بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
قال تعالى في كتابه العزيز ذاكرا ما قاله إبليس لعنه الله تعالى :
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا )
في هذه الآية أمور :
منها : إعتراض إبليس لعنه الله تعالى على مقام التكريم والتفضيل الإلهي فظنّ أنّ التكريم والتفضيل تدخل فيه المقاييس والحسابات
ومنها : إحتقاره لمن فضّله الله تعالى عليه لهذا نطق هنا بقول فيه الكثير من الإحتقار في قوله ( هذا ) هذا اللا شيء مقارنة بي
ومنها : إعتقاده أنّ الله تعالى يفضّل الأدنى على الأعلى وأنّ الله تعالى يظلم عباده حين التفضيل فنسب إبليس لعنه الله تعالى أمراض قلبه إلى حضرة الربوبية ( تعالى الله تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ) فحضرة الله تعالى كلّها صفاء في صفاء لهذا كان التصوّف وهو مقام الإحسان كلّه صفاء فمن لا صفاء له فلا تصوّف له البتّة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط
ومنها :
أنّ إبليس لعنه الله تعالى كان على كشف وعلم بوجود يوم القيامة قبل نزول آدم إلى الأرض فكان واسع الكشف بخصوص مهمّة آدم ورسالته وعلمه بوجود العقاب والثواب
ومنها :
علمه أنّه سيكون عدوّا لآدم حيثما كان آدم موجودا وهو علمه بنزوله إلى الأرض أيضا بعد أن أساء الأدب في حضرة ربّه لهذا قال ( لئن أخّرتن إلى يوم القيامة ) فكأنّ الحشر في يوم القيامة أمر تعلمه الملائكة ويعلمه إبليس لعنه الله تعالى قبل خلق آدم وأنّ يوم القيامة يوم الجمع على الله تعالى هو يوم صعق جميع المخلوقات إلا من شاء الله تعالى وهو من من علوم الحقيقة ومن علوم فناء هذا العالم الدنيوي وطيّ صفحته فلم يوقف إبليس لعنه الله تعالى يوم القيامة على آدم وذريته بل مشمول حتى هو بيوم القيامة فعلمنا أنّ العالم الذي كان يعيش فيه إبليس لعنه الله تعالى هو عالم روحاني متجسّد وأنّ يوم القيامة هي نشأة آخرى لم يحلّ فيها إبليس لعنه الله تعالى بعد لهذا إعترض على التكريم الإلهي لآدم في هذه الدنيا لذا قال بعض المفسرين أنّ الجنّة التي كان فيها آدم وفيها أكل مع حوّاء بوجود إبليس لعنه الله تعالى هي جنّة في السماء الدنيا أوالسماء الأولى أو ما في معنى هذا الكلام
ومنها :
علمه لعنه الله تعالى بما أعطاه له كشفه أنّه سيكون لآدم ذرّية وعليه علمه بنفسه أيضا أنّه سيكون له ذرّية على عدد ذريّة آدم لهذا ورد أنّ مع كلّ مولود جديد يكون له قرينا من الشياطين بخلاف الملائكة فهي لم تذكر الذرية بتعبير صريح بل قالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فجنحت إلى ذكر من سيفسد ويسفك الدماء من ذريّة آدم لغيرتها على جناب التوحيد والطاعة أن يتعدّى عليه مخلوق لأنّهم من جنود الله تعالى فالجندي لا يترك من يفسد منظومة سيّده في كلّ مجال ولله المثل الأعلى
ومنها :
تحدّيه للجناب الإلهي في الفعل وأنّه باستطاعته أن يضلّ أكثر الخلق ولكن بشرط اشترطه وطلب طلبه وهو تأخيره إلى يوم القيامة
ومنها :
أنّ إبليس لعنه الله تعالى لم ينكر وجود يوم القيامة فالسؤال : كيف أفلح بأن بثّ الإلحاد والكفر إلى درجة عدم إيمان الناس بالله تعالى ولا بيوم القيامة ولا بالثواب والعقاب فكان كفر البشر أبلغ من كفر إبليس لعنه الله تعالى فرغم كونه الأصل لعنه الله تعالى في هذا الكفر إلّ أنّه سيتبرأ منهم جميعا يوم القيامة
ومنها :
أنّ إبليس لعنه الله تعالى يستثني دائما كفي قوله ( إلاّ قليلا ) وقوله ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ) وذلك لعلمه بدرجات الإحسان والإيمان والإسلام وعلمه بالمقامات جميعه كمقام التوبة التي جنح إليه آدم لهذا كان مقام التوبة أشدّ مقام من المقامات على إبليس لعنه الله تعالى لهذا جعل الله تعالى نكاية به ورحمة بعباده باب التوبة مفتوحا إلى حين طلوع الشمس من مغربها وإلى حين الغرغرة ..
ومنها :
أنّ المقامات لا يمكن تمييزها ومعرفة بعضها عن بعض إلاّ بورود الإمتحان وهو مقام الرضا والتسليم فإبليس لعنه الله تعالى لمّا كانت لديه تلك الحظوة عند الله تعالى حتى صار في مقام القرب ظنّ أنّ الأمر جميعه يرجع إليه وأنّ التكريم جميعه يرجع إليه وأنّ التفضيل جميعه يرجع إليه فلمّا علم الله تعالى منه ذلك امتحنه بتفضيل آدم وتكريمه عليه وإنّما ذكر الله تعالى في خلال ذلك إستفسار الملائكة عليهم السلام كي يظهر ويبيّن كيفية السؤال والاستفسار من أهل النور حتى يأتيهم الجواب ثمّ الرضا منهم والتسليم فيطمئنّ القلب وإنّما كان الإستفسار لا لغاية للنفس أو في النفس بل غيرة على حرمات الله أن تنتهك وإنّما حكى ذلك ليبيّن لك المقامات والأحوال وما هو المرغوب منها وما هو المذموم والمرهوب ...
ومنها :
قوله لعنه الله تعالى ( لأحتنكنّ ذريته ) فكأنّ العملية هنا والفعل خفيّ غير ظاهر لهذا كان إبليس لعنه الله تعالى يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه فهو مخفي وإنّ الخفاء سلاحه الفتاك لهذا تخفّى لآدم في الجنّة في صور شتّى حتى أغواه فأكل من الشجرة فلو ظهر له في صورته الحقيقية لعلمه كلّ الناس
ومنها :
أنّه قاعد في الصراط المستقيم لهذا قال ( لأغوينّهم ) لأنّ الغواية هي الميل والحيف عن طريق الإستقامة وهي للعبودية فعبودية الله تعالى هي الإستقامة وأنّ يوم القيامة جامع لكلّ الخلق حتى الحيوانات فيقتصّ الله تعالى من الشاة القرناء إلى الشاة العصماء ( ولا يظلم ربّك أحدا )
ومنها :
أنّ كشف إبليس لعنه الله تعالى ومداه مذكور في القرآن غاية وهو واضح كلّ الوضوح لهذا من آتاه الله تعالى هذا العلم عرف مداخل الشيطان ومخارجه في كلّ مقام بداية ونهاية من السياسة الشرعية وهي الخصوصية والمعاملات إلى التربية الروحية والقلبية وهي للعبادات ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
شكرا سيدي علي على هذا التواصل الدائم فالمنتدى أصبحتم فيه من الفرسان البارزين بمساهماتكم المتواصلة وبروحها المتجددة.
أسأل الله لكم منه دوام الفضل والكرم
وألا يقطع حبل التواصل الروحي بين المحبين والمحبوبين...
أسأل الله لكم منه دوام الفضل والكرم
وألا يقطع حبل التواصل الروحي بين المحبين والمحبوبين...
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
جزاكم الله تعالى خيرا سيدي أبا أويس الحبيب وبارك فيكم وجعلكم من أخيار أهل الله تعالى وجمعنا في الجنّة مع مولانا العالم الرباني سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه في حمى سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلّم وما ذلك على الله تعالى بعزيز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله وصحبه
قال تعالى :
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ )
قصّة ضلال إبليس لعنه الله تعالى وكفره من أبلغ القصص عبرة للكافرين والمشركين وللمستكبرين وكذلك لأهل الإيمان من المسلمين فإنّ فيها من العبر والمفاهيم للأحوال والمقامات والوقوف على العلل أشياء كثيرة فهذه القصّة من أعظم قصص القرآن لتعلّقها بالفيصل بين الجنّة والنّار وبين الكفر والإيمان فتحتّم وجوبا على كلّ مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة فهم هذه القصّة فهما بليغا مستوفيا لما لها من دور أصيل في فهم ما عليه البشرية جمعاء اليوم وقبل اليوم وبعده ...
إنّ أوجب المقامات وأنفعها بل أصل المقامات وأفرضها هو مقام ( اليقظة ) ونعني به المضادد لحالة الغفلة فهذا من أعظم المقامات التي يخشاها إبليس لعنه الله تعالى وهذا المقام هو المقام الفيصل في معرفة العبد والإنسان العاقل فبداية العقل والعقلانية تبدأ من هذا المقام وهو مقام ( اليقظة ) فكلّ من لم لم يلج ويضع قدمه الأولى في هذا المقام فهو عند أهل الله تعالى عبد غير عاقل كما قال عليه الصلاة والسلام في قوم الخوارج ( ... فتيان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ...) أي لا عقول لهم نورانية فإنّ العقل ينقسم إلى قسمين : عقل ظلماني كما قال تعالى في بيان هذا النوع من العقول على لسان إبليس لعنه الله تعالى ( .. لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين )
فهنا قال إبليس لعنه الله تعالى ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ) فلم يستهلكه ذلك الغضب إستهلاكا تامّا كاملا بل أبقى الله تعالى عليه عقله الظلماني فراعى به المناسبات والأحوال فاستثنى في قوله ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ) رغم ما هو فيه من غضب وحسد وإستكبار وأحكام تلك النيران الباطنة التي تحجب عن كلّ عقل أو فهم ولكنّه لعنه الله تعالى رغم ذلك كلّه إستثنى لتعلم أنّ العقل الباقي لدى إبليس لعنه الله تعالى هو عقله الظلماني أمّا جميع الملائكة فكانوا في حالة جذب كامل وهو التسليم الكامل لله تعالى كما قال تعالى ( فسجد الملائكة كلّهم أجمعون ) أمّا إبليس لعنه الله تعالى فلم يجذب في تلك الحالة بل أبقى الله تعالى عليه عقله الظلماني بعد أن جرّده من باطنه النوراني وهو السلب فرجعت أوصاف نفسه إليه بعد أن حجبه الله تعالى عنه وهي كامنة فيه لهذا قال عليه الصلاة والسلام ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ) لأنّ العبد متى ردّه الله تعالى بسبب ما كسوء أدب عظيم لا يغتفر لمن هو في مثل مقامه وحالته لأنّه فعله عن علم ( وأضلّه الله على علم ) رجع إلى أوصاف نفسه فكانت جميع أعماله وأحواله كحصاد عصفت به الريح في يوم عاصف حفظنا الله تعالى وإيّاكم من ذلك بحرمة سيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام فإنّ العبد متى طرد من حضرة رحمة ربّه فلن يغني عنه أحد شيئا ( لا تنفعهم شفاعة الشافعين ) ولو كان سيّد المرسلين لهذا لم تتدخّل الملائكة ولم تشفع لإبليس لعنه الله تعالى لأنّه قطع عن مدد الشفاعة بل الشفاعة للمؤمنين
من هنا فرّق أهل الله تعالى بين العصاة المذنبين وبين الكفار المشركين لهذا ورد النهي عن الإستغفار للمشركين والكافرين والمنافقين كما ورد في القرآن في حالة سيّد المرسلين .. وغفي هذا شرح مفيد لتعطي الحقائق حقّها والمراتب وصلها والمنازلات فضلها والله واسع عليم وهو أرحم الراحمين
إنّ قصّة إبليس لعنه الله تعالى وما جرى له بسب نفسه الخبيثة وما وقع فيه لأمر يخشاه كبار العارفين إلاّ الأنبياء المرسلين المعصومين من هذا أمّا الأولياء العارفين المحفوظين من هذا فلم يبلغوا درجة العصمة بل قد يقع الولي كما وقع السامري وكما تحدّث صاحب الإبريز أنّ هناك وليّا في مصر في زمن من الأزمان سلب فانقلب ساحرا والعياذ بالله تعالى ( يعلمون الناس السحر ) فإنّ كلّ عارف سقط تجده يأخذ بزمام شؤون السحر في زمنه حتى يكون من كبار الشياطين .. فهذه أمور يعلمها أهل الله تعالى بتفاصيلها ...
لأنّ ميزان الحلال والحرام والإيمان والكفر هو النور والظلمة والحسنة والسيّئة والعلم والجهل ... إلخ
منهج إبليس لعنه الله تعالى في الغواية واضح تمام الوضوح في هذه الآيات من باب ( إمّا أن أحكمكم أو أن أغويكم ) كما قال حكام زماننا اليوم ( إمّا أن نحكمكم أو أن نقتلكم ) ولكن الغواية أشدّ من القتل لأنّها فتنة وفساد وإفساد ( والفتنة أشدّ من القتل ) ونحن متى رأينا اليوم حال حكّام زماننا نجد أغلبهم قائم في سلطته متكّن فيها عن طريق السحر فكثرة الولاّة والأمراء والرؤساء الذين يتعاطون السحر للبقاء في مناصبهم أمر مشهور والسحر من شؤون إبليس لعنه الله تعالى وهو صناعة يهودية بالأساس متى علمنا تفاصيل الحكم السليماني الملكي وأنّه ليس الأصل في الحكم كما قال سليمان عليه السلام ( ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) فأراد عليه السلام تحمّل تكاليف ومهر ذلك المقام فتحمّله عن غيره فيمن يأتي من بعده كي يتوجّهوا إلى ربّهم ولا يلهيهم ما هو فيه فتحمّل عنّا سيّدنا سليمان عليه السلام تبعات ذلك المقامات فهو لم يسأل ميزة لنفسه في دعائه وإنّما تحمّل بنفسه عن غيره من العباد فكان دعاؤه ظاهرا يشير إلى الخصوصية ولكنه باطنا يشير إلى العبودية متى فهمت قوله ( ففهمناها سليمان ) فافهم وأتمنّى على الله تعالى أن يقويني كي أذكر إن شاء الله تعالى حالة النبيّ سليمان عليه السلام في ملكه وشؤون وتبعات ذلك المقام وأنّه مقام تختلط فيه الحقائق كثيرا وأنّه مقام ملكي متى علمت أنّ اليهود اليوم يبحثون لإقامة الهيكل السليماني كما في شأن فرسان المعبد ... فالحمد لله تعالى على ما وهب من العلم وأمّا بنعمة ربّك فحدّث
سنتكلّم بعد هذا في ميزان العقول النورانية الصاحية ونفصّل القول فيها مقابلة بميزان العقول الظلمانية الغافلة ونفصّل بعده شروط الخليفة والكلام عن الخلافة الإسلامية ومقامات الخليفة وأحواله ... من هذه الآيات الكريمة التي في قصّة إبليس لعنه الله تعالى ..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
ابليس هو النفس و النفس هي ابليس. لا فرق بينهما. من اراد ان يفهم مصطلح ابليس و النفس فعليه ان ينطلق من هذا المفهوم. و السلام عليكم و رحمة الله
محمد الشريف هولندا- عدد الرسائل : 33
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
رد: إشارات ( خطر إبليس لعنه الله تعالى )
محمد الشريف هولندا كتب:ابليس هو النفس و النفس هي ابليس. لا فرق بينهما. من اراد ان يفهم مصطلح ابليس و النفس فعليه ان ينطلق من هذا المفهوم. و السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا سيدي محمد الشريف على تعليقك الوجيز الذي لا أوافقك عليه من غير أن أدخل في جدال
فإنّ إبليس لعنه الله تعالى شيء والنفس التي ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) شيء آخر
إنّ الفرق بين نفسك ( التي بين جنبيك ) أنّك تجاهدها كي تأخذ بيدها إلى جنات النعيم من باب ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) أمّا إبليس لعنه الله تعالى وكذلك ذريته من الشياطين وأعني هنا قرين كلّ إنسان على وجه الخصوص فقد قال تعالى ( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ )
لهذا قال سيدي الإمام محمد البوصيري رضي الله عنه في قصيدته البردة ( وخالف النفس والشيطان واعصهما --- وإن هما محضاك النصح فاتهم )
وتفصيل هذا هو الآتي :
إنّ أمر النفس أدهى من أمر الشيطان وأمرّ لهذا ورد في قوله عليه الصلاة والسلام ( أعدى الأعادي إليك نفسك التي بين جنبيك ) وقوله كما ورد في الأثر ) عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) يعني جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر وهذا أمر صحيح بلا شكّ .. فالجهاد الأصغر هو جهاد شياطين الإنس والجان أمّا الجهاد الأكبر فهو جهاد النفس في مراتبها
إنّ حدّ سطوة إبليس لعنه الله تعالى متعلّقها عالم الخلافة وهو عالم الصفات متى علمت شأن الخليفة في هذا الأمر وهذا المجال لهذا ماح نحو مجال التصريف بالسحر لذا يدعي الألوهية في مجال الصفات أمّا النفس فتدّعي الألوهية في مجال الذات وهذا أدهى وأمرّ . نعم إنّ النفس والشيطان قد يستويان في مرحلة من المراحل حتى لا يعود العبد يفرّق بينهما وهو مجال الصفات فيستويان فيه وقد عبّر عن هذا السامري في قوله ( سوّلت لي نفسي ) لأنّ نفسه هنا باتت شيطانا لهذا سيخرج الدجال في دعوى الألوهية بخلاف إبليس لعنه الله تعالى فهو وإن كان يغوي الناس فطريقه طريق غواية وهو الضلال عن سبل الهداية إلاّ أنّه ما ادّعى الألوهية في مقام الذات بل قال كما قال تعالى ( ربّ أنظرني إلى يوم يبعثون ) وقال ( فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين ) بخلاف فرعون فقد قال ( أنا ربّكم الأعلى ) وقال ( ما علمت لكم من إله غيري )
نعم إنّ العناية بمجاهدة النفس هو السبيل المستقيم لصدّ عدوان الشياطين عليها إذ أنّ النفس الأمّارة كالبهيمة غير عاقلة وإنّما تتنوّر وتعقل بنور الله تعالى واتصافها بصفات الروح النيّر ..
فإبليس لعنه الله تعالى واقف في باب الصفات ومن هنا ضلّ من ضلّ من العباد وإنّ أغلب إفتراق الأمّة الإسلامية وقع في الجدال في الصفات الإلهية ومن هنا تتكوّن الفرق وهذا سبيل غواية إبليس لعنه الله تعالى لمن كان غير كامل تنوير الذات من الذين لا سبيل للشيطان عليهم ( عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ... الكلام يطول وشكر ا ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» الخفاء سلاح إبليس لعنه الله تعالى
» خطر الإعتراض على الله تعالى
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» الوجهة إلى الله تعالى
» زيارة إبليس اللعين لمحمد صلى الله عليه وسلم في بيت الانصاري
» خطر الإعتراض على الله تعالى
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» الوجهة إلى الله تعالى
» زيارة إبليس اللعين لمحمد صلى الله عليه وسلم في بيت الانصاري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس