إعلام وإعلان بخصوصي لجميع القراء

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه

إعلام لعموم القراء -مخصصا طائفة بهذا الكلام- :

ما لقبت نفسي قط بالصوفي خلال مسيرة حياتي كلها لا من قريب ولا من بعيد إلى حين برهة من الزمن حيث كنت معروفا في أوساط مساجد في بلاد المهجر حيث أقيم كوني صوفي المشرب حتى عدّ ذلك سبّة في حقي من طرف مرتادي تلك المساجد التي يغلب على فكر مرتاديهاالمنهج السلفي والفكر الوهابي خاصة كونها البضاعة الرائجة في مساجد أوروبا آنذاك

حتى أني مرّة كنت قادما من بعيد فسمعت جمعا منهم يقولون بصوت مسموع " ها هو فلان الصوفي قادم"
مع العلم أن هؤلاء يقولون ذلك ذما وتنقيصا من العبد الفقير في ظنهم وتشهيرا به في زعمهم أمام المساجد حيث توافد المصلين وكان هؤلاء الذين لقبوني بـــ " الصوفي " من أشد الناس على التصوف وأكثر الناس فيمن رأيتهم في حياتي انكارا على أهله

كتبت هذا لأني سمعت ورأيت ولاحظت أن بعضهم لم يرق له كون كنيتي المستعارة هي " الصوفي " وضاق بذلك ضرعا ولا أدري إلى اليوم ما الذي يضايقهم في ذلك مع أني سمعتهم يقولون في مجالسهم " أن الله تعالى يغار لأهل نسبته ولو كانوا كاذبين " ويقولون أن مجرد الإنتساب لهذا الطريق شرف أثيل

وسمعتهم يرددون قول القوم " أن التشبه بالكرام فلاح " وقولهم " إن لم تكونوا منهم فتشبهوا بهم " ونحن نرى ونشاهد أن كثيرا من الناس تسموا وسموا أولادهم بأسماء شرف وعز كإسم ( محمد ) وإسم ( علي ) و ( الحسن ) و ( الحسين ) ومن الأسماء فاطمة وأبي بكر وعمر وسائر الأسماء الخالدة التي تسمى بها المسلمون تيمنا بشرف أصحابها فإن لكل إسم لصاحبه منه حظ ونصيب كما يقولون

رغم أني ما لقبت نفسي قط بالصوفي إنما لما لقبوني به ذما وتنقيصا وتحقيرا في ظنونهم قبلت بذلك الذم منهم كوني أتشرف به كثيرا فاتخذته كنية لي ولله الحمد فالفقير لا يُعرف اليوم في مختلف ديار الإسلام إلا بهذا اللقب

بعضهم لسوء ظنه العارم ظن أني من لقبت نفسي بــ الصوفي كدعوى عريضة أقدم به نفسي للناس أدجّل عليهم كوني في زعمه أبحث عن الشهرة وعن المظاهر ووو ألخ
لكن أقسم لهم بالله أنهم صاحبوني سنوات وسنوات وما عرفوا مني شيئا يذكر ولا قدروا أن يفهموا عني قيد أنملة من شدة استحكام الغباء

من سفاهتم الخربة وظنونهم القاصرة الكاذبة ظنوني تسميت بالصوفي أدعي العرفان وعوالي مقامات الإحسان كعنوان على السلوك والفتح والوصول جريا وراءأكل أموال الناس بالكذب والبهتان وشراء الدنيا بالدين كما يفعلون هم سواء بسواء

لكن أقول لهم هيهات هيهات لا يوجد مقارنة فيما بيننا في هذا الباب لا من قريب ولا من بعيد وصدق من قال ( رمتني بدائها ثم انسلت ) ففي الحقيقة ما شاهدوا في مرآة الفقير إلا أنفسهم في هذا المنحى

العبد الفقير عمري 50 سنة ما أكلت مليما واحد بإسم الدين أو اسم الطريق نعم في بعض الأحيان أستدين ولا عيب في الدين ولو طالت زمن تسديد الديون 40 سنة فالدين شرعه القرآن والسنة له أحكامه وضوابطه الشرعية وله عقوباته الجزائية وأنا مدرك لهذا تمام الإدراك وكذلك أقبل الهدايا لأن الإسلام أمرنا بقبولها فلماذا تقبلها أنت وتحرم على غيرك قبولها ؟ وتصرح وتعرض في سبيلها..

أحلال عليكم حرام علينا ؟
ثمّ أني في حياتي كلها لا أظن أني قبلت هدايا تعد على أصابع اليد الواحدة ومع ذلك أهدي كل ما يهدى إلي وما أهدي إلي إلا قليل القليل وليس عندي اليوم على وجه الأرض هدية واحدة أحتفظ بها لنفسي أصلا مع العلم أن تلك الهدايا لا تبلغ قيمتها إلا مستوى صدق ومحبة أصحابها التي ربما حصلت لي كل 10 سنوات مرة أو في كل 15 سنة مرة

مشكلتهم معي :
كيف لعلي الصوفي يكتب للناس وهو ليس بسالك ولا عارف يا سيدي أنا أكتب بعض العلوم والفهوم التي أكرمني الله تعالى بها هل عندك مشكل ؟ هل الذي أنزلها على قلبي ولست أنت وقد شهد لها علماء كبار بل وعارفين أخيار أنها كتابات راقية فلماذا تجحدها أنت ؟
لماذا أنت متضايق جدا منها ؟ هل كل هذا حرص عليّ ؟ إذ لو كنت حريصا عليّ لظهر في عدة مواقف حقيقة تتعلق بشؤون أخرى مصيرية وليس في مسائل كتابية على الانترنت الذي لا قيمة فعلية له على أرض الواقع بل هو هباء وسراب ووالله ما كتبت إلا سلوة في هذا الضيق من البلاء لا غير ولو يفك قيد هذا البلاء ما وجدتني لحظة على شيء إسمه الأنترنت

قال لي مرة صديق لي منتسب للتصوف :
الأجدر بهم أن يحتاطوا منك أخي فأنت تتعرض لظلم كبير من أناس كنت تحسبهم أقرباء وأحباء فوالله لو تركت يا فلان التصوف ثم شرعت في الإنكار عليه لن يستطيع أن يتصدى لك أي واحد من هؤلاء ولنبذتهم بالعراء وهم سقماء لذلك عليهم أن يهادنوك وأن يلزموا حدودهم وأن يعرفوا أقدارهم وألا يستغلوا طيبتك معهم فالله تعالى قادر أن يأخذ بيدك في أي وقت وحين لماذا هم آيسوا من رحمة الله فيك ؟؟؟

بل عليهم أن يرجوا رحمة الله فيك وفيهم على حد سواء ّ{ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} ما قال ( عسى الله أن يأتي بهم ) بل { يَأْتِيَنِي بِهِمْ } أي لي الرحمة ولهم الرحمة لا تحجير فيها ولذلك قال { يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} ولم يقل ( يأتيني بهما ) بل { جَمِيعًا} حتى كبيرهم الذي لزم أرض مصر فالعارف الحق لا يياس من رحمة الله فيه وفي غيره إلى أبد الآباد فحتى يونس لما آيس من رحمة الله فيهم ابتلعه الحوت

لقبوني بالصوفي أو لم يلقبوني ما دخلك أنت ؟ ما هي مشكلتك تحديدا ؟ هل أنت رب تتحكم في الخلق ؟ دع الخلق للخالق فأنت وهم عباد لله كلنا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة إلا به
قال تعالى {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ }

أين وجدتني ادعيت كوني عارفا بالله أو كوني سالكا أو حتى كوني عالما بل العبد الفقير قدمت نفسي للقراء أجمع كوني منتسبا محبا للتصوف فقط لا غير وكل ما أكتبه إنما أكتبه بإسم محبتي لطريق القوم أم أنكم استكثرتم في حقي تلك المحبة

إن فضل الله واسع .. واسع جدا أكثر مما عرفتموه ومما فتح لكم فيه وأكثر من معرفتكم به بل أكثر من كل ما أتاكم بل هو واسع واسع....  وسع حتى من قتل 99 نفسا بغير حق ثم غفرت له الحضرة العلية سائر ذنوبه

قيل : أن الحجاج بن يوسف في مرض موته قال : اللهم إنهم قالوا أنك لن تغفر لي فخيب ظنهم فيك في هذا واغفر لي برحمتك

تنادون كل يوم في المضيقين والمتشددين على خلق الله أن الحضرة النبوية قالت للإعرابي ( لقد حجرت واسعا ) ثم لما يأتي الدور على العبد الفقير تنسون هذاالإطلاق للرحمة وتعودون إلى تحجير ذلك الإعرابي تنطقون بلسانه وأنتم لا تدرون ولا تعقلون ولا تشعرون

العبد الفقير أقر وأعترف للمرّة الألف فيا أيها الناس ممن يقرؤون لي في كل بلاد :

أنا عبد فقير مسلم إن شاءالله لست بسالك لطريق السير ولا قطعت مراحله فلا أنا عارف بالله ولا عالم من العلماء ولا لي قدم في التصوف ولا العلم ولا الدين ويشهد ربي سبحانه أني ما لبست قط في حياتي عمامة تونسية ولا لبست جبة صوفية ولا ظهرت في مظهر ديني اسلامي اطلاقا أمام الناس

بل أنا الآن ألبس " كاسكات " -شابوا - وألبس بنطال دجين وحذاء رياضي لم أزاحم أحدا في المساجد ولا في الزوايا في هذا الباب وهذا من رحمة الله تعالى بي ورغم هذا استكثروا عليّ كتاباتي التي فيها الغث وفيها السمين فيما أظنه والله أعلم

الرجل الوحيد الذي ما سمعت منه ولا كلمة واحدة تخدش الشعور طوال هذه السنوات من فقراء شيخنا رضي الله عنه هو رجل واحد فقط هو سيدي محسن صاحب منتدى " مواهب المنان "
فوالله ما سمعته قط اغتاب أحدا من فقراء شيخنا إسماعيل قدس الله سره ولا من المقاديم أبدا أبدا أبدا بينما استمعت لسائر المقاديم كلهم تقريبا يقطعون في أعراض بعضهم بعضا تقطيعا بلا رحمة ولا شفقة ولا رصانة كأنهم أولاد صغار

رغم أنه كان من المفترض أن يجتمعوا منذ اليوم الأول بعد وفاة شيخنا رضي الله عنه كما اجتمع الصحابة في السقيفة ويقع التفاهم فيما بين كبار المقدمين وأهل الحل والعقد منهم غصبا عنهم ورغما عن أنوفهم ونفوسهم كلها

ويجتمعون بعد المشورة الصادقة المخلصة لله ولرسوله عليه السلام على رجل واحد منهم يقدمونه عليهم كافة كما فعل عمر بن الخطاب لما جعل الخلافة في ستة فاختاروا عثمان رضي الله عنه ويسلمونه مقاليد التربية والإرشاد ويكونون معه خير سند ويدا واحدة وأسرة واحدة ورجلا واحدا يعينونه ويخدمونه بكل ممكن
لقوله تعالى { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) أما أقواله وتوجيهاته صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فحدث عنها ولا حرج

رغم أني العبد الفقير أرى مثل هذه المواقف في طريق الله يحسن أن يبادر لها ويفعلها المبتدين في الطريق فضلا عن كبار المقاديم الواصلين ..

لهذا عزمت العبد الفقير وقررت بعد تفكير عميق :

1 - ترك مجال الكتابة في النت تركا كاملا
2 ترك الحديث في التصوف بصفة كلية
3 عدم الإنتساب للتصوف ظاهرا بعد اليوم
4 ترك جميع من عرفت وجميع من عرفي في مجال التصوف القدامى والمعاصرين
5 أسامح كل من وقع في عرضي واساء بي ظنه وظلمني في مختلف نواحي الرحلة لكني لن أواصله بعد الآن كل يذهب في حال سبيله
6 لن أزور منذ اليوم أي صوفي أو منتسب لطريقة ولا مراسلته ولا الحديث معه بصفة نهائية
7 ترك مفهوم الدين في الزوايا لأصحاب الزوايا
8 تركت الحديث في المجال العلمي الديني بصفة نهائية على العموم

على من يسرّه هذا الإعلان مني أو يشعر في قلبه بفرحة ولو خفيفة خفية فليتهم قلبه كونه مفرّخ فيه الشيطان ويمرح فيه أمراض عويصة عليه أن يتخلص منها
من يعتقد أن هذا الذي أكتبه هو عقوبة من الله فليعلم أن ذلك سوء أدب مع ربه وأنه يتألى على الحضرة العلية فما أدراك أن ظنك صحيح ؟ هل تعلم الغيب ؟ وهل أخبرك ربه عما في نفسه ؟

فقط بقي 6 أشخاص سأواصل صحبتي معهم كلما سنحت الظروف كإخوان في الله تعالى في مقام الإسلام وأنا راض بذلك هم يعرفون أنفسهم فلقد تركنا الكلام في مجال التصوف ومقام الإحسان لأولائك الذين أتحدث عنهم فلن أزاحمهم فيه بعد اليوم وهذا وعد مني لهم
والسلام

قرأت هذا الإعلام ورغم ما وجدت فيه من حسن ظنكم في العبد الضعيف ولكن آلمني كثيرا هذا القرار الذي ولا أراه إلا تحقيقا لهدف يسعى إليه هؤلاء الذين ذكرت ليخلو لهم الجو وينشروا حديث نفوسهم ورغبات أهوائهم...
وما أراه هو أن تفسد ألاعيبهم وتخيب ظنونهم والزم المقام الذي وضعك الله فيه فلو أحجم كل من نالته أذية في سبيل الدعوة الى الله ما وصلت إلينا...
ويكفي أن محبيكم أكثر منهم ..

نفع الله بكم العباد والبلاد
وبارك الله فيكم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31

إعلام وإعلان بخصوصي لجميع القراء

إعلام وإعلان بخصوصي لجميع القراء

رد: إعلام وإعلان بخصوصي لجميع القراء