوله تعالى :" إن الله كان بكل شيء عليما "(النساء), وقوله تعالى:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"(الإسراء).





و اللوح والقلم شيئان من الأشياء الكثيرة التي خلقها الله تعالى ...و كأنه غفل عن قوله غليه الصلاة والسلام :"إن أول ما خلق الله القلم فقال له:اكتب فقال :رب وماذا أكتب ؟قال :اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة".و من الواضح إن ما بعد يوم القيامة من عوالم لم يسجلها القلم كما يفهم من هذا الحديث ,فما المانع أن يطلع الله من شاء من خلقه على هذه العوالم التي لم يسجلها القلم , و لم تحفظ في اللوح المحفوظ ,و لا سيما حبيبه و رسوله وخاتم الأنبياء صلى الله عليه واله و سلام و خاصة أن نصوصا كثيرة جاءت لتكشف عن ذلك و سيأتي ذكرها.و المشكلة عند ابن عثيمين و من معه أنهم يخلطون بين الأسباب و مسبباتها,و لايفرقون بين السبب الظاهر و السبب الخفي ,و يغفلون عن الله تعالى ربط الأسباب بالمسببات. و العجيب أننا نجد الشيخ ابن عثيمين – غفر الله لنا و له – يناقض نفسه بفتوى أخرى عندما يسأل عن قول الصحبة "الله و رسوله أعلم" فأجاب بقوله :قولهم "الله و رسوله أعلم " جائز ,و ذالك لأن علم الرسول من علم الله ,فالله تعالى هو الذي يعلمه ما ل لا يدركه البشر ,و لهذا أتى بالواو.









توضيح الأبيات كما فهمها العلماء الثقات و الآن ماذا يعني البويصري رحمه الله تعالى بهذه الأبيات ,و هل كفر هو من أعجب بقصيدته و حبها ؟كما أفتى ابن عثيمين حيث قال في فتواه :"...هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من اللغو بالنبي صلى الله عليه و اله وسلم المؤدي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه يحارب الناس عليه ,و يستبيح دمائهم و أموالهم و ديارهم فلأننا نسمع انه يلقي في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعا كما يرددون قول البوصيري يا أكرم الخلق..."ثم ذكر الأبيات المتقدمة.و نحن نقول لابن عثيمين إن العشرات من الأعوام و العلماء الراسخين في العلم شرحوا هذه القصيدة و تفننوا في شرحها و تخميسها و تسبيعها فهل كلهم دعاة إلى الشرك الكبر ؟ و تداولها العلماء العلام كابرا عن كبار و هل كلهم جهل ما فهمه ابن عثيمين؟و قان الله مزالق الردى ,و حفظنا من سبق الوهم ,و رسوخه في النفس ,و عافانا من الشذوذ عن السواد الأعظم الأمة.







أما قوله:يا أكرم الخلق من ألوذ بهسواك عند حلول الحادث العمم و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم قال الشيخ العلامة النحوي خالد الأزهر شارحا هذا البيت:(يا أكرم كل مخلوق مالي غيرك ألتجئ إليه يوم القيامة من هول العميم ,و الخلق متطلعون إلى جاهك الرفيع ,و جنابك المنيع , و لن يضيق بي جاهك يا رسول اللهإذا اشتد الأمر وعيل الصبر وانتقم لله تعالى ممن عصاه...)و الناظم هنا يتحدث عن موقف المقام المحمود الذي يقفه رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم عندما تدنو الشمس من الخلائق ,و يطول المر بالناس و هم خوف و ضجر و قلق شديد ,حتى يتمنى الكفار أن يذهب بهم و لو إلى النار ,فيلجأ ون إلى الأنبياء بدءا من أدم ثم نوح فإبراهيم فموسى فعيسى عليهم الصلاة و السلام ,و كلهم يتعذر ,و يأبى الشفاعة ,و لا تهمه إلا نفسه في ذالك الموقف ثم يلجأ ون إلى سيدنا محمد صلى اتلله عليه واله وسلم فيقول :أنا لها.و الشعر يذكر الله رسول الله بهذه الخصوصية الجليلة العظيمة التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة و في الحديث :"فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن فأحمده بتلك المحامد ,ثم يقال:يا محمد ارفع رأسك ,و سل تعطه و اشفع تشفع..." الحديث.و الشاعر البوصيري رحمه الله يذكر الشفاعة الكبرى التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة و هي خاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم .و هناك أنواع أخرى من الشفاعات الخاصة لنبينا صلى الله عليه و اله وسلم غير هذه الشفاعة لا مجال هنا للحديث عنها ,فهل في هذا ما يمس العقيدة في شيء؟بل هل هذا الى محض الإيمان ؟ و الإيمان بالشفاعة من الأمور التي يتميز بها أهل السنة و الجماعة بخلاف بعض المبتدعة الذين أنكروا شفاعته صلوات الله عليه وسلامه عليه.و لا أدري إن كان بعض الناس يثيره أن يوصف رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بأنه أكرم الخلق...؟ علما بأن هذه الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم من المسلمات عند المسلمين, و الأحاديث التي تأكد هذا المعنى كثيرا جدا مثل قوله صلى الله عليه واله وسلم :"أن أكرم ولد ادم على ربي "أخرجه الترمذي و الدارمي.و مثل قوله صلى الله عليه واله وسلم :"أن سيد ولد ادميوم القيامة".و أما قوله :مالي من ألوذ به ,فهو من الأمور المسلمة عند من يقرأ أو قرأ الحديث الشفاعة العمة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,و قد تقدمت الإشارة إليه ,وهذا المقام الكريم ثابت لرسول الله في القرآن قبل السنة , قال تعالى:"و من اللي فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" (الإسراء).و سميت الشفاعة العظمى بالمقام المحمود ,لأن جميع الخلق المؤمنين ,و الكافرين,الأتقياء و الفجار يحمدون له هذا الموقف .و كونه صلى الله عليه واله و سلم (الملاذ الوحيد) يومئذ واضح جلي,فكل الأنبياء و المرسلين يعتذرون الشفاعة في ذلك المقام و كلهم يقول نفسي نفسي .و قد يسأل متحذلق:لم لا يلجأ الإنسان إلى الله تعالى مباشرة في ذالك اليوم ؟و الجواب كما بينه الناظم بقوله:(......إذا الكريم تجلى باسم منتقم).ففي ذلك المقام لا يجرؤ أحد من الناس بمن فيهم الأنبياء على طلب أي شيء فيه تخفيف أو رحمة من الله تعالى لشدة غضبه الذي يصفه الأنبياء جميعا بقولهم:"ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله , ولن يغضب بعده مثله " كما هو في حديث الشفاعة .إذا لابد من شافع ,و هذا الشافع هو الحبيب الأعظم و السيد المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله و سلم ,و تأمل حديث الشفاعة تجد هذا بينا واضحا لا ريب فيه و لا شك و لا لبس.









و أما قول الناظم رحمه الله تعالى: و من علومك علم اللوح و القلم فإن من جودك الدنيا و ضرتها





ضرة الدنيا :هي الآخرة .اللوح:جسم نوراني, كتب فيه القلم بإذن الله تعالى ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة.القلم:هو جسم نوراني خلقه الله تعالى,و أمره أن يكتب ما كان وما يكون غلى يوم القيامة.الجود:إفاضة ما ينبغي لا لعوض و لا لغرض.شرح البيت:قال الشيخ خالد الأزهري ك:"و إن خيري الدنيا و الآخرة من جودك ,و علمي اللوح و القلم من علمك ,و أنت الحقيق بذالك,والمعول في الشفاعة عليك. و قال الشيخ إبراهيم الباجوري أحد شراح البردة و هو ممن ولي مشيخة الأزهر في القرن الثالث عشر من الهجرة:و المراد من الدنيا ما قبل الآخرة,و لذلك جعلها الناظم ضرتها,و في كلامه تقدير مضاف أي خيري الدنيا هدايته صلى الله عليه وآله و سلم فيهم".فأي إشكال في هذا الفهم يا عباد الله؟بل إن رسول الله صلى اللهو آله و سلم رفض الدنيا بما فيها زاهدا بما فيها زهدا فيها فضلا عن تملكها ثم الجود بها, و الأحاديث في هدا متوافرة.أخرج أبو يعلى بإسناد حسنّه الهيثمي عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب".عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"أوتيت مفاتيح كل شيء إلا خمس إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الدنيا واختار أن يكون عبدا يأكل يوما و يجوع يوما... ثم إقدامه عليه الصلاة والسلام على الشفاعة يوم القيامة عندما يحجم الأنبياء كلهم لا تهمهم إلا أنفسهم ,فيتصدى أبو القاسم صلى الله عليه و آله و سلم – بأبي هو و أمي – للشفاعة حتى يرضى الله سبحانه بعد غضبه و تزول الأهوال و الشدائد عن الناس ,فأي جود يريده الناس بعد ذلك ؟ بل أن رتبة الجود لتنزل عن هذه الرتبة العظيمة.ثم إن الدنيا و الآخرة وجدتا من أجل رسالة الإسلام, و النبي صلى الله عليه و آله وسلم يمثل هذا الإسلام, بل هو الإسلام الفعلي الواقع و الدليل عليه قوله صلى الله عليه و لآله و سلم يوم بدر:اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض . و قد قال الله تعالى:"و الأرض وضعها للأنام" ( الرحمان) والأنام هم الخلق و أفضلهم محمد صلى الله عليه و آله وسلم, فمن باب أولى أنها له صلى الله عليه وآله وسلم و قال تعالى:" هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" ( البقرة ).ثم إن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة, كما جاء في الحديث الشريف, فلا يرضى الله عز و جل أن تكون الدنيا كل ما أعطي لحبيبه صلى الله عليه وآله و سلم.و لا بد من الإشارة في شرح البوصيري أيضا :فإن من جودك الدنيا و ضرتها ...إلى أن العرب استعملوا المجاز ,و هو أسلوب من أساليب العربية المتفق عليه ,و من نفاه فقد نفى عن العربية بعضا من الفصاحة.و في كلام الشاعر البوصيري رحمه الله تعالى في هذا البيت نجد استعماله للقرينة السببية في علاقة المجاز المرسل ,فكأنه أراد :إن من جودك هداية الناس في الدنيا ,و هذه الهداية موصولة لرب العلمين و هي سبب الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة , ومن جودك أيضا الشفاعة في اليوم الآخرة ,و هي علاقة مجاز على القرينة السببية و في القرآن الكريم:" و ينزل لكم من السماء رزقا"(غافر) أي ما ينزل هو الماء الذي هو سبب الرزق المتنوع الأشكال.هل يعلم رسول الله علم اللوح و القلم و أما قوله:" و من علومك علم اللوح و القلم " و الذي استعظمه واستنكره شنع عليه بعض الناس, فإنني لا أريد من القارئ المنصف إلا التمعن في هذا الأحاديث:جاء في الصحيحين و اللفظ لمسلم عن أنس رضي الله عنه أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه و آله و سلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: سلوني ,لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ,فلما سمع القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضره ,قال أنس :فجعلت يمينا و شمالا فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي ,فأنشأ رجل في المسجد ,كان يلاحي فيدعى لغير أبيه ,فقال:يا نبي الله من أبي ؟قال: أبوك حذافة ,ثم انشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا ,و بالإسلام دينا ,و بمحمد رسولا ,عائدا بالله من سوء الفتن ثم قال صلى الله عليه وآله و سلم: " لم أرى كليم قط في الخير و الشر ,إني صورت لي الجنة و النار فرأيتهما دون هذا الحائط "روى البخاري عن بن الخطاب رضي الله عنه قال:قام فينا رسول الله صلى الله وآله و سلم مقاما فاخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم ,و أهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه .وروى أبو داوود عن حذيفة رضي الله عنه قال:" و الله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا ,و الله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه و اسم أبيه و اسم قبيلته ".و في حديثه اختصام الملأ الأعلى الذي خرجه الإمام أحمد في مسنده و الدار مي و الترمذي و الطبراني – و مما جاء فيه - ... فعلمت ما في السموات و الأرض و تلا:"و كذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض و ليكون من الموقنين"( الأنعام) و في رواية :فتجلى لي كل شيئا و عرفت ,و في رواية الطبراني :فعلمني كل شيء ....إلى إلخ.و انظر ما قاله الصحابي الجليل مالك بن عوف في وصف رسول الله صلى الله وآله و سلم كما ورد في الإصابة في الناس كلهم كمثيل محمّد ما إن رأيت و لا سمعت بواحد و متى تشأ يخبرك عما في غد أو في فأعطى للجزيل لمجتد و من الواضح أن الله سبحانه و تعالى أفض على نبيه صلى الله عليه و آله وسلم من العلوم و المعارف ملا يعلمه غلا الله تعالى القائل له :" و أنزل الله عليك الكتاب و الحكمة ,و علمك ما لم تكن تعلم و كان فضل الله عليك عظيما"( النساء) . و ما في الآية يدل على العموم و الشمول, أي لتعلم جميع العلوم التي علمها الله تعالى لرسله وأنبيائه صلوات الله و سلامه عليهم و آله و سلم ".فما هو وجه الإشكال غن قال قائل ك"أن الله علّمه اللوح و القلم . ألست ترى النص النبوي الشريف يقول لك؟:" فعلمني كل شيء ,أو فتجلى لي كل شيء و عرفت.."إلخ.أليس اللوح و القلم شيئين من هذه الأشياء ,يا سبحان الله كم من عقول تبادلا لإلى إنكار ما لا تعرف فتقع في محاذير ؟كان متن الأولى لها أن تصون نفوسها عنها ,ثم أليس معرفة الجنة و النار و الإخبار عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة الجنة ...إلخ مما بزيد عما في اللوح والقلم ,الذي لم يكتب إلا ما سيكون إلى يوم القيامة ,أما ما بعد يوم القيامة فإن العلم به علم بما في اللوح و القلم ...وهب أنه كتب في اللوح ما سيأتي بعد يوم القيامة ,ألا يدخل علم ما يكتب في قوله:فتجلى لي كل شيء , وعلمت ما في السموات والأرض...إلخ .فغدا من الجلي الواضح أن ما أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وآله و سلم من العلوم يفوق ما كتب في اللوح مما خطه القلم.و لا نقول هذا من العصبية لرأي أو لرجل, و إنما هي مسالة إيمانية إذ أن إعطاء رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم حقه فيما أكرمه الله به هو من مقتضيات الإيمان به.و أما الغلو المفروض كقول النصارى :" عسى ابن الله,أو حلت فيه روح الله "و نحوها من المفكرات,فهذا مرفوض مردود لا مرية فيه و لا ريب . و الناظم البوصيري رحمه الله هو الذي قال لنا في بردته:دع ما ادعته النصارى فينبيهمو احكم بما شئت فيه و احتكمو أرجو من الله تعالى أن يلهم الشيخ ,بل كل من يمسك قلما أو يعتلي منبرا أو يلقي محاضرة,أو يبث نصيحة أو موعظة ,أن يتحرى جانب الصواب و بخاصة فيما يتعلق بالله تعالى ,فإن مزالق الأقدام هنا خطيرة قد تودي بإيمان الإنسان نفسه ...جمع القلوب على محبة رسوله المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم ,ألهمنا جميعا حسن الظن بالمسلين و ألف بين المسلمين الذين أصبحوا تائهين حائرين في هذه الليالي الحالكة و ألهم العملين من أجل هذا الدين ,الابتعاد عن أسلوب التفكير و التضليل و التبديع, فإن هذا يزيد الجرح عمقا ,و القلوب بغضا .و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
ابو سيف
ابو سيف

ذكر عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة  Empty رد: تذكرة أهل القلوب المرضية من خطر أتباع الوهاّبيّة

مُساهمة من طرف أبو أويس الأحد 29 يناير 2012 - 23:14

جزاك الله عنا كل الجزاء سيدي أبا سيف

ونعم ما تثرون به المكتبة ما تكتبونه

وقد قيل: آثارهم تدل عليهم


أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى