بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
يا سائلا عن سنن الفقير
صفحة 1 من اصل 1
يا سائلا عن سنن الفقير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ..
وبعد،
هذا شرح العارف بالله أحمد ابن عجيبة لأبيات من المباحث الأصلية لابن البنا السرقسطي
أردت نقلها لهذا المنتدى المبارك فهي مرآة لفقراء هذا الزمان، نفع الله بها إخواننا في الله بإذنه تعالى.
يعني أن الطريق الذي سأل عنه السائل مات بموت أهله, واندرس خبره, وصار كأنه شخص مات ورمم, وصار عظاماً ورفاتاً, وفي الحديث:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس, ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا, فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
ولا فرق بين العلم الظاهر والباطن في كونه يذهب بذهاب أهله.
وقوله (فطمست أعلامه) أي ما يدل عليه ويوصل إلى تحصيله, فأعلام الشيء ما دل على وجوده, ومنه سمى الكون عالماً, لدلالته على صانعه, فكأن علم التصوف قد طمست طرقه الموصلة إلى تحقيقه, فلم تبق له طريق توصل إليه, وهذا معنى قوله (فلم تجد بعد) أي بعد طمس أعلامه (لها) أي لتلك الأعلام والآثار التي توصل إليه (طريقاً) لتسلكها حتى تبلغك إلى تحقيق ما سألت عنه.
ومضمن كلامه: أن الصوفية المحققين السالكين على منهاج المتقدمين قد قلوا جداً, حتى كأن علومهم ماتت وبليت, وصارت رميما, وطرقهم قد طمست, وأذواقهم قد اندرست, ولم يبق على منهاجهم إلا القليل, ومثل ما قاله الناظم قاله من قبله, ففي كل عصر يقول أهله: قد ذهب التصوف, وذهب أهله, لما يرون ما انكب عليه الجاهلون وما استجلبه المدعون.
قال الجنيد رضي الله عنه: علمنا هذا الذي نتكلم فيه قد طوى بساطه منذ عشرين سنة, وإنما نتكلم في حواشيه.
وكان أيضاً يقول: قد كنت أجالس قوما سنين يتحاورون في علوم لا أفهمها ولا أدري ما هي, وما بليت بالإنكار قط, كنت أتقبلها وأحبها من غير أن أعرفها.
وكان أيضاً يقول: كنا نتجارى مع إخواننا قديماً في علوم كثيرة ما نعرفها في وقتنا هذا, ولا سألني عنها أحد, وهذا باب كأنه أغلق وردم.
وقال في (قوت القلوب): قال بعض علمائنا: أنا أعرف المتقدمين سبعين علماً كانوا يتحاورونها ويتعارفونها في هذا العلم, لم يبق منها اليوم علم واحد, قال: وأعرف في زماننا هذا علوماً كثيرة من: الأباطيل, والغرور, والدعاوي, قد ظهرت وسميت علوماً, ثم قال: وكان إمامنا سهل يقول: بعد سنة ثلاثمائة لا يحل أن يتكلم بعلمنا هذا. يعني لقلة أهله, لأنه يحدث قوم يستمعون الخلف ويتزينون بالكلام, تكون مواجيدهم, لباسهم, ومعبودهم بطونهم, وحليتهم كلامهم.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رضي الله عنه في صدر رسالته: (اعلموا رحمكم الله أن المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم, ولم يبق في زماننا من هذه الطائفة إلا أثرهم, وفي معناه قيل:
لا والذي حجت قريش بيته *** مستقبلين الركن من بطحائها
ما أبصرت عيني خيام قبيلة *** إلا بكيت أحبتي بفنائها
أما الخيام فإنها كخيامهم *** وترى نساء الحي غير نسائها
قال ابن العربي الحاتمي رضي الله عنه: (قال هذا في زمانه حيث أدرك من تزيا بزي القوم وخالفهم في باطنه, وأما اليوم فلا خيام ولا نساء, ثم قال الأستاذ رحمه الله: حصلت الفترة في الطريقة؟ لا, بل قد اندرست الطريقة بالحقيقة, مضت الشيوخ الذي كان لهم اهتداء, وظل الشباب الذين لا لهم بسمتهم وسيرتهم اقتداء, زال الورع وطوى بساطه, وقوي الطمع واشتد رباطه, وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة. فعدوا قلة المبالاة أوثق ذريعة, رفضوا التمييز بين الحلال والحرام, ودانوا بترك الاحترام, وطرح الاحتشام, واستخفوا بأداء العبادة, واستهانوا بالصوم والصلاة, وركضوا في ميادين الغفلات, وركنوا إلى اتباع الشهوات, وقلة المبالاة), إلى آخر كلامه.
كذلك قال أبو مدين في رائيته رضي الله عنه:
واعلم بأن طريق القوم دارسة *** وحال من يدعيها اليوم كيف ترى؟!
وكذلك قال شيخ شيوخنا سيدي علي الجمل رضي الله عنه, من تونس إلى وادنون, لا تجد من يتكلم في هذا العلم, إلا رجلا أو رجلين, كناية عن قلة وجود المحققين, ولا يدل هذا على انقطاعهم, ففي كل زمان رجال يرحم الله بهم عباده. فالعدد المعلوم لا ينقطع حتى ينقطع الدين.
قال في لطائف المنن: ((سئل بعض العارفين عن أولياء العدد: أينقصون في زمن؟ فقال: لو نقص منهم واحداً ما أرست السماء قطرها, ولا أبرزت الأرض نباتها.
وفساد الوقت: لا يكون بذهاب أعدادهم؛ ولا بنقص أمدادهم, ولكن إذا فسد الوقت كان مراد الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم, فإذا كان أهل الزمان معرضين عن الله عز وجل, مؤثرين لما سوى الله, لا تنجع (أي لا تنجح) فيهم الموعظة, ولا تميلهم إلى الله التذكرة, لم يكونوا أهلًا لظهور أولياء الله فيهم.
ولذلك قالوا: أولياء الله عرائس, ولا يرى العرائس المجرمون, ثم قال: وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بخويصة نفسك):
فسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فآثروا الخفاء, بل آثره الله لهم, مع أنه لا بد أن يكون منهم في الوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة, سالكون المحجة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من ناوأهم إلى قيام الساعة).
وقال قال علي كرم الله وجهه في مخاطبته لكميل بن زياد: (اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجتك, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدراً, قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى؛ أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده.. آه. آه. واشوقاه إلى رؤيتهم).
وروى الإمام الرباني محمد بن علي الترمذي, يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره).
وروى أيضا يرفعه إلى أبي الدرداء: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي أولها وآخرها, وفي وسطها الكدر).
قلت: وقد ظهرت هذه الطائفة: ((أعني الصوفية المحققين, في زماننا هذا وانتشرت معي والحمد لله انتشارا كثيراً منذ قدم شيخ شيخنا مع شيخه إلى (بني زروال) ففاض بحرهما, ثم انتشرت في البلاد, فلا تجد مدينة ولا قبيلة إلا وفيها عارفون وأولياء محققون, إلا قليلًا ممن بعد منهم, فقد جددا الطريقة بعد دروسها وأشرقت على يديهما شموس الحقيقة بعد خمودها, وكثر اللهج بذكر الله وانقلب كل العباد إلى الله, فجزاهما الله عن المسلمين خيراً, فقد صدق الله بهذه الطائفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير أمتي أولها وآخرها)).
وفي حديث آخر: (مثل أمتي مثل حديقة قد قام عليها صاحبها, فاجتاب راكيها وهيأ مسالكها, وحلق سعفها, فأطعمته عاماً فوجاً, ثم عاما فوجاً, فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا, وأطولها شمراخا, والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مرين من أمتي خلفا من حوارييه).
قلت: قال شيخ شيوخنا المجذوب: على من تقوم الساعة, وذكر سيدي علي: في كتابه أن رجلًا سأل سيدي العربي بن عبد الله فقال له: يا سيدي طريقكم هذه لا نعرفها؛ فأي طريق هي؟! فقال له: يا ولدي طريقنا هذه هي التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: الزهد في الدنيا, والانقطاع إلى الله, وعليها تقوم الساعة.
فتحقق أنها هي التي يجد عيسى بن مريم منها خلفاً من حوارييه, والله أعلم.
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ..
وبعد،
هذا شرح العارف بالله أحمد ابن عجيبة لأبيات من المباحث الأصلية لابن البنا السرقسطي
أردت نقلها لهذا المنتدى المبارك فهي مرآة لفقراء هذا الزمان، نفع الله بها إخواننا في الله بإذنه تعالى.
يا سائلا عن سنن الفقير *** سألت ما عز عن التحرير
إن الذي سألت عنه مات *** وصار بعد أعظما رفات
فطمست أعلامه تحقيقاً *** فلم تجد بعد لها طريقاً
إن الذي سألت عنه مات *** وصار بعد أعظما رفات
فطمست أعلامه تحقيقاً *** فلم تجد بعد لها طريقاً
يعني أن الطريق الذي سأل عنه السائل مات بموت أهله, واندرس خبره, وصار كأنه شخص مات ورمم, وصار عظاماً ورفاتاً, وفي الحديث:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس, ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا, فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
ولا فرق بين العلم الظاهر والباطن في كونه يذهب بذهاب أهله.
وقوله (فطمست أعلامه) أي ما يدل عليه ويوصل إلى تحصيله, فأعلام الشيء ما دل على وجوده, ومنه سمى الكون عالماً, لدلالته على صانعه, فكأن علم التصوف قد طمست طرقه الموصلة إلى تحقيقه, فلم تبق له طريق توصل إليه, وهذا معنى قوله (فلم تجد بعد) أي بعد طمس أعلامه (لها) أي لتلك الأعلام والآثار التي توصل إليه (طريقاً) لتسلكها حتى تبلغك إلى تحقيق ما سألت عنه.
ومضمن كلامه: أن الصوفية المحققين السالكين على منهاج المتقدمين قد قلوا جداً, حتى كأن علومهم ماتت وبليت, وصارت رميما, وطرقهم قد طمست, وأذواقهم قد اندرست, ولم يبق على منهاجهم إلا القليل, ومثل ما قاله الناظم قاله من قبله, ففي كل عصر يقول أهله: قد ذهب التصوف, وذهب أهله, لما يرون ما انكب عليه الجاهلون وما استجلبه المدعون.
قال الجنيد رضي الله عنه: علمنا هذا الذي نتكلم فيه قد طوى بساطه منذ عشرين سنة, وإنما نتكلم في حواشيه.
وكان أيضاً يقول: قد كنت أجالس قوما سنين يتحاورون في علوم لا أفهمها ولا أدري ما هي, وما بليت بالإنكار قط, كنت أتقبلها وأحبها من غير أن أعرفها.
وكان أيضاً يقول: كنا نتجارى مع إخواننا قديماً في علوم كثيرة ما نعرفها في وقتنا هذا, ولا سألني عنها أحد, وهذا باب كأنه أغلق وردم.
وقال في (قوت القلوب): قال بعض علمائنا: أنا أعرف المتقدمين سبعين علماً كانوا يتحاورونها ويتعارفونها في هذا العلم, لم يبق منها اليوم علم واحد, قال: وأعرف في زماننا هذا علوماً كثيرة من: الأباطيل, والغرور, والدعاوي, قد ظهرت وسميت علوماً, ثم قال: وكان إمامنا سهل يقول: بعد سنة ثلاثمائة لا يحل أن يتكلم بعلمنا هذا. يعني لقلة أهله, لأنه يحدث قوم يستمعون الخلف ويتزينون بالكلام, تكون مواجيدهم, لباسهم, ومعبودهم بطونهم, وحليتهم كلامهم.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رضي الله عنه في صدر رسالته: (اعلموا رحمكم الله أن المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم, ولم يبق في زماننا من هذه الطائفة إلا أثرهم, وفي معناه قيل:
لا والذي حجت قريش بيته *** مستقبلين الركن من بطحائها
ما أبصرت عيني خيام قبيلة *** إلا بكيت أحبتي بفنائها
أما الخيام فإنها كخيامهم *** وترى نساء الحي غير نسائها
قال ابن العربي الحاتمي رضي الله عنه: (قال هذا في زمانه حيث أدرك من تزيا بزي القوم وخالفهم في باطنه, وأما اليوم فلا خيام ولا نساء, ثم قال الأستاذ رحمه الله: حصلت الفترة في الطريقة؟ لا, بل قد اندرست الطريقة بالحقيقة, مضت الشيوخ الذي كان لهم اهتداء, وظل الشباب الذين لا لهم بسمتهم وسيرتهم اقتداء, زال الورع وطوى بساطه, وقوي الطمع واشتد رباطه, وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة. فعدوا قلة المبالاة أوثق ذريعة, رفضوا التمييز بين الحلال والحرام, ودانوا بترك الاحترام, وطرح الاحتشام, واستخفوا بأداء العبادة, واستهانوا بالصوم والصلاة, وركضوا في ميادين الغفلات, وركنوا إلى اتباع الشهوات, وقلة المبالاة), إلى آخر كلامه.
كذلك قال أبو مدين في رائيته رضي الله عنه:
واعلم بأن طريق القوم دارسة *** وحال من يدعيها اليوم كيف ترى؟!
وكذلك قال شيخ شيوخنا سيدي علي الجمل رضي الله عنه, من تونس إلى وادنون, لا تجد من يتكلم في هذا العلم, إلا رجلا أو رجلين, كناية عن قلة وجود المحققين, ولا يدل هذا على انقطاعهم, ففي كل زمان رجال يرحم الله بهم عباده. فالعدد المعلوم لا ينقطع حتى ينقطع الدين.
قال في لطائف المنن: ((سئل بعض العارفين عن أولياء العدد: أينقصون في زمن؟ فقال: لو نقص منهم واحداً ما أرست السماء قطرها, ولا أبرزت الأرض نباتها.
وفساد الوقت: لا يكون بذهاب أعدادهم؛ ولا بنقص أمدادهم, ولكن إذا فسد الوقت كان مراد الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم, فإذا كان أهل الزمان معرضين عن الله عز وجل, مؤثرين لما سوى الله, لا تنجع (أي لا تنجح) فيهم الموعظة, ولا تميلهم إلى الله التذكرة, لم يكونوا أهلًا لظهور أولياء الله فيهم.
ولذلك قالوا: أولياء الله عرائس, ولا يرى العرائس المجرمون, ثم قال: وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بخويصة نفسك):
فسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فآثروا الخفاء, بل آثره الله لهم, مع أنه لا بد أن يكون منهم في الوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة, سالكون المحجة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من ناوأهم إلى قيام الساعة).
وقال قال علي كرم الله وجهه في مخاطبته لكميل بن زياد: (اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجتك, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدراً, قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى؛ أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده.. آه. آه. واشوقاه إلى رؤيتهم).
وروى الإمام الرباني محمد بن علي الترمذي, يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره).
وروى أيضا يرفعه إلى أبي الدرداء: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي أولها وآخرها, وفي وسطها الكدر).
قلت: وقد ظهرت هذه الطائفة: ((أعني الصوفية المحققين, في زماننا هذا وانتشرت معي والحمد لله انتشارا كثيراً منذ قدم شيخ شيخنا مع شيخه إلى (بني زروال) ففاض بحرهما, ثم انتشرت في البلاد, فلا تجد مدينة ولا قبيلة إلا وفيها عارفون وأولياء محققون, إلا قليلًا ممن بعد منهم, فقد جددا الطريقة بعد دروسها وأشرقت على يديهما شموس الحقيقة بعد خمودها, وكثر اللهج بذكر الله وانقلب كل العباد إلى الله, فجزاهما الله عن المسلمين خيراً, فقد صدق الله بهذه الطائفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير أمتي أولها وآخرها)).
وفي حديث آخر: (مثل أمتي مثل حديقة قد قام عليها صاحبها, فاجتاب راكيها وهيأ مسالكها, وحلق سعفها, فأطعمته عاماً فوجاً, ثم عاما فوجاً, فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا, وأطولها شمراخا, والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مرين من أمتي خلفا من حوارييه).
قلت: قال شيخ شيوخنا المجذوب: على من تقوم الساعة, وذكر سيدي علي: في كتابه أن رجلًا سأل سيدي العربي بن عبد الله فقال له: يا سيدي طريقكم هذه لا نعرفها؛ فأي طريق هي؟! فقال له: يا ولدي طريقنا هذه هي التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: الزهد في الدنيا, والانقطاع إلى الله, وعليها تقوم الساعة.
فتحقق أنها هي التي يجد عيسى بن مريم منها خلفاً من حوارييه, والله أعلم.
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
مواضيع مماثلة
» قال سيدي الفقير
» بردة الفقير
» سمة الفقير و علامة العارف
» علاقة الفقير بالشيخ
» قصيدة من قصائد الفقير محمد الهادي بوقرّة
» بردة الفقير
» سمة الفقير و علامة العارف
» علاقة الفقير بالشيخ
» قصيدة من قصائد الفقير محمد الهادي بوقرّة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 13:27 من طرف الطالب
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس