بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
إلي من يبحث عن شيخ التّربية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إلي من يبحث عن شيخ التّربية
بسم الله الرّحمان الرّحيم
إلي من يبحث عن شيخ التّربية
لماذا ندخل في متاهات نحاسب عليها في الدّنيا والآخرة في حين أنّ الأمر واضح وضوح الشّمس في رابعة النّهار فهذا الموضوع الدّلالة عن الدّليل يوضّح لك أمر من تُلقي إليه قيادك
الدّلالة على الدّليل لاتّخاذ وسيلتك إلى الله الجميل
الحمد لله الذي أنار القلوب من إختصهم وأنعم عليهم بلذة قربه وأطلعهم
عن مكنون علم غيبه وأقامهم بإذنه خلافاء لحبّه وامتدادا لسيرته ودربه وصلى
الله على سيدنا محمد عين أعيان شهادته وغيبه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
باحسان ومن أمدهم بحبه.أما بعد فإن المولى سبحانه وتعالى دعى سيدنا موسى عليه السلام إلى طريق الحب الإلهي فشوقه إلى النزول برحابه لدرجة أنه قال على لسانه"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)...
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70الكهف) وفعلا لقد تخلى سيدنا موسى على وطنه
وعلى أهله وماله وقصد بعزيمة صادقة وبجد ورغبة لا تثنيها أهوال ولا عقبات
حتى له الإتصال بعلم الله الذي دعم بعلم الشريعة فصار يضرب الحجر فينقلب
ماء ويضرب البحر فيصير جبلا وكذلك حبيب قلوبنا وممد أرواحنا سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم أمره بالصبر مع انه أهله بقوله عز من قائل " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28الكهف)"ومع أنه مشرق الإلهام والإمداد فقد أمره بالصبر مع من يدعو ربه بالغداة والعشيوما أمره بالصبر إلا لوجود المعاناة لتبليغ الهدى يقول الإمام العلوي رضي الله عنه:{ لكن الطبيب يكابد كما في علمك} ثم بعده جعل الله سبحانه وتعالى على رأس كل مائة عام خليفة يجدد للأمة أمر دينها وليس التجديد للدين وإنما تجديد أمره في قلوب الأمة فالدين كامل من يوم أن نزل قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}وأنم لطول مدة الفترة تمتد الغفلة فتنسى القلوب الذكر فتصبح القلوب مظلمة وتلك هي الحكمة من وجود الخليفة إلا أن الخليفة له شروط قال الإمام علي الخواصوالأمام المرصفي والأمام أفضل الدين يقولون ويصدقون بعضهم بعضا يقولون أربع
مراتب قد زاحم عليها الناس الأشياخ هذا الزمان بغير حق وهي
1.تلقين الذكر
2.إلباس الخرقة
3.وأرخاء العذبة للعمامة
4إدخال المريد الخلوة.
ولكن لها شروط لابد منها لأنه متي فقد الشرط فقد المشروط. فشرط
تذكير المقام الأول أن يخلع على المريد خلعه الفتح في الشريعة التي جاء
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من واجبات ومندوبات وإتقاء المحرمات
والمكروهات فيغنيه عن كل من يلقنه درسا في الفقه.وإلباسه
الخرقة أن يسلب عنه جميع الصفات الرديئة ومن صفات النفس الأمارة بالسوء حتى
يصير باطنه كباطن الوليد ممسوح من كل رذيلة.ثم يلبسه حلة الأخلاق الحميدة
فينكبّ عن الذكر بلا هوادة حتى يتنوّر قلبه بنور ربه حتى يصل لحضرة القدس
البهية ثم يحفظه بحفظ الله عن السلب ويمكّنه عند التلوين ثم يأمره بمقام
الشكر لله سبحانه وتعالى"وما بكم من نعمة فمن الله"وكل
هذا بمتابعة أحوال المريد في السير حتى لا يركبه مركب الغرور فيتمشيخ ويرى
أنه صار على حال لا يصلها غيره كما أنّ كل شيخ لم يطلعه الله تعالى على
أحوال مريدية فليس هوبشيخ صادق بل هو مقتول نفسه بنفسه.وهذا
هو عين مقت الله من حيث لا يدري وإذا علم الشيخ أن المريد قد إنتقل
بمعرفته لربّه وكملت تربيته ودخل أوان فطامه يجب عليه أن يقطع عنه الإمداد
من جهة الشبخ على المريد لازم ولو كان مثله في المقام فليعرض كل من يدعي
المشيخة هذا الكلام على نفسه فان رأى أنه من هذا المقام فليقدم وإلا
فليتابع الطلب حتى يصير مريدا ومن الغريب أن جل الخلق يلقون بقيادهم إلي
هؤلاء المتمشيخين الجهلة بأصول الدين ناهيك عن معرفة رب العالمين ويجهلون
أنهم مبعثون يوم القيامة ومسؤولون من طرف المولى جل شأنه عن من ولاّك خليفة
على خلق الله ومسؤولين عن المدد الرباني على أي طريق يأخذونه هذا إن كان
هناك مدد ومسؤولين عن أذونهم التي يقولون أنهم مخصصون بها هل هي أذون
ظاهرية أم أنها مدعمة بالتصريف الإلهي في قلوب الخلق كما هو الحال مع
الخلفاء الحقيقيين مسؤولون عن أتباعهم ومعاملتهم أهي كمعاملة شيخنا لمريديه
أم أنهم ميزوا الأغنياء والوجهاء بالأموال عن الفقراء مسؤولون عن تشتيت
مريدي شيخهم وأفتكاك الزوايا بالقوة والاغتصاب مسؤولون عن الإضافات لهؤلاء
الأتباع ماذا أضافوا لهم من الأوراد والحقائق النابعة من نور الذكر وقد كان
مولانا الإمام قدس الله سره لا يمكّن مريدا من مقام حتى يكون أهلا لذلك
المقام وهو يقول في ىعض رسائله إلى المقاديم (فعلى المريد أن يعمل بما علم خيرله من التردد على المعلم وألا اضطررنا إلى ترك ما كان على ما كان وأسكناه في دار لقمان ) وهؤلاء
المتمشيخين يفخرون بأنهم يكملوا سير المريد في مدة شهرين فهم بزعمهم
موكّلون على سر الله تعالى وجعلوه ملك أيديهم يهبونه لمن شاؤوا في حين أن
إفشاء سر الربوية كفر بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك.فحتى الخلافة أوصوا بها لأقربائهم حتى كأنها أمر كسبي يعطونه لمن يشاؤون .مسؤولون
عن هذه الأموال من أين اكتسبوها مسؤولون عن مبلغهم من العلم من حفظ كتاب
الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم . الأمر الذي يخولهم القيام
بالموعظة والارشاد هذا و قد سأل الامام العلوي قدس الله سره في قصيدته
الشهيرة"ألاأيها العشاق للمحضر الأعلى "بقوله
فكنا في ضوء الشمس و الغير في الدجى لنا بصر حديد حيثما تجلى و يقول: أخذ عن الرسول علما كفى به أنه علم الباطن في القلب تدلى و يقول: فهل لك يا هذا نصيب من ذوقهم فان كنت مثلهم نعم ولك صولا ---وان لم تجد لديك شيئا مما لهم ..فأنصف من نفسك و هذا الوصف يتلى فهل طويت الأكوان عنك بنظرة وهل شاهدت الرحمان حيثما تجلى
و هل أفنيت الأنام عنك بلمحة و هل تهت عن الكل والعلوي والسفلي وهل طفت بالأكوان من كل جانب و هل طاف بك الكون و انت له قبلا فهذا بعض الذي يدل عن قربك و الا ثم أسرار لا تفشي الملا ...فان صحّ هذا الوصف عندك حبذا و الا أنت البعيد من حضرة المولى تنج عن علم القوم لست من أهله لا تقرب مال اليتيم ذاك نفس البلا ... كبر مقت الالاه يا خيبة الذي جعل زخرف القول يستبدل الفعل ... وهل ينفع التشديق بالقول و الثنا و هل ينفع التزويق من شفاء العلا ... فيا ليت شعري ما الحميل و ما الذي دعاه لهذا الزور به تحملا ... ألا يخشى الله رب العرش يوم لقائه حيث يدّعي الوصول والحال لا وصلى
وممّا يذكره الشيخ العلاوي في كتابه "المنح" القدوسية في شرح المرشد
المعين بطريق الصّوفيّة أن يكون متخلق بأخلاق الله وأن يكون ذكرا غير
مشابه للانثى قيد الحجاب لأن الحجاب للمرأة فالمحجوب عن الله لا تصح امامته
وأن يكون مكلفا يعني بالغا في التحقيق متغلغلا في معرفته و مشروبه من
اناءه و أن يكون اتيا بالأركان أركان الطريق و أن يكون متلبسا بفعلها يعني
يكون ظاهره في الحضرة المحمدية و باطنه في الحضرة الأحدية فيكون تحت اشارة
الحق له فاهما عنه و يدور مع الحق حيث دار و يلاحظ سرّ الألوهية اينما كان
مشاهدا له في الكتائف و حافظا له في اللطائف اخذا علمه عن الجليل فلا يأخذ
الا منه و لا يفهم الا عنه و أن لا يجعل عمدته في الطريق على أمور وهمية و
صور فانية لم توجد في السلف ولا عند ساداتنا في الخلف.اذ
كانوا عليهم تمام الرضا و الرضوان عالمين بالشرع و مستغرقين في الجمع على
قدم النبوة وأن يكون خارجا عن ربقة التقليد اخذا الشريعة من أصلها أي
يأخذها مما اخذها المجتهدون و أن ياخذ الحقيقة مما أخذها المحققون .فمن كان
هذا وصفه فهو القطب الوارث للخلافة المحمدية . و عن الامام أبو الحسن الشادلي قدس الله سره في
وصف القطب : للقطب خمس عشر علامة فمن ادعاها أو شيئا منها فليبرز بمدد
الرحمة والعصمة و الخلافة والنيابة و مدد حملة العرش العظيم و يكشف له عن
حقيقة الذات و احاطة الصفات و يكرم بكرامة الحكم الفصل بين الوجودين و
انفصال الاول عن الأول و ما انفصل عنه الى منتهاه و من ثبت فيه و حكم ما
قبل و ما بعد و حكم من لا قبل له ولا بعد و علم البدء و هو العلم المحيط
بكل علم ولكل معلوم بدءا من السر الأول الى منتهاه ثم يعود اليه فهذا معيار
أعطاه الله الشيخ يختبر به من ادعى الأسرار المحيطة بمدد الانوار ( انتهى كلام أبو الحسن ) و من بعده يقول وريثه و خليفته سيّدي الشّيخ اسماعيل قدس الله سره في اخر مولد 1993
في تعريف مقام الشيخ فيقول سنعرّج على الامامة في التّصوّف فهي كالامامة
في الصّلاة وفي الشّرع ( شرط الامام ذكر مكلّف ات بالاركان و حكمَا يعرف و
غير ذي فسق و لحن و اقتداءّ في جمعة حرا مقيما عدّد فالمرأة لا تؤم وبعد أن
شرح الشروط على الطريقة الشرعية قال لا بد من أن يكون الامام عارفا
بالاحكام الشرعية : اذا لم يكن علم لديه بظاهر ولا باطن فاضرب به لحجج
البحر و يقول الامام الشعراني في كتاب الأنوار القدسيّة في معرفة قواعد
الصّوفية من شرط شيخ التربية ان يكون متبحرا في علم الشريعة لأن له في كل
حركة ميزانا شرعيا فمن قال من التممشيخين في هذا الزمان أن هذا الامر ليس
هو بشرط في التلقين لكونه هو لا يقدر عليه قلنا له قد نسبت أشياخ الطريق من
السلف الى الجهل وهذا يقع فيه كثير ممن برز للمشيخة بغير حق و يقول أيضا
الامام الشعراني ( أجمعووا على أنه لا يجوز للأشياخ التجاوز عن زلات المريد
لأن ذلك تضييع لحقوق الله عز و جل و كذلك أجمعووا على أنه لا يجوز للشيخ
أن يلقن المريد شيئا من الأذكار و التلقين الخاص الا بعد تجريد المريد من
كل علاقة دنياوية . و يقول أيضا أن
المريد اذا تمشيخ فعل حراما و صار من قطاع الطريق عن الله تعالى كما أفتى
به ابن حجر و غيره ثم يجب على المريد الصادق. أن لا يبادر
لصحبة كل من ادعى المشيخة حتى يتبين له أنه ممن ولاّه الله هذا الأمر و
للفقير أو للمريد أن يتأكد من هذا الأمر و ذلك بتجربة هذا المدعي من ناحية
معرفة ما يجول بخاطره فإن علم أنه مهما خطرت في قلبه خطره تكلم بها هذا
الشيخ و إلا فتأثير قلوب المشائخ في قلوب إتباعهم هو المعتبر صوفيا و ليس
كما يدعيه اليوم أن منظره يجذب أو كرمه أو غير ذلك فهذه ترهات لا يأب بها
من أراد الله تعالى. و لقد تبين من أثار شيخينا الجليل
إسماعيل الهاد في رضي الله عنه و أرضاه و من مسيرة أتباعه كذلك: أن غاية
التصوف القصوى تتمثل في معرفة الله تعالى معرفة الشهود و العيان. و أن
الطريق التي يسلكها المريد والقرب من الله تعالى و الوصول إليه سبحانه و
تعالى هي شريعة دين الله و الإسلام كتابا و سنة في غير ما ابتداع بحيث
يقتفي المريدون خطى شيخهم الذي ينبغي أن يكون
وريثا محمديا كاملا عارفا
بالله و بطريق القوم قد تلقى الأذن في التربية الروحية الصوفية من شيخه
مشافهة و كتابة و من سر حضرة الله و رسوله رؤيا وكشفا و أن يكون عالما
بالشريعة و الحقيقة معا فلا يؤخذ هذا العلم من الجاهلين بالشريعة ولو كانوا
سالكين و لا عن الجاهلين بعلم الحقيقة و لو كانوا من فحول العلماء
بالشريعة و أن يكون مأذونا من طرف شيخه بإذن شفاهي قولي و قلبي بأن يأذنه
شيخه في إرشاد الخلق و نشر الطريق بصفة لا غموض فيها و لا التواء بإذن
موروث بالسند واحد عن واحد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس المذكور
بالورد العام و يهجر الانتساب بالتبرك و اعتقاد أن الطريق هي تلقين ذكر و
التلبيس على العباد بأن هذا شيخ قطب وغوث و ما إلى ذلك من دلالة الناس على
عبادة الخلق دون عبادة الله وحده وما كانت الإساءة إلى ركن التصوف إلا من
هذا الباب من ضرب بالدفوف و إنخزام الصفوف بدعوى هذا قادري و الأخر تجاني و
هذا سلامي و تخريب الجلود بالحراب و السيوف و لعق المناجل المحماة على
النار و أكل الزجاج و الأشواك و المسامير و اللعب بالحيّاة إلى غير ذلك من
المهازل التي أدت إلى تشويه منظر التصوف بانتساب هؤلاء له فهنا كله تنكره
الشريعة الإسلامية ويتبرء منه أهل الحقيقة و ما هي إلا أوهام و أباطيل
الصقتها النفوس الأمارة بطريق الإحسان فحالت دونه و دون المسلمين الأطهار
ليدخلوا الركن الثالث من دينهم من أبوابه العريقة المطهرة و حالت دونهم
ودون الورود من معين التحقيق. يذكر
كأهل الكمال و ينفي عنه الخيال ...يمحو جميع المثال يعرف معاني البقاء
يسقى من حوض معين حوض الرسول الأمين ...عليه في كل حين صلاة من عشق. وبهذه
الممارسات لبس الوهم صورة الجد و اتخذ الزائف مظهرا صحيح فيجب محو الوهم و
يحذف الزيف و كل من يهرول نحو الشهرة الزائفة و جمع الأموال. من هذا
اتخاذه ركن التصوف سبب في ذلك كيف تنتسب إليه العباد قال تعالى: و جعلنا منكم أيمّةً يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون فبالصبر
على الابتلاءات جعلهم أيمّةً وارثين يقول الإمام ابو الحسن رضي الله تعالى عنه ( لاكبيرة عندنا أكبر من اثنتين:
1) حب الدنيا بالإيثار (بأن يؤثرها على الآخرة)
2) و المقام على الجهل بالرضا لأن
حب الدنيا أساس كل خطيئة و المقام على الجهل أصل كل معصية و من دعاء سيدنا
أبو الحسن الشاذلي قدس الله روحه اللهم اجعل قضاءك و محابّك و لقاءك و
ذاتك وذات رسولك وسر ذات رسولك أحب إلي من نفسي و أهلي وولدي و مالي و
الناس أجمعين). و القطب هو النائب عن الحق
في أرضه وفي أحكامه التكليفية و التعريفية والجلالية و الجمالية فهو القطب
الجامع و هو قطب الكون عليه يدور من عرشه إلى فرشه فينقبض بقبضه و ينبسط
ببسطه وهو الذي يصل منه المدد الروحاني إلى دوائر الأولياء من (نجيب و
نقيب) و أوتاد و أبدال و له الإمامة و الإرث و النيابة و الخلافة و هو روح
الكون الذي عليه مداره و هو إنسان العين من العين و لا يعرف دلك إلا من كحل
عين بصيرته بثمد التوحيد الخاص و كان له قسط ونصيب من سر البقاء بالله و
هو الغوت لإغاثته للعوالم بهمته و مادته و رتبته الخاصة و هو واحد في
الوجود . يقول بعض الصالحين في حق هؤلاء الخلفاء لرسول الله صلى الله عليه
وسلم :ومن كفر بالخصوص في زمانه فذاك مكر زيد في خذلانه يخفيهم في خلقه عن خلقه فذاك فأعلم من عظيم لطفه لأنهم عرائس الرحمان يحجبهم عن كل ذي خذلانولم يوصل نحوهم بحكمته إلا الذي أهله لحضرته إن لم تلاقي منه في مدتك ... لا عشتَ عمراَ كعيشتك أما ما سوى هؤلاء يعني من لم يكن له نصيب من هذه الشروط فلا تقربنه فإن محبته نكبة في الدين و خراب في الاعتقاد و إياك أن ترضى بصحبة ساقط ...فتنحط قدرا من علاك و تحقر وكان سيدنا عيسى عليه السلام يقول : ( لا تجالسوا الموتى فتموت قلوبكم قيل و من الموتى ياروح الله قال الراغبون في الدنيا المحبون لها . و في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم (المرئ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) إذا
كان الإنسان مطالبا بعدم إتلاف بدنه فلا يسملنه إلى طبيب غير مختص في الطب
فالروح و القلب أولى بالحفاظ عليها و يقول الإمام الجنيد رضي الله تعالى
عنه في وصف الشيخ المربي : فالطبيب المختص الخبير البصير يكشف لأهل الأمراض
عما وجدوه و ينبؤهم عن زوال ما فقدوه حتى كأن الموصوف بعبارة اللسان منظور
إليه بالعيان من أجل ذلك كله كان الطبيب أعلم بداء السقيم من نفسه وأحق أن
يصف له الدواء ما يكون سببا لبرئه. و قد قيل وظيفة الشيخ أنه يستخرج
للمريد ما هو كامن فيه لا غير و محك الصدق في محبة الشيخ أن لا يصرفه عن
ولاءه ولاترده السيوف ولا الرّماح لأن شيخه مرشد إلى الحق تعالى و هو العين
التي ينظر الحق بها إليه باللطف والرحمة و هو وجه الحق الذي يقبل بواسطته
عليه و يرضى لرضاه و يغضب لغضبه و إنما كان سبب اختفاء الأقطاب في عصرنا
لقلة صدق الطالبين فإن غالب المريدين صار طلبهم للطريق مخلوطا بالحظوظ
النفسانية و الأهواء المضلّه عن سواء السبيل و عوضا عن ان يقصد المريد
المربي لا تمام النقص الروحاني فيشكو ضعف يقينه لشيخه و يوضح له عيوب نفسه و
غلبة هواه تراه يتبجح و يظهر لشيخه أنه من الكمّل و ذلك لضعف اعتقاده في
شيخه و يذهب إلى التمويه عليه و هذا ما أدى للكثير إلى نتيجة الغرور يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون
وبعد هذا البيان ما يُلجينا الى الإستخارة أو الى أمور تُلهينا عن المعني بالذّات وسواء كنتَ تابعا أو متبوعا فتفقد هذه الشّروط فإن وجدتها فاستمسك به وان لم يكن فيه هذه الشّروط ففرّ منه فرارك من الأسد
وختاماً
جمعتُ هذا الكلام ليحي من حي عن بيّنة ويهلك من هلك عن بينة هذا وإنّي
أبرأ من إدّعائي المشيخة كما تبرّا الذئب من دم يوسف وذلك لكي لا يظنّ
البعض أنّي أدعو إلى نفسي وها قد أشهدتكم على ذلك والله على كلّ شيء شهيد
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مع تحيّات العبد الضعيف الفاني ابــــــــــو ســـــيـــــف
بــقـلم مــحــمــد بـــن عـــمــر جــديــدي
إمـــام خـــطـــيــب بــجــامع الـحي العمالي بالرديف
إلي من يبحث عن شيخ التّربية
لماذا ندخل في متاهات نحاسب عليها في الدّنيا والآخرة في حين أنّ الأمر واضح وضوح الشّمس في رابعة النّهار فهذا الموضوع الدّلالة عن الدّليل يوضّح لك أمر من تُلقي إليه قيادك
الدّلالة على الدّليل لاتّخاذ وسيلتك إلى الله الجميل
الحمد لله الذي أنار القلوب من إختصهم وأنعم عليهم بلذة قربه وأطلعهم
عن مكنون علم غيبه وأقامهم بإذنه خلافاء لحبّه وامتدادا لسيرته ودربه وصلى
الله على سيدنا محمد عين أعيان شهادته وغيبه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
باحسان ومن أمدهم بحبه.أما بعد فإن المولى سبحانه وتعالى دعى سيدنا موسى عليه السلام إلى طريق الحب الإلهي فشوقه إلى النزول برحابه لدرجة أنه قال على لسانه"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)...
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70الكهف) وفعلا لقد تخلى سيدنا موسى على وطنه
وعلى أهله وماله وقصد بعزيمة صادقة وبجد ورغبة لا تثنيها أهوال ولا عقبات
حتى له الإتصال بعلم الله الذي دعم بعلم الشريعة فصار يضرب الحجر فينقلب
ماء ويضرب البحر فيصير جبلا وكذلك حبيب قلوبنا وممد أرواحنا سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم أمره بالصبر مع انه أهله بقوله عز من قائل " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28الكهف)"ومع أنه مشرق الإلهام والإمداد فقد أمره بالصبر مع من يدعو ربه بالغداة والعشيوما أمره بالصبر إلا لوجود المعاناة لتبليغ الهدى يقول الإمام العلوي رضي الله عنه:{ لكن الطبيب يكابد كما في علمك} ثم بعده جعل الله سبحانه وتعالى على رأس كل مائة عام خليفة يجدد للأمة أمر دينها وليس التجديد للدين وإنما تجديد أمره في قلوب الأمة فالدين كامل من يوم أن نزل قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}وأنم لطول مدة الفترة تمتد الغفلة فتنسى القلوب الذكر فتصبح القلوب مظلمة وتلك هي الحكمة من وجود الخليفة إلا أن الخليفة له شروط قال الإمام علي الخواصوالأمام المرصفي والأمام أفضل الدين يقولون ويصدقون بعضهم بعضا يقولون أربع
مراتب قد زاحم عليها الناس الأشياخ هذا الزمان بغير حق وهي
1.تلقين الذكر
2.إلباس الخرقة
3.وأرخاء العذبة للعمامة
4إدخال المريد الخلوة.
ولكن لها شروط لابد منها لأنه متي فقد الشرط فقد المشروط. فشرط
تذكير المقام الأول أن يخلع على المريد خلعه الفتح في الشريعة التي جاء
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من واجبات ومندوبات وإتقاء المحرمات
والمكروهات فيغنيه عن كل من يلقنه درسا في الفقه.وإلباسه
الخرقة أن يسلب عنه جميع الصفات الرديئة ومن صفات النفس الأمارة بالسوء حتى
يصير باطنه كباطن الوليد ممسوح من كل رذيلة.ثم يلبسه حلة الأخلاق الحميدة
فينكبّ عن الذكر بلا هوادة حتى يتنوّر قلبه بنور ربه حتى يصل لحضرة القدس
البهية ثم يحفظه بحفظ الله عن السلب ويمكّنه عند التلوين ثم يأمره بمقام
الشكر لله سبحانه وتعالى"وما بكم من نعمة فمن الله"وكل
هذا بمتابعة أحوال المريد في السير حتى لا يركبه مركب الغرور فيتمشيخ ويرى
أنه صار على حال لا يصلها غيره كما أنّ كل شيخ لم يطلعه الله تعالى على
أحوال مريدية فليس هوبشيخ صادق بل هو مقتول نفسه بنفسه.وهذا
هو عين مقت الله من حيث لا يدري وإذا علم الشيخ أن المريد قد إنتقل
بمعرفته لربّه وكملت تربيته ودخل أوان فطامه يجب عليه أن يقطع عنه الإمداد
من جهة الشبخ على المريد لازم ولو كان مثله في المقام فليعرض كل من يدعي
المشيخة هذا الكلام على نفسه فان رأى أنه من هذا المقام فليقدم وإلا
فليتابع الطلب حتى يصير مريدا ومن الغريب أن جل الخلق يلقون بقيادهم إلي
هؤلاء المتمشيخين الجهلة بأصول الدين ناهيك عن معرفة رب العالمين ويجهلون
أنهم مبعثون يوم القيامة ومسؤولون من طرف المولى جل شأنه عن من ولاّك خليفة
على خلق الله ومسؤولين عن المدد الرباني على أي طريق يأخذونه هذا إن كان
هناك مدد ومسؤولين عن أذونهم التي يقولون أنهم مخصصون بها هل هي أذون
ظاهرية أم أنها مدعمة بالتصريف الإلهي في قلوب الخلق كما هو الحال مع
الخلفاء الحقيقيين مسؤولون عن أتباعهم ومعاملتهم أهي كمعاملة شيخنا لمريديه
أم أنهم ميزوا الأغنياء والوجهاء بالأموال عن الفقراء مسؤولون عن تشتيت
مريدي شيخهم وأفتكاك الزوايا بالقوة والاغتصاب مسؤولون عن الإضافات لهؤلاء
الأتباع ماذا أضافوا لهم من الأوراد والحقائق النابعة من نور الذكر وقد كان
مولانا الإمام قدس الله سره لا يمكّن مريدا من مقام حتى يكون أهلا لذلك
المقام وهو يقول في ىعض رسائله إلى المقاديم (فعلى المريد أن يعمل بما علم خيرله من التردد على المعلم وألا اضطررنا إلى ترك ما كان على ما كان وأسكناه في دار لقمان ) وهؤلاء
المتمشيخين يفخرون بأنهم يكملوا سير المريد في مدة شهرين فهم بزعمهم
موكّلون على سر الله تعالى وجعلوه ملك أيديهم يهبونه لمن شاؤوا في حين أن
إفشاء سر الربوية كفر بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك.فحتى الخلافة أوصوا بها لأقربائهم حتى كأنها أمر كسبي يعطونه لمن يشاؤون .مسؤولون
عن هذه الأموال من أين اكتسبوها مسؤولون عن مبلغهم من العلم من حفظ كتاب
الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم . الأمر الذي يخولهم القيام
بالموعظة والارشاد هذا و قد سأل الامام العلوي قدس الله سره في قصيدته
الشهيرة"ألاأيها العشاق للمحضر الأعلى "بقوله
فكنا في ضوء الشمس و الغير في الدجى لنا بصر حديد حيثما تجلى و يقول: أخذ عن الرسول علما كفى به أنه علم الباطن في القلب تدلى و يقول: فهل لك يا هذا نصيب من ذوقهم فان كنت مثلهم نعم ولك صولا ---وان لم تجد لديك شيئا مما لهم ..فأنصف من نفسك و هذا الوصف يتلى فهل طويت الأكوان عنك بنظرة وهل شاهدت الرحمان حيثما تجلى
و هل أفنيت الأنام عنك بلمحة و هل تهت عن الكل والعلوي والسفلي وهل طفت بالأكوان من كل جانب و هل طاف بك الكون و انت له قبلا فهذا بعض الذي يدل عن قربك و الا ثم أسرار لا تفشي الملا ...فان صحّ هذا الوصف عندك حبذا و الا أنت البعيد من حضرة المولى تنج عن علم القوم لست من أهله لا تقرب مال اليتيم ذاك نفس البلا ... كبر مقت الالاه يا خيبة الذي جعل زخرف القول يستبدل الفعل ... وهل ينفع التشديق بالقول و الثنا و هل ينفع التزويق من شفاء العلا ... فيا ليت شعري ما الحميل و ما الذي دعاه لهذا الزور به تحملا ... ألا يخشى الله رب العرش يوم لقائه حيث يدّعي الوصول والحال لا وصلى
وممّا يذكره الشيخ العلاوي في كتابه "المنح" القدوسية في شرح المرشد
المعين بطريق الصّوفيّة أن يكون متخلق بأخلاق الله وأن يكون ذكرا غير
مشابه للانثى قيد الحجاب لأن الحجاب للمرأة فالمحجوب عن الله لا تصح امامته
وأن يكون مكلفا يعني بالغا في التحقيق متغلغلا في معرفته و مشروبه من
اناءه و أن يكون اتيا بالأركان أركان الطريق و أن يكون متلبسا بفعلها يعني
يكون ظاهره في الحضرة المحمدية و باطنه في الحضرة الأحدية فيكون تحت اشارة
الحق له فاهما عنه و يدور مع الحق حيث دار و يلاحظ سرّ الألوهية اينما كان
مشاهدا له في الكتائف و حافظا له في اللطائف اخذا علمه عن الجليل فلا يأخذ
الا منه و لا يفهم الا عنه و أن لا يجعل عمدته في الطريق على أمور وهمية و
صور فانية لم توجد في السلف ولا عند ساداتنا في الخلف.اذ
كانوا عليهم تمام الرضا و الرضوان عالمين بالشرع و مستغرقين في الجمع على
قدم النبوة وأن يكون خارجا عن ربقة التقليد اخذا الشريعة من أصلها أي
يأخذها مما اخذها المجتهدون و أن ياخذ الحقيقة مما أخذها المحققون .فمن كان
هذا وصفه فهو القطب الوارث للخلافة المحمدية . و عن الامام أبو الحسن الشادلي قدس الله سره في
وصف القطب : للقطب خمس عشر علامة فمن ادعاها أو شيئا منها فليبرز بمدد
الرحمة والعصمة و الخلافة والنيابة و مدد حملة العرش العظيم و يكشف له عن
حقيقة الذات و احاطة الصفات و يكرم بكرامة الحكم الفصل بين الوجودين و
انفصال الاول عن الأول و ما انفصل عنه الى منتهاه و من ثبت فيه و حكم ما
قبل و ما بعد و حكم من لا قبل له ولا بعد و علم البدء و هو العلم المحيط
بكل علم ولكل معلوم بدءا من السر الأول الى منتهاه ثم يعود اليه فهذا معيار
أعطاه الله الشيخ يختبر به من ادعى الأسرار المحيطة بمدد الانوار ( انتهى كلام أبو الحسن ) و من بعده يقول وريثه و خليفته سيّدي الشّيخ اسماعيل قدس الله سره في اخر مولد 1993
في تعريف مقام الشيخ فيقول سنعرّج على الامامة في التّصوّف فهي كالامامة
في الصّلاة وفي الشّرع ( شرط الامام ذكر مكلّف ات بالاركان و حكمَا يعرف و
غير ذي فسق و لحن و اقتداءّ في جمعة حرا مقيما عدّد فالمرأة لا تؤم وبعد أن
شرح الشروط على الطريقة الشرعية قال لا بد من أن يكون الامام عارفا
بالاحكام الشرعية : اذا لم يكن علم لديه بظاهر ولا باطن فاضرب به لحجج
البحر و يقول الامام الشعراني في كتاب الأنوار القدسيّة في معرفة قواعد
الصّوفية من شرط شيخ التربية ان يكون متبحرا في علم الشريعة لأن له في كل
حركة ميزانا شرعيا فمن قال من التممشيخين في هذا الزمان أن هذا الامر ليس
هو بشرط في التلقين لكونه هو لا يقدر عليه قلنا له قد نسبت أشياخ الطريق من
السلف الى الجهل وهذا يقع فيه كثير ممن برز للمشيخة بغير حق و يقول أيضا
الامام الشعراني ( أجمعووا على أنه لا يجوز للأشياخ التجاوز عن زلات المريد
لأن ذلك تضييع لحقوق الله عز و جل و كذلك أجمعووا على أنه لا يجوز للشيخ
أن يلقن المريد شيئا من الأذكار و التلقين الخاص الا بعد تجريد المريد من
كل علاقة دنياوية . و يقول أيضا أن
المريد اذا تمشيخ فعل حراما و صار من قطاع الطريق عن الله تعالى كما أفتى
به ابن حجر و غيره ثم يجب على المريد الصادق. أن لا يبادر
لصحبة كل من ادعى المشيخة حتى يتبين له أنه ممن ولاّه الله هذا الأمر و
للفقير أو للمريد أن يتأكد من هذا الأمر و ذلك بتجربة هذا المدعي من ناحية
معرفة ما يجول بخاطره فإن علم أنه مهما خطرت في قلبه خطره تكلم بها هذا
الشيخ و إلا فتأثير قلوب المشائخ في قلوب إتباعهم هو المعتبر صوفيا و ليس
كما يدعيه اليوم أن منظره يجذب أو كرمه أو غير ذلك فهذه ترهات لا يأب بها
من أراد الله تعالى. و لقد تبين من أثار شيخينا الجليل
إسماعيل الهاد في رضي الله عنه و أرضاه و من مسيرة أتباعه كذلك: أن غاية
التصوف القصوى تتمثل في معرفة الله تعالى معرفة الشهود و العيان. و أن
الطريق التي يسلكها المريد والقرب من الله تعالى و الوصول إليه سبحانه و
تعالى هي شريعة دين الله و الإسلام كتابا و سنة في غير ما ابتداع بحيث
يقتفي المريدون خطى شيخهم الذي ينبغي أن يكون
وريثا محمديا كاملا عارفا
بالله و بطريق القوم قد تلقى الأذن في التربية الروحية الصوفية من شيخه
مشافهة و كتابة و من سر حضرة الله و رسوله رؤيا وكشفا و أن يكون عالما
بالشريعة و الحقيقة معا فلا يؤخذ هذا العلم من الجاهلين بالشريعة ولو كانوا
سالكين و لا عن الجاهلين بعلم الحقيقة و لو كانوا من فحول العلماء
بالشريعة و أن يكون مأذونا من طرف شيخه بإذن شفاهي قولي و قلبي بأن يأذنه
شيخه في إرشاد الخلق و نشر الطريق بصفة لا غموض فيها و لا التواء بإذن
موروث بالسند واحد عن واحد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس المذكور
بالورد العام و يهجر الانتساب بالتبرك و اعتقاد أن الطريق هي تلقين ذكر و
التلبيس على العباد بأن هذا شيخ قطب وغوث و ما إلى ذلك من دلالة الناس على
عبادة الخلق دون عبادة الله وحده وما كانت الإساءة إلى ركن التصوف إلا من
هذا الباب من ضرب بالدفوف و إنخزام الصفوف بدعوى هذا قادري و الأخر تجاني و
هذا سلامي و تخريب الجلود بالحراب و السيوف و لعق المناجل المحماة على
النار و أكل الزجاج و الأشواك و المسامير و اللعب بالحيّاة إلى غير ذلك من
المهازل التي أدت إلى تشويه منظر التصوف بانتساب هؤلاء له فهنا كله تنكره
الشريعة الإسلامية ويتبرء منه أهل الحقيقة و ما هي إلا أوهام و أباطيل
الصقتها النفوس الأمارة بطريق الإحسان فحالت دونه و دون المسلمين الأطهار
ليدخلوا الركن الثالث من دينهم من أبوابه العريقة المطهرة و حالت دونهم
ودون الورود من معين التحقيق. يذكر
كأهل الكمال و ينفي عنه الخيال ...يمحو جميع المثال يعرف معاني البقاء
يسقى من حوض معين حوض الرسول الأمين ...عليه في كل حين صلاة من عشق. وبهذه
الممارسات لبس الوهم صورة الجد و اتخذ الزائف مظهرا صحيح فيجب محو الوهم و
يحذف الزيف و كل من يهرول نحو الشهرة الزائفة و جمع الأموال. من هذا
اتخاذه ركن التصوف سبب في ذلك كيف تنتسب إليه العباد قال تعالى: و جعلنا منكم أيمّةً يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون فبالصبر
على الابتلاءات جعلهم أيمّةً وارثين يقول الإمام ابو الحسن رضي الله تعالى عنه ( لاكبيرة عندنا أكبر من اثنتين:
1) حب الدنيا بالإيثار (بأن يؤثرها على الآخرة)
2) و المقام على الجهل بالرضا لأن
حب الدنيا أساس كل خطيئة و المقام على الجهل أصل كل معصية و من دعاء سيدنا
أبو الحسن الشاذلي قدس الله روحه اللهم اجعل قضاءك و محابّك و لقاءك و
ذاتك وذات رسولك وسر ذات رسولك أحب إلي من نفسي و أهلي وولدي و مالي و
الناس أجمعين). و القطب هو النائب عن الحق
في أرضه وفي أحكامه التكليفية و التعريفية والجلالية و الجمالية فهو القطب
الجامع و هو قطب الكون عليه يدور من عرشه إلى فرشه فينقبض بقبضه و ينبسط
ببسطه وهو الذي يصل منه المدد الروحاني إلى دوائر الأولياء من (نجيب و
نقيب) و أوتاد و أبدال و له الإمامة و الإرث و النيابة و الخلافة و هو روح
الكون الذي عليه مداره و هو إنسان العين من العين و لا يعرف دلك إلا من كحل
عين بصيرته بثمد التوحيد الخاص و كان له قسط ونصيب من سر البقاء بالله و
هو الغوت لإغاثته للعوالم بهمته و مادته و رتبته الخاصة و هو واحد في
الوجود . يقول بعض الصالحين في حق هؤلاء الخلفاء لرسول الله صلى الله عليه
وسلم :ومن كفر بالخصوص في زمانه فذاك مكر زيد في خذلانه يخفيهم في خلقه عن خلقه فذاك فأعلم من عظيم لطفه لأنهم عرائس الرحمان يحجبهم عن كل ذي خذلانولم يوصل نحوهم بحكمته إلا الذي أهله لحضرته إن لم تلاقي منه في مدتك ... لا عشتَ عمراَ كعيشتك أما ما سوى هؤلاء يعني من لم يكن له نصيب من هذه الشروط فلا تقربنه فإن محبته نكبة في الدين و خراب في الاعتقاد و إياك أن ترضى بصحبة ساقط ...فتنحط قدرا من علاك و تحقر وكان سيدنا عيسى عليه السلام يقول : ( لا تجالسوا الموتى فتموت قلوبكم قيل و من الموتى ياروح الله قال الراغبون في الدنيا المحبون لها . و في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم (المرئ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) إذا
كان الإنسان مطالبا بعدم إتلاف بدنه فلا يسملنه إلى طبيب غير مختص في الطب
فالروح و القلب أولى بالحفاظ عليها و يقول الإمام الجنيد رضي الله تعالى
عنه في وصف الشيخ المربي : فالطبيب المختص الخبير البصير يكشف لأهل الأمراض
عما وجدوه و ينبؤهم عن زوال ما فقدوه حتى كأن الموصوف بعبارة اللسان منظور
إليه بالعيان من أجل ذلك كله كان الطبيب أعلم بداء السقيم من نفسه وأحق أن
يصف له الدواء ما يكون سببا لبرئه. و قد قيل وظيفة الشيخ أنه يستخرج
للمريد ما هو كامن فيه لا غير و محك الصدق في محبة الشيخ أن لا يصرفه عن
ولاءه ولاترده السيوف ولا الرّماح لأن شيخه مرشد إلى الحق تعالى و هو العين
التي ينظر الحق بها إليه باللطف والرحمة و هو وجه الحق الذي يقبل بواسطته
عليه و يرضى لرضاه و يغضب لغضبه و إنما كان سبب اختفاء الأقطاب في عصرنا
لقلة صدق الطالبين فإن غالب المريدين صار طلبهم للطريق مخلوطا بالحظوظ
النفسانية و الأهواء المضلّه عن سواء السبيل و عوضا عن ان يقصد المريد
المربي لا تمام النقص الروحاني فيشكو ضعف يقينه لشيخه و يوضح له عيوب نفسه و
غلبة هواه تراه يتبجح و يظهر لشيخه أنه من الكمّل و ذلك لضعف اعتقاده في
شيخه و يذهب إلى التمويه عليه و هذا ما أدى للكثير إلى نتيجة الغرور يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون
وبعد هذا البيان ما يُلجينا الى الإستخارة أو الى أمور تُلهينا عن المعني بالذّات وسواء كنتَ تابعا أو متبوعا فتفقد هذه الشّروط فإن وجدتها فاستمسك به وان لم يكن فيه هذه الشّروط ففرّ منه فرارك من الأسد
وختاماً
جمعتُ هذا الكلام ليحي من حي عن بيّنة ويهلك من هلك عن بينة هذا وإنّي
أبرأ من إدّعائي المشيخة كما تبرّا الذئب من دم يوسف وذلك لكي لا يظنّ
البعض أنّي أدعو إلى نفسي وها قد أشهدتكم على ذلك والله على كلّ شيء شهيد
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مع تحيّات العبد الضعيف الفاني ابــــــــــو ســـــيـــــف
بــقـلم مــحــمــد بـــن عـــمــر جــديــدي
إمـــام خـــطـــيــب بــجــامع الـحي العمالي بالرديف
ابو سيف- عدد الرسائل : 36
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 23/02/2011
رد: إلي من يبحث عن شيخ التّربية
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله الغر المحجّلين
ماهذا: يقصد المريد
المربي لا تمام النقص الروحاني فيشكو ضعف يقينه لشيخه و يوضح له عيوب نفسه و
غلبة هواه تراه يتبجح و يظهر لشيخه أنه من الكمّل و ذلك لضعف اعتقاده في
شيخه و يذهب إلى التمويه عليه و هذا ما أدى للكثير إلى نتيجة الغرور.
هل هذا الكلام من التصوف فى شئ وكذلك بعض الروايات ...
لاحول ولاقوّة إلاّ بالله .
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله الغر المحجّلين
ماهذا: يقصد المريد
المربي لا تمام النقص الروحاني فيشكو ضعف يقينه لشيخه و يوضح له عيوب نفسه و
غلبة هواه تراه يتبجح و يظهر لشيخه أنه من الكمّل و ذلك لضعف اعتقاده في
شيخه و يذهب إلى التمويه عليه و هذا ما أدى للكثير إلى نتيجة الغرور.
هل هذا الكلام من التصوف فى شئ وكذلك بعض الروايات ...
لاحول ولاقوّة إلاّ بالله .
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
مواضيع مماثلة
» إلي من يبحث عن شيخ التّربية
» علاقة شيخ التّربية بالمريد
» سؤال بسيط يبحث عن جواب .
» الاول يبحث عن شيخ تربية والاخر عن رئيس دولة
» علاقة شيخ التّربية بالمريد
» سؤال بسيط يبحث عن جواب .
» الاول يبحث عن شيخ تربية والاخر عن رئيس دولة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس