من روائع القصائد النبويَّة

يا سائقا يطوي السباسب

يا سائقا يطوي السباسب والثرى 
        مهلا  فان الخير في أمِّ القرى
لا تنزلنَّ بغير طيبة إنها
         سطعت بأنوار الرسول كما ترى
عجبا لتربتها تداس ولو درى
         الماشي بها ما داس مسكا أذفرا
شوقي لتلك الارض شوق موله 
        ولع البكاء بطرفه فاستعبرا
ذو صبوة ما هبَّ ريح هواكمو 
        إلا وحنَّ لطيبة وتذكرا
يهوى الضريح ويشتهي لو زاره 
         ويود ذلك أنه لو قُدِّرا
يا عيشنا الماضي القديم بيثرب 
        خلفت عندي حسرة وتفكرا
أترى يساعدنا الزمان ونلتقي
         ويعود غُصْنُ العيش غصنا أخضرا 
وأفوز بالحرم الشرف فإنَّه
         حرم ضياء صباحه قد أسفرا
وامرِّغ الخدين في الارض التي 
        اختار مدفنه بها وتخيَّرا
هي خير أرض شُرِّفَتْ وتقدَّست 
        بحلول من هو في الورى خير الورى 
        المصطفى المختار أكرم مرسل 
للعالمين وخير من وطىء الثرى .
هذا الذي ظهرت معاجزه فقل
              ماشئت عنه محدثا ومخبرا
من كفه نبع الزلال وعاد من   
            بين الاصابع سائلا متفجرا
وكذاك عين قتادة قد ردها
            بعد العمى فراى بها وتبصرا
واتى لِأَخْمَصِهِ البعير مُقْبِلاً
            وشكا اليه وقد اطال واكثرا
نسجت عليه العنكبوت فبابه من بعد ذلك للبرية لا يرى
وكذاك اشجار الفلاة اتت له سعيا وانكارا على من انكرا
وجريدة رجعت بكف محمد سيفا وعاد كما علمت مجوهرا
ورفاعة نقل الحديث معنعنا وبكل ما اخبرته لك اخبرا
وعليه سلمت الغزالة مثل ما ابدى البعير له السلام بلا مرا
والشاة لما اعجفت وهزالها للجسم اصبح مسقما ومغيرا
عجزت عن المرعى فلم ترعى وقد طوت الفؤاد من الطوى فتضمَّرا
وامر راحته على ضرع لها فجرى وسح كمزنة وتحدرا
وله حنين الجذع اعظم شاهد فاشهد ودع من قال زورا وافترى
وكذا ذراع الشاة خاطبه فان انكرت ذاك فقد فعلت المنكرا
والذئب جاء الى النبي محمد قصدا ومرغ خده فوق الثرى
وبتفله فى البئربعد ملوحة من ذاق منها ذاق حلوا سكرا
وانشق فى افق السماء لاحمد قمر وخر من الثريا الى الثرى
والغار فيه عجائب مشهورة ظهرت وحق لمثلها ان يظهرا
واتاه جبريل الامين باذن من خلق الخلائق كيف شاء وصورا
ناداه قم وارق البراق باذن من رفع الطباق فانت اكرم من سرى
واذا الصباح تبلجت انواره فلتحمدن هناك عاقبة السرى
فرقى على متن البراق وجال فى الملكوت ليلا والضحى ما اسفرا
وبسائر الاملاك صلى قائما شكرا وسبح ربه واستغفرا
ثم انتهى للمنتهى من سدرة والصدر حيث اقام زاد تصدرا
ولاحمد جبريل قام مخاطبا سر امنا سيرا سريعا اكبرا
فتقدم المختار وهو مقدم دون الانام ومن عداه تاخرا
قطع المسافة والمقامات التى وقف التفكر دونها وتحيرا
مازال اذ سمع الخطاب فلا تكن فيما سمعت مقدما ومؤخرا
والله خص محمد بسلامه لما رقى ولقد رقى اعلى الذرا
فهو البشير الشاهد العلم الذى للناس انذرا حين جاء وبشرا
قسما لقد اعطى مواهب لم تكن لسواه فافهم سرها وتدبرا
الله اعطاه الفضائل كلها واناله ما قد انال واكثرا
فى حضرة الملكوت بان محله ولقد حوى قدرا هناك ومفخرا
وعليه قد دارت كؤوس محبة وبها تخصص وحده دون الورى
هبت على الاكوان منها نفحة فتمايلت طربا وخر لها حراء
من كان ساقيه الحبيب فكيف لا يزداد سكرا فى الوجود لما يرى
طوبى لمن قد ذاق منها قطرة ولو انها بالكون اجمع تشترى
هى خمرة العهد القديم فمن سقى منها تكامل عقله وتجوهرا
قوموا ندامى الراح فى غسق الدجى فحبيبكم كشف الحجاب لمن يرى
ولحانها جدوا المسير وشمروا فلقد يفوز بشربها من شمرا
للسكر اقوام له صلحوا لقد نالوا نصيبا من رضاه موفرا
قطعوا العلائق من سواه تلذذا بهواه حتى العسر صار ميسرا
باعوا الذى يفنى بما يبقى فقد ربحت تجارتهم فنعم المشترى
وجميع ما نالوا بجاه محمد وبجاهه محى الذى قد سطرا
صلى عليه الله ما اخترق الفلا ركب تنجد فى المسير وغورا
وعليه صلى الله جل جلاله ما ام ركب فى الدجى ام القرى
وعليه صلى الله ما لمع الضياء واضاء قنديل الصباح ونورا

شكرا سيدي علي
ولو تكرمت أذكر لنا قائلها