بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
التصوف في رأي ابن تيمية رحمه الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التصوف في رأي ابن تيمية رحمه الله
يتكلم الإمام ابن تيمية على التصوف كلام العلماء الأثبات الذين يضعون الأمور في نصابها ، ولا يزيفون التاريخ ، أو يقعون في أعراض الناس ويتهمونهم بغير حق دون خشية من الله ، ولا احترام للعلم ، أو مراعاة للتعاليم الإسلامية .
وأول ما يتكلم ابن تيمية -رحمه الله -تكلم عن اسم التصوف ، فيقول : عرف أن منشأ التصوف كان في البصرة ، وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد ، كما كان في الكوفة من يسلك طريق الفقه والعلم وله فيه اجتهاد ، وهؤلاء الصوفية نسبوا إلى لبس الصوف ، فقيل في أحدهم : "صوفي " وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف ، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ، ولكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.
ثم يقول رحمه الله : ( وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد - وعبد الواحد من أصحاب الحسن - وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ، ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ، ولهذا كان يقال : فقه كوفي ، وعبادة بصرية).
عبادة الصوفية وما يتبعها من مواجد :
ثم يتطرق الإمام ابن تيمية إلى أصول هؤلاء في مواجدهم وكثرة خوفهم من الله ، ويجين رأيه ورأي العلماء في ذلك :
فأولا : يورد الأحوال التي كانت تقع منهم ، ثم يبين المنكرين لها وحججهم ، ثم يبين المجيزين لها وهم جمهور العلماء ، وهو موافق لهم ، ثم يبين أسباب ذلك وأدلته ويرد على المنكرين ، فيقول في بيان الأحوال : ويحكي عن عباد أهل البصرة ، مثل حكاية من مات أو غشي عليه في سماع القرآن ، ونحوه ، كقصة زرارة بن أوفي قاضي البصرة ، فإنه قرأ في صلاة الفجر : " فإذا نقر في الناقور" يخر ميتا ، وكقصة أبي جهير الأعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات ، وكذلك غيره ممن روي أنهم ماتوا باستماع قراءته ، وكان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن ، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله .
من أنكر ذلك "
ثم يقول -رحمه الله -: وممن أنكر ذلك أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن سيرين ، وقالوا : إنه تكلف وتصنع ، ومنهم من قال : إن ذلك مخالف لما كان عليه الصحابة.
من أجاز ذلك :
ثم يقول ابن تيمية : ( والذي عليه جمهور العلماء ، أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه ، وان كان حال الثابت أكمل منه ، ولهذا لما سئل الإمام أحمد- رضوان الله عليه - عن هذا ، قال : قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه ، ولو قدر أحد أن يدفع عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه ، ونحو هذا ، وقد نقل عن الإمام الشافعي أنه أصابه ذلك ، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة ، وبالجملة فهذا كثير ممن لا يستراب في صدقه . لكن الأحوال التي كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن ، وجل القلوب ، ودموع العين ، واقشعرار الجلود ، كما قال تعالى:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"(الأنفال 20) .
وقال تعالى: "إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً " (مريم : 58) .
ثم يقول : وحال المؤمن التقي الذي فيه ضعف عن حمل ما يرد على قلبه ، فهذا هو الذي يصعق صعق الموت ، أو صعق غشي ، فإن ذلك إنما يكون لقوة الورود ، وضعف القلب عن حمله ، وقد يوجد مثل هذا في من يفرح أو يخاف أو يحزن يرو يحب في أمور الدنيا بل قد يقتله ذلك أو يذهب بعقله .
فإذا كان ذلك منه بدون تفريط ، لم يكن فيه ذنب فيما أصابه ، ولا وجه للريبة. وكان صاحبها-إذا كان العمل مشروعا- محمودا على ما فعل من الخير ، وما ناله من الإيمان ، معذورا فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره ، وهو أكمل ممن لم يبلغ منزلتهم لنقصر إيمانه وقسوة قلبه ونحو ذلك . ثم يقول رحمه الله :
ولكن من لم يزل عقله مع أنه قد حصل له من الإيمان ما حصل لهم أو مثله أو أكمل منه ، فهو أفضل منهم ، وهذا حال الصحابة رضي الله عنهم ، وحال نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لما أسري به إلى السماء ، وأراه الله ما أراه ، وأصبح كبائت لم يتغير عليه حاله ، فحاله أفضل من حال موسى عليه السلام ، الذي خر صعقا لما تجلى ربه للجبل ، وحال موسى حال جليلة علية فاضلة ، لكن حال محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلا وأفضل.
مرتبة هؤلاء المتصوفة، ثم يقول رحمه الله : التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة ، قد تكلموا في حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : " الصوفي " من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر ، واستوى عنده الذهب والحجر ، " التصوف " : كتمان المعاني ، وترك الدعاوى ، وأشباه ذلك ، وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ، كما قال الله تعالى : " فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (النساء : 69) .
لكنه في الحقيقة نوع من الصديقين ، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه . . فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين : أنهم صديقون ، فهو كما يقال : عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا ، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده ، وقد يكون من أجل الصديقين بحسب زمانهم ، فهو من أكمل صديقي زمانهم ، والصديق في العصر الأول أكمل منهم والصديقون درجات.
اختلاف الناس فيهم :
وبعد هذا تطرق الإمام ابن تيمية إلى طرق التصوف واختلاف الناس فيهم ، فأبان ذلك بمنطق العالم الباحث الذي يعطي كل شئ حقه . فقال رحمه الله : تنازع الناس في طريقهم : فطائفة ذمت " التصوف والصوفية " وقالوا : مبتدعون خارجون عن السنة ، وطائفة غلت فيهم ، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم .
رأيه فيهم :
والصواب : أنهم مجتهدون في طاعة الله ، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ، فيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل صنف من قد اجتهد فيخطىء، وفيهم من يذنب فيتوب ، أو لا يتوب ، ولكن هناك طائفة انتسبت إليهم من أهل البدع والزندقة ، وعند المحققين من أهل التصوف أنها ليست منهم مثل الحلاج ، فإن أكثر مشايخ الطرق أنكروه وأخرجوه من الطريق . ثم إن الصوفية بعد ذلك كانوا ثلاثة أصناف ، صوفية الحقائق ، وصوفية الأرزاق ، وصوفية الرسم .
فأما صوفية الحقائق : فهم الذين وصفناهم بالصديقين قبل ذلك .
وأما صوفية الأرزاق ، فهم الذين وقفت عليهم الوقوف ، ويشترط فيهم ثلاثة شروط : أحدها : العدالة الشرعية ، بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم .
الثاني : التأدب بآداب الطريق ، وهي الآداب الشرعية ولا يلتفتون إلى البدع .
الثالث : لا يتمسك أحدهم بفضول الدنيا، فمن تمسك بجمع المال ، أو تخلق بغير الأخلاق المحمودة ، ولم يتأدب بالآداب الشرعية فليس منهم .
وأما صوفية الرسم: فهم المقصورون على النسبة ، فمنهم اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك ، فهؤلاء في الصوفية بمنزلة الذي يقتصر على زي أهل العلم وأهل الجهاد ، فيظن الجاهل من أقوالهم وأعمالهم أنهم من أهل التصوف ، وليسوا منهم.
هذه أقوال ابن تيمية - رحمه الله - في التصوف والصوفية
وأول ما يتكلم ابن تيمية -رحمه الله -تكلم عن اسم التصوف ، فيقول : عرف أن منشأ التصوف كان في البصرة ، وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد ، كما كان في الكوفة من يسلك طريق الفقه والعلم وله فيه اجتهاد ، وهؤلاء الصوفية نسبوا إلى لبس الصوف ، فقيل في أحدهم : "صوفي " وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف ، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ، ولكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.
ثم يقول رحمه الله : ( وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد - وعبد الواحد من أصحاب الحسن - وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ، ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ، ولهذا كان يقال : فقه كوفي ، وعبادة بصرية).
عبادة الصوفية وما يتبعها من مواجد :
ثم يتطرق الإمام ابن تيمية إلى أصول هؤلاء في مواجدهم وكثرة خوفهم من الله ، ويجين رأيه ورأي العلماء في ذلك :
فأولا : يورد الأحوال التي كانت تقع منهم ، ثم يبين المنكرين لها وحججهم ، ثم يبين المجيزين لها وهم جمهور العلماء ، وهو موافق لهم ، ثم يبين أسباب ذلك وأدلته ويرد على المنكرين ، فيقول في بيان الأحوال : ويحكي عن عباد أهل البصرة ، مثل حكاية من مات أو غشي عليه في سماع القرآن ، ونحوه ، كقصة زرارة بن أوفي قاضي البصرة ، فإنه قرأ في صلاة الفجر : " فإذا نقر في الناقور" يخر ميتا ، وكقصة أبي جهير الأعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات ، وكذلك غيره ممن روي أنهم ماتوا باستماع قراءته ، وكان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن ، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله .
من أنكر ذلك "
ثم يقول -رحمه الله -: وممن أنكر ذلك أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن سيرين ، وقالوا : إنه تكلف وتصنع ، ومنهم من قال : إن ذلك مخالف لما كان عليه الصحابة.
من أجاز ذلك :
ثم يقول ابن تيمية : ( والذي عليه جمهور العلماء ، أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه ، وان كان حال الثابت أكمل منه ، ولهذا لما سئل الإمام أحمد- رضوان الله عليه - عن هذا ، قال : قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه ، ولو قدر أحد أن يدفع عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه ، ونحو هذا ، وقد نقل عن الإمام الشافعي أنه أصابه ذلك ، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة ، وبالجملة فهذا كثير ممن لا يستراب في صدقه . لكن الأحوال التي كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن ، وجل القلوب ، ودموع العين ، واقشعرار الجلود ، كما قال تعالى:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"(الأنفال 20) .
وقال تعالى: "إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً " (مريم : 58) .
ثم يقول : وحال المؤمن التقي الذي فيه ضعف عن حمل ما يرد على قلبه ، فهذا هو الذي يصعق صعق الموت ، أو صعق غشي ، فإن ذلك إنما يكون لقوة الورود ، وضعف القلب عن حمله ، وقد يوجد مثل هذا في من يفرح أو يخاف أو يحزن يرو يحب في أمور الدنيا بل قد يقتله ذلك أو يذهب بعقله .
فإذا كان ذلك منه بدون تفريط ، لم يكن فيه ذنب فيما أصابه ، ولا وجه للريبة. وكان صاحبها-إذا كان العمل مشروعا- محمودا على ما فعل من الخير ، وما ناله من الإيمان ، معذورا فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره ، وهو أكمل ممن لم يبلغ منزلتهم لنقصر إيمانه وقسوة قلبه ونحو ذلك . ثم يقول رحمه الله :
ولكن من لم يزل عقله مع أنه قد حصل له من الإيمان ما حصل لهم أو مثله أو أكمل منه ، فهو أفضل منهم ، وهذا حال الصحابة رضي الله عنهم ، وحال نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لما أسري به إلى السماء ، وأراه الله ما أراه ، وأصبح كبائت لم يتغير عليه حاله ، فحاله أفضل من حال موسى عليه السلام ، الذي خر صعقا لما تجلى ربه للجبل ، وحال موسى حال جليلة علية فاضلة ، لكن حال محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلا وأفضل.
مرتبة هؤلاء المتصوفة، ثم يقول رحمه الله : التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة ، قد تكلموا في حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : " الصوفي " من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر ، واستوى عنده الذهب والحجر ، " التصوف " : كتمان المعاني ، وترك الدعاوى ، وأشباه ذلك ، وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ، كما قال الله تعالى : " فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (النساء : 69) .
لكنه في الحقيقة نوع من الصديقين ، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه . . فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين : أنهم صديقون ، فهو كما يقال : عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا ، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده ، وقد يكون من أجل الصديقين بحسب زمانهم ، فهو من أكمل صديقي زمانهم ، والصديق في العصر الأول أكمل منهم والصديقون درجات.
اختلاف الناس فيهم :
وبعد هذا تطرق الإمام ابن تيمية إلى طرق التصوف واختلاف الناس فيهم ، فأبان ذلك بمنطق العالم الباحث الذي يعطي كل شئ حقه . فقال رحمه الله : تنازع الناس في طريقهم : فطائفة ذمت " التصوف والصوفية " وقالوا : مبتدعون خارجون عن السنة ، وطائفة غلت فيهم ، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم .
رأيه فيهم :
والصواب : أنهم مجتهدون في طاعة الله ، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ، فيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين ، وفي كل صنف من قد اجتهد فيخطىء، وفيهم من يذنب فيتوب ، أو لا يتوب ، ولكن هناك طائفة انتسبت إليهم من أهل البدع والزندقة ، وعند المحققين من أهل التصوف أنها ليست منهم مثل الحلاج ، فإن أكثر مشايخ الطرق أنكروه وأخرجوه من الطريق . ثم إن الصوفية بعد ذلك كانوا ثلاثة أصناف ، صوفية الحقائق ، وصوفية الأرزاق ، وصوفية الرسم .
فأما صوفية الحقائق : فهم الذين وصفناهم بالصديقين قبل ذلك .
وأما صوفية الأرزاق ، فهم الذين وقفت عليهم الوقوف ، ويشترط فيهم ثلاثة شروط : أحدها : العدالة الشرعية ، بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم .
الثاني : التأدب بآداب الطريق ، وهي الآداب الشرعية ولا يلتفتون إلى البدع .
الثالث : لا يتمسك أحدهم بفضول الدنيا، فمن تمسك بجمع المال ، أو تخلق بغير الأخلاق المحمودة ، ولم يتأدب بالآداب الشرعية فليس منهم .
وأما صوفية الرسم: فهم المقصورون على النسبة ، فمنهم اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك ، فهؤلاء في الصوفية بمنزلة الذي يقتصر على زي أهل العلم وأهل الجهاد ، فيظن الجاهل من أقوالهم وأعمالهم أنهم من أهل التصوف ، وليسوا منهم.
هذه أقوال ابن تيمية - رحمه الله - في التصوف والصوفية
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: التصوف في رأي ابن تيمية رحمه الله
بارك الله فيك أخي عبد الله ونفع بك البلاد والعباد
نعم البحث الذي أوردته
هو ردّ على من ينكر التصوف وخاصة أنه من ابن تيمية رحمه الله الذي يزعم بعض المنكرين أنه ممن ينكر على الصوفية.
ولتمام الفائدة أنقل هذا الحوار الإفتراضي وهو كذلك أجوبة من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
مقابلة مع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه نسأله فيها عن التصوف والصوفية , يحظرها تلميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية شاركنا ببعض آراءه .
- نبدأ اللقاء طالبين من شيخ الإسلام التكرم بتعريفنا ببداية أمر التصوف مشكورا ؟
- الحمد للّه.أما لفظ (الصوفية): فإنه لم يكن مشهورًا في القرون الثلاثة،وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك، وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ؛ كالإمام أحمد ابن حنبل، وأبي سليمان الداراني، وغيرهما. وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، (مجموع فتاوى ابن تيمية )
- هل يمكننا أن نعتبرهم أفضل من الأنبياء, أو صحابة رسول الله أو العكس هل يمكن أن نعتبر الصوفية فرقة ضالة ؟
- من جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ، ضال مبتدع، ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع. (مجموع فتاوى ابن تيمية )
- لكن هناك قوم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ولهذا ليس عندهم بعد الأنبياء أفضل من الصوفي ؟!
- ( أجاب منكرا هذا الغلو وواضعا النقاط على الحروف ) هو في الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه، فكان الصديق من أهل هذه الطريق، كما يقال: صديقو العلماء، وصديقو الأمراء، فهو أخص من الصديق المطلق، ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم. فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين: إنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضًا، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة اللّه ورسوله بحسب اجتهاده (مجموع فتاوى ابن تيمية )
نعم البحث الذي أوردته
هو ردّ على من ينكر التصوف وخاصة أنه من ابن تيمية رحمه الله الذي يزعم بعض المنكرين أنه ممن ينكر على الصوفية.
ولتمام الفائدة أنقل هذا الحوار الإفتراضي وهو كذلك أجوبة من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
مقابلة مع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه نسأله فيها عن التصوف والصوفية , يحظرها تلميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية شاركنا ببعض آراءه .
- نبدأ اللقاء طالبين من شيخ الإسلام التكرم بتعريفنا ببداية أمر التصوف مشكورا ؟
- الحمد للّه.أما لفظ (الصوفية): فإنه لم يكن مشهورًا في القرون الثلاثة،وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك، وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ؛ كالإمام أحمد ابن حنبل، وأبي سليمان الداراني، وغيرهما. وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، (مجموع فتاوى ابن تيمية )
- هل يمكننا أن نعتبرهم أفضل من الأنبياء, أو صحابة رسول الله أو العكس هل يمكن أن نعتبر الصوفية فرقة ضالة ؟
- من جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ، ضال مبتدع، ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع. (مجموع فتاوى ابن تيمية )
- لكن هناك قوم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ولهذا ليس عندهم بعد الأنبياء أفضل من الصوفي ؟!
- ( أجاب منكرا هذا الغلو وواضعا النقاط على الحروف ) هو في الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه، فكان الصديق من أهل هذه الطريق، كما يقال: صديقو العلماء، وصديقو الأمراء، فهو أخص من الصديق المطلق، ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم. فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين: إنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضًا، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة اللّه ورسوله بحسب اجتهاده (مجموع فتاوى ابن تيمية )
رضوان- عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007
مواضيع مماثلة
» مناظرة بين سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وابن تيمية
» إلى والدي الحبيب رحمه الله تعالى
» من فقه سيدي شيبان الراعي رحمه الله
» الفاتحة لروح الفقيد رحمه الله
» كلام لطيف للإمام ابن الحاج رحمه الله
» إلى والدي الحبيب رحمه الله تعالى
» من فقه سيدي شيبان الراعي رحمه الله
» الفاتحة لروح الفقيد رحمه الله
» كلام لطيف للإمام ابن الحاج رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الخميس 14 نوفمبر 2024 - 20:57 من طرف أبو أويس
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس