الأزمة أزمة قادة ...

شلل كلّ أمة يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى زعماؤها
إن ما تعانيه الأمة العربية في العقود الأخيرة سببه غياب القادة العظام أمثال عمر بن الخطاب والخلفاء وصلاح الدين وغيرهم ممّن جمعوا بين حنكة السياسة والدهاء العسكري والدراية الإقتصادية تحت سلطان الإلتزام بالوازع الديني على نعت المنهج الرباني .

نكسة أمتنا العربية وخيبتها الهائلة يتمثل في نخبها المختلفة التي انساقت وراء اتباع أهواء نفوسها وشهواتها حتى تفشت في قلوبهم أمراض يعسر علاجها من غرور وكبرياء وحب مال ودنيا مع بغض الدين والإشمئزاز من كل ما له علاقة بتزكية نفوسهم وتطهيرها

نخب لا يمكن أن تستأمنها على بضع دجاجات أو قطيع ماشية فضلا أن تستأمنها على أرواح شعوب بأسرها وقوتهم وثقافتهم ودينهم وتعليمهم ..الخ

نخب لو جمعتها وعصرتها لأخرجت عصارتها ( قيح وصديد وعفونات وروائح كريهة ) إلا من ندر منهم وهم قليل لذلك ورد أن المهدي المنتظر يأتي بالسيف فيبدأ بقطع رؤوس علماء السوء ثم يبدأ حروبه على الفساد والإفساد في الأرض الحرب الحقيقية وليس تلك الحرب على الفساد التي يدعيها المفسدون أنفسهم كذبا وبهتانا وضحكا على ذقون الدهماء من الناس فمن الغرائب والعجائب تصديق تلك الشعوب الساذجة التي نشأت على الغباء مفسدا يحارب الفساد أي ككافر يحارب الكفر أو مشرك يحارب الشرك أو منافق يحارب النفاق

غالبية الشعوب العربية عندما تقارنها بالشعوب الغربية ترى وتلاحظ بوضوح تام عند المقارنة مدى تخلفها وجهلها وقلة وعيها وذكائها ناهيك عن الفوضى الفكرية والعملية المتفشية فيها تفشيا لم نقرأ عنه أو سمعنا به في تاريخ العرب لا قبل الإسلام ولا بعده

حالة حالكة يعيشها العرب اليوم بداية من الغفلة وعمى البصائر مع الصحوة الدينية الكاذبة التي ليس فيها من حقائق الدين من شيء بل مجرد عناوين ونواميس ومظاهر لا تفيد بل تضر أكثر مما تنفع لم يشهد لها تاريخ الإسلام مثيلا من قبل .. نعم إنه زمن الدجال بامتياز والناس غافلون عن أنفسهم وبذلك غفلوا عن الدجال

أمة قدّمت رويبضاتها وقتلت عظماءها ونبغاءها في كل مجال حتى خرج علينا هؤلاء الرويبضات السفهاء الذين لا يَزِنُون في ميزان الرجال ذرة

أراحنا الله منهم في القريب العاجل عملاء الصهيونية والإستعمار لا بدّ أن يساقوا إلى المشانق ليس لهم علاج غير هذا ولا تقدم للأمة إلا بعد فنائهم { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

سيسقط جميع هؤلاء عندما يرفع المهدي المنتظر صاحب السيف رايته إذا شاء الله تعالى متى شاء تعالى وستعجن هذه الأرض كما يعجن الدقيق عند الخباز حتى يفنى خبثها ويذهب سواد كيرها
..