بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة إلى العالمين وآله الطاهرين وصحبه الأبرار الصادقين
وبعد :
صفة الكلام : سيّدة الصفات , لأنّه اللسان العلمي , فلو لا اللسان لما عرف ما في الجنان , ونعني باللسان اللسان الصادق
فإنّ المعلومات لا يظهرها غير الكلام : وعليه كانت حضرات الكلام لا بدّ من وجودها : وهي حضرات ثلاث :
الكلام : في منطوق العبارة
الكلام : في منطوق الإشارة
الكلام : في منطوق الرمز
فهذه حضرات الكون أي العلوم التوحيدية المتعلّقه بهداية البرايا في الأكوان لأنّ الكون وما حواه متعلّق التوحيد لأنّك لا تحسن أن تعرف الله تعالى إلاّ في غيره وهو حجابه ( حجابه النور )
فكان متعلّق كلّ ما سوى الله تعالى هو هذا القرآن الذي بين يديك لقوله ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) فأضحت جميع الأشياء في الكتاب وليست هي فيه لأنّ الإحاطة القرآنية تستوجب القبضة الإلهية وهذه القبضة القرآنية والتي هي الأكوان وما حوته هي المرموز لها بالحقيقة المحمّدية لذا نعتوا رسول الله عليه الصلاة والسلام ( بأنّ خلقه القرآن ) أي القرآن كلّه , وقيل ( كان قرآنا يمشي على رجلين ) وهذا من تحقيق السيّدة عائشة فعبّرت عنه رضي الله عنها لمّا سألوها عن أخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام لذا قال العارفون ( إحتشمت الحضرة فكنّت )
فأنت في كلامك عندما مثلا تحدّث عن أمر أو تصفه أو تحيط بمعلوماته فإنّك حين سرد ذلك الكلام المتعلّق بذلك الأمر تبثّ جميع ما عندك فيه من معلومات أو أحوال فيه في ذلك اللفظ الذي عبّرت به عنه , فسيّدنا إبراهيم عليه السلام مثلا عندما سمّانا ( مسلمين ) فهو في هذه اللفظة بثّ جميع ما يعنيه بهذه الكلمة رغم قصرها وإختصارها , فالواقفون على هذه اللفظة مثلا تختلف مداركهم لها بحسب علمهم وحالهم فيها ومنها فيكون المعبّر عن حقائقها يعبّر عمّا بدا له منها وخاصّة متى استشعرنا أنّ المتكلّم بها تكلّم بها في مقام الرضى بتلك اللفظة ودرجة الرضا درجة إحاطية ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )
فإذا علمت هذا وقرب إلى فهمك ولو بإيجاز فتعلم أنّ الله تعالى تكلّم بقرآنيه بما يعلمه الله تعالى فعند نزول سورة أو آية فإنّما تنزل بحسب ما علم فيها وحقائقه فيها أعني الحقائق الصفاتية لأنّ الكلام صفة وليس ذات ولكنّها صفة قائمة بالذات لتعلم سريان النفس التوحيدي وهو النفس الذاتي في كلّ حرف من القرآن ثمّ بعدها تخرج الحضرات الأخرى القائمة بها كالعلم والبصر والسمع ... فالقرآن لسان علمي يحكي حقائق الذات والصفات , وبذلك يحكي جقائق آثارهما : آثار الذات في الصفات , وآثار الصفات في الأسماء
فمتى علمت هذا علمت الهداية التي في القرآن والجمال والدلال وجميع الصفات فتتلوا القرآن بسمع تفصيلي ( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) أي فصّل هذا الشيء به وبصفاته فهذا يقرّبك من التوحيد الحقّ والقول الصدق والثبات على القول الثابت
فتعلم أنّ علم الله في الأشياء علم إحاطة صفاتية ثمّ علم حقائق ذاتية , فتتناول القرآن بقراة السمع وهو الإستسلام لعدم أحاطتك , وأنت تعلم أنّ السمع ضدّ الكلام , فمتى تكلّم الخالق بحسب علمه في قرآنه سكت كلّ متكلّم لذا قال ( فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم ترشدون )
وسنفصّل بعد هذا غرائب وعجائب إن شاء الله تعالى
أرجو التعليق
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة إلى العالمين وآله الطاهرين وصحبه الأبرار الصادقين
وبعد :
صفة الكلام : سيّدة الصفات , لأنّه اللسان العلمي , فلو لا اللسان لما عرف ما في الجنان , ونعني باللسان اللسان الصادق
فإنّ المعلومات لا يظهرها غير الكلام : وعليه كانت حضرات الكلام لا بدّ من وجودها : وهي حضرات ثلاث :
الكلام : في منطوق العبارة
الكلام : في منطوق الإشارة
الكلام : في منطوق الرمز
فهذه حضرات الكون أي العلوم التوحيدية المتعلّقه بهداية البرايا في الأكوان لأنّ الكون وما حواه متعلّق التوحيد لأنّك لا تحسن أن تعرف الله تعالى إلاّ في غيره وهو حجابه ( حجابه النور )
فكان متعلّق كلّ ما سوى الله تعالى هو هذا القرآن الذي بين يديك لقوله ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) فأضحت جميع الأشياء في الكتاب وليست هي فيه لأنّ الإحاطة القرآنية تستوجب القبضة الإلهية وهذه القبضة القرآنية والتي هي الأكوان وما حوته هي المرموز لها بالحقيقة المحمّدية لذا نعتوا رسول الله عليه الصلاة والسلام ( بأنّ خلقه القرآن ) أي القرآن كلّه , وقيل ( كان قرآنا يمشي على رجلين ) وهذا من تحقيق السيّدة عائشة فعبّرت عنه رضي الله عنها لمّا سألوها عن أخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام لذا قال العارفون ( إحتشمت الحضرة فكنّت )
فأنت في كلامك عندما مثلا تحدّث عن أمر أو تصفه أو تحيط بمعلوماته فإنّك حين سرد ذلك الكلام المتعلّق بذلك الأمر تبثّ جميع ما عندك فيه من معلومات أو أحوال فيه في ذلك اللفظ الذي عبّرت به عنه , فسيّدنا إبراهيم عليه السلام مثلا عندما سمّانا ( مسلمين ) فهو في هذه اللفظة بثّ جميع ما يعنيه بهذه الكلمة رغم قصرها وإختصارها , فالواقفون على هذه اللفظة مثلا تختلف مداركهم لها بحسب علمهم وحالهم فيها ومنها فيكون المعبّر عن حقائقها يعبّر عمّا بدا له منها وخاصّة متى استشعرنا أنّ المتكلّم بها تكلّم بها في مقام الرضى بتلك اللفظة ودرجة الرضا درجة إحاطية ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )
فإذا علمت هذا وقرب إلى فهمك ولو بإيجاز فتعلم أنّ الله تعالى تكلّم بقرآنيه بما يعلمه الله تعالى فعند نزول سورة أو آية فإنّما تنزل بحسب ما علم فيها وحقائقه فيها أعني الحقائق الصفاتية لأنّ الكلام صفة وليس ذات ولكنّها صفة قائمة بالذات لتعلم سريان النفس التوحيدي وهو النفس الذاتي في كلّ حرف من القرآن ثمّ بعدها تخرج الحضرات الأخرى القائمة بها كالعلم والبصر والسمع ... فالقرآن لسان علمي يحكي حقائق الذات والصفات , وبذلك يحكي جقائق آثارهما : آثار الذات في الصفات , وآثار الصفات في الأسماء
فمتى علمت هذا علمت الهداية التي في القرآن والجمال والدلال وجميع الصفات فتتلوا القرآن بسمع تفصيلي ( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) أي فصّل هذا الشيء به وبصفاته فهذا يقرّبك من التوحيد الحقّ والقول الصدق والثبات على القول الثابت
فتعلم أنّ علم الله في الأشياء علم إحاطة صفاتية ثمّ علم حقائق ذاتية , فتتناول القرآن بقراة السمع وهو الإستسلام لعدم أحاطتك , وأنت تعلم أنّ السمع ضدّ الكلام , فمتى تكلّم الخالق بحسب علمه في قرآنه سكت كلّ متكلّم لذا قال ( فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم ترشدون )
وسنفصّل بعد هذا غرائب وعجائب إن شاء الله تعالى
أرجو التعليق
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
السلام عليك حبيبنا علي
بارك الله فيك
قلتم سيدي: فمتى تكلّم الخالق بحسب علمه في قرآنه سكت كلّ متكلّم لذا قال ( فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم ترشدون ) .
هل هذا يفسر ما بلغنا عن السادة الذين يقرؤون ما تيسّر من القرآن ثم يقطعون تدبرا أو حيرة...
كما روي عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة المطففين فلما بلغ قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} بكى نحيباً وامتنع من قراءة ما بعده.
وآخر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } قال: حسبي! لا أبالي ألاّ أسمع غيرها.
وقد يكون السماع سببا في توقير وتوبة كما حكي في الآية (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) كانت سبب توبة الفضيل بن عياض وابن المبارك رحمهما الله.
بارك الله فيك
قلتم سيدي: فمتى تكلّم الخالق بحسب علمه في قرآنه سكت كلّ متكلّم لذا قال ( فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم ترشدون ) .
هل هذا يفسر ما بلغنا عن السادة الذين يقرؤون ما تيسّر من القرآن ثم يقطعون تدبرا أو حيرة...
كما روي عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة المطففين فلما بلغ قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} بكى نحيباً وامتنع من قراءة ما بعده.
وآخر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } قال: حسبي! لا أبالي ألاّ أسمع غيرها.
وقد يكون السماع سببا في توقير وتوبة كما حكي في الآية (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) كانت سبب توبة الفضيل بن عياض وابن المبارك رحمهما الله.
حبيب الله- عدد الرسائل : 65
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
جزاك الله خيرا سيدي حبيب الله وأشكرك على الإفاضة
وجه الإحاطة العلمية سيدي في قوله ( أحاط بكلّ شي علما ) فهذا الوجه الحقيقي الذي أحاط بكلّ شيء فاوجب العبودية لكلّ شيء فإنّ حضرات العلم هي الحضرة العالية وهذا مجال تنافس العارفين فلا شيء غير العلم بعد أن تستوفي المقامات فكلّ من فاتك علما فهو يسقيك كان من كان فضلا عن إحاطة علم الله تعالى بالأشياء لهذا ترى العارف يشدّ الرحال كي يأخذ مسألة علمية وهذا مشاهد في واقع أحوال السلف أجمعين وشاهد القرآن عليه ما في قصّة موسى مع الخضر عليهما السلام فهذا المشهد الأعلى لقوله ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله ) وكذلك قوله ( وقل رب زدني علما ) فتنافس الرجال في هذا العلم به وعليه يحمل قوله تعالى في الوجه الخاص منه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) فإنّ قرب العلم هو المجلى الأعلى
أمّا ما قلته سيدي الحبيب حبيب الله فقد يكون لا يختصّ بالعلم فقط بل قد يقرأ العارف القرآن فتنجلي منه أحوال قد تكون أحوال شهودية أو أحوال جنانية أو أحوال زجرية نعم قد يسمع المؤمن القرآن فيخشع ولكن خضوعه وخشوعه قد يكون متعلّقا بأحوال السلوك أو تقول أو بأحوال المعرفة , ولكن أعني هنا حال العلم ومقامه لأنّ مقام الغيرة الإلهية وقع في هذا المقام وهو الدفاع عن المكانة , فمن يدّعي العلم فهو في الحقيقة يدّعي بأنّه أعلم من ربّه لذا قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) لذا رجعوا في كامل وصف المذلّة لله في قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) لذا عوتب موسى عليه السلام وهذا بحر عظيم لا نهاية له , فالله تعالى متى أخبرك عن شيء فهو يخبر في الحقيقة عن نفسه فمتى إدّعيت علما فأنت تدّعي بأنّك أعلم منه بنفسه لذا فلا تجد على وجه الأٍض عالما ولا عارفا يدّعي العلم في باطنه أبدا , وعلامة هذا العالم أو العارف أن يكون علمه حينيّا أي لا يوجد عنده ذلك العلم قبل وجود السؤال فيه وأعني العلم بالله تعالى وبصفاته على نعت الحقيقة فالتبرّي من العلم هو الفراغ منه لذا لا تجد عند أهل الله لا مسودّات ولا تحضيرات وكذلك فلأنّ نبيّهم أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة فقوله تعالى ( وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أي الغافل عن العلم بنفسك في مراتب توحيدي التي علمتها بنزول هذا القرآن فهو علم المراتب بمعنى أنّ كلّ شيء محاط به علما ظاهرا وباطنا أزلا وأبدا وهذا الذي غفل عنه هو التفصيل وهو معنى الصفات لأنّ مقامه عليه الصلاة والسلام مقام ذاتي ومن كان هكذا قيل له : لا رجوع لك إلاّ في وصف القرآن فأضحى أنّ القرآن أصبح خلقه أي وصفه عليه الصلاة والسلام لذا قال له ( وما يعلم تأويله إلاّ الله ) فعلمنا أنّ حقيقة تأويل القرآن لا يأتي إلاّ من مدد الحضرة ومتى كان من مددها إنتفت دعوى العلم عند العبد , والله هو الإسم الجامع فيقع التأويل بلسان الجمع ولا بدّ ( أو تيت جوامع الكلم ) لأنّه الجامع عليه الصلاة والسلام
ثمّ إن مقامات المعرفة كلّها لا تعرف إلاّ في وصف العلم ( الرحمان علّم القرآن) أي أنّه ما علّم أمرا آخر غير القرآن لتجانس القرآن بأصل خلق الإنسان لذا علّمه البيان , وتعليم البيان أي إظهار علوم القرآن ليبيّنه للنّاس في مراتبه فأهل الشريعة علّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأهل الحقيقة علّمهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو معلّم الجميع لأنّ الله تعالى أوصاه بالبيان فأوصد باب البيان إلاّ من بيانه وبابه
فالعبد قد يقرأ آية فيبقى فيها دهرا من الزمن متفكّرا فيها وربّما يموت وهو مستهلك في واردها فقد تجد وليّا عارفا يقرأ القرآن من الصبح إلى الليل وهو ما تجاوز مثلا جزء عمّ لذا فالعارفون تجدهم يبحثون بحثا حثيثا على تفاسير القرآن لينهموا منها وأغلب العارفين لا يحسنون أن يكتبوا حرفا في تفسير القرآن بل لو كتبوا مدّة عمر نوح ما زادهم ذلك إلاّ تقصيرا ويرون أنفسهم من أكابر المجرمين لأنّ الله يقول ( وما يعلم تأويله إلاّ الله ) بل يبيّنون ما فهموه منه ممّا جاد الله به عليهم غذاء الروح والقلب
ثمّ التأويل الحقيقي للقرآن لا يكون إلاّ بالحال وليس بالتعبير عنه باللسان حتّى بضحى وصفا خلقيّا لهم فإنّ علوم القرآن علوم القطب الغوث الفرد الجامع أمّا الذين تستهلكم الأحوال الواردة في القرآن فلا تؤخذ عنهم علوم القرآن
قال عليه الصلاة والسلام ( القرآن لا تنقضي عجائبه ) وقال السيّد عليّ عليه السلام ( إلاّ فهم أوتيه رجل في هذا القرآن ) فقاربه بالوحي
سنغوص أخي في هذه البحار لكن شرطي على السادة أن يشاركونا بما يفتح الله به عليهم جميعا حتّى نخرج بموضوع شامل نستفيد منه جميعا
فحرّكوا أقلامكم يا سادة يا أهل العبادة ...
وجه الإحاطة العلمية سيدي في قوله ( أحاط بكلّ شي علما ) فهذا الوجه الحقيقي الذي أحاط بكلّ شيء فاوجب العبودية لكلّ شيء فإنّ حضرات العلم هي الحضرة العالية وهذا مجال تنافس العارفين فلا شيء غير العلم بعد أن تستوفي المقامات فكلّ من فاتك علما فهو يسقيك كان من كان فضلا عن إحاطة علم الله تعالى بالأشياء لهذا ترى العارف يشدّ الرحال كي يأخذ مسألة علمية وهذا مشاهد في واقع أحوال السلف أجمعين وشاهد القرآن عليه ما في قصّة موسى مع الخضر عليهما السلام فهذا المشهد الأعلى لقوله ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله ) وكذلك قوله ( وقل رب زدني علما ) فتنافس الرجال في هذا العلم به وعليه يحمل قوله تعالى في الوجه الخاص منه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) فإنّ قرب العلم هو المجلى الأعلى
أمّا ما قلته سيدي الحبيب حبيب الله فقد يكون لا يختصّ بالعلم فقط بل قد يقرأ العارف القرآن فتنجلي منه أحوال قد تكون أحوال شهودية أو أحوال جنانية أو أحوال زجرية نعم قد يسمع المؤمن القرآن فيخشع ولكن خضوعه وخشوعه قد يكون متعلّقا بأحوال السلوك أو تقول أو بأحوال المعرفة , ولكن أعني هنا حال العلم ومقامه لأنّ مقام الغيرة الإلهية وقع في هذا المقام وهو الدفاع عن المكانة , فمن يدّعي العلم فهو في الحقيقة يدّعي بأنّه أعلم من ربّه لذا قال لهم ( إنّي أعلم ما لا تعلمون ) لذا رجعوا في كامل وصف المذلّة لله في قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا ) لذا عوتب موسى عليه السلام وهذا بحر عظيم لا نهاية له , فالله تعالى متى أخبرك عن شيء فهو يخبر في الحقيقة عن نفسه فمتى إدّعيت علما فأنت تدّعي بأنّك أعلم منه بنفسه لذا فلا تجد على وجه الأٍض عالما ولا عارفا يدّعي العلم في باطنه أبدا , وعلامة هذا العالم أو العارف أن يكون علمه حينيّا أي لا يوجد عنده ذلك العلم قبل وجود السؤال فيه وأعني العلم بالله تعالى وبصفاته على نعت الحقيقة فالتبرّي من العلم هو الفراغ منه لذا لا تجد عند أهل الله لا مسودّات ولا تحضيرات وكذلك فلأنّ نبيّهم أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة فقوله تعالى ( وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أي الغافل عن العلم بنفسك في مراتب توحيدي التي علمتها بنزول هذا القرآن فهو علم المراتب بمعنى أنّ كلّ شيء محاط به علما ظاهرا وباطنا أزلا وأبدا وهذا الذي غفل عنه هو التفصيل وهو معنى الصفات لأنّ مقامه عليه الصلاة والسلام مقام ذاتي ومن كان هكذا قيل له : لا رجوع لك إلاّ في وصف القرآن فأضحى أنّ القرآن أصبح خلقه أي وصفه عليه الصلاة والسلام لذا قال له ( وما يعلم تأويله إلاّ الله ) فعلمنا أنّ حقيقة تأويل القرآن لا يأتي إلاّ من مدد الحضرة ومتى كان من مددها إنتفت دعوى العلم عند العبد , والله هو الإسم الجامع فيقع التأويل بلسان الجمع ولا بدّ ( أو تيت جوامع الكلم ) لأنّه الجامع عليه الصلاة والسلام
ثمّ إن مقامات المعرفة كلّها لا تعرف إلاّ في وصف العلم ( الرحمان علّم القرآن) أي أنّه ما علّم أمرا آخر غير القرآن لتجانس القرآن بأصل خلق الإنسان لذا علّمه البيان , وتعليم البيان أي إظهار علوم القرآن ليبيّنه للنّاس في مراتبه فأهل الشريعة علّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأهل الحقيقة علّمهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو معلّم الجميع لأنّ الله تعالى أوصاه بالبيان فأوصد باب البيان إلاّ من بيانه وبابه
فالعبد قد يقرأ آية فيبقى فيها دهرا من الزمن متفكّرا فيها وربّما يموت وهو مستهلك في واردها فقد تجد وليّا عارفا يقرأ القرآن من الصبح إلى الليل وهو ما تجاوز مثلا جزء عمّ لذا فالعارفون تجدهم يبحثون بحثا حثيثا على تفاسير القرآن لينهموا منها وأغلب العارفين لا يحسنون أن يكتبوا حرفا في تفسير القرآن بل لو كتبوا مدّة عمر نوح ما زادهم ذلك إلاّ تقصيرا ويرون أنفسهم من أكابر المجرمين لأنّ الله يقول ( وما يعلم تأويله إلاّ الله ) بل يبيّنون ما فهموه منه ممّا جاد الله به عليهم غذاء الروح والقلب
ثمّ التأويل الحقيقي للقرآن لا يكون إلاّ بالحال وليس بالتعبير عنه باللسان حتّى بضحى وصفا خلقيّا لهم فإنّ علوم القرآن علوم القطب الغوث الفرد الجامع أمّا الذين تستهلكم الأحوال الواردة في القرآن فلا تؤخذ عنهم علوم القرآن
قال عليه الصلاة والسلام ( القرآن لا تنقضي عجائبه ) وقال السيّد عليّ عليه السلام ( إلاّ فهم أوتيه رجل في هذا القرآن ) فقاربه بالوحي
سنغوص أخي في هذه البحار لكن شرطي على السادة أن يشاركونا بما يفتح الله به عليهم جميعا حتّى نخرج بموضوع شامل نستفيد منه جميعا
فحرّكوا أقلامكم يا سادة يا أهل العبادة ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
فإنّ علوم القرآن علوم القطب الغوث الفرد الجامع أمّا الذين تستهلكم الأحوال الواردة في القرآن فلا تؤخذ عنهم علوم القرآن
هذا بالضبط ما يفسر ما ذكره سيدي حبيب الله في قوله:
كما روي عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة المطففين فلما بلغ قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} بكى نحيباً وامتنع من قراءة ما بعده.
بارك الله فيكم سيدي علي على هذه الحقائق المعرفية... ما زلنا نستفيد منكم و من دقائق علمكم زادكم الله علما و نورا..
الهادفي 2- عدد الرسائل : 218
العمر : 56
العمل/الترفيه : مدرس
المزاج : محب الحقيقة
تاريخ التسجيل : 05/05/2009
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
وجه الإحاطة العلمية سيدي في قوله ( أحاط بكلّ شي علما ) فهذا الوجه الحقيقي الذي أحاط بكلّ شيء فاوجب العبودية لكلّ شيء فإنّ حضرات العلم هي الحضرة العالية وهذا مجال تنافس العارفين فلا شيء غير العلم بعد أن تستوفي المقامات فكلّ من فاتك علما فهو يسقيك كان من كان فضلا عن إحاطة علم الله تعالى بالأشياء لهذا ترى العارف يشدّ الرحال كي يأخذ مسألة علمية وهذا مشاهد في واقع أحوال السلف أجمعين وشاهد القرآن عليه ما في قصّة موسى مع الخضر عليهما السلام فهذا المشهد الأعلى لقوله ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله ) وكذلك قوله ( وقل رب زدني علما ) فتنافس الرجال في هذا العلم به وعليه يحمل قوله تعالى في الوجه الخاص منه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) فإنّ قرب العلم هو المجلى الأعلى
عين التحقيق بارك الله فيكم سيدي علي أعلا الله في مقامكم عنده..
العبد الضعيف أجد حقيقة هذا الكلام في باطني و لكني لا أحسن صياغته في كلام فسبحان مسخر الأسباب..
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم (المؤمن مرآة أخيه)
مشكورين مرة أخرى على الموضوع و أقترح عليكم تسهيلا للقارئ حتى لا يهرب من النصوص الطوال أن تقسموا الموضوع إلى فقرات قصار حسب أقسام الموضوع حتى يزداد تركيز الفهم على الكلام .. و يزداد التشويق لما بعده أيضا..
و الله أعلم..
الهادفي 2- عدد الرسائل : 218
العمر : 56
العمل/الترفيه : مدرس
المزاج : محب الحقيقة
تاريخ التسجيل : 05/05/2009
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
باسم الله الرحمان الرحيم
لعلك تقول..عظمت الامر في فهم اسرار القران وما ينكشف لارباب القلوب
الزكية من معانيه فكيف يستحب ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم ((من فسر القران
برايه فاليتبوأ مقعده من النار )) ؟ و عن هذا شانع اهل العلم بظاهر التفسير
على اهل التصوف من المقصرين المنسوبين الى التصوف في تأويل كلمات القرآن
على خلاف ما نقل عن ابن عباس و سائر المفسرين و ذهبوا الى انه كفر فان صح ما قاله اهل التفسيرفما معنى فهم القرآن سوى حفظ تفسيره ؟ و ان لم يصح ذلك فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( من فسر القرآن في رايه فاليتبوأ مقعده من النار)؟ فاعلم ان من زعم ان لا معنى للقرآن الا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر حد نفسه و هو مصيب في الاخبار عن نفسه ، و لكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافة الى درجة التي هى حده و محطه . بل الاخبار و الآثار تدل على ان في معانى القرآن متسعا لارباب الفهم قال على رضى الله عنه : الا ان يؤتى الله عبدا فهما في القرآن . فان لم يكن سوى الترجمة المنقولة فما ذلك الفهم قال صلى الله عليه وسلم (( ان للقرآن ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا )) و يروى ايضا عن ابن مسعود و موقوفا عليه و هو من علماء التفسير.فما معنى الظهر و البطن والحد والمطلع؟ قال على كرم الله وجهه : لو شئت لأوقرت سبعين بعير من تفسير فاتحة الكتاب فما معناه و تفسير ظاهرها في غاية الاقتصار؟ وقال ابو الدردار لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها و قد قال بعض العلماء : لكل آية ستون الف فهم و ما بقي من فهمها اكثر. وقال آخرون : القرآن يحوى سبعة و سبعين الف علم و مائتي علم اذ كل كلمة علم . ثم يتضاعف ذلك اربعة اضعاف اذ لكل كلمة ظاهر و باطن و حد و مطلع . وترديد رسول الله صلى الله عليه و سلم (( بسم الله الرحمان الرحيم عشرين مرة )) لا يكون الا لتدبره باطن معانيها و الا فترجمتها و تفسيرها ظاهر لا يحتاج مثله الى تكرير و قال ابن مسعود رضى الله عنه: من اراد علم الاولين و الآخرين فاليتدبر القرآن و ذلك لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر . و بالجملة فالعلوم كلها داخلة في افعال الله عز و جل و صفاته ، و في القرآن شرح ذاته و افعاله و صفاته. و هذه العلوم لا نهاية لها، و في القرآن اشارة الى مجامعها و المقامات في التعمق في تفصيله راجع الى فهم القرآن، و مجرد ظاهر التفسيرلا يشير الى ذلك، بل كل ما اشكل فيه على الناظرواختلف فيه الخلائق في النظريات و المعقولات ففي القرآن اليه رموز و دلالات عليه يختص اهل الفهم بدركها، فكيف يفي بذلك ترجمة ظاهره و تفسيره ؟ و لذلك قال صلى الله عليه و سلم (( اقراوا القرآن و التمسوا غرائبه )) و قال صلى الله عليه وسلم في حديث علي كرم الله وجهه (( و الذي بعثني بالحق نبيا لا تفترقن امتي عن اصل دينها و جماعتها على اثنين و سبعين فرقة كلها ضالة مضلة يدعون الى النار فاذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله عز و جل فان فيه نبا من كان قبلكم و نبا ما ياتي بعدكم و حكم ما بينكم ، من خالفه من الجبابرة قاسمه الله عز و جل و من ابتغى العلم في غيره اضله الله عز و جل وهو حبل الله المتين و نوره المبين و شفاؤه النافع ، عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم و لا يزيغ فيستقيم و لا تنقضي عجائبه و لا يخلقه كثرة الترديد ))
لعلك تقول..عظمت الامر في فهم اسرار القران وما ينكشف لارباب القلوب
الزكية من معانيه فكيف يستحب ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم ((من فسر القران
برايه فاليتبوأ مقعده من النار )) ؟ و عن هذا شانع اهل العلم بظاهر التفسير
على اهل التصوف من المقصرين المنسوبين الى التصوف في تأويل كلمات القرآن
على خلاف ما نقل عن ابن عباس و سائر المفسرين و ذهبوا الى انه كفر فان صح ما قاله اهل التفسيرفما معنى فهم القرآن سوى حفظ تفسيره ؟ و ان لم يصح ذلك فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( من فسر القرآن في رايه فاليتبوأ مقعده من النار)؟ فاعلم ان من زعم ان لا معنى للقرآن الا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر حد نفسه و هو مصيب في الاخبار عن نفسه ، و لكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافة الى درجة التي هى حده و محطه . بل الاخبار و الآثار تدل على ان في معانى القرآن متسعا لارباب الفهم قال على رضى الله عنه : الا ان يؤتى الله عبدا فهما في القرآن . فان لم يكن سوى الترجمة المنقولة فما ذلك الفهم قال صلى الله عليه وسلم (( ان للقرآن ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا )) و يروى ايضا عن ابن مسعود و موقوفا عليه و هو من علماء التفسير.فما معنى الظهر و البطن والحد والمطلع؟ قال على كرم الله وجهه : لو شئت لأوقرت سبعين بعير من تفسير فاتحة الكتاب فما معناه و تفسير ظاهرها في غاية الاقتصار؟ وقال ابو الدردار لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها و قد قال بعض العلماء : لكل آية ستون الف فهم و ما بقي من فهمها اكثر. وقال آخرون : القرآن يحوى سبعة و سبعين الف علم و مائتي علم اذ كل كلمة علم . ثم يتضاعف ذلك اربعة اضعاف اذ لكل كلمة ظاهر و باطن و حد و مطلع . وترديد رسول الله صلى الله عليه و سلم (( بسم الله الرحمان الرحيم عشرين مرة )) لا يكون الا لتدبره باطن معانيها و الا فترجمتها و تفسيرها ظاهر لا يحتاج مثله الى تكرير و قال ابن مسعود رضى الله عنه: من اراد علم الاولين و الآخرين فاليتدبر القرآن و ذلك لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر . و بالجملة فالعلوم كلها داخلة في افعال الله عز و جل و صفاته ، و في القرآن شرح ذاته و افعاله و صفاته. و هذه العلوم لا نهاية لها، و في القرآن اشارة الى مجامعها و المقامات في التعمق في تفصيله راجع الى فهم القرآن، و مجرد ظاهر التفسيرلا يشير الى ذلك، بل كل ما اشكل فيه على الناظرواختلف فيه الخلائق في النظريات و المعقولات ففي القرآن اليه رموز و دلالات عليه يختص اهل الفهم بدركها، فكيف يفي بذلك ترجمة ظاهره و تفسيره ؟ و لذلك قال صلى الله عليه و سلم (( اقراوا القرآن و التمسوا غرائبه )) و قال صلى الله عليه وسلم في حديث علي كرم الله وجهه (( و الذي بعثني بالحق نبيا لا تفترقن امتي عن اصل دينها و جماعتها على اثنين و سبعين فرقة كلها ضالة مضلة يدعون الى النار فاذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله عز و جل فان فيه نبا من كان قبلكم و نبا ما ياتي بعدكم و حكم ما بينكم ، من خالفه من الجبابرة قاسمه الله عز و جل و من ابتغى العلم في غيره اضله الله عز و جل وهو حبل الله المتين و نوره المبين و شفاؤه النافع ، عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم و لا يزيغ فيستقيم و لا تنقضي عجائبه و لا يخلقه كثرة الترديد ))
عدل سابقا من قبل نوري في السبت 2 أكتوبر 2010 - 0:05 عدل 2 مرات
نوري- عدد الرسائل : 79
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
القرآن رياض الصالحين ...
القرآن:وما يعلم تفسيره إلا الله والراسخون فى العلم.
الراسخون فى العلم هم أهل الله، من صفا لهم دهرهم، وتمتعوا بوجهه، واستأنسوا به، وليس لهم فى الوجود سواه ،وعرفوا الله ،"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".فيهب الله لعباده ،هؤلاء ،علم التأويل...
القرآن :بعث بكرا وسيعود بكرا كما بعث .أو كما قيل الحديث .
القرآن:وما يعلم تفسيره إلا الله والراسخون فى العلم.
الراسخون فى العلم هم أهل الله، من صفا لهم دهرهم، وتمتعوا بوجهه، واستأنسوا به، وليس لهم فى الوجود سواه ،وعرفوا الله ،"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".فيهب الله لعباده ،هؤلاء ،علم التأويل...
القرآن :بعث بكرا وسيعود بكرا كما بعث .أو كما قيل الحديث .
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
حبيب الله- عدد الرسائل : 65
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
رد: مقام الإحسان المدخل إلى فهم القرآن
سيدي نوري كتب :
و قال ابن مسعود رضى الله عنه: من اراد علم الاولين و الآخرين فاليتدبر القرآن و ذلك لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر . و بالجملة فالعلوم كلها داخلة في افعال الله عز و جل و صفاته ، و في القرآن شرح ذاته و افعاله و صفاته. و هذه العلوم لا نهاية لها، و في القرآن اشارة الى مجامعها و المقامات في التعمق في تفصيله راجع الى فهم القرآن، و مجرد ظاهر التفسيرلا يشير الى ذلك، بل كل ما اشكل فيه على الناظرواختلف فيه الخلائق في النظريات و المعقولات ففي القرآن اليه رموز و دلالات عليه يختص اهل الفهم بدركها، فكيف يفي بذلك ترجمة ظاهره و تفسيره ؟ و لذلك قال صلى الله عليه و سلم (( اقراوا القرآن و التمسوا غرائبه ))
هذا عين الحقّ والصواب فلو عكفت هذه الأمّة على قرآنها لكانت مثلما كان عليه سلفها أهل القرآن الأوائل وخاصّته فما فتحت المدينة المنوّرة إلاّ بالقرآن فإنّ القرآن مفتاح دخول الحضرتين : النبويّة والربّانية
فإنّ القرآن حجّة الله على خلقه ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) وقد قال الجنيد رحمه الله تعالى إمام الطائفة رضي الله عنه قولته المشهورة التي تعدّ تأصيلا في طريق الله بل هي الأصل الأوّل في التصوّف ( من لم يحفظ كتاب الله ويكتب حديث رسول الله لا يقتدى به في طريق القوم ) , فما قال لا يكون عارفا أو صالحا أو وليّا بل قال ( لا يقتدى به في طريق القوم ) فهو واضح في بابه لمن سلم من التعصّب والدعوى
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» مقام الاحسان
» من مواعظ اهل الإحسان
» قبس من جذوة الإحسان
» معاملة الله تعالى لنا من باب ( الإحسان )
» شرف مقام العبودية
» من مواعظ اهل الإحسان
» قبس من جذوة الإحسان
» معاملة الله تعالى لنا من باب ( الإحسان )
» شرف مقام العبودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 9:17 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
اليوم في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس