التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي

كتب سيدي علي:
التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي
يحتاج إلى افهام الناس ما هو التصوّف الحقيقي لأنّ التلبيس الحاصل أنّ الوهابية أوهموا الناس أن التصوّف هو عبادة القبور وهو قباب ومزارات ودفّ ورقص ووو
يحتاج إلى تصفية التصوّف ممّا علق به , فالتصوّف كان قبل أن تبنى تلك القباب وقبل أن تزار تلك المزارات ..التصوّف هو : كيف تصل إلى محبّة الله , كيف تصل إلى مشاهدة جماله , كيف تصل إلى معرفته ....
التصوّف ماكان قطّ معافسة السياسيين أو مخالطة أصحاب المال ولا كان الدين قطّ بحثا عن مال أو جاه أو منصب ... بل التصوّف هو روح الدين ...
وأزيدكم نافلة : التصوّف موضوعه الذات الإلهية وليس الذات المحمدية
التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد ونبذ ما علق به حتى أمسى ثقافة عند الناس مما هو منه بريء
التصوّف : هو الولاية التي هي درجة الصديقية وما كان قطّ التصوّف قبور أو قباب أو مزارات أو استغاثات أو توسّل بل كل تلك الأمور هي أشياء فرعية وما كانت قطّ أصلا ..
التصوّف هو تصوّف أهل الكهف الذين قالوا ( وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا )
وليس هو تصوّف الذين قالوا ( قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا )
فالتصوّف يحتاج إلى تجديد كبير فقد ادعى التصوّف قوم ليسوا منه.

بسم الله الرحمن الرحيم.. و صلى اللهم و سلم على الحبيب المحبوب سيدنا ومولانا رسول الله ..و على اله ال الشهود و العرفان و اصحابه اصحاب الذوق و الوجدان.. و بعد...

سيدي ابو أويس.. السلام عليم و رحمة الله و بركاته...

نقول و من التوفيق... ان التصوف في عصرنا أصبح يعاني من عدم وضوح في الفاهيم ..ربما يقولون المجددون سببه تراكم الروئ الخاصة بالازمنة السابقة .. نعم .. لكن مانحس ونشعربه سببه هو عدم الخشوع لله عزوجل و عدم صيلتنا بالله و التعلق الى مايثيره تلاقح الحضارات من مقارنات و مساءلات فكرية لا تسمن و لا تغنى من جوع ....

ان مايميز ديننا حقيقة هو عدم خضوعه لهيمنة الزمانمن حيث النسبة الاصلية .. نعنى ان الدين له جوهر خارج الزمان و ان كانت مظاهره تحدث ذاخله....

في البداية دعنا ندكر الدين هو الشريعة باعتبار الظاهر و الباطن معا ..نقول هذا حتى لا نقول ان الدين شريعة و عقيدة كما يقول البعض ..و ذلك حتى لا نقع في العقائد الكلامية و الايديولوجيا الدينية...

و الشريعة التى هي صلب الدين .. و لبها لابد ان يكون من كتاب منزل..(وحيّ)..حتى نضمن الابقاء على صلتنا بالغيب حقيقة..و هذا مايسمى باطن الشريعة..و حالنا اليوم كما نرى ان الشريعة المحمدية السمحاء بولغ في الاعتناء ببعض ظاهرها و أهمل باطنها..و هذا بسبب اتباع الهوى و الاحتيال في الباسه....

اشار شيخي و حبيبي محمد بلقايد التلمساني قدس الله سره عندما سأل عن التصوف فقال قدس الله سرّه...هو كمال الايمان ..ان تعبد الله كأنك تراه..و هو مايطلبه الله منا... ، اذن بكلامه قدس الله سرّه نقول الذي جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم دين واحد يدور على امر واحد لا ثانى له.. و ان تعددت توابعه و ملحقاته.. و هو تحقيق العبودية لله ..و هذا مايطلبه من الله كما قال شيخي قدس الله سرّه و هذا الذي بعث الله به النبيين من سيدنا آدم عليه السلام الى سيد الناس و خاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كمل به كل مكارم الاخلاق... انما بعث لاتمم مكارم الاخلاق... ، و الله تبارك و تعالى يقول..اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت لكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا...، و هذه الاية الكريمة حققت الكمال من أوجه ثلاثة..وهي...

كمال الرسول....

كمال الكتاب....

كمال الشريعة....

و لطول الشرح نترك شرح هذه الاوجه الثلاثة في مراسلة قاديمة ان شاء الله...

و نوصل و نقول و الله ورسوله اعلم..ان الدين من حيث ماهو دين لا خلاف فيه ..و انما انشأ الخلاف باعتبار العوامل الشخصية و الجماعية التى ينجم منها مايسمى التدين .. فالتدين هو محل المتغيراتو الاختلاف.. و لو لا مخافتى من التطول لوضحنا اكثر و فرقنا مابين التدين الاصيل ..و التدين التقليد..

ان التصوف في اصله ..و لا نتكلم عن الذين جعلوه محل تخليط...هو المفر بالمحافظة على تحقيق التدين و استمرار وجود ظائفة التى على الحق ..لان التصوف كما قرأناه من مشائخنا و اخدناه من شيخنا محمد بلقايد قدس الله سرّه هو خلق .. و من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.. الصوفي لا يعادي احد و لا يفر من خلق الله بل يعاشرهم و يخالطهم بالتى هي احسن .. و يتاذب مع العلماء و الفقهاء مهما صدر منهم.. يقول سيدنا الشيخ محمد بلقايد قدس الله سرّه..الفقيه يعادي الصوفي ..و الصوفي لا يعادي الفقيه..و لا يستهان بالفقه... لان الفقيه منمسك بظاهر الاحكام ضامنا لسلامة الامة من كثير الآفات .. و يبقى الباطن من نصيب الصوفي من غير ان يكون حكرا على طائفة مخصوصة.. اذن نرجع و نقول ان التصوف هو تحقيق الاسلام صورة وروحا..لا صورة فحسب ..لابد ان يكون في أكمل صورة و أتم روح ..و ان لا يكون مدعي ... و الادعاء هو سبب من اسباب التى تجعل الناس ناكرين فارين منه .. لانهم يرون الشخص المنتمي باعماله بعيد كل البعد عن الشريعة و آدابها... و التصوف مأخوذا من كتاب الله و سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم كما بينه اهله رضوان الله عليهم أجمعين.. الفقير المقتدى بشيخه هو ذلك الانسان الذي تخلى عن الرذائل وتحلى بالفضائل .. و بمعاملته و جلوسه مع الناس و ربه بصدق و همة يبلغ الذروة العليا في كمائل بشريته فيفنى في الله و يغيب فيه عن كونه و حسه فهو يعبد الله كانه يراه .. و من يكن الله نصب عينيه فهذا يخاف حتى في مشيته ان يدوس نملة ...

سيدي .. اعذرني ان بالغت و ارجوا منك ومن سادتي جميعا ان تأخذوا كلامنا هذا بحسن الظن...

اللهم صلى على حبيبك سيدنا محمد المحمود بك من الحق و الخلق على السواء .. و على آله محل عنايته و المشمولين برعايته في كل الآناء.. و صحابته من جعلتهم له خدما و جلساء.. و على كل من احبه و اتبعه من عبادك .. و الحمدلله رب العالمين بكل لسان من كل المراتب بجميع الاسماء...

افقر الورى .. علي بن محمد.. بلقايدي طريقة..ميلة

www.alomariya.org

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30

التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي

التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي

رد: التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي

رد: التصوّف اليوم يحتاج إلى تجديد حقيقي