مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
وحدة الوجود - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


وحدة الوجود

+8
عبدالله
منصور
محمد
الهادفي 2
علي
أبو أويس
alhadifi
فقير
12 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف الهادفي 2 الإثنين 28 يونيو 2010 - 15:14

فلندع لسيدي علي بالشفاء العاجل حتى يرجع للنقاش و يوضح سوء التفاهم بينه و بين سيدي فقير إن شاء الله...

الهادفي 2

عدد الرسائل : 218
تاريخ التسجيل : 05/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 4:16

أشكر جميع إخواني على نصحهم وتبصيرهم للعبد الضعيف لبقية ساداتنا الفقراء :

أوّلا ويعلم الله في أي وضع الفقير يكتب الآن أقول :

بالنسبة لسيدي فقير لم أفتح معه قطّ هذا النقاش ولا أتّهمته قطّ بالتكفير ...إلخ

وغاية الموضوع سيدي الهادفي أنّ الفقير كتب في عير هذا المنتدى موضوعا سمّاه ( الطريق إلى معرفة الله تعالى ) وممّا كتبته هناك هذا الذي إعترض عليه الأخ الكريم فقير وهو هذا الكلام

قلت هناك : ( وكذلك اقول لا يجوز الاقتداء بالضعفاء من المريدين ممّن تغلبهم الاحوال فيشطحون او ممّن نقص علمهم بالشريعة المطهّرة والاقتداء لا يكون الا بسيد البشر عليه الصلاة والسلام لانّه العبد الكامل فلا شطح لديه ولا التفات منه الى غير ربّه وقد قال تعالى :" وما محمد الا رسول " فليس هناك شيخ على وجه الارض ورث النبي صلى الله عليه وسلّم ويدعو الى غير الله تعالى ابدا وكل من دعا الى الله تعالى بحظوظ نفسه هلك وأهلك معه غيره من الناس ولا عاصم الا الله تعالى اما الحديث عن الحقائق المجردّة من غير قالب الشرع الذي هو منتهى التحقيق وقع في سوء الفهم والبلادة وسوء الادب كمن سمعناه يقول بأن الله متجلّي في مخلوقاته او انّه يحلّ في الخلق او يتّحد بهم فهذا كفر وزندقة بالاجماع وقائله يستتاب فان تاب والا قتل لانّ الله تعالى لا يحلّ في احد من المخلوقات وكيف يحلّ في المخلوقات وهو الذي يتنزه عن الحيز والحركة وقد كان قبل المكان والزمان وهو الان على ما عليه كان وقد وقع جملة من الذاكرين في هذه الزندقة وألّف بعض الناس كتبا في ذلك والزموها ما وصلوا اليه بزعمهم والحقيقة انّهم على غير الصواب فالحلول والاتحاد هي عقيدة نصرانية زائغة نسب فيها النصارى الالوهية لعيسى واعتقدوا بأن عيسى هو ابن الله او قولهم ان اللاهوت حلّ في الناسوت او قولهم بأن الروح قديمة وهي جزء من الكلّ فكلّ هذا جهل مركّب وكشف ظلماني لا دليل عليه من الكتاب ولا من السنة ولا في دين ابراهيم وابنائه من الانبياء عليهم السلام وغاية امر هذا الكلام انّ الامر اختلط عليهم لضعف مدد الروح وشفافية القلب من حيث تخليه عن علوم الاسماء والصفات وغاب عن عقله العلم بالله تعالى فالمشاهدة اذا لم يصاحبها علم توقع صاحبها في الكذب والبهتان وسوء الادب فابليس لما شاهد هيكل ادم غاب عنه علمه وانه الخليفة وكذلك الملائكة فوقع الكلّ في الاعتراض مع مراعاة الفارق ولذا قال الله لهم :" اني اعلم ما لا تعلمون " فما ذكر لهم غير العلم لانّ الله تعالى لا يدرك الا بالعلم مع اختلاف درجاته وتلوّناته فغاية الامر في كلّ هذا هو مشاهدة انوار المعرفة التي تغطي كلّ شيء وهو المعبّر عنه بالستر وانّ الله هو الستّار فمثلا فالعبد فقير فاذا ستره الله اصبح غنيّا والعبد عاجز فاذا قوّاه الله اصبح قويّا وهكذا الى ان يستر الله تعالى عبده بستره الجميل فأين هذا ومن فهمهم السقيم في الحلول والاتحاد
والله أعلم وأحكم


فردّ عليّ الأخ فقير هناك بإسم آخر ( rachid )

بقوله : ( تعقيبا على كلامي هذا )

قال : ((( لآ أريد أن أدخل في جدال عقيم إلا أنه أقول أن سوء فهم الحلول والإتحاد عند الصوفية يِؤدي البعض سامحهم الله إلى تكفير من يقول بالإتحاد والحلول.
سيدي جميع شيوخ الشاذلية يقولون بهذا فكيف تنكره أنت وتذهب مذهب ابن تيمية الذي يقول بتكفير ابن عربي لقوله بالحلول والإتحاد.
انظر أبا مدين الغزث رضي الله عنه يقول:
من لا وجود لذاته من ذاته*** فوجوده لولاه عين محال
ويقسم سيدي المداني رضي الله عنه قي قصيدة ويقول: تالله لسنا سواه.
يقول صلى الله عليه وسلم"كان الله ولا شيء معه"
فكيف يكون الحلول وهو واحد ولا شيء معه أم كيف يكون الإتحاد وهو واحد على الدوام.
ارجوا من الأخ علي أن يراجع ما كتب وينظر بعين الصفاء التي عهدناه عليها وإن تعذر الفهم السليم فلا يخوض خوض المتمسلفة. والله واء القصد وهو يهدي سواء السبيل.
والسلام. )))

فرددت عليه كلامه هذا فيما تجدونه مكتوبا في هذا الموضوع

فبدأ الكلام في هذا الردّ بقوله ( لآ أريد أن أدخل في جدال عقيم إلا أنه أقول أن سوء فهم الحلول والإتحاد عند الصوفية يِؤدي البعض سامحهم الله إلى تكفير من يقول بالإتحاد والحلول.)

وأقول له : نعم نعم نحن نكفّر من يقول بالإتّحاد والحلول ولكنّنا لا نكفّر من يقول بوحدة الشهود وهذه مباحث يجب أن تعلم بين أحل النسبة فكم من قائل من الأولياء ( تبّا لهم فقد جعلوا الخالق عين المخلوق )

أقول لكم ساداتي : الفناء هو قولهم ( الصفات ليست هي غير الذات ) كما قال سيدي المداني ( تالله لسنا سواه ) أمّا البقاء فهو قولهم : ( ليست الصفات هي عين الذات ) قال تعالى ( وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) أي : ( إشارة ) أفئن مات في نظركم إنقلبتم على أعقابكم بعدم الإيمان به فليس هو عين الذات حتّى تكفروا به , بل وجب إأتّباعه حتى بعد موته في نظركم , فحتّى صلاة سيدي أحمد التيجاني التي يقول فيه ( اللهم صلّ على عين ذاتك ) هي فناء في فناء ولكن أين البقاء يا أهل البقاء , ( ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام ) فأين عبوديتك في هذا البقاء وكيف تبلّغ عنه به : هل سألت نفسك , إذن فأنت لا يمكنك أن تكون رسول ولا وارث رسول بل أنت لا تقول بالرسلية حتّى بل أنت كافر بها , ولذا قال له ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ) فذكر الإرسال - الإرسال - الإرسال , وهذا الإرسال بالرحمة التي تجمعنا به ( أنا سرّ الرحمان أنا الكلّ منّي ) هو مقام الحقيقة المحمّدية وليس مقام الحقيقة الإلهية , فكانت تلك الصلاة التيجانية مقامها جمعي محمّدي في عين الأحدية وليس في عين الواحدية المنفردة ( لمن الملك اليوم --- لله الواحد القهّار ) فمثلما كان أوّل مخلوق كان أوّل مبعوث ( فأكون أوّل من أبعث ) حتى تعلم حقيقة قوله ( كما بدأنا أوّل خلق نعيده ) فقوله : بدأنا , يا من بدأك فكانت لك بداية أتجعل نفسك في مقام من ليست له بداية ولا نهاية أم أنّك تخلط بين العلم والمعلوم وبين الرحمة والراحم فأين أنت من فهم صفات المعاني وصفات المعنوية , فهل خرجت العلوم إلاّ من السرّ المرقوم , فما هذه العلوم التي بين أيدي علماء الشريعة إلاّ نهاية التحقيق يا من لا تدري وتظنّ أنّك تدري من حيث لا تدري

هل علمت الآن لماذا العلماء يدرسون العلم قبل أن يأخذوا الطريق , ألا تعلم لماذا قال العلماء : من تحقّق ولم يتشرّع فقط تزندق , وإنمّا تزندق لأنّه قال بعظائم كبار أقلّها ( الجبر ) حتّى أنّ أحدهم أنكر عليّ قولي : المسيخ الدجال لعنه الله ) فقال لي : لماذا لعنه الله ؟؟؟

المعرفة ليست زندقة ( اللهم أرزقني إيمان العجائز ) فكما يقع أهل الشريعة في أغلاط توحيدية فكذلك أهل الحقيقة فلهم اغلاط توحيدية فما خرجت كلّ تلك الفرق في صدر الإسلام كالمعتزلة وكالجبرية وكالمجسّمة ... إلخ إلاّ من مريدين نقص تحقيقهم فهم الذين أسّسوا لتلك الفرق الإسلامية


عدل سابقا من قبل علي في الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 4:55 عدل 1 مرات
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 4:32

فلا نظنّ أنّ تلك الفرق خرجت بمجرّد العقل وما سأل مالك من سأله عن الإستواء إلاّ لوجود كشفا عنده وتحقيقا بزعمه فأرجعه الإمام وأراد جلده وسمّاه بأنّه صاحب بدعة

فالفرق خرجت من قلّة التحقيق كالجبرية الذين قالوا بأنّ الإنسان مجبور على أفعاله لضلالات قامت عندهم , وقد أغلق الشيخ أبو الحسن هذا الباب بالنسبة للشاذلية بقوله ( فدع الكشف واعمل بالكتاب والسنّة ...)

فإنّ إبليس يحبّ هذه المذاهب لأنّها تفسد العلم فيكون في نظرهم مظلوما بل ومجبورا ولكن الحقيقة التي غابت عنهم هب خلاف ذلك وذلك لنقص علومهم وفهمهم وتحقيقهم ولضعف مادة أرواحهم كمن رأى بكشفه أهل الجنّة يتحوّلون في أي صورة فظنّه حشر أرواح دون أجساد كما حكى الإمام الشعراني ذلك , نعمة كشفه ضحيح لكن علمه بما كشف له ناقص فلا يعتدّ به لأنّه لو سمع أحد قوله لبثّ في الأمّة بدعة من البدع أو عقيدة فاسدة
فهل جاءتنا الفرق إلاّ من ضلال السالكين ... نعم هذه الحقيقة , وهل جاء إبليس إلاّ بسبب معرفته وقربه من الله , فإذا أردت أن تعرف ضلال بعض السالكين : أنظر من أين هبط إبليس وأين كان , وهكذا علوم الفرق فما القدرية وأقوالهم ولا الجبرية ولا المشبّهة ...إلاّ أقوال لسالكين إختلط عليهم الحابل بالنابل أم أنّك تظنّ أنّه كانت في السلف ومنهم خرجت مجرّد لآراء عقلية فأين العقل من معرفة الجبر أو تناسخ الأرواح أو القدر والإعتزال بل أصحابها مريدون إنقطع بهم السير فخلطوا ولكن لا نخرجهم من الإسلام بل نحذّر منهم غاية التحذير

من عرف العلم الصحيح عرف منشأ جميع الضلالات في الكون وعرف جميع حضراتها ومن أين حضرة صدرت لذا قال الشيخ الجيلاني رضي الله عنه للشيطان لمّا تجلّى له ( إخسأ يا لعين ) ولا نحن معاذ الله أن نضع إخواننا في هذا الموضع بل شفقة عليهم نقول : هل هذا هو الكتاب والسنّة أم ستقولون أنّ القرآن كلّه شرك , بل هو عين التحقيق

اليوم هناك في بلادنا من يؤلّف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم ويقرأ أتباعه تلك الصلاة وردا رغم أنّه علميا متناقضة وليست هي حقيقة التحقيق ( ولكن إنّما الأعمال بالنيات ولا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها )

قال الشيخ إبن مشيش رضي الله عنه ( وأنشلني من أوحال التوحيد وأدخاني في عين بحر الوحدة ) لأنّه لا يريد ان يسمع ولا يحسّ إلاّ بها ( دلالة على الخروج إلى مقام البقاء ) وليس فقط الفناء
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف رضوان الخميس 1 يوليو 2010 - 8:38


سيدي فقير يريد أن يرجعنا للفتنة التي يقولها بعض فقراء المتلوي والتي تبرّأ منها سيدنا إسماعيل رحمه الله والتي وقال فيها: إني بريء ممن يقول بها في الدنيا والآخرة...
رضوان
رضوان

عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف أبو أويس الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 21:54

قال أحد العارفين:
بسم الله الرحمن الرحيم
يزعم بعض الناس الذين لا يعرفون مراد القوم _ الصوفية _ ومصطلحهم أنهم يريدون من وحدة الوجود أنَّ الموجودات جميعها هي عين الحق تبارك وتعالى .

وهذا وهم باطل نشأ من عدم العلم بمصطلحات القوم وأذواقهم ، ويعلم الله تعالى أنَّ القوم بريؤن من هذا الاعتقاد الفاسد ، لأنهم يعنون بوحدة الوجود أنَّ الكائنات كلها أثر فاعل ، وأثر الفاعل لا يسبقه ولا يلحقه ولا يثنيه ، وأنَّ الوجود الحق الذاتي لا يكون إلا لله تعالى وحده ، وهذا الاعتقاد يعنيه هو مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم لأنهم يقولون : إن ثمَّ واجباً وثمَّ ممكناً ، والواجب هو ما قام بذاته وأوجب الوجود لغيره بإرادته وقدرته ، ولم يفتقر في وجوده إلى أحدٍ سواه ، والممكن هو ما ليس له من ذاته وجود ولا عدم ، ومن كان كذلك كانت الذاتية فيه لغيره وليست الذاتية في شيء إلا لله تعالى ، فالكائنات إذن بالنظر إلى ذاتها عدم محض ، قال الله تعالى : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ الرحمن/26 . وفان اسم فاعل ، واسم الفاعل حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال ، وليست هناك قرينة تصرف اللفظ عن معناه ، وإذا كانت الكائنات معدومة في نفسها موجودة بغيرها فهي مظاهر وشؤون تبدو عنه وتعود إليه ، ثم إنَّ اعتقاد المرء أو شهوده لهذه الحقيقة لابد أن يكون معه كل الملازمة لأحكام الشرع الشريف ، وإن كان العبد عاصياً لله في وقت يشعر في أنَّ الله مطَّلع عليه فلا شك أنَّ في ذلك منتهى الجرأة على الله تعالى ، ذلك لأنَّ المعصية الصادرة في وقت أنت فيه غافل عن ربك غير المعصية البادية في وقت مشاهدة منك وحضور ، والمعرفة وحدها غير كافية في نجاة المرء إن أهمل أحكام الله تعالى وأوامره .

قال آخر:

بارك الله فيك يا أخي وسدد خطاك

هذا تأكيد آخر على أن السادة الصوفية ومن تبعهم من القوم هم من أقطاب التوحيد، وأود أن أضيف أنه حتى الحلاج الذي أدى أغلى ثمن لتهمة الوحدة والحلول فهو بريء مما نسب إليه، فكيف يتهم بذلك من يقول بصريح العبارة:
"ألزم الكل الحدث، لأن القدم له، فالذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه، والذي بالإرادة اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي الوهم يظفر به فالتصوير يرتقي إليه، ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه كيف، إنه تعالى لا يظله فوق، ولا يقله تحت، ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلف، ولا يحده أمام، ولا يظهره قبل، ولا يفنيه بعد، ولا يجمعه كل، ولا يوجده كان، ولا يفقده ليس، وصفه لا صفة له، وفعله لا علة له، وكونه لا أمد له، تنزه عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله علاج، باينهم بقدمه، كما باينوه بحدوثهم، إن قلت متى؟ فقد سبق الوقت كونه، وإن قلت: هو فالهاء والواو خلقه، وإن قلت: أين؟ فقد تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، ما تصور في الأفهام فهو خلافه، كيف يحل به ما منه بدا؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه، لا تماقله العيون، ولا تقابله الظنون، قربه كرامته، وبعده إهانته، علوم من غير توقل، ومجيئه من غير تنقل: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن"، القريب البعيد: "ليس كمثله شيء وهو السميع العليم"." ؟؟؟؟
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وحدة الوجود - صفحة 2 Empty رد: وحدة الوجود

مُساهمة من طرف احمد حدان السبت 5 نوفمبر 2011 - 21:10

التصوُّف الإسلامي بين وحدة الشهود ووحدة الوجود


مدخل إلى فكر محيي الدين بن عربي



إذا قال الصوفي: "لا أرى شيئاً غير الله"، فهو في حال وحدة شهود.

وإذا قال: "لا أرى شيئاً إلا وأرى الله فيه"، فهو في حال وحدة وجود.

ولعل هذا أوجز تبسيط ممكن لهذين الاصطلاحين اللذين يختزلان التجربة الصوفية في كل أبعادها.

فحال وحدة الشهود هي حال الفناء، وحال وحدة الوجود هي حال البقاء.

والفناء والبقاء متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ وكذلك وحدة الشهود ووحدة الوجود: فإذا كنت فانياً عن شيء، فأنت لابد باقٍ بغيره؛ أو إذا كنت باقياً في شيء فأنت، لامحالة، فانٍ عن سواه. وهذا أمر طبيعي، بما أن الإنسان عاجز عن جمع همَّته، أو تسليط انتباهه، على أكثر من موضوع واحد في نفس اللحظة.

هذه الورقة التي أكتب عليها، إن فكرت فيها (طولها، عرضها، لونها، إلخ.)، تعذَّر عليَّ أن أكتب عليها؛ وإن فكرت في الكتابة أو فيما أكتب، تعذَّر عليَّ التفكير في الورقة. في الحالة الأولى، يقال في المصطلح الصوفي،: أنا باقٍ بالورقة، فانٍ عن الكتابة؛ وفي الحالة الثانية، يقال: أنا فانٍ عن الورقة، باقٍ بالكتابة.

يقول ابن عجيبة: "إن الفناء هو أن تبدو لك العظمة فتنسيك كل شيء، وتغيبك عن كل شيء، سوى الواحد الذي "ليس كمثله شيء"، وليس معه شيء. أو تقول: هو شهود حق بلا خلق، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق... فمن عرف الحق شهده في كل شيء، ولم يرَ معه شيئاً، لنفوذ بصيرته من شهود عالم الأشباح إلى شهود عالم الأرواح، ومن شهود عالم المُلك إلى شهود فضاء الملكوت. ومن فني به وانجذب إلى حضرته غاب في شهود نوره عن كل شيء ولم يثبت مع الله شيئاً."

ما يهمنا، فيما نحن في صدده من قول ابن عجيبة، قوله: "إن الفناء هو شهود حق بلا خلق، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق..." بعبارة أخرى، إن الفناء، أو وحدة الشهود، امتصاص التجلِّيات في مبدأها - المبدأ يمتص تجلياته و"يشفطها" - أو هو اختزال الدائرة في نقطة المركز؛ بينما البقاء هو شيوع المبدأ في تجلِّياته، أو هو انزياح نقطة المركز في الدائرة. في الحالة الأولى، يغيب الخلق في الحق، وفي الثانية، يتجلى الحق في الخلق. والخلق والحق أبداً ما بين غياب وتجلٍّ.

والمثال الذي كثيراً ما يسوقه الصوفية تبياناً لحالي الفناء والبقاء جواب قيس ليلى عندما سئل "أين ليلى"، وقوله: "أنا ليلى!" فقيس، لما قال ما قال، كان فانياً عن نفسه باقياً بليلى.

لكن خير مثال يوضح لنا حالي الفناء والبقاء، كونه منتزَعاً من حياتنا المعاصرة، مثال الممثل السينمائي أو المسرحي الذي يؤدي دوراً رسمه له المخرج: الممثل في هذه الحالة يتكلم كلاماً غير كلامه هو، ويأتي أفعالاً ليست أفعاله هو، بل كلامه وأفعاله كلام وأفعال الشخصية التي يؤدي دورها. بالتعبير الصوفي نقول: إن الممثل فانٍ عن نفسه باق بدورهٍ.

ووحدة الشهود نوع من التوحيد يختلف عن توحيد الإيمان الذي نصت عليه الشريعة، من حيث إن التوحيد الشهودي توحيد يقيني، تجريبي أو "ذوقي"، على حد المصطلح الصوفي. بينما التوحيد الشرعي إيماني، نقلي، يُلتمَس إليه الدليل بالنظر العقلي. وعلى هذا، فإن التوحيد الشهودي، أو وحدة الشهود، حال أو تجربة، لا فكر واعتقاد. يقول المرحوم الدكتور أبو العلا عفيفي: "هو التوحيد الناشئ عن إدراك مباشر لما يتجلَّى في قلب الصوفي من معاني الوحدة الإلهية في حال تجلُ عن الوصف وتستعصي على العبارة؛ وهي الحال التي يستغرق فيها الصوفي ويفنى عن نفسه وعن كل ميل سوى الحق، فلا يشاهد غيره لاستغراقه فيه بالكلية." ثم يتابع قائلاً: "هذا هو الفناء الصوفي بعينه، وهو أيضاً مقام المعرفة الصوفية التي ينكشف فيها للعارف معنى التوحيد الذي أشار إليه ذو النون المصري إذ يقول: "إنه بمقدار ما يعرف العبد من ربِّه يكون إنكاره لنفسه؛ وتمام المعرفة بالله تمام إنكار الذات". ثم يتابع عفيفي: "فإن العبد إذا انكشف له شمول القدرة والإرادة الإلهية والفعل الإلهي، اضمحلت الرسوم والآثار الكونية في شهوده وتوارت إرادته وقدرته وفعله في إرادة الحق وقدرته وفعله. ووصل إلى الفناء الذي هو عين البقاء: لأنه يفنى عن نفسه وعن الخلق ويبقى بالله وحده."

وينقل عفيفي عن التهانوي قوله: "والتوحيد عند الصوفية معرفة وحدانيَّته الثابتة له في الأزل والأبد، وذلك بألا يحضر في شهوده غير الواحد جلَّ جلاله... فيرى صاحب هذا التوحيد كل الذوات والصفات والأفعال متلاشية في أشعة ذاته (أي ذات الحق – التفسير من تدخل عفيفي) وصفاته وأفعاله، ويجد نفسه في جميع المخلوقات كأنها مدبِّرة لها وهي أعضاؤها." ثم يقول التهانوي: "ويرشد فهم هذا المعنى إلى تنزيه عقيدة التوحيد عن الحلول والتشبيه والتعطيل، كما طعن فيهم [أي الصوفية] طائفة من الجامدين العاطلين عن المعرفة والذوق، لأنهم إذا لم يثبِتوا معه غيره فكيف يعتقدون حلوله فيه أو تشبيهه به، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً."[5]

أقول: نحن هنا أمام نوسة هائلة من نوسات النفس البشرية في سعيها إلى نفي العالم من أجل إثبات الألوهة، بعد أن كانت في "وثنيَّتها" تنفي الألوهة من أجل إثبات العالم، أو على أعلى اعتبار، تجعل الألوهة شيئاً من أشياء العالم؛ "تشيِّئُها" وتصنعها من التمر، حتى إذا جاع عبادها أكلوها وأخذت طريقها إلى حيث النفايات. إذن، لابد من مواجهة نوسة نفي الألوهة من أجل إثبات العالم بنوسة مضادة وصلت إلى أقصى مدى لها عند صوفية وحدة الشهود الذين قالوا بنفي العالم من أجل إثبات الألوهة.

نعود إلى عبارة التهانوي القائلة إن الصوفية لايثبتون مع الله غيره، ولا مع صفاته صفات أخرى، ولا مع أفعاله أفعالاً أخرى. يعقِّب عفيفي على قول التهانوي بالقول إنه إذا أخذ على إطلاقه، لايجعل الصوفية من القائلين بالتوحيد بل بوحدة الوجود، وهو معنى للتوحيد كادت أن تقول به المدرسة البغدادية في القرن الثالث الهجري، ومن زعمائها أبو القاسم الجنيد.[6]

نستعرض فيما يلي طرفاً من أقوال كبار ممثلي هذه المدرسة، بادئين بأبي القاسم الجنيد. ولشيخ الصوفية أقوال كثيرة في التوحيد أهمها قوله: "أن يرجع العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون."[7] يشير الجنيد بهذا إلى قوله تعالى: "وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريَّتهم وأشهدتهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين." (الأعراف 172) أي أن شهادة الخلق للحق بوحدانيته وربوبيَّته قد أخذها الله تعالى من بني آدم في الميثاق الأول، وهم بعد في عالم الغيب قبل أن يوجدوا في عالم الشهادة، عندما كانوا مجرد إمكانية وجود، أو وجود بالقوة، وقبل أن ينتقلوا إلى وجود بالفعل في هذا العالم. فإذا فني الصوفي عن نفسه وعن الخلق كان في حال مماثلة لحاله في عالم الذرّ، أو إن شئت قلت: في نفس الحال إياها، لأن كل خروج من عالم الزمان والمكان هو التقاء بلحظة الميثاق التي قيلت فيها كلمة "بلى!"

وقد غلا الشبلي في توحيده غلواً أدى به إلى تكفير الموحِّد بقوله: "من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو ثنوي، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن وهم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل، ومن ظن أنه قريب فهو بعيد، ومن تواجد فهو فاقد، وكل ما ميَّزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم من إثم معانيكم، فهو مصروف مردود إليكم، محدث مصنوع مثلكم."[8]

مفتاح توحيد الشبلي هو العبارة الأخيرة التي تفيد استحالة توحيد الخلق الحادث للحق القديم؛ لأن توحيد الحادث حادث مثله؛ فهو بهذا الاعتبار عدم أو بحكم العدم. وإثبات وجود آخر مع الله الذي له وحدة الوجود إنما هو شرك أو إلحاد به، - وهذا ما أدى ببعضهم إلى القول: ما وحَّد الله غير الله![9]

وكان الحلاج يقول: "إن العبد إذا وحَّد الله تعالى فقد أثبت نفسه، ومن أثبت نفسه فقد أتى بالشرك الخفي. وإنما الله تعالى هو الذي وحَّد نفسه على لسان من شاء من خلقه."

وقد أوفى الهروي على الغاية عندما قال:

ما وحَّد الواحد من واحد إذ كل من وحَّده جاحد

توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد

توحيده إيِّاه توحيده ونعت من ينعته لاحد

يلاحظ عفيفي أن بعض الدارسين من المستشرقين خلص من هذه الأقوال، بل من هذه المواقف، إلى أن السمة الغالبة على التصوف الإسلامي هي سمة "وحدة الوجود". لكن ما هي وحدة الوجود؟ ليس من اليسير إيجاد تعريف دقيق لهذه النظرية أو العقيدة، لأنها كثيراً ما تلتبس بالحلول الذي يتنافى مع العقيدة الإسلامية، وربما غير الإسلامية. لكن ما يعنينا منها هنا هو وحدة الوجود التي يقول بها الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي.

فالحلول Pantheism معناه امتصاص المبدأ في تجلِّياته بحيث يصبح الخالق أسير مخلوقاته؛ فهي هو من كل وجه وهو هي من كل وجه. على حين أن وحدة الوجود Unity of Being (أو بالفرنسية Unicité de l’Être)، أو على الأقل وحدة الوجود التي يقول بها ابن عربي، تختلف اختلافاً بيِّناً عن عقيدة الحلول، وإن كانت تتقاطع معها في بعض النقاط لكي تتفارق عنها في بعض النقاط الأخرى، أو حتى في نفس النقاط.

ولكي نوضح ذلك نذكِّر بما قلناه في مطلع كلامنا أن ثمة تلازماً بين الفناء والبقاء، بحيث لا فناء بلا بقاء، ولا بقاء بلا فناء، بل إن الفناء هو عين البقاء، وإنهما حقيقة واحدة ولا فرق بينهما إلا في الاعتبار؛ أو قل إنهما مظهران من حقيقة واحدة: أحدهما سلبي (الفناء)، وثانيهما ايجابي (البقاء). كما تبيَّن معنا أن وحدة الشهود تسمية أخرى للفناء، ووحدة الوجود تسمية أخرى للبقاء. وكلتا التسميتين – وشأنهما في هذا كشأن الفناء والبقاء – تعبِّر عن حقيقة واحدة، ولا فرق بينهما إلا في الاعتبار، حتى ليمكننا القول إن وحدة الشهود هي عين وحدة الوجود، قياساً على القول إن الفناء هو عين البقاء.

ولو عدنا إلى مثال الممثل السينمائي أو المسرحي الذي يؤدي دور شخصية معينة، لأمكننا التمييز بين ثلاثة أحوال: أولها، فناء الممثل عن نفسه؛ ثانيهما، بقاؤه في الشخصية التي يلعب دورها؛ وثالثها، بقاء الشخصية التي يلعب دورها في الممثل: فهي التي تنطق بلسانه فيما هو ينطق بلسانها، وهي التي تفعل من خلاله فيما هو يفعل من خلالها. وعلى هذا فقد يعني بقاء الصوفي في الحق بقاء للحق في الخلق أيضاً. ومن هنا قال الحلاج: "ما في الجبة غير الله!"

ويمكننا أن نلاحظ هذه الأطوار الثلاثة في وصف عفيفي للتجربة الصوفية إذ يقول: "ولكن العبد الفاني عن نفسه، الباقي بربه، ليس في حالة سلبية محضة، كما قد يسبق إلى الأوهام، لأن بقاءه بالله يشعره بنوع من "الفاعلية" لا عهد له به، إذ يرى نفسه وكأنه منفِّذ للإرادة الإلهية، مدبِّر كل ما يجري في الوجود، محرِّك للأفلاك، قطب الوجود الذي يدور عليه كل شيء."[10]

لكن أين تتقاطع وأين تتفارق وحدة الوجود والحلول؟

النظريتان تتقاطعان عند اعتبارهما أن الله والعالم كينونة واحدة، وتتفارقان من حيث إن عقيدة الحلول تنفي ثنائية الحق والخلق، على حين أن وحدة الوجود التي قال بها الشيخ الأكبر تعترف بثنائية الحق والخلق وتنفيها في نفس الوقت. فهي تحافظ على الثنائية فيما تقول بالوحدة، وتحافظ على الوحدة فيما تقول بالثنائية. أي أنها ثنائية في وحدة، أو وحدة في ثنائية؛ لكنها تمنح الوحدة قيمة مطلقة والثنائية قيمة نسبية. والسبب في ذلك قدم الحق وحدث الخلق. فالخلق، أو العالم، محدث غير قديم. ووجوده بهذه الصفة، ليس إلا وجوداً عابراً بما هو صائر إلى زوال؛ بينما الحق تعالى موجود أزلاً، وموجود أبداً، لا بل هو الوجود بامتياز. وبذلك يكون وجود الخلق، قياساً على وجود الحق، وجوداً كالعدم، أو هو اللاوجود. فكل ما له بداية ونهاية فهو محدث، لا حظ له في قدم. وهو، بهذه الصفة، لا وجود له إلا ما بين بدايته ونهايته؛ أما قبل البداية وبعد النهاية فعدم محض على صعيد الخلق بما هو خلق. إذن، فثنائية الحق والخلق معترف بها بمقدار "وجود" الخلق ما بين نشأته ومآله؛ وإلا فالوجود للحق تعالى وحده، لأنه هو الوجود بامتياز، كما قلنا. وعلى هذا تكون ثنائية الحق والخلق ذات قيمة نسبية، ويكون وجود الحق وحده ذا قيمة مطلقة. أو تقول إن ثنائية الحق والخلق شأن عابر، بينما وجود الحق وحده هو الثابت والدائم. أو تقول إن وجود الحق وجود حقيقي، ووجود الخلق وجود اعتباري. فوجود الخلق، بهذا الاعتبار، أمر معترف به لدى الشيخ الأكبر.

ثمة معيار آخر للتمييز بين الحلول ووحدة الوجود، أعني به التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، على حد تعبير الإمام ابن قيم الجوزية،[11] أو التقييد والإطلاق، على حد قول الشيخ الأكبر.[12]

تلتقي عقيدة الحلول مع عقيدة وحدة الوجود في أن الاثنتين تقولان بالمحايثة، محايثة الألوهة للعالم؛ وتفترقان من حيث إن الحلول يقول بالمحايثة المطلقة على حين أن وحدة الوجود تقول بالمحايثة النسبية. فالحق ليس مبايناً للخلق مباينة مطلقة، لأنه لو كان كذلك لكان الخلق موجوداً بذاته، ولم يكن حادثاً، وكان حداً للألوهة. ويؤدي بنا إلى نتيجة مشابهة القول بأن الحق محايث للخلق محايثة مطلقة بلا مباينة، فيكون الله تعالى، في هذه الحالة، محدوداً بحدود العالم، متناهياً كتناهي العالم، نسبياً كنسبيَّته. إذن لابد من الاعتراف بكلتا صفتي التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، أو المفارقة transcendance والكمون immanence. وقد جمع ابن عربي بين التنزيه والتشبيه في قوله: "... وبالجملة فالقلوب به هائمة والعقول فيه حائرة، يريد العارفون أن يفصلوه تعالى بالكلِّية عن العالم من شدة التنزيه فلا يقدرون، ويريدون أن يجعلوه عين العالم من شدة القرب فلا يتحقق لهم؛ فهم على الدوام متحيِّرون: فتارة يقولون "هو"، وتارة يقولون "ما هو"، وتارة يقولون "هو ما هو"، وبذلك ظهرت عظمته تعالى."[13]

ويقول أيضاً: "التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي عين التحديد والتقييد. فالمنزِّه إما جاهل أو صاحب سوء أدب... وكذلك من شبَّهه وما نزَّهه فقد قيَّده وحدَّده وما عرفه. ومن جمع معرفته بين التنزيه والتشبيه بالوضعين على الإجمال – لأنه يستحيل ذلك على التفصيل لعدم الإحاطة بما في العالم من الصور – فقد عرفه مجملاً لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملاً لا على التفصيل."[14]

ثمة معيار ثالث هو الإقرار بأن الله تعالى واجب الوجود بذاته، وأن العالم واجب الوجود بغيره. يترتب على هذا القول أن الله تعالى مطلق، لا بل هو المطلق، وأن العالم نسبي، وأن النسبي تابع للمطلق وخاضع له. وعند ابن عربي أن الخلق يشترك مع الحق في كل صفة واسم إلا الوجوب بالذات. يقول الشيخ الأكبر: "ولاشك أن المحدَث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدِث أحدثه لإمكانه لنفسه. فوجوده من غيره، فهو مرتبط به ارتباط افتقار. ولابد أن يكون المستنَد إليه واجب الوجود لذاته، غنياً في وجوده بنفسه غير مفتقر، وهو الذي أعطى الوجود بذاته لهذا الحادث فانتسب إليه. ولما اقتضاه لذاته كان واجباً به. ولما كان استناده إلى من ظهر عنه لذاته، اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شيء من اسم وصفة، ما عدا الوجوب الذاتي؛ فإن ذلك لا يصح في الحادث، وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بذاته."[15]

ثمة معيار رابع هو طبيعة الارتباط بين الحق والخلق. وهي رابطة معنوية لا جسمانية أو مادية. وفي هذا القول الشيخ الأكبر: "أما الارتباط الجسماني فلا يصح بين العبد والرب [أو بين الخلق والحق] لأنه تعالى "ليس كمثله شيء"، فلا يصح به ارتباط من هذا الوجه أبداً لأن "الذات" له الغنى عن العالمين؛ بخلاف الارتباط المعنوي، فإنه من جهة مرتبة الألوهية. وهذا واقع بلا شك لتوجُّه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها."[16]

لكن الشيخ الأكبر لا يتوقف عند قوله "لتوجه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها"، بل يصف هذا التوجه من قبل مرتبة الألوهية بالافتقار، والأمر قد يبدو اختراقاً لمعيار "الوجوب الذاتي"، لكنه يبين طبيعة هذا الافتقار فيقول: "وهي [أي الألوهية] التي استدعت الآثار؛ فإن قاهراً بلا مقهور، وقادراً بلا مقدور، وخالقاً بلا مخلوق، وراحماً بلا مرحوم، صلاحية ووجوداً وفعلاً، محال. ولو زال سر هذا الارتباط لبطلت أحكام الألوهية لعدم وجود من يتأثر. فالعالم يطلب الألوهية وهي تطلبه، والذات المقدس غني عن هذا كله."[17]

أقول: إن هذا نوع من الضرورة الميتافيزيقية اقتضتها طبيعة كون الخالق خالقاً، أو هو نوع من تحقيق الذات بدونه تظل الألوهية إمكانية وجود، وليست وجوداً فاعلاً ومؤثراً. وهو أدخل في باب الغاية من الخلق في مثل قوله تعالى: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون" (الذاريات 56)، وفي تفسير ابن عباس "إلا ليعرفون"، أو قوله تعالى في الحديث القدسي "كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبه – أو فبي – عرفوني"[18]. أو هو من قبيل "حاجة" المحسن الكريم إلى الإحسان وإلى من يتقبَّل منه إحسانه؛ إذ بدون المتقبل لا يمكن أن يسمى المحسن محسناً.

بقي أن نعرف أن الشيخ الأكبر يميز بين الذات الإلهية وبين مرتبة الألوهية. فالأولى مجردة عن الصفات والأسماء، وهي الغنية عن العالمين. أما الثانية، وهي الذات متصفة بالصفات والأسماء، فتحتاج إلى خلق الأشياء لكي ترى ذواتها فيها. أي أن فعل الخلق حاصل من مرتبة الألوهية التي تتوجَّه على إيجاد العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها. فصفة العلم مثلاً تتطلب، لكي تتحقق، معلوماً يتعين فيه العلم، وعالماً تقوم به هذه الصفة، أي تتطلب ذاتاً عالمة وموضوعاً معلوماً. فمن أسمائه تعالى العالِم (عالِم الغيب والشهادة)، ومن صفاته العلم؛ فذاته التي تتصف بالعلم، وهي مرتبة الألوهية من ذاته تعالى، تنعكس على مرآة صورة المعلوم، فترى الذات نفسها في صورة المعلوم، من حيث إن الخلق ما هو إلا "امتداد" للذات، تصير به الذات موضوعاً. أي أن الموضوع هو "الذات" في العالم الخارجي، أو "الذات خارج الذات"؛ مع التأكيد أن تعبيري "العالم الخارجي"، و"خارج الذات"، تعبيران اصطلاحيان اعتمدناهما بغية التوضيح. هذه الصورة المنعكسة، أي صورة المعلوم، يسميها ابن عربي بـ"القابل"، كما يسميها أيضاً بـ"العين الثابتة".[19]

نجمل ما تقدم في النقاط التالية:

أولاً: تقول عقيدة وحدة الوجود بقدم الحق تعالى وحدث العالم، وتقول بأن الحق قديم بإطلاق، لكنها تقول أيضاً أن العالم ليس حادثاً من كل وجه. فهو قديم باعتبار "وجوده" في علم الله القديم. وعلى هذا يمكننا القول أن الحق حق والعالم حق وخلق.

ثانياً: تعترف عقيدة وحدة الوجود بالمباينة إلى جانب المحايثة، وبالتنزيه مع التشبيه، والإطلاق مع التقييد، والمفارقة مع الكمون، وتقرر أن الصلة بين الحق والخلق معنوية أو جوهرية، غير مادية.

ثالثاً: الحق واجب الوجود بذاته، والخلق واجب الوجود بغيره. والخلق مفتقر إلى الحق من كل وجه، والحق له الغنى عن العالمين. وإن كان ثمة افتقار من جانب الحق فهو من "مرتبة الألوهية"، لا من "الذات". مع البيان أن افتقار الموجد إلى "الإيجاد" هو من غير طبيعة افتقار الموجد إلى "الوجود".

رابعاً: تميز عقيدة وحدة الوجود بين "الذات الإلهية" العارية عن الأسماء، وبين "الذات الإلهية" متصفة بالصفات والأسماء؛ وهي مرتبة الألوهية، وهي الوسيط بين الذات والعالم: تفصل الذات عن العالم وتعقد الصلة بينهما في نفس الوقت.

خامساً: الوجود بحق هو لله تعالى وحده، وليس للخلق إلا وجود اعتباري. يترتب على ذلك أن ثنائية الحق والخلق، مادام هناك خلق، ذات قيمة نسبية، على حين أن الوحدة، وحدة وجود الحق، ذات قيمة مطلقة. تبعاً لذلك يمكننا القول: لا وجود إلا للحق تعالى وحده! وهذا هو المؤدى العميق الذي تنطوي عليه شهادة الإسلام الأولى بقولنا "أشهد ألا إله إلا الله"، من حيث إن الوجود الحق هو الذي لا تسري عليه نواميس السببية؛ أي "واجب الوجود بذاته". أما الشهادة الثانية فتشير إلى "واجب الوجود بغيره"، مرموزاً إليه بأسمى مظهر له من المنظور الإسلامي، وهو محمد بن عبد الله (ص)، كما يؤكد ذلك العلامة السيد سيد حسين نصر.

وما ينطبق على حالي الفناء والبقاء من حيث تلازمهما، أو ما ينطبق، على حالي وحدتي الشهود والوجود من حيث اعتبارهما مظهرين لحقيقة واحدة، ينطبق أيضاً على شهادتي الإسلام، من حيث إن الشهادة الأولى تنفي الوجود عن السوى وتثبته لله تعالى وحده. فقول المسلم العادي: "أشهد ألا إله إلا الله" قريب جداً من قول الصوفي: "لا أرى شيئاً غير الله". والشهادة الثانية، إذ تعترف بوجود العالم مرتبطاً بالله تعالى في قولنا "رسول الله"، إنما تثبت العالم موجوداً بالله غير منفصل عنه؛ إذ هو منه قوام وجوده. ولذلك كان الإسلام هو وعي هذه العلاقة القائمة على أساس ألا وجود لغير الحق إلا بالحق؛ وهو ما يعبر عنه قول الصوفي "لاأرى شيئاً إلا وأرى الله فيه".

ولئن كان الدكتور يواكيم مبارك يقول إن وحدة الشهود هي الإسلام بامتياز، أفلا يحق لنا أيضاً أن نقول إن وحدة الوجود هي الإسلام بامتياز؟

*** *** ***
احمد حدان
احمد حدان

ذكر عدد الرسائل : 11
العمر : 77
تاريخ التسجيل : 31/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى